لمناسبة رحيل الموسيقار ملحم بركات، نعود وننشر لكم أبرز الحوارات التي أجرتها معه رئيسة التحرير هلا المر .


ننشر اليوم الحوار الذي كنا نشرناه في 11 آذار 2011 .
ملحم بركات مطرب في زمن قلّ فيه المطربون. يعلم كيف يسحب الآه من القلب. يغني برجولية وعنفوان، وفي نفس الوقت بحبّ وحنان. ألحانه قليلة لأن اللحن عنده ليس مركباً او مصطنعاً، بل ينبع من احساسه وابداعه ويأخذ منها كي يخلق. تكلمنا معه عن فناني اليوم، وعن خلافاته معهم، عن بعلبك، والسياسة في العالم العربي، وايضا عن تحضيراته الجديدة. "النشرة" قابلت الموسيقار ملحم بركات و كان لنا معه هذا اللقاء العفوي والصريح.

الموسيقار ملحم بركات نهنئك بداية لأنك ما زلت استاذاً مبدعاً وموسيقاراً كبيراً، وتملك التواضع على المسرح حيث تغني لـ3 او 4 ساعات وفي الحياة ايضاً. هل ما زال هناك فنانون يقومون بهذا اليوم؟

(ضاحكا) معظمهم يغنون لدقيقتين في الاستديو فقط. انا شاهدت الكثير من الشباب وقد أسديت نصائح كثيرة لهم. تصوّري أن أحدهم كان يختم أغنيته وهو يدير ظهره للجمهور مثلا!

كل فنان بحاجة الى التدريب والتعلّم، ففي أميركا لا يطلق الفنان قبل أن يتعلّم كيف يتعامل مع الناس كيف يغني ويتصرّف ويهتم بشكله وشعره. الشباب عندنا شيء مضحك لا يعرف كيف يقفل الاغنية، وكيف يساير الناس وكيف يتكلّم معهم وما الذي يريدونه. فعندما تريدين اليوم أن تقفلي الأغنية عليك أن تنظري لتعرفي اذا أحب الناس هذه القفلة والا فعليك أن تغيريها. هناك الكثير من المواضيع الخطرة على المسرح "مش هينة".

يعني أنه لا يمكن لأي كان أن يغني على المسرح؟
طبعا. هناك أصوات جميلة بين الشباب اليوم، ولكن أن يغني ساعتين أو 3 على المسرح و"يفرّد" في الموّال او الليالي فعليه ان يعرف الانغام. قلة من الموجودين درسوا الانغام ومعظمهم ظهروا على الفضائيات وصاروا معروفين وهذا "أكبر غلط". الفنان بحاجة الى الدرس والخبرة، أنا نصف خبرتي تعلمتها على المسرح من حياتي الفنية، فأنا عملت 14 عاما على المسرح قبل أن أبدأ وأخذت خبرة "فظيعة". اما الانغام فتعلمتها في المعهد الموسيقي، فقد درست أربع سنوات وتعلمت الموشحات بعد أن نصحني مجموعة من الناس لأنه لدي الموهبة، ورغم انه كان هناك فوضى كبيرة في المعهد حينها ولم نستفد منه كثيراً الا انني استفدت فعلا.

انت تقصد المعهد الوطني للموسيقى "الكونسرفتوار"، لماذا كان هناك فوضى فيه حينها؟
طيلة تلك السنوات الأربع عشنا الخلاف بين المرحوم سليم الحلو ومدير المعهد جورج فرح، على تعليم العود ففرح يريد مفتاح "السول" والحلو يريد مفتاح "الفا". وانتظرنا 4 سنين لنعرف على أي مفتاح سنتعلم العود. وبالنهاية مللت وغادرت المعهد.


