نظم مركز معروف سعد الثقافي في صيدا أمسية تكريماً للراحل الكبير "وديع الصافي" برعاية وزارة الثقافة اللبنانية، وحضور أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، ونجل الراحل الفنان جورج الصافي، ممثل وزير الثقافة ريمون عريجي الشاعر علي بكري ممثل رئيس فرع مخابرات الجنوب، المقدم أحمد غدار، ممثل قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد سمير شحادة، ممثل المطران إلياس نصار الأب مدلج، ممثل المطران إلياس حداد الأرشمندريت جهاد فرنسيس، الشاعر مارون أبوشقرا، الفنان المسرحي مروان كسرواني، عازف العود ربيع حداد، بمشاركة فرقة "وحدن"، وباقة من الفنانين والشباب.

بدأت الأمسية بالنشيد الوطني اللبناني، وبكلمة لمقدمة الأمسية الآنسة زنوبيا ضاهر رحبت فيها بالحضور، وقالت:" نجتمع اليوم لنكرم ذكرى لم تغب، مترفة بحضورها وحضوركم. نجتمع لنكون أوفياء لأغنية صداحة وضاحة صافية، رحلت في وداعة الحنين. هزمتك يا موت الفنون جميعاً، هزمتك يا موت الموسيقى، لأنها خلقت لتصرخ في وجهك: أن نحن خالدون هوية وفكراً. فأنى لك أن تنتصر على الوديع وقد أودع فينا الطرب والرقة نعيشها كلما استبد بنا الحنين إلى الأصالة. نجتمع في هذا الصرح الثقافي اليوم، الصرح الوفي للثقافة، نرتل حضور قديس الطرب لأننا والوقت لا نجرؤ على طعن العبقري في عبقريته، لا لا يطعننا الجفاء في عمقنا، فنطفو على وجه هذا العالم، ونهيم صحراءه. أجل ألقى وديع الصافي بذرة لن تتوقف عن النمو أبداً، فصنع بذلك خلوده.

كلمة مركز معروف سعد ألقاها الأستاذ مرهج شما، قال فيها:" نُكرمُ وإياكم اليومَ في هذا الصرحِ الثقافي الذي يحملُ اسم الشهيدِ "معروف سعد" ذكرى صاحب الحنجرة الذهبية، عملاق الطرب الاصيل وصاحب الصوت الجبلي، الذي أعطى الأغنية الشرقية زخماً مميزاً في بداية عصرها وتطورها، الفنان وديع الصافي.حمل الفنان في "حنجرته الذهبية" وطنه إلى العالم العربي، إذ اختصرت كلمات أغنية "لبنان يا قطعة سما" قصة هذا الوطن.من صيدا بوابة الجنوب المقاوم، الى نيحا الواقعة في قضاء الشوف، من معروف سعد الى وديع الصافي: نقرأ جراحنا بتأنٍ وعمق، نشعر أننا بحاجة الى اكتشاف أنفسنا من جديد، ونشعر أننا بحاجة الى ترتيب أوراقنا المبعثرة في كنف الوطن، في غيابك أيها الوديع تتسع خارطة الشوق، نقرأ دفاترك في أغانيك، "عندك بحرية يا ريس"، "لبنان يا قطعة سما" و "عا الله تعود عا الله"، ليرتسم بينها تاريخ المناضلين الشرفاء، نقرأ دفاتر الذكريات ونزينها بألوان حنيننا اليكم ونرسم بين نقاط أحرفها خارطة لبنان ونخاف أن نضع نقطة في آخر الكلمات لكي لا تكون الأخيرة.. فأمامنا نضال مرير في صنع الوطن، وطناً يليق بأبنائه.

وقرأ ممثل وزير الثقافة ريمون عريجي الشاعر علي بكري قصائد شعرية عن الفنان الراحل وديع الصافي. وتقدم باسم وزارة الثقافة وجميع العاملين فيها بالشكر لمركز معروف سعد الثقافي على إقامة هذه الأمسية التكريمية لكبير من لبنان. كما تقدم من عائلة الوديع بأطيب التبريكات وأحر التمنيات لأنهم أهدوا لبنان والعالم هذه الأيقونة الخالدة "وديع الصافي".

واعتلى عازف العود وصانعه الأستاذ ربيع حداد المسرح، وسرد بعضاً من اللحظات الجميلة التي جمعت بينه وبين العملاق الراحل وديع الصافي، بدءاً من صناعته لعود خاص بالراحل الصافي، واكتشاف الصافي أن لحداد سحره الخاص أثناء عزفه على العود. وسرد حداد بعضاً من مميزات الصافي الصوتية وما يملكه من أذن موسيقية مطلقة، ودوره في صناعة الأغنية اللبنانية، إضافة إلى حضوره القوى على المسرح. ووصفه بالرجل العظيم ذي الكاريزما الرائعة، وبالحالة المتكاملة الفريدة.

وتلا الشاعر مارون أبوشقرا شعراً بالعامية، وقد غنى الراحل الصافي من شعره أغنية بعنوان:" وإنت جايي"، اعتلى مسرح معروف سعد حيث وجه التحية لروح الفنان العظيم وديع الصافي وألقى قصيدتين من ديوانه "رقصه ع باب الضو" وهما: شغل أهلي، ووديع الصافي.

أما كلمة آل الصافي ألقاها العميد المتقاعد إيليا فرنسيس الصافي شقيق الراحل وديع الصافي، قال فيها: " هذا التكريم لكبير غاب ولكنه في نسيج الوطن باق وفي ضميرنا وتراثنا، حاضراً أبداً في صوته الذي لا يغيب بل يزيدنا تعلقاً بهذا الوطن المفدى. يا أهل الوفاء الذي يختزل ويختزن في طياته وسمائه كل الفضائل والقيم والوفاء دائماً وأبدا، نحييكم ونحيي صيدا والجنوب البطل أرضاً وشعباً كما أحب وديع الصافي. نشكر لكم هذا التكريم أنتم أحباؤنا ونفتخر بكم فرداً فرداً، دمتم لنا وللبنان وللوفاء عنواناُ، نفتخر بكم جميعاً.

ثم قدمت السيدة ليال سعد درعاً تكريمياً "درع وديع الصافي" إلى نجله الأستاذ جورج وديع الصافي عربون محبة وتقدير ووفاء واختتمت الأمسية بفقرة فنية قدمت خلالها فرقة "وحدن" عدداً من الأغنيات الشيقة التي تنوعت بين ما هو قديم وما هو جديد. هذه الفرقة النموذجية مؤلفة من: روي لحود (باص غيتار)، دونالد الناشف (رق)، جوزف داوود (دجمبي)، وسام جابر (بزق)، شادي سعد (أكوردين)، (أبو تيم) لبنان عون (ناي)، إيلي واكيم (مغني وإيقاع).

وقد رافقهم المطرب والملحن والكاتب جورج وديع الصافي غناءً حيث قدم باقة من الأغنيات التي ألهبت مشاعر الحاضرين وشاركوه التصفيق الحار والغناء.