ممثلة سورية لعبت العديد من الأدوار المهمة في الدراما السورية والعربية ، وكذلك في السينما ، ومنها دور "خيرية" الذي نجحت كعادتها بأدائه في خمسة أجزاء من مسلسل "باب الحارة".

ملمة بكل كواليس العمل التلفزيوني ، كما شكلت وزوجها الفنان حسام جنيد ديو ناجحاً في تقديم البرامج خلال شهر رمضان ، وهي تصور حالياً دورها في مسلسل "شوق" .

هي الممثلة "المهضومة" إمارات رزق التي إلتقيناها خلال تصوير حلقة الفنانين حسام جنيد وبريجيت ياغي من برنامج "حرب النجوم" الذي يقدمه الملحن هيثم زياد على شاشة "الجديد" ، وكان لنا معها هذا الحوار.

دعينا نتحدث عن بداياتك، كيف بدأتِ قبل أن تصبحي اليوم مشهورة كممثلة ومقدمة البرامج؟
بدأت بداية بتعلم المونتاج أي مونتاج المسلسلات خصوصاً الدراما ، إضافة إلى أن زوجي السابق كان يملك شركة إنتاج فتعلمت المونتاج وكل الخفايا فيه والسكريبت ومساعدة المخرج ، بعد ذلك بدأت كممثلة في مسلسل "قتل الربيع" ، فقبل أن أقف أمام الكاميرا كانت لدي الخبرة الكافية بكل شيء يحتاجه وراء الكواليس.


مع من مثلته؟
مع المخرج يوسف رزق، إنتاج شركة يوسف رزق، ومثل فيه نخبة من ممثلي سوريا مثل سليم كلاس ، رحمه الله، منى واصف، فرح بسيسو، قيس الشيخ نجيب، عباس النوري ووفاء موصللي.


من علمك التمثيل؟
يوسف رزق، فهو من علمني المونتاج والتفريغ، وكيف نعمل بالسكريبت ومساعد المخرج ماذا يفعل وكيف ، فأنا عندما وقفت أمام الكاميرا للمرة الأولى كنت ململة بتسعين بالمئة من هذه المهنة، بالمقابل كان هناك ممثلات لهنّ في المجال أكثر من 5 سنوات لا يملكن هذه الخبرة التي أنا أملكها.


أول مرة وقفت أمام الكاميرا كانت إلى جانب الممثلة منى واصف ، هل علمتك شيئاً؟
طبعاً فقد علمتني أول شيء والأهم وهو الإلتزام ، علمتني كيف يكون الممثل كبيراً بأخلاقه ولا يكون كبيراً فقط بإسمه. فهي قامة عظيمة ومع ذلك تجدينها متساعدة جداً وخلوقة ومتواضعة وملتزمة ، هذه الأمور تعلمتها منها وإلى اليوم أعمل بها.

دور "خيرية" في "باب الحارة" حملك مسؤولية كبيرة وهي ما الذي ستختارينه بعد هذا الدور ؟
لا يمكنك أن تضمني أن كل عمل تقومين به سيكون "باب الحارة" ، وأنا مثلت في العديد من المسلسلات وقدمت أدواراً أهم بكثير من دوري في "باب الحارة" ، لكن هذا المسلسل أهم من ممثليه .


أجد أن دورك "خيرية" كان الـ hit وهو البصمة التي قامت بها إمارات ، كيف وصلت إلى هذا الدور "خيرية" الذي نعتبره دوراً مهماً في "باب الحارة"؟
البصمة ليست "خيرية" بل مسلسل "باب الحارة" لأن هذا العمل كان إستثنائياً بكل جوانبه، طبعاً الدور أضاف لي والعمل ككل أضاف أيضاً ، لكن عندما رأيت أن دور "خيرية" صار يخفّ إنسحبت من المسلسل بعد جزئه السادس.


مع أن الناس أحبوا الدور !
الناس أحبوا الدور لكنني ما عدت رأيت نفسي فيه.

