كل من يتقرب منه يدرك أنه أمام فيلسوف تعلم من مدرسة الحياة ويتمتع بالوفاء والمصداقية كما أنه متصالح مع نفسه وفنه وماضيه ومتفائل بمستقبله.

إنه الفنان علي الديك الذي استطاع أن يُشكل مدرسة غنائية خاصة به تخطت حدود العالم العربي لايمانه أنه فنان للناس فقط.

حصدت جماهيرية كبيرة بالوطن العربي وبالخارج ألهذه الدرجة أنت فنان من الناس وللناس؟

الله سبحانه وتعالى يعطي كل واحد منا وفق نواياه، ومحبة الناس من رضى الله ورضى الوالدين، كما أن المصداقية بالتعاطي مع الآخرين ينتج عنها الاحترام والتقدير من الجمهور وهذه نعمة من الرب وأتمنى أن أكون على قدر تحملها، (ويضيف) اليوم يوجد اثنان من عائلة الديك أي أنا وشقيقي حسين نقوم بإحياء عدة حفلات بلبنان وكلها "سولد اوت"، وكذلك الأمرعندما نسافر للخارج لإحياء حفلات للجالية العربية، وهذه النعمة منّها عليّ وعلى عائلتي رب العالمين وأتمناها لكل انسان طيب ومحب وأن يرزقه الرب كما يرزقنا ، أعترف وبفخر بأني رسمت لوناً لمشواري الفني وأخذته على عاتقي ونجحت به والدليل الحضور الكبير لحفلاتي ونجاح كل أعمالي والحمدلله، رسمت لوني الغنائي بدقة، لم تكن مغامرة مني لأني لا أملك شيئاً أخسره لم أكن غنياً ولم أعتمد على أحد، توكلت على رب العالمين وسرت بدرب الفن وكان النجاح والتوفيق.

بصراحة كيف تتعامل مع الحرتقات ؟

لا شك أني أزعل لكن بالوقت نفسه لا أضع مثل هذه الحرتقات بحسباني طالما أني واثق من فني ومما أقدمه للناس الذين يقدرونني، لا أهتم لكن ضمنا أتمنى أن يفرحوا لي ولنجاحي بدلاً من الحرتقة التي لا تقدم ولا تؤخر، وأنا شخصياً لا أسمح لنفسي أن أستغيب أحداً او أغار من نجاح أي فنان ولا أقبل أن تقال كلمة ضد أحد عن لساني، لكل منا له جمهوره ومن هنا لا أكترث للثرثرات لأني أعرف نفسي جيداً وتربيتي وأخلاقي تمنعاني من أن يزعل أحد مني، وبالمقابل أسامح كل من ينتقدني.

انتقد البعض بالقول إنك تغني وتلحن وتقدم برامجاً وماذا بعد؟

"معليش، معليش" ماذا أفعل الرب أكرمني ولكل مجتهد نصيب، أنا ألعب بملعبي ومنذ اول يوم احتراف لي بالغناء قلت على الملأ هذا ملعب علي الديك.

قد يظهر مع السنوات المقبلة منافسون لك؟

"معليش مش غلط المنافسة حلوة وياريت بيظهر حدا بيشبهني لتكون المنافسة جميلة" وتفرز فناً أجمل وأجمل، الفنان الكبير جورج وسوف أطال الله بعمره مرة لم يزعل من أحد والسوبر ستار راغب علامة ايضاً يفرح لنجاحات الآخرين وعاصي الحلاني يشجع المواهب الواعدة وهاني شاكر الذي صار اليوم نقيبا للمهن الموسيقية يكرس حياته للفن ووليد توفيق ما زال بقمة عطائه وألقه وكل هؤلاء نجدهم على صداقة وطيدة مع بعضهم البعض.

هل يمكن أن نراك يوماً بلجنة تحكيم برنامج للمواهب؟

لا شك من أني أعرف كيف أقيم الأصوات لكني لا أحب التنظير ومن أن اقول لاحد صوتك مش حلو اذا لم يكن غير موهوب، لكن اذا وجدت في المكان المناسب لكي أوجه موهبة ما، اتشرف بذلك بل وأساعدها من كل قلبي ، قبل سنوات خرّج برنامج "ستديو الفن" عدداً من المواهب البعض لمع على الساحة والبعض الآخر اختفى ما يعني أن الميدالية والمرتبة لا تحددان مسار الفن الذي عليه أن يتعب ويجتهد ليحقق لنفسه مكانة جيدة، بالنسبة لي تخرجت من ضيعة صغيرة فيها ثمانية بيوت من الحجر وأفتخر بكل ذلك.