هل تعتقد أنه يجب أن يتعلموا أغنيات ملحم بركات في المعهد الموسيقي؟
في سوريا يعلمون الكثير من الأغنيات، مثل "تعا ننسى" يعتبرونها مدرسة. اما في لبنان لا أعرف شيئاً عن المعاهد. سيأتي هذا الوقت "بكرا بس موت" يعلمون أغنياتي، فلأنني على قيد الحياة سيسألون من هذا؟؟ هذه مشكلتنا في الشرق كلّه. كنت اكبر شيطان أنا في القرية في طفولتي والآن يقولون صار فناناً كبيراً كيف حصل هذا؟ بالموهبة والإرادة والجهد "بتصير".
هل تلاحظ أن قلة اليوم من الفنانين لديهم رجولية في صوتهم؟
نعم عندهم "ارتخا بنياعهن". لا يوجد أصوات رجالية. أنا لا افهم "فوشة الكبد" الموجودة الآن على الساحة. ولكن لا أريد أن انتقد لأنهم سيقولون غدا "ملحم بغار" واذا سألت عن فنان معين "وينو" يقولون إن ملحم يغار منه. فالناس لا يأخذون من كلامنا الا البشاعة وتنتشر ولا يحللون اذا كان قصدي ايجابياً ام لا.
اليوم الشباب الموجود على الساحة وحتى المطربون والمطربات، قسم منهم "مش فارقة معه" اللهجة اللبنانية ويريد أن يغني اللهجة المصرية، "يصطفل" هو حر ولكنه يحارب وطنه ويحارب أغنيته.
فنحن عندما بدأنا لم يكن هناك فن ولا شيء، الذين صنعوا الفن في لبنان مثل آل الرحباني، وصباح، وفيلمون، ووديع وفيروز.هؤلاء أين قيمتهم؟ أين الذي صنعوه؟ لتأتوا انتم وتدعسوا بأرجلكم هذه العظمة التي صنعوها. لا يجوز هذا حرام وعيب. هذهحضارة لبنانية.

كل الذين يغنون باللهجة اللبنانية يُحاربون انت ونجوى كرم وفارس كرم وغيركم..
"واذا" فعندما نذهب الى أميركا في جولة فنية فهناك مدن تقيمين فيها حفلات ومدن اخرى مجاورة لا لأن الفنان مثلا ليس محبوباً فيها وليس لديه جمهور هناك. لا يوجد فنان في العالم يحبّه كل الناس. أنا اذا قال لي أحدهم لا أحب ام كلثوم "بكون بدّي اقتله"، لكن الدنيا أذواق.
فاذا قال لي أحدهم أنا لا أحب صوتك لكن أحب مقابلاتك لا ازعل منه فالدنيا ذوق.
ولكن يختلف الذوق عن التقييم فهناك فنان قال إن الالبوم الاخير لفيروز وزياد من أفشل الألبومات التي سمعها في حياته ولم يقل أنا لا احبهما.
انا سمعت الاغنيات في الالبوم وكانت فيروز دائماً تصدر الاغاني فتسمعين الناس وهو يرددونها لكن حتى اليوم لم اسمع احدا يردد أغنياتها الجديدة و"هيدا يلي بخوّف".
فالاغنية "بعلّق عليها الانسان متل الدبق" فترددينها من دون أن تشعري بها وهذا هو النجاح فتدركين أن عملك نجح فعلاً. وايضا زياد انا اعرف ما قام به في الألحان فقد اعطاها طبقة هادئة وفيها قرار "مش مفزلك كتير بلحنها" هو ذكي.

