فنان سوري ينحدر من مدينة المالكية في منطقة الجزيرة شمال شرق سورية، انطلق بمسيرته الفنية منذ الصغر في مدينة حلب، حتى بات الآن أحد نجوم الفن في العالم العربي.


يغني بأكثر من لهجة.. ويكتب ويلحن ، إشتهر بالأغاني الوطنية وبتقديم الجديد والمختلف بعيداً عن التكرار.. عاد إلى سورية بعد غياب ليجدد حبه وولاءه لبلده.
الفنان سامر كابرو يحل ضيفاً على موقع "الفن" في الحوار الآتي .


تستعد لإطلاق أغنيتين جديدتين، فما التفاصيل؟
أستعد لإصدار أغنيتين جديدتين باللهجة "الجزراوية"، الأولى بعنوان "وي وي منك" من كلمات عبود فؤاد وألحان إدوارد موسى، والثانية "لبيتي أنا اشتقتو" من كلمات وألحان عبود فؤاد.

هل هناك نية لتصوير أي منهما على طريقة الفيديو كليب؟
صورت الأغنيتين على طريقة الفيديو كليب مع المخرج جفان راشكو، واخترت القامشلي "مدينة الحب والسلام" مسرح لأحداثهما، كليب "وي وي منك" يتناول قصة حب بين شاب وفتاة، ومشاهده غنية بفلكلور وتفاصيل حياة سكان الجزيرة.
بينما اعتمدت في كليب "لبيتي أنا اشتقتو" على تقديم الأغنية بطريقة عفوية إلى جانب بعض البيوت في القامشلي وشاركني سكانها بأداء المشاهد.

عموماً أنت مقل بتصوير الكليبات، فما السبب؟
خلال السنوات الأخيرة كثرت قنوات الموسيقى والجمهور وقع في حيرة، بينما توجهت الشريحة الأكبر للمحطات السياسية ومتابعة نشرات الأخبار، وفي الواقع لم أشعر بفائدة كبيرة بعد تصوير أغنية "الدلعونة" فتريثت حيال الموضوع، ولا أرى نفسي مقلاً وإنما معتدلاً.

ما سبب توجهك لإختيار هذا اللون من الأغاني؟
أنا معجب جداً بهذا اللون من الغناء، فهو غير متطرق لدى الكثير من الفنانين، وأرغب أيضاً في دخول السوق الفني بعمل جديد ونمط مختلف.
وكوني سريانياً وابن منطقة الجزيرة فمن الطبيعي أن أفكر بغناء اللهجة "الجزراوية"، ومنذ حوالى الستة أشهر بدأت العمل على هذا المشروع مع ستديو "دريمز" بالقامشلي والفنان عبود فؤاد "الضليع بهاد اللون".



هل تراهن على نجاحك في هذه التجربة الجديدة؟
أنا واثق من نجاحي بهذا اللون ولا أراهن عليه بخاصة لدى الشعب "الجزراوي"، فهو واقف بجانبي ويتوق إلى سماع الأغنية الجزراوية بصوت مطرب جزراوي سواء أنا أم غيري. وحقيقة أفتخر بغنائي لهذا اللون فهو يزيدني شرفاً.

ما أكثر الأمور التي تشتاق إليها في مدينة القامشلي؟
أشتاق إلى جميع تفاصيلها لكن من أكثر الأمور البيوت القديمة والخبز الساخن.

تميزت بلون الغناء الشعبي وإحياء أغاني التراث "الجزراوي" هل هناك منافس لك من المطربين الشعبيين السوريين؟
برأيي، الجميع ينافس بعضه عند تقديم عمل جميل يحبه الجمهور سواء أكان المطرب معروفاً أم لا.

غبت لفترة طويلة عن بلدك سورية.. ما السبب؟
تعرضت لتهديدات قوية عام 2013 كادت تودي بحياتي ما دفعني لترك البلاد رغماً عني لأحمي نفسي وفني وفكري وفي الوقت نفسه لم أتوقف عن إنتاج أعمال جديدة.

وما سر عودتك اليوم إلى دمشق؟
عودتي طبيعية كأي إنسان سوري سافر لظروف معينة أجبرته على المغادرة وعاد عند زوالها، فعز المرء يجده داخل وطنه فقط حتى ولو جال العالم كله.

من أول شخص أحببت أن يستقبلك في المطار؟
ضاحكاً: أول شخص سوري يطلع بوجهي والذي هو الشرطي السوري.

