عمر خورشيد وإبنتي نيفين ماتا بنفس المأساة.


اراد ان يستحضر كاميراته ليعمل بلبنان ففوجئ بزوجته الجديدة قد باعت كل شيء.
أم كلثوم وصفت خورشيد بالمجرم التركي وانا بالمضروبة الموهوبة.
خضت مباراة البامية مع شادية فكافأنا فريد الأطرش.
رفضت عائلتي عملي بالفن فخلعت كنيتي والباشوية!!

تتابع المنتجة إعتماد خورشيد سرد ذكراياتها وتتحدث عن زوجها كبير المصورين أحمد خورشيد وابنه عازف الغيتار الشهير عمر خورشيد وبعض أهل الفن ، وكيف تنازلت عن لقب الباشوية لتتحول كنيتها إلى خورشيد.

وماذا عن كوكب الشرق أم كلثوم؟
اذكر اننا التقينا بها في احدى المرات وسلم عليها زوجي أحمد خورشيد ولم يُقبل يدها فنهرته وقالت له "يا مجرم يا تركي" وطبعاً كانت تقول ذلك من باب المزاح، ومرة كنا بسهرة انا وخورشيد والست ام كلثوم والشاعر احمد رامي والموسيقار عبد الوهاب واذا بي أقول للشاعر رامي "انت لا تحب الست ام كلثوم انت تحب نفسك بها لأنها ملهمتك"، وهنا قال لي عبد الوهاب "ازاي تقولي الكلام ده يا اعتماد؟" يومها ابتسمت الست وقالت لي:" يا مضروبة انتِ موهوبة".

وماذا عن فريد الأطرش؟
كان شقيقاً لي بكل ما للكلمة من معنى، كان كريماً واميراً باخلاقة وطيبته، والكل يعلم قصة غرامه لشادية، كان يحب البامية التي أطبخها ومرة قال إنه سيجري مباراة في طبخ البامية بيني وشادية والتي ستفوز بالجائزة الاولى سيعطيها 100 جنية، طبعاً سعدنا أنا وشادية وتحمسنا للفكرة وطبخت كل منا البامية على طريقتها واجتمعنا في بيتي بالهرم وتذوق فريد من طبق شادية وقال "الله" ثم أكل من طبقي وقال "الله الله"، ولكي لا تزعل شادية أعلن عن فوز كلانا بالجائزة الكبرى وأخذنا منه 200 جنية.

لنتحدث عن زوجك كبير مصوري مصر أحمد خورشيد .
أحمد ظلم جداً، في الخارج تم تكريمه ثلاث مرات بينما لم يكرم في مصر ولا مرة، علماً أنه قدم أهم الروائع السينمائية التي تُدرس في المعاهد السينمائية، صلاح نصر حاربه والكل يعلم بذلك ، احمد كان ابن ذوات وصديقاً لكل النجوم والكُتاب مثل كوكب الشرق ام كلثوم، الشاعر احمد رامي، سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، الكاتب مصطفى امين ، المخرج يوسف شاهين والفارس احمد مظهر وغيرهم، اسمه بالكامل أحمد محمد عمر خورشيد مواليد حي عابدين بالقاهرة في 1913، أكمل دراسته وحصل على شهادة التجارة الفرنسية وبعد ذلك ألحقه والده بإستوديو مصر عند إفتتاحه، فعمل كمصور فوتوغرافي، وشارك في تصوير العديد من الأفلام التسجيلية السينمائية ومنها "سيمفونية القاهرة" مع المخرج الكبير صلاح أبو سيف، وأيضاً فيلم "عروس البحر الأبيض" للمخرج جمال مدكور عام 1956، ومن أعماله التصويرية والشهيرة فيلم "السوق السوداء" في عام 1945، فيلم "البوسطجي" من إخراج كامل التلمساني، أيضاً عمل مديراً للتصوير لأفلام كثيرة منها "شيء من الخوف" من إخراج حسين كمال، فيلم "اﻹختيار" من إخراج يوسف شاهين، فيلم "البعض يعيش مرتين" من إخراج كمال عطيه، فيلم "صراع في الوادي" ليوسف شاهين، فيلم "الشيماء" إخراج حسام الدين مصطفى وغيرهم، وكان لأحمد خورشيد الدور الكبير في تأسيس جريدة مصر الناطقة 1959 وأنشأ أول معمل للتصوير والتحميض السينمائي وتولى إدارته، وعام 1972 قام بالتدريس في المعهد العالي للسينما ثم تولى رئاسة قسم التصوير بالمعهد، وأيضا كان له الدور الرائد في تغذية السينما المصرية بالعديد من المصورين السينمائيين من الذين بدأوا مساعدين له، وأصبحوا بعد ذلك من أهم مصوري السينما المصرية، وفي عام 1951 خاض تجربة الإنتاج والإخراج لفيلم "السبع أفندي" من بطولة شادية، سراج منير، فريد شوقي، وتزوج في حياته مرتين الاولى من السيدة عواطف الهاشم التي أنجب منها ابنة هي جيهان وشاباً هو عازف الغيتار الشهير عمر خورشيد ثم انفصل عنها ليتزوجني بعد ذلك وأنجبت منه أربع اولاد وبنت هم أحمد والهامي وايهاب وادهم ونيفين.