كيف هي علاقتك بنجوى كرم هل هناك عتاب بينكما؟
كل لا يوجد شيء، ولكن هناك فنان تنجحين معه بسرعة وهناك فنان تحتاجين لوقت طويل لتنجحي معه. الفن يتطلب دراسة والحظ يلعب دوره ايضا. ولا يمكن في كل يوم ان تجد موضوعا مناسباً لأغنية وقد يمر العام كله وتنجح اغنية او اغنيتين فيهما "صرعة غريبة" احبها العالم. ولكن لا يمكن ان تقولي ان الليلة سأصنع أغنية وستنجح فهذا امر صعب.
ولكنها نجحت معك في الاغنية الوطنية..
نعم نجحت ولكن ليس من الضروري ان تنجح في كل أغنية. فكرة الأغنية ولحنها يجب على الفنان أن يعيش الموضوع لكي يقدمه للناس بنجاح.
هل تتدخل نجوى بالكلام واللحن؟ وهل يزعجك هذا الامر؟
نعم نجوى تتدخل باللحن والكلمة. وبالنسبة لي نعم أنا أنزعج. هناك ملحنون يسلمونها الأغنية من دون لوازم أو مقدمة. طوني العنقا مثلا يساعدها كثيراً في هذا الموضوع وهو ذكي. وفيلمون كان ايضا هكذا يسلم الاغنية للرحباني من دون مقدمة ولوازم وكان عاصي "يزبطها" وهذا "مش عيب" فالشراكة حلوة.
منذ عشرات السنوات طلبت فنانة راحلة من عبد الوهاب أن تغير "كوبليه" في الاغنية وخرجت ولم تعد ورحل الاثنان من الدنيا.

لنتحدث عن الاشكال في قطر، قال بعض الاعلاميين إن ملحم بركات كان سبب الاشكال فلماذا تم اقحام اسمك في هذا الامر؟
يريدون ان "يكبروا" فاذا شتموا انسانا صغيرا يصغرون واذا شتموا الكبار يكبرون. انا لا اهتم، فأنا سلم يريدون الصعود عليه "بدي كسّرلوا اجري للسلم وطلعن اجر ايه اجر لأ" (ضاحكا).
من من الفنانين الجدد يعجبك؟
والله لا اعرف اسماءهم. ولكن اريد ان اوجه نصيحة، فهناك 3 او 4 أغنيات استمعت اليها على راديو "الجرس" واعجبت بها وبالملحنين والكلمات والموضوع. ولكن عندما شاهدت الكليب كرهت الأغنيات بسبب المطرب. فلم يعجبني لا شخصيته ولا تصرفاته لأنها كلها خارج المنطق.
من أي ناحية؟
لا اريد ان اتكلم لأن كلمتي لا يعتبرون أنها مهمة انما يعتبرون أني أريد القضاء عليهم. ومخرجو الكليبات اليوم لا يتصرفون بمنطق، فنرى أغنية تتضمن 7 او 8 نساء روسيات من أجمل النساء بدون اية علاقة بالموضوع أو الاغنية. ويعتقدون أن النساء ينجحن الاغنية.


هم يريدون لفت النظر..
اذا غمز الفنان بعينه يلفت النظر. قديماً كانت سميرة توفيق تغمز بعينها وتؤشر بيدها و"تضهر العالم من تيابها". لحد اليوم لم أر كليبا "متل الخلق" او "مرسوما" لهذه الاغنية. كلهم يضعون نساء جميلات وماء و"شختورة" والموضوع بعيد عن الاغنية، فنرى اجنبيات في كليب لأغنية بدوية.
لذلك أنت لا تصور كليب الا مع طوني قهوجي؟
طوني يمكن التفاهم معه ويعرف ما أريده واذا انتقدت مشهدا يحذفه. طوني فنان بارع ومخرج من أهم المخرجين في العالم العربي لكن مشكلته انه لا يهتم بموضوع واحد فلا يهتم بالكليبات كثيرا، فهناك البرامج والـLBC فهو يريد ان يدير البلد ولا يمكن ان تأخذي منه شيئا خاصا او موقفا من هذه المواقف في الحياة. فهو يخرج الكليب ويغيب ولا يمكن الحديث معه بسبب انشغالاته. هذا هو طوني قهوجي. هذا هو النجاح.
ماذا حلّ بالبرنامج الذي كنت تحضّر له انت وطوني؟
كان من المفترض ان اقدّمه انا ونجوى كرم. توقّف الموضوع قليلا وصارت نجوى في الـmbc.