يعني أنه صار تكراراً لما سبق.
نعم هذا ما حصل تماماً ، حتى مع كل ذلك الوقت لم يعد يضيف لي شيئاً ، "خيرية" هي نفسها بل على العكس همشوها.


"خيرية" كانت طبيعية جداً نسبة لباقي الممثلات اللواتي غيّرن شكلهنّ ووجههنّ بالتاتواج ، كيف إستطعتِ أن تحافظي على هذه الطبيعية خصوصاً أن الممثلة في الكثير من الأحيان تحتاج إلى بوتوكس وبعض العمليات ؟
أنا من الممثلات القلائل اللواتي لا يغيّرن في وجههنّ ، حتى البوتوكس وغيره أشعر بأنه من المبكر أن أقوم بها. إذا بدأت بالعمليات الآن فماذا أترك للأربعين والخامس والأربعين ؟ أريد أن أعطيك معلومة أن هناك بعض المخرجين في بلدنا يبحثون عن الوجه الطبيعي خصوصاً في هذا الزمن فيقولون "عم تضحكي مشتهيين نشوف الخطوط".


أيضاً ليس من الطبيعي أن يكون المسلسل في عهد الإنتداب الفرنسي والفتاة حاجباها تاتواج ما لم يكن دارجاً حينها ، في النهاية يجب أن تبقى تعابير وجهها.
طبعاً فهي بالنهاية ممثلة، فإذا أخفت تفاصيل الضحكة والحزن وتفاصيل حركة الوجه والجبين كيف تكون ممثلة؟ كيف ستتمكن من إيصال الرسالة وإحساسها في المشهد؟.


ما هو السحر في مسلسل "باب الحارة" خصوصاً أن في مصر كانوا يرفضون المسلسلات السورية ، لكن هذا المسلسل دخل إلى مصر؟
سؤالك هو أحد أسباب وجوده إلى اليوم ، يعني الإعلام الزائد والأسئلة الكثيرة والجمهور الذي إهتم به كثيراً ، فالجمهور خارج سوريا يحب أن يعرف عن حارات الشام القديمة ، وبسام الملا مبدع فقدمها بطريقة سهلة وبسيطة تصل إلى إحساس المشاهد وإلى فكره بسهولة ، فيحبون العادات القديمة وليس فقط الأبطال .


هل يعني هذا أننا فقدنا التربية والعائلة لهذا نحنّ إلى هذه القيم؟
أكيد بقيت عندنا التربية والأخلاق وكل زمن له طريقة عيش ، ففي العام 2016 لا نستطيع أن نعيش مثل "باب الحارة" ولو كنا نحب ذلك ، فلو وضعونا في نفس بيئة "باب الحارة" لا نستطيع أن نعيش فيها.

قدمت برنامجاً أنت وزوجك الفنان حسام جنيد ، أخبريني عن هذه التجربة ؟
صارت حقيقة في يوم وليلة مع أنه كان ينقصنا العديد من الأمور ، وقلنا بما أن سوريا في حرب قررنا أن نقوم بشيء ظريف خفيف لنقدمه للجمهور بعد الإفطار لأنه كان يعرض عند الساعة العاشرة ليلاً ، والناس أحبوه كثيراً وأصداؤه كانت كبيرة في سوريا ، الفكرة جميلة لكن مشكلتنا أنه لم يكن هناك تنظيم صحيح .


ما كانت نقاط ضعف البرنامج؟
نقاط ضعفه كانت أن الإنتاج لم يكن صحيحاً ولم يكن هناك مال كافٍ ، ومع ذلك أحبه الجمهور.


وحالياً؟
أنا أقوم بتمثيل مسلسل للمبدعة رشا شربتجي إسمه "شوق" ، دوري يتمحور حول الفتيات اللواتي إختطفن أثناء الحرب ووقعن تحت أيادي "داعش" ، ويتحدث المسلسل عن السبايا كيف تتمّ معاملتهنّ وكيف يختارهن المجاهدون ، وأقدم دوري من دون ماكياج .


من هم الأبطال معك؟
سوزان نجم الدين، صباح الجزائري.