ماذا عن أول مرة إلتقيت فيها بأحمد خورشيد ؟

تعرفت إليه وأنا ابنة 14 سنة وكنت أهوى الفن، وعائلتي ترفض أن أخوض غمار التمثيل، لكني تحديت قرار العائلة لا سيما جدتي التي تعهدت بتربيتها، وذلك عندما قرر مساعدتي أحد الاقرباء الذي يعمل في استديو مصر ويدعى ابراهيم سامي وكان على صداقة باحمد خورشيد، وذهبنا معاً اليه اي لاحمد خورشيد الذي كان حينها ينتج فيلم "السبع افندي" هناك إلتقيت به وطلب مني أن اذهب الى الاستديو خاصته ليجري لي بروفة ونجحت وذهبت في اليوم التالي الى استديو مصر لأشارك بفيلم "السبع افندي" من خلال دور صغير، ومثلت العمل وأعجب بي وكان يعرف أني اتحدر من عائلة الباشوات، وبالمناسبة هو والدته المانية ووالده تركي، وفي اليوم الثاني للتصوير رفض أن يقوم الماكيير بعمل المكياج لي وقام هو بوضع المكياج على وجهي، وكان يكبرني بسنوات كثيرة (28 سنة) ولا انكر إعجابي به كمدير للتصوير ورجل له قيمته الفنية، وطلب يدي للزواج وعندما حاولت الاعتراض هددني بالقتل ووعدني بأن أصبح نجمة، ولا أنكر أني أحببته كثيراً رغم عصبيته، فقلبه كان طيباً وكان فناناً حقيقياً، وعقب ارتباطي به أضحى اسمي اعتماد خورشيد بدلاً من اعتماد حافظ رشدي باشا، وعلى فكرة من طلب مني اختيار اسم خورشيد بدلا من كنيتي الاصلية هو الفنان فريد الاطرش الذي كان صديقي جداً وبمثابة اخ عزيز على قلبي، كما كان أحمد أيضاً على صداقة باحمد سالم كثيراً ، أما احمد خورشيد الأب فقد كان رائعاً مع أولاده وفي منتهى الحنان والرقة واسمى ابنه البكر مني احمد تيمنا به.

ماذا عن ابنه العازف الشهير عمر خورشيد؟

عمر خورشيد كان "روح قلبه" اي لاحمد وكان بمثابة ابني وكل صوره معي، وكنا أصدقاء جداً ويحب أخوته لا سيما نيفين ابنتي اي اخته غير الشقيقه التي ماتت مثله بحادث سيارة بعد بضعة أشهر من رحيله، وكنت قد اتفقت مع عمر على أن انتج له فيلماً عن قصة للكاتب احسان عبد القدوس وبالفعل وقعنا العقد لكن القدر كان أسرع منا فخطفه الموت، رحمه الله كان قمة في الابداع والفن القيم.

مثل والده أحمد خورشيد؟

صحيح فأحمد قدم أهم الأعمال الفنية مثل "بنات اليوم" لماجدة وعبد الحليم حافظ، ونال عدة جوائز من مصر كما نال من اميركا الجائزة الاولى للتصوير الفوتوغرافي، وعلاقتي به كانت جميلة، لكن بعد سنوات حصل أن مررنا بظروف صعبة وباعدت بيننا الايام ثم عدنا وتصالحنا واحتضنته عندما كان مريضاً وكان يريد أن يعيدني الى عصمته وأن يستحضر ماكينات التصوير من مصر الى بيروت حيث كنت أقيم حينها، وعندما أتى الى مصر فوجئ بزوجته الجديدة وقد باعت كل الماكينات وأجهزة التصوير من دون علمه وهنا كانت الصدمة الكبرى.

وأين توفي؟

في مصر بينما كنت حينها في لبنان ولم أرث منه شيئاً وكان ذلك في 23 ديسمبر/كانون الاول 1973 وآخر جملة قالها لي "اريد أن ابقى بجانبك طول العمر يا اعتماد ولننس الماضي ومآسيه" لكن المنية لم تحقق رغبته وانتقل الى جوار ربه لتبقى ذكراه ويُصنف في خانة المبدعين ومن بعدها بسنوات مات ابنه عمر في حادث السير الاليم لتموت من بعده ببضعة اشهر ابنتي نيفين وبحادث سير ايضاً.

إعتماد خورشيد التي واكبت ستة عهود ماذا تتمنين لمصر؟

أن يوفق الرب الرئيس عبد الفتاح السيسي على اصلاح مصر والنهوض بها نحو الأفضل لتبقى ام الدنيا.