هل كان مشابها لبرنامجها الآن في الـMbc ويتضمن هواة؟
لا يتضمن كل هذا ولكن لا اريد الحديث عن فكرته فيسرقوها. ولكن توقف الحديث عن الموضوع ولا اعرف ماذا حصل بعدها. فكرة البرنامج تحدثنا عنها في جلسة في مطعم أنا وطوني وقصدنا نجوى بعدها فرحّبت بالفكرة ووافقت، ولكن بعدها بدأت المماطلة و"نيّموا القصة". وثم رأيت نجوى على الـmbc فجأة، لماذا وكيف حصل هذا؟! لم يكن يوجد أحد لنسأله أو يجيبنا.
الم تسأل نجوى عن الموضوع هذا؟
لم أتحدث معها حول الموضوع.
"زعلت"؟
طبعا لأننا كنا نؤسس لمشروع معا في الـLBC، ليس قريبا من برنامجها ولكن نفس الطريقة مع مطربين كبار مثلا الذين لحنت لهم أنا، موضوع "كتير مهضوم وحلو وبضحّك". بعد ان ظهرت على الـmbc "راحت القصة" ولم نعد للحديث عن الموضوع.
الا يمكن ان تجد بديلا عن نجوى؟
لا أعرف . هكذا بدأت القصة، يجب ان يكون هناك فنان يغني ايضا ولذلك فكرت بنجوى أنا اغني ونجوى تغني والفنان الضيف يغني، فخرجت نجوى من البرنامج وطارت الفكرة.


هل تلحن أغنيات جديدة للفنانة ماجدة الرومي؟
نعم هناك أغنية جديدة كنا قد انتهينا منها ولكن عدنا لنجددها قليلا، وما زلنا ننتظر الاستاذ جان ماري الرياشي لـ"يفضالنا".
هل يتأخر العمل بسبب انشغال بعض الاشخاص؟
ليس انهم منشغلون ولكن لأنهم يخافون من العمل. عندما يكون العمل عاديا "ما شي" ينفذونه بسرعة، ولكن العمل الذي يتضمن شيئا يخافون منه.
يعني العمل مع ماجدة عمل كبير ومهم؟
أنا لا أعتبره عملا كبيراً بل أغنية عادية، لكن تحتاج الى تنفيذ وجان ماري شاطر كثيرا في التنفيذ والتوزيع، لكن لا أفهم لماذا يتأخرون الى هذه الدرجة. و"بالآخر رح يطلع حليب النور".
مهرجانات بعلبك كانت من أجمل المهرجانات وكان لك أنت حصة فيها..
لا، كانت من أجمل المهرجانات لكن لم نقدم عملاً جميلاً جداً كما أريد أنا.
الجميل في العمل كانت اغنياتك..
كلا "ما دخلش اغانيّ"، فنحن الاثنان انا وغسان الرحباني تعبنا كثيرا ولكن "انحشرنا كتير بالوقت". مش معقول تعملي عمل مسرحي غير مكتوب في 32 يوم لنقدمها في المهرجان وعلينا ان نلحّن ونقوم بالحوارات.
لماذا اقدمت على هذه الخطوة؟
ترجّيت غسان حينها وقلت له ان نقدّم ريسيتال وان يقصد اللجنة هو ومحاميّ ليتحدثوا مع اللجنة على ان نقدم المسرحية في العام المقبل وكان لدي فكرة جميلة جدا. لكن اللجنة أصرت على المسرحية وقد قال لها المحامي إننا نحتاج الى المزيد من الوقت. تخيّلي انني كنت قد لحنت أغنية فقط في المهرجان بينما هناك اغنية قديمة عمرها 10 سنوات. "ولو انا ملحم بركات طالع عبعلبك بأغنية واحدة عملناها بـ3 دقائق" هل هذا هو ملحم بركات؟؟