نلاحظ أن البطولة لم تعد لشخص ما بل أصبحت لعدة أشخاص.
نحن في الدراما السورية حصراً منذ 20 عاماً إلى اليوم ليس لدينا النجم الأوحد أو البطل ، بل المسلسل الواحد يضم 20 إلى 30 نجماً تختلف مستوياتهم .


هل تحبين المسلسلات المختلطة بين سوريين ومصريين ولبنانيين؟
صراحة لا أحبّ.


لماذا؟
لأن الإذاعات والتلفزيونات تفرض على شركات الإنتاج السورية أن تكتب لممثل لبناني وإلا لا تعرض المسلسل فتشترط هذا الأمر أن يكون في المسلسل ممثلون لبنانيون ، وهذا يضر الممثلين السوريين في العمل ، فعندما تدخلين خطاً درامياً إلى المسلسل يكون مضافاً ودخيلاً على النص فالمسار المضاف لن يكون من الروح نفسها للمسلسل.


ألا ترين أن هذا يعدّ إنفتاحاً؟
لا يكون هكذا الإنفتاح ، فعندما يفرض عليك أن تكتبي خطاً درامياً مصرياً ليباع لمحطة تلفزيونية مصرية لا يعود هذا فناً بل يصبح عملاً من أجل البيع.


سيتهمونك بالعنصرية.
أنا لست ضدّ أن يكتب مسلسل بطريقة صحيحة مبرّر درامياً كدراما يكون صحيحاً ووجوده مبرّر في العمل ، ولست عنصرية ضد أحد . لكن عندما يفرض عليك فرضاً "بيصير لمجرد التعباية".


نلاحظ أنه في المسلسلات التي تعرض في رمضان نرى الوجوه نفسها ، يعني أنه ليس هناك جيل جديد مكان هذه الوجوه.
هناك جيل جديد، لكن ليس هناك أحد يؤمن بهذه المواهب الجديدة ويعطيها فرصاً ، ربما لأن كم الأعمال أصبح قليلاً. يمكن ان الناس اصبحوا يعملون خارج سوريا. وهذا الأمر أثر حتى على خريجي المعهد.


وماذا عن النجوم الشباب حالياً ؟
هناك نجوم موجودون مثلاً هناك دفعة جديدة الآن منها حلا رجب، يزن خليل ، لكن ليس لديهم فرصة. رشا شربتجي في مسلسل "شوق" أعطت فرصة لممثل جديد وصغير في السن إسمه جوان الخضر فقد آمنت به وأعطته هذه الفرصة الكبيرة في مسلسل مهم.


هل تجدين أن الدوبلاج السوري للمسلسلات التركية أثر على ظهور الممثلين السوريين؟
لم يؤثر عليهم بل أن هناك بعضهم الذي لم يعمل في التلفزيون أفاده الدوبلاج مادياً. لكنه أثر بأن اللهجة السورية أصبحت محببة خارج سوريا. في الخليج العربي محببة هذه اللهجة. فلنفرض أن قناة mbc4 كانت تعرض 4 مسلسلات سورية أصبحت تعرض مسلسلاً واحداً والباقي تركي ، هذا أثر على إنتشار الدراما السورية فصار عندهم بديل وبأقل كلفة.


هل المسلسل التركي أقل كلفة؟
طبعاً.

يقولون إن "حريم السلطان" كلف مبالغ كبيرة ؟
هذا مسلسل واحد غالي الثمن ، لكن بشكل عام التركي أرخص.


يعني هل مشكلة المسلسلات السورية هي نفسها مشكلة المسلسلات اللبنانية أي الإنتاج؟
هنا يأتي دور الإنتاج اللبناني فأصبح لديكم نجوم مشهورون مثل نادين الراسي وطوني عيسى وغيرهما ، وهذا الوقت الذي تستطيعون أن تثبتوا فيه أنه بإستطاعتكم أن تصنعوا دراما.


من تحبين من نجوم الدراما الشباب؟
أحب طوني عيسى كثيراً ونادين نسيب نجيم، وورد الخال.