يُحسب لبرنامج Dancing with the stars في موسمه الرابع أنه يجعلنا ننتظره مساء كل أحد لنشاهد رقصات المشاهير رغم كل الثغرات الموجودة في البرنامج وأبرزها تعليقات لجنة التحكيم غير المتطابقة مع العلامات التي تعطى بعد إنتهاء كل رقصة على عكس السنوات المواسم الثلاثة السابقة.

في الموسم الرابع سرق الشباب الأضواء وتفوقوا على المشتركات، وأبرزهم الممثل بديع أبو شقرا والمغني مارك حاتم اللذان يحتلان الصدارة هذا العام، مع غياب للنجمة التي تستطيع أن تنافسهما رغم المحاولات لإدخال ملكة جمال لبنان السابقة فاليري أبو شقرا لكنها لم تفلح في ذلك بالرغم من حضورها المحبب على الشاشة.


كذلك عارضة الأزياء التونسية ريم السعيدي جمالها لم يساعدها لدخول المنافسة، كما أنّها لم ترتقِ إلى مستوى رقص عارضة الأزياء التونسية ليلى بن خليفة التي شاركت في الموسم الثالث ووصلت إلى النهائيات. فيما الممثلة بياريت قطريب لم تكن في أفضل حالاتها كما هي في التمثيل، فغادرت البرنامج من دون أن تترك أي أثر يذكر للمشاهدين، أما بونيتا سعادة ورغم محاولاتها لتقديم رقصات تستطيع فيها منافسة بديع ومارك إلاّ أنّها خرجت من البرنامج باكراً بعد تصدرها المرتبة الأولى قبل أسبوع.

إستطاعت الليدي مادونا أن تخطف الأنظار رغم فارق السن ومهارات الرقص بينها وبين باقي المشتركين، حضورها العفوي قرّب الناس من البرنامج ومنها تحديداً ، وظهرت بصورة مختلفة عمّا قدّمته سابقاً ، وبالتأكيد هي إحدى الورقات الرابحة في البرنامج، لكن في الوقت نفسه تغيب النجمة التي تُبهرنا برقصها هذا، فأين تلك النجمة التي تنافس داليدا خليل، مايا نعمة، ندى أبو فرحات، دانييلا رحمة وليلى بن خليفة برقصاتها؟


من الأوراق الرابحة في البرنامج الممثل بديع أبو شقرا المرشح الأقوى للفوز بالموسم الرابع من "الرقص مع النجوم"، تمكن من أن يُبهر الجمهور منذ الحلقة الأولى، أقل ما يُقال عنه إنه مبدع في كل الفنون التي يشارك بها. ترجم عمق أفكاره في رقصاته ، وإحتل المرتبة الأولى مراراً وتكراراً، لم يعد مستغرباً على الرجل أن يظهر على الشاشة وهو يرقص وهذا ما استطاع البرنامج وجميع المشتركين في كل المواسم إظهاره، لكن أبو شقرا كسر الصورة النمطية للرجل ورقص وهو يرتدي التنورة من دون أن يخدش حياء المشاهدين الكاذب.

كذلك مارك حاتم الذي فاجأنا بمهاراته في الرقص بعد أن لفت الأنظار في برنامج The Voice بنسخته الفرنسية. لكن تُبدو لعبة البرنامج في المبالغة بالمنافسة بين مارك وبديع نافرة بعض الشيء مع مرور الحلقات، خصوصاً تعليقات مقدمة البرنامج كارلا حداد المتكررة في كل حلقة حول المنافسة بينهما وعندما تقول بعد تقديم بديع رقصته أنّ الجميع ينتظر رقصات باقي المشتركين "وخصوصاً مارك" هو إعتراف علني بأنّ الرقصات الجميلة لا يقدمها في هذا الموسم إلاّ بديع ومارك.

يحاول لاعب كرة القدم رضا عنتر أن يبذل مجهوداً واضحاً للدخول في المنافسة رغم غياب الحضور والكاريزما بشكل واضح، لكن شاءت علامات اللجنة ألا تتطابق مع تعليقاتها على رقصاته، وهذا ما إستنكره رضا في آخر حلقة عُرضت مباشرة على الهواء وأعلن أنّه غير متقبل للنتيجة التي حصل عليها، وهو ما يضع الكثير من علامات الإستفهام وفي الوقت الذي توقع البعض خروجه من البرنامج في هذه الحلقة بعد إستنكاره لكن للمصادفة أنّ القيمين على البرنامج قرروا ألا يخرج أي مشترك..فهل يكون خروجه قريباً من البرنامج؟

الممثل نيكولا مزهر ورغم إخفاقه في تقديم رقصات جيدة على مستوى التكنيك ، إلا أنّ بالتأكيد حضوره والكاريزما التي يمتلكها جعلاه ورقة رابحة للبرنامج، وكسب شريحة واسعة من المعجبين تمكنوا من إبقائه إلى مراحل متقدمة في البرنامج، فيما الممثل رفيق علي أحمد حافظ على رصانته رغم القرار الجريء الذي إتخذه في المشاركة بالبرنامج، لكنه في الوقت عينه لم يقدّم أداءً راقصاً على قدر المطلوب ، وبقي في معظم الحلقات في آخر قائمة العلامات وخروجه في منتصف البرنامج جاء عادلاً.


أما المخرج باسم كريستو فيؤكد في كل مرة أنّه أفضل من أخرج برامج المنوعات في العالم العربي، قدّم لوحات على مستوى عالٍ جداً، أبهرنا في الكثير من الحلقات ، وحلّق بعيداً جداً في صورته حيث لا يجرؤ كثيرون.


يتفق عدد كبير من متابعي "الرقص مع النجوم" على أنّ لجنة التحكيم هذا الموسم ليست في أفضل حالاتها، وتحديداً في التفاوت الكبير بين التعليقات والعلامات التي تعطى للرقصات، نسمعهم يشيدون برقص أحد النجوم ، وتأتي العلامات بعدها أقل من المتوقع، فيما ينتقدون بعض الرقصات ويفاجئوننا أيضاً بعلاماتهم المرتفعة. فيما تبقى علامة العشرة غائبة كلياً في الموسم الرابع، فهل جميع الرقصات التي قُدمت لليوم لا تستحق هذه العلامة ؟ أم أنّ حساباتهم أصبحت مختلفة هذه السنة على عكس السنوات السابقة؟