تنحدر من أسرة راقية وخريجة الجامعة الأميركية وتتقن عدة لغات، كما درست فن البالية منذ الصغر وأتقنته، لكنها عادت وتحولت الى الرقص الشرقي لأنها تعتبره من أرقى الفنون.

إنها نجمة الرقص إيمي سلطان التي إلتقيتها بالقاهرة ، وتحدثت عن عشقها لمهنتها وإعتزازها بها.

الى أي مدى تسعين لتحسين صورة الراقصة بعد أن تم تشويهها بعدد من الاعمال الفنية؟

أعمل بالرقص الشرقي كمحترفة منذ عامين ونصف العام، وقبلها كنت راقصة بالية كما تعلمين، ورغم الفترة البسيطة التي قطعتها بفن الرقص الا أني لست نادمة ابداً لسبب أني أضع نصب عينيي هدفاً وأريد أن أتبعه وهو تعزيز مكانة الرقص الشرقي كما كان قبل سنوات قبل أن تتم تشويه صورته بعدد من الأعمال، لكني بالمقابل لا أنكر أني تعبت جداً وأعلم أن الطريق أمامي ما زال طويلاً وشاقاً خصوصاً أني دخلت كُلي بأجواء الرقص الشرقي، الذي إستنتجت أنه موضوع مرهق للغاية من حيث التدريب اليومي وإبتكار الخطوات وتصميم البدلات كوني أصمم بدلاتي بنفسي، وهذا ما يأخذ مني مجهوداً كبيراً للغاية أيضاَ، ومع ذلك لست نادمة على الاطلاق رغم كل التعب لأني عاشقة للرقص الشرقي من رأسي حتى أخمص قدميّ وفخورة بلقب راقصة.

حققت إنتشاراً كبيراً ولمع إسمك بفن الرقص ، لكن أين أنت من النجومية؟

بالعكس أعتبر نفسي نجمة رقص شرقي من الطراز الرفيع.

لكننا لم نرك في أي من الأعمال السينمائية ولا حتى بفيديو كليب؟

كلاهما لا يُحددان مصيري كوني نجمة من عدمها، الراقصة الحقيقية هي التي تعمل بعدد كبير من الأماكن الراقية ويكون لها اسمها الكبير مثلي تماماً، وأنوه أني أعمل بأرقى الفنادق ثم إني رسمت طريقي جيداً منذ البداية أي بعد تحولي من الباليه الى الرقص الشرقي وهو أن أعمل بالرقص، وليس الرقص والتمثيل معاً بهدف لفت الانظار، علماً انه لو عرض عليّ عمل قيم يبرزني كراقصة لن أمانع على الاطلاق لكن بالمقابل أرفض أن أطل بفيلم لأرقص فيه من باب الدعاية، ففني هو عشقي ولن أتاجر به والرقص يعنيني جداً لذا أرفض أن أمثل على حساب سمعتي كراقصة كي لا أقلل من قيمة التمثيل والرقص على السواء.

ترفضين الظهور بمشهد راقص في فيلم سينمائي؟

أوافق في حال كان المشهد وفق رؤيتي وأن لا يُقلل من شأني كراقصة، ولا تنسي أن كبار نجمات الرقص أطللن في أفلام سينمائية بتبلوهات راقصة وكن رائعات وأبرزهن سهير زكي، وقبلها بسنوات شاهدنا كيف كانت ترقص سامية جمال ضمن سياق أحداث الفيلم.

وماذا عن الفيديو كليب الراقص؟

أرحب بالفكرة ولا أنكر أني في طور البحث عن فريق عمل متكامل لأقدم كليب راقصاً على مستوى مميز من حيث الفكرة والإخراج والأغنية والموسيقى وحيثيات عديدة.

عدة أفلام ساندت الراقصة وأبرزها فيلم "خلي بالك من زوزو" واليوم صرنا نفتقد لمثل تلك الأعمال.

صحيح، والفيلم عالج قصة رائعة وحطم أرقاماً قياسية في السينما المصرية والسندريللا سعاد حسني إقترن اسمها بشخصية "زوزو"، لكن اليوم بشكل عام اختفى الفيلم الاستعراضي كونه مُكلفاً، والمنتج صار يبحث عن أقل تكلفة من حيث الاستعراض والتصوير وخلافهما، وبالفعل فيلم "خلي بالك من زوزو" خدم الرقص الشرقي من خلال قصة حب جميلة بين طالبة وشاب ارستقراطي ونظرة المجتمع لتلك العلاقة بقالب استعراضي راقص مبهر، لكن بعد سنوات تغيرت الرؤيا للأسف وصارت أغلب الأعمال الفنية تقدم الراقصة على أنها سلعة أو امرأة رخيصة أو رفيقة لبلطجي أو "خطافة رجالة"، ومن هنا تغيرت نظرة المجتمع بشكل عام للرقص والراقصات على السواء، علماً أنهم في الغرب يعشقون الرقص الشرقي والأجنبيات يقصدن معاهد الرقص التي هناك ليتعلمن أصوله ذلك لأنهن شاهدن الافلام القديمة والحديثة، ومن هنا صرن يردن تقليد سامية جمال وتحية كاريوكا وسهير زكي وغيرهن، وأتمنى أن يعود الفيلم الاستعراضي الى سابق عهده.

