الجمال والأنوثة صفتاها، والرقة والرومانسية عنوانا أعمالها الفنية، فهي واحدة من نجمات زمن الفن الجميل، فتم إكتشافها على يد المنتج الكبير الراحل رمسيس نجيب وكانت ضربة البداية لها من خلال فيلم "ابو حديد" مع الراحل فريد شوقي.

. هي الفنانة ليلى طاهر التي تتحدث لـ"الفن" عن مشوارها وكيف دخلت الفن وسبب رفض والدتها والعائلة دخولها الفن وكيف أقنعتهم، وعن المنافسة مع نجمات جيلها وقت النجومية ولماذا تهاجم المؤلف بالأخص كصانع لأي عمل فني وعن الكثير من الأشياء كان لنا معها اللقاء الآتي .

في البداية ، نود أن نسألك، هل تتذكرين كيف دخلت الفن؟
دخولي الفن كان بالصدفة حين كنت أمثل بمسرح الجامعة وشاهدني المنتج رمسيس نجيب الذي جاء لمقابلتي في اليوم التالي لمشاهدتي وطلب أن نتقابل بمكتبه ليعرض علي بطولة فيلم مع الراحل فريد شوقي، وكادت الفرحة يومها أن تقتلني وعدت إلى المنزل كي أبلغ أمي وعائلتي لكنني وجدت الصدمة أنهم يرفضون عملي في الفن كي أهتم بدراستي وإنهائها بناء على وصية والدي، وبعد محايلات وطرق كثيرة لإقناعهم بأنني لن أتخلى عن التعليم ولن أنسى وصية والدي وافقوا على الذهاب لعمل الكاستينج للفيلم والحمد لله نجحت وحقق الفيلم وقتها نجاحاً كبيراً.

أنت واحدة من عمالقة إكتشفهن رمسيس نجيب مثل نادية لطفي ولبنى عبد العزيز وغيرهما وصنعتن فناً هادفاً وراقياً على عكس اليوم نجد وجوهاً جديدة كثيرة تشوبها العيوب والأخطاء التمثيلية؟
فخورة للغاية أنه تم إكتشافي على يد منتج كبير وهو رمسيس نجيب الذي إكتشف عمالقة الفن، فوقتها كان الأمر صعباً ويتم عمل إختبارات كثيرة في الصوت والصورة والأداء والحركة على عكس الوقت الحالي الذي يتم فيه دخول التمثيل بسهولة، لذا لا يتم صناعة نجوم بشكل جيد حالياً.

رصيدك السينمائي أكثر من 85 فيلم إلى جانب المسلسلات والمسرحيات.. كيف تصفين مشوارك الفني؟
سعيدة للغاية بما حققته في مشواري الفني وبما حققته خلاله، وبذلت مجهوداً صعباً للغاية لحين الوصول لمكانتي الفنية في وقت صعب أيضاً، وفخورة بأعمالي الفنية كلها ولست نادمة على أي منها بخاصة أن لدي أفلاماً وصفها النقاد والجمهور بأنها للتاريخ منها فيلم "الناصر صلاح الدين" و"الأيدي الناعمة" و"قطة على نار" و"معسكر البنات" وغيرها من الأعمال.

لكن لماذا قلت أعمالك الفنية خلال الفترة الأخيرة؟
لأن الأعمال الفنية التي تُعرض علي لا تكون مناسبة لي على الإطلاق بخاصة أنه لدينا أزمة في السيناريوهات حتى أنني أشك أن أغلبها مُكرر ولا جديد يتم تقديمه على الساحة، لذا أعتذر عما يُعرض علي لأنني لا أستطيع أن أضحي برصيدي الفني من أجل التواجد، فهذا أمر لا أقبله على الإطلاق.

