إنصهرت بهايدي المصدومة ومتمسكة بلقب "راهبة الفن"!
قاومت المرض ونلت البراءة ونجمات بوليوود سبب انقاص وزني.


نهى العمروسي ممثلة تنتمي لجيل الوسط لكنها عاصرت كبار نجوم الزمن الجميل وتعلمت منهم الكثير وقدمت على مدار مشوارها الفني العديد من الاعمال المتنوعة والقيمة في آن، وفي رمضان المنصرم شاركت في بطولة بمسلسل "الخانكة" الى جانب الممثلة غادة عبد الرازق بدور المريضة عقلياً ، فأبدعت وأبهرت المتلقي بتمثيلها الشخصية المعقدة بأسلوبها السهل الممتنع.

قدمت شخصية المريضة نفسياً بمسلسل "الخانكة" برمضان المنصرم وغصت بتركيبة هايدي الى ابعد حدود ونجحت جداً، حدثينا عن هذه التجربة؟
بصراحة عشقت شخصية هايدي بمرضها النفسي وجرحها لكرامتها وخيانة زوجها لها وسلبها كل ما تملك ووضعها بمستشفى المجانين، هذه الشخصية جعلتني أغوص بأعماقها كما أسلفت الذكر الى أبعد حدود خصوصاً أني أحب التحدي بالعمل الفني وأرفض تقديم الشخصيات السطحية التي تمر مرور الكرام ولا تترك أية بصمة، بل كلما كان الدور مركباً كلما ازددت حماسة للعمل، وما إن رُشحت لأداء دور هايدي في "الخانكة" حتى بدأت أجري أبحاثاً عن تلك الشخصية التي تعاني من مرض عقلي نتيجة صدمة قوية، وكيف يخطر لها تهيئات لا أساس لها من الصحة بسبب المأساة التي وضعها بها زوجها، وبينما كنت أحضر للدور تلقيت اتصالاً للمباشرة بالتصوير وبمشهد صعب للغاية، وهوالمشهد الذي أطل به وأنا أتحدث للطبيب النفسي ليتبين للمشاهد اني وضعت بالخانكة بسبب صدمة، ثم أعود وأبيّن مدى هذيان هايدي ووجعها وصولاً لنهايتها المُفجعة التي انتهت بالقتل.


إلى مدى اضفت لشخصية هايدي من ذاتك كممثلة وكاتبة في آن؟
المخرج محمد جمعة له رؤية عميقة بالدراما وكذلك المؤلف محمود الدسوقي، لكن الكاتب لم يكن معنا خلال التصوير بل المخرج الذي من حقه أن يفرض عليّ الالتزام بكل حرف مكتوب بالنص، لكنه سمح لي أن أضيف تفاصيل تعطي الشخصية ثراءً وشجعني جداً، في فترة معينة توحدت مع شخصية هايدي وانصهرت بها كلياً وصرت أشفق على نفسي بسبب ظروف هايدي الصعبة كونها صارت جزءاً من كياني، ايضاً لا أنسى روح النجمة غادة عبد الرازق الجميلة التي كانت تشجعني دوماً خصوصاً ان كل مشاهدي معها، غادة انسانة رائعة وابدعت بدور أميرة التي وقع عليها ظلم كبير. غادة دلعتني جداً وكانت تثني عليّ طوال الوقت وأنا أعشقها على المستويين الفني والإنساني لأنها نجمة واثقة من قدراتها و"جدعة" وتحب الجميع وتتعامل مع الكل بمحبة كبيرة، وتتحدث مع كافة فريق العمل بروح جميلة.


أحببت المشهد اليتيم الذي ظهرت به زميلتك سماح أنور؟
طبعاً كان مشهداً قوياً وصعباً لم يفهمه البعض وتساءل ما مرض تلك الشخصية، وباختصار هي سفاحة كان الهدف من وضع غادة معها بالغرفة لتقتلها لكن ما إن تشابكتا وسال الدم منها أي للسفاحة حتى تكومت وجلست القرفصاء لأنها معقدة من منظر الدم، وسماح لعبت المشهد بتعابيرها وملامحها وخبرتها.


شعرت بأنك قدمت نموذجاً لكثيرات يشبهن هايدي في مجتمعنا العربي؟
هايدي نموذج لعدة نسوة في كل المجتمعات وليس العربية فحسب، اذ كل دول العالم هناك نساء ظلمن واضطهدن وقتلن وزج بهن بالسجن زوراً، هل تعلمين من شدة تأثري بشخصية هايدي أشعر بأنها أجمل شخصية قدمتها في حياتي.