الا ترين أن المجتمع أيضاً يظلم الراقصة وكثر ممن يتصورن معها لا يضعن صورهن على صفحاتهم الرسمية على الفيسبوك؟

فعلاً، ولا انكر أن طبيعة بعض أفراد المجتمع الشرقي لا يعترفون بالامور التي يعشقها، وقلة قليلة من يملكون جرأة المجاهرة بما يحبون، بدليل أن أغلبية الرجال يتزوجون زواجاً تقليدياً ويعشقون إمرأة أخرى تكون في غاية الجمال والثقافة، من هنا نجد أن تجاهل الرقص الشرقي أمر محسوم بالنسبة للمجتمع علماً أنه يوجد ردة بالعقول حول أمور كثيرة ولا يعبرون عن مكنوناتهم الحقيقية.

أين الغلط في أن تكون الراقصة متعلمة ومثقفة ليستغرب البعض أنك خريجة جامعة أميركية وتحملين ليسانس بالهندسة؟

أحياناً ألتقي بأشخاص يندهشون عندما يعلمون أني احترفت الرقص وتتحول نظرتهم لي الى الشفقة والعطف والاستغراب في آن كأنهم يسألونني: "ليه بتعملي بنفسك كده؟ ليه بتبهدلي نفسك؟"، وهم لا يدركون أني امتهنت الرقص لأني أعشقه وعندما خضت غماره لم أشعر بأني أقدمت على مجازفة ولم أتعرض لاهانة، واستغربت استقبال الجمهور لي اذ اعتبر البعض أن هذا التحول شيئ غريب لكنه بالنسبة لي ليس كذلك البتة، عموماً أغلب الناس من حقهم أن يستغربوا اذا عملت في مهنة لا تمت لدراستي كوني درست الهندسة والبالية وتركتهما لأمتهن الرقص الشرقي، وأنوه أن أهلي شجعوني ويعلمون أن عملي بالرقص هو حب بالرقص كوني باليرينا سابقة، وهم متفهمون للأمر، وقبلي الراقصة دينا لديها ماجيستير، ومن لبنان كان يوجد داني بسترس وهي من سليلة ارستقراطية وغيرهما كثيرات فرضن احترامهن على الساحة ومرة لم يشع عنهن أية خبرية سيئة لأن الرقص مثله مثل باقي الفنون الاخرى تماماً.

الشهرة تخدم البيزنس ، لماذا لا تعملين بمجال الهندسة الى جانب الرقص؟

وجهة نظر أقدرها، لكني كما أسلفت الذكر قررت التفرغ للرقص حتى أحقق ما أصبو اليه، فأنا عندما درست هندسة الديكور كنت أعمل بفن البالية يعني عيني على الرقص منذ سنوات طويلة، وصدقيني المهن النخبوية والمسميات لا تعنيني على الاطلاق لأني أتبع مبدأ واثق الخطوة يمشي ملكاً.

بعد الفيلم الدانماركي الذي رقصت فيه هل من أعمال أخرى؟

تلقيت عرضاً من الخارج ولم يكتمل الموضوع وأنا بالتالي لم أسع لأني مشغولة بحفلاتي وتدريباتي، ولست مستعجلة على التمثيل.

الراقصة التي أشادت بك؟

لوسي حضرت إحدى حفلاتي وأعجبت برقصي وأثنت عليّ كثيراً، وصرنا صديقتين خصوصاً أنها من أرقى الشخصيات وشجعتني وقالت لي إنها ستعلمني أسرار الرقص وهكذا كان، ومنذ فترة وأنا أواظب على تلقي الدروس منها، لوسي نجمة رائعة في التمثيل والرقص والغناء وايضاً على المستوى الانساني، وأعتبرها الوحيدة بعد تحية كاريوكا التي أجادت الرقص والتمثيل على السواء وبأرقى مستوى.

سامية جمال ظُلمت؟

كثيراً لكن سامية تُعتبر الأولى بالرقص وخفة الدم وحتى بدلاتها كانت شيك، ورقصها مثل الفراشة كانت حالة لن تتكرر.