لماذا وافقت على المشاركة؟
لأننا وقعنا العقد ولا نريد ان ندخل في معركة مع اللجنة. لكن غسان لم يتمكن من العمل بهدوء للتلحين، والفكرة تتشعب وتتوسع ويجب ان يتم العمل عليها بهدوء. كنا نعمل ليس حسب الموسيقى بل حسب الوقت وكنا نستفيق كالمجانين وقلت لهم "مش قادرين نعطي ونعمل اللي بدنا ياه. مضينا وخلص ما بقا فينا يصطفلوا". 32 يوم ليلا ونهارا بشكل غير طبيعي ولم يمرّ علينا امر مماثل ابدا، في وقت انه يتطلب 7 او 8 أشهر.


هل صحيح ان وزير السياحة فادي عبود ضغط لكي يوقعوا معكم في لجنة بعلبك كما جاء في برنامج "للنشر" مع طوني خليفة؟
كلا ابدا. "مهضوم طوني مهضوم". تعجبني ضحكته حين يقدم برنامجه "للنشر". أنا على خلاف معه منذ استضاف هو وسيمون مي حريري على الشاشة. وهو الذي يعرف لماذا "طار" هو وسيمون من الـLBC.
تركا الـLBC بسبب ملحم بركات وقصة مي حريري؟
ملحم بركات "ما بينلعب معه هاللعب عالهوا" ان يستضيفوا شخصاً ما ليتسلوا ويقوموا بسكوب اعلامي.
هناك مسرحية "ايام صلاح الدين" في بعلبك، اين انت من هذه المسرحية؟
لا اعرف شيئا عنها.
الا ترغب بالمشاركة فيها؟
انا "خلص" اوقفت المهرجانات بعد قصة بعلبك. وايضا حصل معي امر ما في مهرجان ثان حيث كنا "مفرّعين" ونحضر على المسرح فقالوا لنا على عجل "اسرعوا اسرعوا لقد اتت الستّ" فركضنا كالمجانين لبسنا ثيابنا وخرجنا الى المسرح وأنا ارجف وغاضب وبدأ المهرجان لأن الست حضرت. أنا هذه الامور ابقيها في قلبي فأصل الى وقت اما انفجر واما امل وامتنع عن الحديث عن الموضوع.


هل هناك اي خلاف بينك وبين ملحم زين بعد اشكال قطر؟
لا لا. اسألوني عن خلاف مع المرحوم عبدالوهاب او مع شخص يمكن الحديث معه في الفن. ملحم زين حبيب قلبي. حرام.
هل تشعر ان الفنانين الشباب عندما ينجحون يصابون بالغرور؟
الغرور يغلفهم تغليفا. شيء فعلا غير طبيعي.
لماذا انت لم تصب بالغرور ؟
انا ربيت هكذا. نحن نشأنا في بيوت ليس فيها برادات ولا شيء بل كان فيها نمليات والصوفا بقلب البيت. كانوا يضعون الفواكه والحلويات تحت الصوفا فنشاهدها نحن ولكن ننسى الموضوع، وفي ايام معينة تخرجها وتضعها على الطاولة لنأكل منها ولم يكن ولد يمد يده الا عندما تسمح لنا امي. سألتها جارتنا لماذا تضعين الفواكه والحلويات تحت الصوفا فأجابته حتى حين يكبر الاولاد "تكون عينهن شبعانة". لم أفكر يوما ما بالغرور. انا صنعت 3000 لحن في حياتي ولم أشعر يوما ما هذا التاريخ الذي صنعته لأن "عيني شبعاني".
لماذا لم تتعامل مع فيروز في أغنية بينكما؟
"ما صار" نصيب بيننا، رغم اننا اتفقنا على عدة مواعيد ولم تحصل "شلت من راسي الموضوع".
أخبرنا ماذا تحضر مع نزار فرنسيس..
نحضر لأكثر من عمل معا ولكن لا يمكن ان اخبرك عن اي شيء كي لا تسرق الفكرة. فاليوم صار هناك المكاتب للفنانين مثل المخابرات. صار لي في الفن 50 عاما وليس لدي مكتب. انا ارد على الهاتف وليس لدي أحد ليرد على الهاتف عني. وعندما يتصلون اليوم بفنان يحولونك الى فلان وفلان قبل ان يرد ذلك اذا ردّ ولم يعتذروا ليقولوا sorry او في الـshower الذي لا ينتهي. وانا عندي ان الغرور يكون حين لا يرد الفنان على هاتفه.
ولكن هل ترد انت على جميع الاتصالات؟
اذا كانت هناك ارقام لا اعرفها لا اردّ، و"عيب ما ردّ". وهناك الخدمة حيث يكون هاتفك مغلقا وترين رقم المتصل. هناك اشخاص مزعجون فعلا على الهاتف بأسئلة مزعجة بلا معنى حيث يكون لدى الفنان اجتماع او عمل ما. انا ارد على الهاتف بعد السابعة مساء عندما اكون في المنزل واشعر بالملل، ولكن لا يمكن ان اردّ خلال النهار. وانا اقفل هاتفي عندما اكون مع الناس ولا يمكن ان اردّ على اتصال، فهذا الهاتف "خرّب" ولم يريح أحدا وخرب بيوت العالم وقد طلّق الكثيرون نتيجة هذا الهاتف.