لكن لدينا ثقافة غريبة بعض الشيء في العالم العربي وهي أنه حينما يكبر الفنان لا تكون لديه مساحة للإختيار والمعروض يكون قليلاً، هل تتفقين معي في ذلك؟
أتفق معك في ذلك لكن أنت صاحب القرار أن تقبل ما يعرض عليك من أجل التواجد وهذا قد يأتي بالسلب على رصيدك الفني أو تظل محتفظاً برونقك ورصيدك لدى الجمهور حتى ولو سيأتي ذلك بالغياب عن الساحة الفنية، وبالفعل هذه الثقافة منتشرة لدينا في العالم العربي بخاصة أننا نجد فنانين أجانب يظلون يظهرون في الأعمال الفنية حتى مماتهم بدون أي إنتقاص من رصيدهم الفني على عكس الوضع الفني لدينا، وهذا عيب من المنتجين والمؤلفين الذين لا يوفرون أدواراً تليق بنا في أعمالهم الفنية وكلها تكون سطحية ولا قيمة لها.

وما السر وراء نجاحك الكبير في الأعمال التاريخية والدينية؟
كنت أجيد اللغة العربية وعملت لسنوات بالتلفزيون المصري كمذيعة وقدمت عدداً من البرامج الناجحة التي ساهمت في شهرتي أيضاً، كما أن أساس أي عمل ديني أو تاريخي هو اللغة العربية الفصحى الصحيحة.

لكن برأيك.. ما السبب وراء ندرة هذه النوعية من الأعمال؟
الاعمال التاريخية تكاليفها باهظة للغاية ولا يستطيع المنتجون القيام بإنتاجها في الوقت الحالي بخاصة أن ظروف الفن تغيرت وأصبحت المطلوب أعمال تشويقية ودراما مختلفة، والأمر نفسه يخص الدراما الدينية، لكن من الضروري وجود هذه النوعية من الأعمال، إلى جانب أنه للأسف الكثير من المؤلفين ليس لديهم الخلفية التاريخية التي تؤهلهم لصناعة أعمال فنية تاريخية ودينية.

أشعر بأنكِ تُلقين اللوم على المؤلف كجزء من صناع أي عمل فني أكثر من المخرج والمنتج؟
بالطبع.. اللوم الأكبر على المؤلف لأن العمل الفني عبارة عن فكرة لو كانت جيدة سيحظى العمل بالنجاح ولو غير جيدة فسيكون الفشل طريقها، لاسيما أن أغلب الأعمال التي نراها في الوقت الحالي مُكررة ولا جديد فيها حتى أن جميعها متشابهة في الدم والقتل والعنف وما إلى ذلك، وأصبحنا نفتقد نوعيات كثيرة من الدراما، فالجمهور أذواق ولا بد من مراعاة ذوقه وما يحتاجه في كل وقت.

أنت واحدة من جيل نادية لطفي ولبنى عبد العزيز وكانت كل فنانة منكن لها نجوميتها، فهل كانت هناك حالة من المنافسة بينكن؟
المنافسة كانت شريفة في تقديم الأعمال الفنية على أكمل وجه ممكن، وكان هناك حب في الأمر وحينما كنا نجتمع في عمل فني واحد كان الإنسجام يبدو واضحاً، فلم تكن لدينا ضغينة بل أن كل فنانة كانت لها نجوميتها ومكانتها الفنية التي تختلف عن الاخرى.

تزوجت ست مرات.. فماذا وراء فشل هذه الزيجات؟
أرى أن الفن كان سبباً رئيسياً في فشل هذه الزيجات بخاصة أن بعض أزواجي كانوا يريدون أن أترك عملي في الفن وأعتزل، لكنني كُنت أرفض بخاصة أن عملي لم يكن يؤثر في حياتي الزوجية، لذا لم أر الأمر فشلاً بل إنه نصيب.

وكيف تصفين نفسك كأم.. هل أنت مثالية؟
الحقيقة أن هذا السؤال لا يتم توجيهه لي بل لإبني وهو يستطيع الإجابة أفضل مني لأنه ليس هناك أم تقول عن نفسها إنها مثالية، لكنني كنت صديقة له في أغلب الأوقات.

وفي النهاية ، هل من أعمال جديدة معروضة عليكِ في الوقت الحالي؟
ليست هناك أعمال معروضة عليّ الآن، لكن لو هناك سيناريو جيد جذبني فلا أمانع العودة والتمثيل، فأنا أتمنى العودة بعمل مميز وعلى المستوى وليس للتواجد لأنه كما ذكرت لك أمر مرفوض بالنسبة لي.