يتملكك نوستالجيا للقرية والأم والبيت الصغير؟

أعشق الأرض وأحب قريتي جداً ولا أخجل من ذلك بل أتباهى بطفولتي ونشأتي وعائلتي، الفقر ليس عيباً ومرة لم يكن فضيحة، عشنا بكرامة وكان لنا مبدأ بالحياة والرب وفقنا، نحنا بيت الديك انطلقنا من ضيعة صغيرة إسمها الزيتونه بمحافظة اللاذقية وجلنا العالم، ومع ذلك أحن لقريتي للجبل وللمياه وللطبيعة والبيوت الجميلة وحتى الى خيمة الخشب التي كنا نفترشها على شجرة الصنوبر لننام بظلها أما العرزال فأعشقه أكثر من القصور التي لا تعني لي شيئاً.

الشهرة لم تغيرك؟

"ليش بدها تغيرني؟" مرة كنت مع أخي حسين فشاهدنا رجلاً فقيراً ينظر الينا فاقتربت منه وسلمت عليه وقبلته وقلت لأخي حسين اقترب واحضنه فهذا الفقير الكريم أحسن مني ومنك، الفقير هو فقير العقل بينما فقير المادة شريف لكن ظروفه ربما تكون صعبة، ثم من أنا لأتكبر على الفقير؟

المطرب الشعبي المصري الذي يلفتك؟

أمينة مطربة رائعة، ومن الجيل السابق أحمد عدوية فنان كبير ليس له مثيل وأيضا حسن الاسمر كان صوته مميزاً، ومن قبلهما محمد عبد المطلب الذي أعشق أغنيته "السبت فات والحد فات وبعد بكرا يوم التلات"، ومحمد رشدي و"عيون بهية"،أحب كل الالوان أعشق السيدة ام كلثوم وأذوب بصوت خوليو أما وديع الصافي فهو مثلي الأعلى وأعتبره مدرستي التي تربيت على سماعها الى جانب نصري شمس الدين وزكي ناصيف، فهؤلاء غنوا للضيعة وللأرض وأنا أحذو حذوهم، وزغلول الدامور حبيب قلبو لعلي الديك هو مدرسة قائمة بالزجل حتى وديع الصافي قال له مرة أخطأ من أسماك الزغلول فأنت النسر اللبناني، وأنا قناعتي مطلقة بوديع الصافي كما أذوب حين اسمع صوت صباح فخري أطال الله بعمره.

حدثني عن علاقتك بالفنان الكبير وديع الصافي؟

"الله يرحمو" أنا مثله عاشق للضيعة (ويغني) "فوق سطوح ضيعتنا عنا براج للحمام"، حنجرة وديع الصافي كانت نعمة في حياتنا أطربتنا وأمتعتنا، كان قديساً للفن (يدمع ويقول) "الله يرحم ترابو" حبيب قلبي زارني ذات يوم في البيت وجلست قبالته أنظر اليه باندهاش ويومها قال لي وأقسم برب العالمين أني لا اقول كلمة محرفة" يا علي صوتك جرد وكبير ودسم"، بعدها ذهبت لأحضر له إحدى الحفلات وما أن دخلت حتى صفق لي الحضور خجلت ومشيت من دون أن ألتفت الى أحد وصعدت الى المسرح ووقفت خلفه وغنيت مع الكورال.

والصبوحة وفيروز؟

الشحرورة الله يرحمها جننت الكون ولن يجود الزمن بمثلها، أما الست فيروز فهي نجمة من السماء أو ربما مثل كوكب عطارد، فيروز هبه من الرب واسم على مسمى.

انت فيلسوف؟

الزمن علمني ولطالما قلت لأخوتي الفن لا يقتصر على الغناء الجيد بل على الثقافة والمطالعة بالحياة ودرست الموسيقى منذ كان عمري عشر سنوات بالمدرسة الموسيقية التخصصية بالاضافة الى الصولفاج والفوكاليز وعزف العود والغيتار وأكرر أني لا أتفلسف وكلمتي دائماً على طرف لساني أقول ما أشعر به، وأذكر انه في احدى المرات طلب مليونير كبير أن يعرف اين تعلمت فكان ردي عليه "ما عندي استاذ خصوصي/ مدرستي قودة وعلييّه/ بعدني على ضو البصبوصه/ اقرا بعز الصبحية/ على مدرستي الدرب بعيد/ شنطة بكتفي/ وحطبة بايدي/ وحق المنجل والتنور/ وخاطر ضيعتنا المكسور/ رح اكبر وصير دكتور/ وارفع راسك يا بيي"(ويضيف) "بحبك كتيرابتسام" وأكن كل الحب للقراء وكل الاحترام لكم وأتمنى أن آخذ بيدكم لنعبر معاً الى أماكن أجمل وأجمل.