أحييت مؤخراً عدة حفلات خارج سورية ما سبب توجهك للخارج؟
انا أصلي سرياني وأغني باللغة الأرمنية والآشورية والتركية والإنكليزية واليونانية والفرنسية بعض الشيء، والجاليات من هؤلاء الجنسيات كبيرة في الخارج ولم أكن قريباً منهم، فقررت بسنوات الخطورة أن أطلق ألبومين بالسريانية يحويان على أغانٍ "ضاربة" كانوا فرصة للتقرب من أهلي وأبناء بلدي وكذلك الانتشار، إذ غنيت للجاليات العربية وفي الوقت نفسه وجدت نفسي خفيف الحمل على باقي الفنانين بسورية وأيضاً تابعت إنتاجي الفني.

عند تحضيرك لأي عمل جديد هل تستعين بشخص معين أم تثق باختياراتك وحدك؟
أستعين بمدير مكتبي ومساعدي شربل، وبالعموم أستمع لآراء عدة أشخاص من بيئة وتوجهات مختلفة وعلى أساسه أقرر.. أثق بمن حولي لكن فنياً وكوني ضليعاً ولست هاوياً أعطي لنفسي نسبة 60 بالمئة من القرار.


قلت إنك محترف ولست هاوي فن، من أين استقيت احترافك كونك لست خريج معهد وإنما درست الأدب العربي؟
درست "كونسرفاتوار" في معهد حلب، واستفدت كثيراً من الأستاذ نوري اسكندر بالكورال، ورأيت بأن مدرسة الحياة تعلم أكثر من أي فرع يدرسه الإنسان.

خلال مراحل شهرتك الأولى قلت إن فرصة انتشار الفنان بلبنان أكبر من سورية، حالياً ما تقييمك للوضع؟
إعلامياً الوضع بسورية جيد جداً ولا أنكر فضل الإعلام السوري ومساعدته ودعمه لي، فمنذ إطلاقي لأغنية "لالا" انتشرت باقي أعمالي بشكل كبير، فالبداية الصحيحة تأتيك بنتيجة صحيحة، وبالمقابل لا نستطيع التغاضي عن أن لبنان بلد يعتمد على الإعلام والسياحة، وحتى ولو كانت سورية بحالتها الصحية الطبيعية أم لا، لبنان بلد متفوق.

لأي البلدين تنسب الفضل في شهرتك؟
الفضل في شهرتي أنسبه لسورية رغم أن بداياتي كانت من لبنان واستمررت فيه، وبعدها عملت بسورية بشكل أكبر. في لبنان الفنان يظهر كالفقاعة وينتشر بسرعة كبيرة لكنه لا يعلم متى ينفجر ويختفي، أما الجمهور السوري فهو وفي ومخلص للفنان في حال أحبه.

هل تثق بقدرتك على وصولك عربياً؟
لا أؤمن بوجود قدرة فرد أو مغن وإنما قدرة جهة أو مافيا أو دولة تتبناه، فهناك دول بأكملها تعمل من أجل إبراز مطرب معين وبالوقت ذاته هناك مغنون يمثلون دولاً بكاملها.

صرحت مسبقاً بأن شركات الإنتاج تساهم بإنتشار فنان معين لكن بالمقابل تفرض عليه لهجتها وأفكارها وعاداتها.. ما زلت تحافظ على ذات القناعة؟
لم أرفض لمجرد فكرة رفض التعاون مع جهة معينة لكن هناك ظروفاً صعبة مرت بي أثناء بداياتي أبرزها قلة شركات الإنتاج، وحينها قصدت في حال فرض المطرب نفسه على شركة معينة يعني أنه خاضع مسبقاً لشروطها، وهذا أمر لا أقبل به.
وما زلت محافظاً على قناعتي لأن المطرب المميز ناجح مع أو بدون شركة إنتاج، لكن الأفضل توافر شركات تساهم بدعم وتطوير الفنانين، فحتى الآن ما زلت أنتج أغنياتي بنفسي.

لمت مسبقاً مهرجان الأغنية السورية على عدم إضافته للفن السوري.. حالياً على من تضع اللوم في التقصير تجاه الأغنية السورية؟
لا ألوم أحداً وأقول لكل شخص يغني لأي جهة سورية "يعطيه العافية" لأننا لسنا في طور الملامات.

ما تقييمك لشركات الإنتاج في السوق السوري؟
أرى أن هناك شركات إنتاج للدراما السورية وليس للأغنية السورية وإنما هناك محاولات فردية فقط.

غنيت بعدة لجهات.. أي لهجة تميزت فيها وأوصلتك للجمهور؟
كل أغنياتي أديتها بصدق، ولا أعتبر أن هناك لهجة طغت على أخرى، لكني أتوقع أن الناس سيحبونني قريباً باللهجة الجزراوية.

