"الأب الروحي" لا يحمل أحداث عنف صريحة، وكل مشاهده مبررة درامياً
"سوق العصر" و "المال والبنون" و "ذئاب الجبل" ما هي إلا نقطة في بحر طموحاتي
زوجتي هي الجندي المجهول في حياتي، وتدفعني دوماً للنجاح
فخور بتقديم أعمال تحث على الوطنية والكرامة وغرس القيم والأخلاق الحميدة

البعض يقول إن نجمه الدرامي ساطع عن نجاحه في السينما لأنه لم يحصل على فرص كبيرة فيها، لكن الحقيقة انه نجم من طراز فريد ويكفي أنه ما زال يعيش ويعمل في الفن بمبادئ تخلى عنها كثيرون، فما زالت الأعمال القديمة تعيش بين الناس مثل "سوق العصر" و "المال والبنون" و"ذئاب الجبل" ورصيده في السينما تخطى العشرين فيلماً من بينهم "حارة برجوان" و"وداعا بونابرت".

.

هو الممثل أحمد عبد العزيز الذي يتحدث لـ "الفن" عن مشاركته بمسلسل "الأب الروحي" وسبب غيابه لسنوات ولماذا فكر بالإعتزال ومن هو الجندي المجهول في حياته وأشياء أخرى كثيرة في اللقاء الآتي .

بداية كيف جاءت مشاركتك بمسلسل "الأب الروحي"؟
رشحني للعمل المخرج بيتر ميمي والفنان محمود حميدة، وحينما بدأ المخرج بيتر ميمي يشرح لي تفاصيل العمل وجدت أنه نوعية جديدة من الدراما في الوطن العربي، وتحمست للغاية بطبيعة السيناريو والدور الذي ألعبه فيه، حيث انني أجسد دور تاجر سلاح، والشخصية يغلب عليها طابع مختلف عما كنت أظهر به من قبل، لذا فأرى أن هذا العمل سيكون مفاجأة للجمهور.


لكن ألم تخشَ من المشاركة بعمل درامي مكون من 300 حلقة، فهذا قد يخلق فكرة الملل والرتابة لدى الجمهور؟
أهم شيء في هذا العمل الدرامي الطويل هو السيناريو المكتوب بحرفية عالية وطريقة الإخراج المميزة للمخرج بيتر ميمي، لذا فدعنا لا نضع أي تكهنات قبل طرح العمل والحكم عليه لأن الحكم المسبق على اي عمل فني لا يكون منطقياً، لكن العمل تم تقسيمه لخمسة أجزاء على مدار 60 حلقة لكل جزء، لا سيما أن الأحداث ستسير بطريقة مشوقة للغاية ومع كل حلقة قفلة تشويقية لما بعدها من حلقات.

وهل ستشهد أحداث المسلسل عنفاً ودموية بسبب عالم تجارة السلاح الخفي الذي يناقشه العمل؟
لن يكون هناك عنف صريح في الأحداث بل إن كل مشهد وكل حدث في العمل له مُبرر درامي مكتوب بحرفية عالية، والأحداث كلها الموجودة في العمل مترتبة على بعضها البعض ومبنية على أساس درامي ومعالجة درامية مميزة.

غيابك العام الماضي عن دراما رمضان جعلنا نتخيل أنك عُدت لتغيب عن الاضواء.. فما الذي غيبك؟
لم أجد ما يناسبني من نصوص ولا أحب أن أتواجد بأعمال لا أرى نفسي فيها حتى وإن إضطررت للغياب لأن الغياب في هذه الحالة يكون أفضل من تواجد لا قيمة له، فأنا لا أسمح لنفسي بعد هذا التاريخ الطويل بأن أُشارك في عمل يجعلني أمر مرور الكرام.


وهل مشاركتك بعمل درامي مكون من 300 حلقة سيغيبك عن موسم رمضان المُقبل؟
لو قُدمت لي عروض مميزة وجدت فيها نفسي فلا أمانع المشاركة والظهور في رمضان المقبل أو أي مواسم درامية أخرى أو حتى السينما، لكن المهم هو النص المميز الذي يجذبني ويضعني في قالب جديد ومختلف.

