رقصت وغنت ومثلت وأقيم لها تمثال ولحن لها عبد الوهاب.


تعثرت سيرتها الذاتية وأتقنت ثلاث لغات ومن السيرك لمساء الفن .
عرفت بلقب "لهاليبو" كونها كانت نجمة شاملة ترقص وتغني وتمثل وتقدم المنولوج، لا سيما وانها منذ صغرها احترفت العمل بالسيرك، وفي بداية شبابها لمع نجمها بسماء الفن وصارت "ولعة" السينما المصرية التي رحلت قبل ان تتم الـ 36 عاماً ، بعد ان تركت إرثاً جيداً من الاعمال المميزة.

إنها الفنانة نعيمة عاكف التي إلتقيت بإبنة شقيقها الممثلة هند عاكف والتي كان اقصى طموحاتها منذ دخولها عالم التمثيل تجسيد شخصية عمتها بعمل فني درامي ، لكن الظروف لم تسمح ، لتبقى قصة نعيمة عاكف بمثابة الأسطورة الجميلة ، وذكراها باقية في وجدان الجمهور .


ما زالت معظم الفضائيات تعرض أعمال عمتك الفنانة نعيمة عاكف رغم مرور سنوات طويلة على رحيلها.
صحيح ويسعدني أنها ما زالت موجودة بوجدان الجمهور من الجيل القديم ، اما الشباب فكثر يذهلون بموهبتها الفائقة عندما يشاهدون مطلق عمل لها ، وهذا يسعدني طبعا.


كنت تريدين تقديم سيرتها منذ سنوات بعمل يحمل عنوان "لهاليبو".
فعلاً وعنوان "لهاليبو" هو تيمنا بإسم احد افلامها والذي صار لقبها الى جانب لقب "ولعة" الفن المصري كونها كانت نجمة شاملة، لكن الظروف لم تسنح لعدة اعتبارات مثل الإنتاج، وأتمنى اليوم أن تُقدم سيرتها بشكل مميز ، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها رحلت عن عالمنا بعمر 36 عاماً.

من هي الأجدر اليوم لتقديم سيرتها؟
سؤال يحيرني جداً ، وبصراحة أخشى الدخول بلعبة الأسماء لأن نعيمة عاكف على الرغم من قصر مشوارها الفني كونها ماتت شابة، الا انها كانت حالة خاصة ولن تتكرر بالفن.

تؤيدين السير الذاتية جداً؟
طبعاً شرط ان تظهر واقع حياة الفنان من دون تزييف أو تشويه، وقد سبق لي ان قدمت شخصية والدة ليلى مراد في مسلسل "قلبي دليلي"، وكنت سعيدة جداً بالعمل ، كما أحببت "الشحرورة" وان كان العمل برأيي قد ظلم المطربة صباح قليلاً.


نعيمة عاكف كانت على صداقة جميلة بالشحرورة صباح؟
طبعاً، ومرة كانت الصبوحة تصور فيلم "أختي ستيتة" من اخراج زوج عمتي التي قصدتها على غفلة الى الاستديو وجلبت معها خاروفين، كانت تجمعهما خفة الظل والضحكة النابعة من القلب وشفافية الروح، كما كانت على صداقة وطيدة بالموسيقار فريد الاطرش والنجمة شادية والمطربة فايزة أحمد.

نعيمة عاكف مثل الصبوحة تعبت في حياتها حتى وصلت إلى المجد .
بالفعل عمتي عملت بالفن وهي طفلة صغيرة من خلال السيرك، ثم دخلت عالم الفن من خلال الرقص الشرقي والغناء والتمثيل في الأعمال الاستعراضية ، وقدمت جملة اعمال لا تزال خالدة الى اليوم منها "جنة ونار"، "بابا عريس"، "فرجت"،"فتاة السيرك"، "يا حلاوة الحب"، "النمر"، "مليون جنيه"، "أربع بنات وضابط"، "نور عيوني"، "بحر الغرا"، "مدرسة البنات"، "عزيزة"، "تمر حنة"، "خلخال حبيبي"، "الزوج المتشرد"، "أمير الدهاء" وغيرها، وكانت تمثل الكوميديا بنفس قوة وجودة التراجيديا كونها كانت تُجيد التلوين بالاداء، فمثلاً قدمت دور الغازية الغجرية التي يقع في حبها شاب ثري في فيلم "تمر حنة "، وبنت من حارة العوالم في شارع محمد علي في فيلم "أحبك يا حسن"، كما صقلت موهبتها من كافة الحيثيات اذ عمدت الى الاستعانة بمدرسين لتجيد التحدث بالانكليزية والفرنسية وبذلك صارت تتقن ثلاث لغات.

كانت ترقص بأسلوب متفرد للغاية؟
رقصها كان تعبيرياً وخطواتها كانت من ابتكارها ، ومن هنا خرجت من دائرة المقارنة مع اقرانها من الراقصات، وقد رقصت على لحن الموسيقار عبد الوهاب لمعزوفة "عزيزة" في فيلم حمل اسم نفس المعزوفة، كانت تؤدي الرقص الاستعراضي الجماعي والصاخب، والمعبر للمواقف، او كحدث محوري بأفلامها، كما نالت جائزة أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو، وكرمها آنذاك الرئيس السوفيتي نيكيتا خورتشوف وأمر بصنع تمثال لها ما زال يزين مسرح البولشوي حتى الآن ، ولا يمكن أن نتغافل عن أن بدايتها الفنية كانت حين قدمها المخرج أحمد كامل موسى كراقصة لأول مرة في فيلم "ست البيت" الذي شهد بدايتها لانطلاقتها السينمائية، حيث شاركت بعده بفيلم "العيش والملح" ثم كرت سبحة الاعمال لتتوج نجمة شاملة بسماء الفن.


أحب هواياتها؟
كانت في أيام الإجازات تمضي وقتها بالبيت ترسم على التحف الصينية التي كانت تزين بها منزلها، كانت تعشق كل ما له علاقة بالفن، كما كانت متعلقة جداً بطفلها محمد ، ومن شدة هذا التعلق إقتنت أكبر كمية دمى ببيتها.


كما تعشقين الفن إلا أن عينك على السياسة أيضاً؟
أكيد، وسبق وترشحت لمجلس الشعب عن دائرة المقطم.

ماذا عن برنامجك السياسي؟
المناداة بوزارة للمرأة لايماني بأن الفن ليس ترفيهاً ومتعة بل رسالة ايضاً، ويهمني أن أخدم بلدي وشعبي لا سيما وأني درست علوم سياسية واقتصاد، ودوري كفنانة لا يقتصر على التمثيل لأن الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة وأستطيع تعزيز رسالتي السامية من خلال الفن والسياسة على السواء.