لكنك نوعت بأدوارك على مدار مشوارك الفني.
بالفعل، لكن تأثير هايدي جعلني أُغير من تفكيري، بمعنى انه لو عرض عليّ دور صغير فسوف أضيف عليه تفاصيلاً لأجعل له ثقلاً وذلك من باب التحدي.


ما هي الأعمال التي تابعتها في رمضان؟
أحببت جداً "غراند اوتيل" لبساطة كتابة مضمونه بأسلوب تامر حبيب السهل الممتنع وشياكة محمد شاكر خضير بالاخراج بالإضافة الى تركيبة الممثلين بالعمل ليخرج المسلسل مبهراً على هذا النحو، و"ونوس" كان عملاً رائعاً صاغه عبد الرحيم كمال كأجمل ما يكون برسم الشخصيات والبناء الدرامي والصراعات بالاضافة الى إبداع النجم الكبير يحيى الفخراني بالاداء، كما شاهدت بعض الحلقات لمسلسل "فوق مستوى الشبهات" وبرعت يسرا بدور الشر وأشاهد على اليوتيوب حالياً "أفراح القبة" ويكفي انه يحمل توقيع أمير الرواية العربية نجيب محفوظ.


ماذا عن السينما من حيث التمثيل والكتابة؟
لا يوجد ترشيحات تمثيلية، لكني انتهيت للتو من معالجة فيلمين.


لماذا لم نعد نرى إسمك على الشاشة ككاتبة؟
الحق على الجهات الانتاجية ولا أعرف لماذا يتغافلونني ويصرون على أني ممثلة فقط ولست صغيرة بالسن وهمهم الاهتمام بالشباب.


في الغرب يهتمون بالنجوم كلما ازدادوا نضجاً وخبرة نتيجة تقدمهم بالسن .
في الغرب يعتبرون العمر مجرد رقم يضيف معرفة للفنان، بينما للأسف البعض في مجتمعنا يعتبره تقدماً بالسن وانتهت مدة صلاحيته، كما أن لكل كاتب مخرجاً خاصاً ولكل منتج نجوماً يتعامل معهم، وأنا لي تركيبتي الشخصية التي ترفض الالحاح وطرق الأبواب، واما أن يخرج العمل الى النور او يظل في الادراج وربما بعد سنوات يستفيد منه الورثة.


في تكريمك الأخير وصفك الفنان رضا عبد العزيز براهبة الفن واثار على اثر ذلك جدلاً كبيراً.
"طب ليه؟"، انا أفنيت عمري بالفن ومرة لم أعمل الا بالتمثيل، وعندما غبت عن الفن كان لأسباب مرضية، واليوم لم أعد أهتم بمن يريد تحطيمي أو أن يقلل من شأني وقدري بعد كل التجارب التي مررت بها، ومثل هؤلاء الاشخاص الذين ينتقدون لمجرد النقد ويهاجمونني لن أضيع وقتي بالرد عليهم وسلب طاقتي الايجابي، وأسألهم اذا وصفني احد الفنانين براهبة الفن اين الغلط بذلك؟ وما الذي اغاظهم؟ "طب بالعند فيهم انا سأتمسك بهذا الوصف"، لسبب اني فعلاً امضيت عمري كله بالفن ولا اتقن سوى الكتابة والتمثيل ولطالما تعذبت بسبب مرضي في الغدة الدرقية التي أثرت على عيني، وطالتني حينها الاقاويل ولم اضعف وتابعت مسيرتي.


المحكمة برأتك من تهمة تعاطي الحشيش التي اتهمت بها ظلماً؟
الحمد لله وكل التحاليل بيّنت أني لا اتعاطى حتى السجائر العادية، ومع ذلك النفوس المريضة لا يعجبها العجب وتريد الهجوم لمجرد الهجوم،"ويا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالماً".


أنقصت وزنك عدة كيلوغرامات .
أكثر من دفعني واستفزني لكي انقض وزني هم نجوم بوليوود، وبالفعل اتبعت نظاماً صارماً بالغذاء بالاضافة الى الرياضة حتى وصلت الى وزني الحالي 54 كيلوغراما، وبصراحة نجمات بوليوود رائعات ويرقصن بشكل جميل ولياقة مبهرة ويقدمن مجهوداً رهيباً لاظهار مواهبهن وقد وصلن بنجوميتهن لاعلى المراتب، واتابعهن باستمرار في الرقص والمسلسلات والأفلام .