هويدا إبنة صباح تركت التمثيل وافتتحت معهداً للرقص بالخارج؟

برافو عليها، هي كانت مشروع نجمة استعراضية منذ ان شاهدناها بفيلم "نار الشوق" وميعاد مع سوسو" وغيرهما، لكنها حتماً وجدت نفسها في مكان آخر وامتهنتها، وألفتك أن تدريب الرقص غير العمل بالرقص يعني هويدا تُعطي معلومات وخطوات، لكن الراقصة على المسرح تستفيض من أحاسيسها خطوات وليدة اللحظة كما يحصل معي تماماً، علماً أني أدرب راقصات أجنبيات لكن لكل راقصة أسلوبها الخاص، يعني أنا اليوم أتعلم بعض الخطوات من النجمة لوسي لكني أقدمها بأسلوبي وهي قبلي تعلمت من الراقصة زينات علوي لكنها شكلت شخصية مستقلة لنفسها، ولوتمعنت بالراقصات لوجدت ان كل واحدة تختلف عن الاخرى برقصها حتى لودرسن عند نفس المدربين.

المدربون الشباب يتقنون الرقص في احايين كثيرة أكثر من المدربات؟

الشاب عضلاته تختلف عن السيدات لذا تظهر حركاتهم وخطواتهم بشكل أوضح، لكن أولا واخيراً الرقص الشرقي هو خاص بالسيدات ومن ثم امتهنه بعض الرجال لكنهم لن يستطيعوا أن يكونوا بمنزلة السيدة الراقصة، وشخصياً لا أتقبل الرجل الذي يرقص شرقي.

الراقصة اللبنانية التي تلفتك؟

أعشق ناديا جمال وأعتبرها أسطورة خصوصاً برقصها على أغنية "هزي يا نواعم".

ماذا عن دينا ونجوى فؤاد وفيفي عبده من مصر؟

نجوى فؤاد رقصت الشرقي ممزوجاً بالإستعراض والفلكلور، دينا حلوة في التقسيم والرقص بالأغاني الشعبية، وفيفي عبده تتقن الإستعراضات التي فيها الطبول.

بصراحة الباليه ألا يحمل إيحاءً أكثر من الرقص الشرقي؟

لكل تابلوه راقص خصوصية، الباليه فن مختلف ولبسه مختلف تماماً عن الرقص الشرقي بدليل ان المصنفات الفنية تراقب بدلات الراقصات الشرقيات بينما في الباليه لا يتدخلن بلباسهن على الاطلاق، وحتى الباليه المعاصر لم تعد الراقصات يرتدين "الكولون"، وبالمناسبة البالية ليس فناً عالمياً والرقص الشرقي ليس "لوكل" كما يصفه البعض وهي كلمة تحقر من شأن مهنة الرقص الشرقي وأرفضها تماماً، وعلى فكرة راقصاتنا قدمن خطوات مميزة وجميلة مثل نعيمة عاكف التي كانت "فلتة زمانها" بالرقص كونها كانت تجيد الاكروبات، وعلى فكرة يوجد حركات بالرقص الباليه مأخوذة من الرقص الشرقي وتحديداً حركة "الارابيسك" التي نقلتها الحملة الفرنسية الى باريس عندما أتت الى مصر بعد أن شاهدت رقص الغوازي وطوروها.

لماذا لا يُقدر البعض رقص الغازيات رغم أنهن يرقصن بالفطرة؟

الغازيات يرقصن كأجمل ما يكون لكن البعض يحقرن مهنة الراقصة الغازية لأنها كانت تسافر من محافظة لمحافظة لترقص في الأفراح والموالد، لكن فيما بعد تطور الموضوع وحضرت الى مصر بديعة مصابني التي هي من جذور لبنانية وطورت بالرقص وافتتحت ملهى وصارت ملكة المسرح ومن مسرحها تخرج كبار نجوم الرقص والغناء والتمثيل والمنولوجيست وبالتالي غيّرت النظرة الى الرقص فلم يعد مقصوراً على الغازية كونها أي بديعة كانت ترقص بـ"الصاجات" وتغني في آن.

البلد الذي تحلمين بالرقص فيه؟

لبنان طبعاً، أنتم شعب يعشق الفنون بكل أشكاله والراقصة اللبنانية على مستوى عالٍ من التدريب ولها خصوصية في رقصها لا سيما اللواتي يرقصن بالكعب العالي والريتم.

الآلة التي تحبين الرقص على أنغامها؟

القانون لأ نه ينحدر من التخت الشرقي وبطبعي أميل للنغم الحزين.

نهاية حياة الراقصات في الغالب تكون مأساوية؟

بديعة مصابني أرهقتها الضرائب، وشفيقة القبطية ماتت في بير سلم، نعيمة عاكف ماتت بالمرض الخبيث وهي دون الاربعين عاماً وبمبة كشر حُرمت من ابنتها وداني بسترس انتحرت وغيرهن كثيرات لأن المجتمع لطالما قهرهن والظروف عاكستهن، بينما كم من رجل سياسي وكم من رجل أعمال خربوا الدنيا ولم يقترب منهم أحد لأنهم محصنون، من هنا أؤمن بنظرية المؤامرة لكني بالمقابل لا أخاف أحداً لأني واضحة رغم يقيني اني أُسبب لمجتمعي بعض القلق بسبب تحرري وثقافتي وإنفتاحي وحبي لفني .