أضاء "القمر العملاق" سماء لبنان مساء اليوم الإثنين، الذي سيكون الأكبر حجماً والأكثر سطوعاً منذ نحو 70 عاماً، وتمكّن اللبنانيّون في معظم المناطق من مشاهدة هذه الظاهرة النادرة، التي تحصل عندما يكون القمر في أقرب نقطة إلى الأرض.

وعن هذا الموضوع كان لموقع "الفن" حديث مع رئيس تحرير مجلة علم وعالم، مجدي سعد، الذي قال إن هذا الحدث لا يتطلب أي تحضيرات ولا معدات، حيث يمكن للناس أن تشاهده بالعين المجرّدة.

وأشار سعد الى أن هناك مبالغة في موضوع "القمر العملاق"، فوكالات الفضاء تنتظر أي حدث فلكي للإضاءة عليه لأنه في نهاية المطاف هذه الوكالات تحتاج الى ميزانيات أكبر وأكبر، بالتالي إن إحداث نوع من الشغف عند الناس تجاه هذه المواضيع، له علاقة غير مباشرة بتعزيز ميزانياتهم.

وأضاف "ظهور القمر العملاق هذا الشهر هو السادس هذا العام، والإهتمام المتزايد به هذه المرة لأنه يفرق عن القمر الذي ظهر الشهر الماضي، ويشبه بقربه القمر القريب الذي كان عام 1948، وهي النقطة التي يكتمل بها القمر، والظاهرة اليوم هي عبارة عن تزامن ظاهرتين مع بعضهما، الظاهرة الأولى هي القمر المكتمل والثانية هي النقطة القريبة من الأرض، وعندما يكون القمر مكتملاً في نقطة قريبة من الأرض نسمية "قمر عملاق"، ولكن في عام 1912 كان القمر أكبر وأقرب ببضع الالاف من الكيلومترات من العام 1942 الى اليوم، وهذه ليست عجيبة بل طبيعية جداً ومتكررة، و(ناسا) قالت إن هذه النقطة كانت في العام 1942 ولم تتكرر من 69 سنة".

وتابع سعد: "وإذا نظرنا بالعين المجردة قد لا نلاحظ الفرق بين القمر العملاق والعادي، لأن عين الانسان لا يمكن أن تدقق بالنسبة التي تظهر الفرق بين العملاق والعادي ، وإذا بحثنا عن الدراسات المعمّقة في هذا الموضوع نجد أن العلماء يحذّرون من وقوع زلازل، في حين أن القمر يمارس الجذب ليس فقط لمياه البحار، أي المد والجزر، بل أيضاً لليابسة، ولو أن العين لا تلاحظها، وما يزال العلماء في طور وضع الأبحاث حول ما إذا كان هذا الأمر يؤثّر على الفوارق الزلزالية، وبالتالي يؤدي الى زلازل".

كما قال: "أما لبنان فبغض النظر عن إبتعاد أو اقتراب القمر، يقع على 4 فوارق زلزالية كبيرة لها تاريخ طويل من الزلازل، وليس لدينا الإمكانات العلمية لمحاولة توقع الزلازل، علماً أن ما يقال عن عدم امكانية توقع الزلازل لم يعد صحيحاً لأن مختبر الجيوفيزياء التابع لوكالة الفضاء الأميركية إستطاع على مدى 10 سنوات توقع 15 زلزال من أصل 17، بجنوب كاليفورنيا".

وأضاف سعد "وبرأيي يجب أن تكون أولوية عند أي حكومة لبنانية الإهتمام بهذا الموضوع، ويكون لدينا علماء وأجهزة متطورة لأن لبنان لن يتحمل زلزالاً كبيراً، خصوصاً أن الكثافة السكانية عالية والأبنية لدينا ليست مجهّزة ضد الزلازل، وعلى أي حكومة تخصيص جزء من أموال النفط والغاز لتدعيم الأبنية وخصوصاً المدراس والمستشفيات وثكنات الجيش وقوى الأمن، وشراء معدات وتجهيزات متطوّرة التي تكشف الناجين من تحت الأنقاض، ويحتاج لبنان الى هيئة من العلماء لمد مجلس النواب والحكومة بدراسات للمستقبل، لأن لبنان مهدد بالزلازل وأيضاً مهدد بخطر الجفاف، الذي قد يؤدي الى هجرة ملايين من اللبنانيين، حيث لن يبقى لدينا زراعة ولا أمطار ولا أمن غذائي".