السفر بين ولايٍة و أخرى في بلاد العم سام، ليس بالأمر المشابه للتنقّل هنا بين منطقةٍ و أخرى.

فالولايات شاسعة المساحات و كبيرة إلى حدّ اللا حدود. لكن عندما علم كل من ينطق بلغة الضاد أيّ العربية، بأن الفنان الشامل مروان خوري سوف يحيي حفلاً موسيقياً في فندق "بالي أند باريس" في لاس فيغاس، سقط عائق المسافات الطويلة و أصبحت الرحلة متعةٌ بموعد اللقاء. نفذت البطاقات منذ أسابيع، فالجالية اللبنانية و العربيّة متعطّشة لموسيقى تُشبه أرضهم البعيدة، متشوقون لألحانٍ من ذرى إنتمائهم و أصل أصولهم.

مروان خوري هو الذي تبحث عنه حاسة السمع وحواس الإصغاء، هو الذي يحكي عنّا ما يكمن في داخلنا من مشاعر نفذت منها وسائل التعبيير، فلم تجد إلا مروان خوري وسيلةً لها.

في جوٍ من الرومنسيّة المطلقة و الحنين المفرط، أحيا الفنان مروان خوري حفلاً غنائياً ساهراً في لاس فيغاس في الولايات المتحدة الأميركية، ما أن صعد المسرح حتى إنتشرت له فيديوهات لا تُحصى في جميع وسائل التواصل الإجتماعي، وكأن المغتربون ينتظرون هذه الفرصة منذ زمنٍ لينشروا ثقافتهم اللبنانية عبر صفاحتهم يعرّفون أصدقاءهم من جنسيات العالم المختلفة على الفن اللبناني حين يعلو في سماء الغربة.

على البيانو غنى كل قديم و جديد، و اللافت كان إنتشار تيترات المسلسلات التي أبدع فيها خوري، بيّن جمهور الإغتراب عن متابعة دقيقة لكل الأعمال الدرامية التي إرتبط إبداع مروان بتيتراتها.

لم ينسَ مروان خوري الراحل الكبير ملحم بركات فغنى "يا حبي لي غاب" كتحيّة لروحه المبدعة، "وين لي كانو عز الحبايب" أغنية إشتهرت بصوت صابر الرباعي، سمعها الحضور بصوت مروان و تمايلو زهواً وبفرح الشوق للكلام الجميل، "قلبي دق" و في كل مرّة تمرّ هذه الجملة في الأغنية كانت الناس تغنيها بحماسة شديدة، فكانت علامةً فارقة بتواصلهم مع صوت مروان، "خدني معك" "مش أنا" "كل القصايد" و الكثير الكثير من ريباتوارات مروان التي خزّنها الحضور في وجدانه و أخذها معه إلى بيته. يُذكر أن مران خوري يتابع جولته الموسيقيّة، ومحطته التالية هي ولاية "لويزيانا" حيث سوف يحي حفلاً كبيراً في منطقة "نيو أورلينز".

غنى مروان للجالية هناك، كهديّة لقاء مع وطن يعيش فيهم دائماً وأبداً بصوت مروان خوري، الذي حوّل غربتهم إلى وطن.