هل الغناء بعدة لهجات سيساهم بإنتشارك؟
لا أحب أن أكون مقيداً بلون أو لهجة واحدة.. امتهنت الفن لمحبتي به وليس من أجل المادة وبالنهاية الفن ليس رسالة فحسب وإنما للترفيه.

هل أنت متعصب للسريانية؟
أحب سريانيتي لكني لست متعصباً لها.

غنيت للمرأة السورية "تحيا المرأة السورية" ما دور المرأة بحياتك؟
هي كل شيء الأم، الحبيبة، الصديقة، الأخت والمربية.

هل هناك مشروع زواج قريب؟
عندما أقتنع بشخصية معينة سأتزوج بأقرب فرصة لكنني حالياً غير مرتبط بأحد وإنما لدي رغبة وتمنٍ.

من الممكن أن تتزوج فتاة من ديانة مختلفة؟
لا حرصاً على الأولاد من التشتت كوننا نعيش في مجتمعات محافظة، لكن في حال كنا بأوروبا ممكن أن أقدم على ذلك.

ما الصعوبات التي تواجهك في طريقك؟
لا يوجد صعوبات كبيرة.. هناك صعوبات طبيعية وأنا مستمتع بها كنوع من اللذة وليس فقدان الأمل.

هل تفكر بدخول مجال التمثيل؟
لستُ ضد الفكرة في حال وجود دور يلائم شخصيتي ومفصل لي.. فقد سبق وأديت دوراً في فيلم سينمائي مع المخرجة سهير سرميني، أحببت الدور لكنه لا يشبهني.

إسم ممثل مفضل لديك؟
باسم ياخور وشكران مرتجى وسلمى المصري وبسام كوسا وديمة قندلفت وكثيرون.

مسلسل تتابعه بإستمرار؟
"هومي هون"، أتابعه بشكل شبه يومي وكذلك "الفصول الأربعة"، وأود أن أوجه تحية لروح القدير خالد تاجا. هناك مسلسلات أعشق عبرها المجتمع السوري وأشعر من خلالها بأجواء المنزل والأسرة.

هل لديك صداقات داخل الوسط الفني؟
بحكم سفري الدائم يصعب عليّ تكوين الصداقات مع اني أحب الاختلاط بالناس رغم خوفي من بعض العقد من بعض الفنانين الصاعدين "أنا طلعت من هي العقد الحمد لله" ضاحكاً.

لم نسمعك بتتر مسلسل حتى الآن!
إذا تمكن أحد المؤلفين الموسيقيين الإحساس بسامر كابرو وفهم مشاعره الطفولية والوطنية أوافق على الغناء.

بعد عدة أغان وطنية.. هل من الممكن أن تكرر التجربة؟
رغم حالة الإشباع التي وصل إليها المجتمع والإذاعات من الأغاني الوطنية.. لكن سأكرر التجربة باستمرار بغض النظر عن ظرف البلد.
كل كلمة كتبتها وأديتها في أغنياتي الوطنية لها معنى كبير وتقدم رسالة للجمهور "ما في كلمة لحش"، وأعتبر نفسي كتبت كلمات من ذهب للوطن، وأقولها بكل فخر وثقة بالنفس وليس غروراً.

بالعموم هل تعتبر نفسك شخصاً مغروراً؟
أنا كابح جماح غروري بما يكفي وبالمكان المناسب و"إذا قلتلك فنان ومو مغرور بكون عم بالغ".

هل أنت راضٍ عما وصلت إليه؟
الإنسان الطموح لا يشعر بالرضا عما وصل إليه، لكن أشكر ربي على كل شيء ولدي قناعة بأن الله سيعطيني ما يناسبني.

هل تحب المخاطرة بأداء نوع جديد لم يسبق أن تطرقت له؟
لدي مواصفات العالمية بصوتي وأفكاري وأحب الغناء بعدة لغات أو الغناء مع مغنين أجانب، شرط أن تكون الفكرة مدروسة بشكل جيد لتخدم بيئتنا السورية أو الفن السوري والعربي. مثلاً لا أحبذ الغناء على طريقة تامر حسني مع البقية لكنني أستهوي تقديم رسالة صحيحة لوطني الغالي سورية كما فعل المغربين الشاب خالد والشاب مامي . وحاليا أنا بصدد التحضير لأغنية تدعو للسلام وبعدة لغات بمشاركة مطرب أميركي.

ما رأيك بنجوم برامج المواهب؟
كل البرامج جيدة وجميلة وناجحة وقد أبهرت الناس عموماً بإستثناء قلة قليلة.. وقد أحببت معظمها، وأرى نسبة 80 بالمئة من الحكام يدركون ماذا يفعلون وليسوا متطفلين.

هل تجد نفسك على كرسي تحكيم؟
نعم وبجدارة .