وديع الصافي سلّم أمانة الاغنية اللبنانية للفنان عاصي الحلاني، ما رأيك؟
جيد جدا. عاصي "كويس كتير" ونشيط و"معمشق تعمشق" بالاغنية اللبنانية. ولكن عاصي يحتاج الى القليل بعد بعض الانغام وان يكثر من المواويل لأن الناس تحب المواويل كثيرا. والانغام تساعد المطرب كثيرا على المسرح وهو قدم ألحانا ناجحا في أغانيه.

ستقوم بجولة فنية في اميركا الآن، هل صحيح ان متعهد الحفلات يوسف حرب كان يحاربك من قبل؟
كلا ولماذا يحاربني!! يحارب نجوى وانا لا دخل لي في الموضوع. لو كان يحاربني لكنت ردّيت بسرعة عليه، فلدي اسلحة متطوّرة جدا وصواريخ متطوّرة جدا (ضاحكا). ولكن أنا في هذه الجولة لست مع يوسف حرب بل مع أحد اقاربه.
ماذا تقول في نهاية المقابلة؟
عائلتي انا هي بركات اي البركة ولكن البركة أحيانا تصبح طوفانا.

انت متابع للسياسة، كيف تنظر الى ما يحصل من ثورات عربية؟
لقد استفاق الشعب ولكن متأخرا جدا. كان يجب ان يستفيق من زمان. ليس من السهل ان ينشأ نظام في بلد ودولة كبيرة، وليس من السهل تغيير النظام لأنها تحتاج الى وقت كبير. لقد استفاق الشعب متأخرا جدا وكان الذي جرى قد جرى ويتهمونهم بالسرقة وطبعا سيسرقوا لأنهم تركوهم يحكمون ويسرقون.
ماذا عما يحصل في ليبيا والمجازر التي جرت؟
هناك مشكلة في ليبيا فهناك فرق بين المتظاهر العادي ومن يحمل السلاح. فقد صار هناك حرب اهلية، لو استمروا بالتظاهر السلمي بدون سلاح لكان العالم ينظر لهم بتعاطف اكبر بكثير، ولكن لأن المحتجين حملوا السلاح صار هناك نظرة مختلفة.
كيف يؤثر الوضع على لبنان؟
وضع ليبيا يؤثر على كل العالم لأن معظم اوروبا تستورد نفطها من ليبيا، فتخيلوا لو كان الاوروبيون كلهم يقودون الدراجات الهوائية في شوارع مدنهم والعالم كله مرعوب مما يحصل. لو كان هذا الامر يحصل في لبنان ما كان أحد ليهتم كما حصل على مدى 20 عاما عندما كان كل العالم العربي يضحك علينا.
هل يمكن ان ينفجر الوضع في لبنان؟
الاستعداد موجود دائما لحرب في لبنان ولكن تحتاج لمن يعطي القرار، الكل حضّر نفسه ومستعد للحرب دائما. كلهم يقولون انهم يعتمدون على الجيش ولكن كلهم يكذبون ويحضرون أنفسهم للحرب، كل الفرقاء المدنيون وغير المدنيين. واذا حصلت حرب اهلية هل سيبقى جيش، سينقسم الجيش. "يقولون الجيش هودي ولادنا..كيف يعني ولادنا بيقتلوني أنا..واذا تزعرنت انت ما بيقتلوك!!" لا احد في العالم يقول "الجيش ولادنا"، الجيش موجود ليكسر أكبر رأس في البلد ولكي يصبح هناك دولة وحكومة في البلد. يقولون "ولادنا ما بيقتلونا. لذلك بيفرط الجيش بسرعة".