وماذا بخصوص مسلسل "أريد رجلا".. هل سيكون هناك جزء ثانِ من العمل؟
حتى الآن لم تصلني أية أنباء عن وجود جزء ثانٍ من العمل، لكنني فخور بهذا العمل وسعيد به للغاية بخاصة أنه حقق نسب مشاهدة عالية ونجاحاً كبيراً.

البعض يرى أن نوعية مسلسلات "السوب أوبرا" التي يندرج تحتها مُسلسل "الأب الروحي" ما هي إلا محاولة لتقليد الاتراك؟
هذا خطأ غير مفهوم لدى البعض بأن مسلسلات السوب أوبرا أصلها تركي بل إنها أميركية والأتراك ليسوا مُبدعي هذه النوعية من الأعمال، فمسلسل "الأب الروحي" ليس محاولة لتقليد أي نوع من الاعمال بل إن هناك نوعيات من الدراما وتندرج تحتها مئات الاعمال، وطالما أن الجمهور أصبح ينجذب لهذه النوعية من الأعمال فما المانع أن نُقدم له عملاً مميزاً وقوياً يظلون مُرتبطين به على مدار أكثر من موسم.


وماذا عن السينما، فبعد أن ظهرت بفيلم "حديد" عدت لتختفي عنها؟
أعشق السينما وأتمنى أن أُشارك بأعمال لها قيمة كبيرة بخاصة أنها بمثابة أرشيف للفنان يؤرخ تاريخه الفني والعملي، ومنذ أن ظهرت بهذا الفيلم وحقق ظهوري به نجاحاً كبيراً وجدت أكثر من عرض سينمائي لكنها كانت أفلام تجارية لم أجد نفسي فيها فكنت أضطر للإعتذار عنها.


لكن ما الذي غيبك خلال فترة ما بعد ثورة يناير؟
خلال هذه الفترة التي ذكرتها قل إهتمامي بالفن وزاد إهتمامي وميولي نحو السياسة رغم أنني لم ولن أمارسها، وكانت الأوضاع الإنتاجية في هذه الفترة غير مُحفزة على الإطلاق للمشاركة بأي أعمال فنية ومن ثم عرضت علي أعمال اخترت ما يناسبني منها.

رغم أنك لم تُقدم أعمالاً وطنية صريحة، إلا أن أغلب أعمال كانت تحث على روح الوطنية والدفاع عن الوطن والمبادئ، فهل كان ذلك مقصوداً؟
بالطبع.. كان ذلك مقصوداً، وسعدت للغاية لأنني قدمت عدة أعمالاً كانت تهدف إلى غرس القيم والاخلاق الحميدة والدفاع عن الوطن كما في "سوق العصر" و "الفرسان" وغيرها من الأعمال التي أشعر بفخر كبير لتقديمي لها.


صرحت من قبل أنك فكرت في إعتزال الفن، فهل كان وراء ذلك إحباط من الأوضاع أو عدم إقتناع بما يتم تقديمه لك من أعمال؟
الحقيقة أنني فكرت بالإعتزال فعلياً وكنت أنوي الأمر لأنني لم أجد اي أعمال ترتقي للقيمة الفنية التي أطمح إليها، بخاصة أن الجمهور ما زال يتذكر أعمالي القديمة ويشاهدها إلى الآن مثل "سوق العصر" و "المال والبنون" و "ذئاب الجبل" وغيرها، وهذه الأعمال ليست إلا نقطة في بحر طموحاتي، لا سيما أن تعاوني مع كبار المؤلفين والمخرجين والمنتجين رفع سقف طموحاتي للغاية.


وفي النهاية.. ما هو دور الأسرة في حياتك الفنية؟
زوجتي هي العامل الأهم لنجاحي التي تحاول دائما أن تدفعني للأمام وتحفزني نحو النجاح، لكن بعيداً عن كل ذلك أسرتي بعيدة تماماً عن الإعلام لكنهم بمثابة الجندي المجهول في حياتي.