هل يتأثر الوضع الفني بالذي يحصل حاليا؟
(ساخرا) ايضا هناك تحضير في الفن، فاللهجات والاغنيات التي تنتشر في السوق "بتموّت ضحك". وهذه الاعمال لن يسجلها التاريخ بل سيبصقها التاريخ. أنا احزن عندما يكون هناك فنان كبير في لبنان والعالم العربي يغني بغير لهجته، فكيف سيدخل هذا في تاريخ الفن اللبناني؟! لن يدخل التاريخ "أنجأ يمرق حدّو".
يقولون انك وحدك تحمل لواء الاغنية اللبنانية فيما الآخرون لا يهتمون، ما تعليقك؟
طبعا. يهمهم المال وليس لبنان وتاريخه الحضاري والفني والثقافي، ويقول لك انه لبناني "هيدا بدّو كف على وجهه تبصقيه الدم دغري". أنا فنان عندي موهبة احترم المواهب التي مرّت والمواهب الموجودة الآن، والمواهب الموجودة الآن تنحر لبنان بالسكين ولا تدافع عن أغنيته اللبنانية.
لماذا يحصل هذا الامر، وما سبب انتشار اللهجات غير اللبنانية؟
السياسة في لبنان والطوائف هي تقضي على كل شيء. لو كان هناك دولة ونظام وقانون لكان تغيّر الامر. لا يوجد الا سوريا تبث اغاني لبنانية ربما اكثر من الاغاني السورية، في مصر مثلا ربما واحد بالمئة تبثّ اغاني غير مصرية. نحن عندنا يبثون 80 بالمئة من الاغنيات باللهجة المصرية. لا أريد أن يفهمني المصريون بطريقة خاطئة فأنا اقصد من يغني باللهجة المصرية في لبنان.
لماذا معظم الاذاعات لا تبثّ أغنياتك، هل لأنك لا تدفع لهم؟
تخايلي ان ادفع أنا. لهم الشرف أن يذيعوا اغاني لماذا ادفع ؟! هذا عيب، لكن معظم الاذاعات يتصلون بي ويطلبون اغنياتي لكي يذيعوها. من يدفع هو من يدرك انه لا يقدر على الوصول الى الجمهور. يدفعون فتبثّ اغنياتهم، ثم يختفون لأنهم غير قادرين على الاستمرار في الدفع.
هل أنت راض عن الاذاعات؟
كلا، فهناك فوضى وقلة احترام للفن اللبناني. رغم كل ما قلته انا ما زالوا يبثون ويذيعون كما كانوا من قبل. أنا اريدهم أن يعاملوهم كما يعاملونا، لا يوجد الا الاذاعة السورية التي تبث اغانينا لأننا أهل وجيران.