أحبت لوسيان فحرمها الرومانسية لتعشق جان .


إنتحر لوجي فصدمت وانتحار كلود اصابها بالكآبة.
أجهضت لتحافظ على نجوميتها فأصبحت عاقراً.
وصفتها الصحف بالمخادعة وخافت من الاعتراف لزوجها بخيانتها.
كتبت في رسالتها الأخيرة "سامحوني الحياة أصبحت مستحيلة".

الحلقة الخامسة والأخيرة .

تزوجت داليدا من أول رجل أحبته بصدق هو لوسيان موريس صاحب محطة أوروبية ثم إنفصلا عن بعضهما بعد زواج دام عدة أشهر فقط، رغم أن حبهما كان حديثاً للمجتمع في ذاك الوقت، حيث كان كل واحد منهما يصرح بأنه متيم بشريكه ولا يمكنه أن يعيش بدونه لأنه حب حياته، لكن بعد فترة بردت مشاعرهما إذ عثرت داليدا على حب جديد إعتقدت أنه حبها الحقيقي وهو الرسام جان سوبيسكي (الذي تزوج فيما بعد من إمراة أخرى وأنجب منها إبنته الممثله الأميركية ليلي سوبيسكي) .
دخل جان الى حياتها فقلب كل كيانها واعاد اليها الرومانسية التي إفتقدتها خلال ارتباطها بلوسيان الذي لم يعد يسمعها كلمات الحب منذ زواجهما خصوصاً أنها كانت شخصية رومانسية، وصارت حينها تعتبر زواجها من لوسيان أشبه بصفقة تجارية كونه دوماً كان يتحدث معها عن الأغاني الجديدة التي يجب أن تسجلها، أو عن طريقة ظهورها على المسرح وإجراء المقابلات، لذا عندما إلتقت بالرسام الوسيم جان أعطاها دفعة معنوية وأشعل الحب من جديد في كيانها .


ولم يشك زوجها بتغير تصرف زوجته فقد كانت حذرة جداً في بداية علاقتها مع جان ، لكن تدريجياً ظهرت صورهما معاً في صحف الفضائح الفرنسية، وكتبت بعض تلك الصحف بالعنوان العريض "المخادعة"!! وعندما شاهد لوسيان تلك الصور احتفظ برباط جأشه وبدا لطيفاً زيادة عن اللزوم وهو يواجه داليدا قائلاً لها :"أخبريني اذا كانت النميمة عليكِ حقيقية"، ولم يكن لداليدا الشجاعة لقول الحقيقة فسكتت وعيناها على الارض، عندها فهم لوسيان كل شيء.
تطلقت داليدا من زوجها وإنتقلت للعيش مع جان في مزرعة، وزادت حدة الإنتقادات عليها ، وبعد أقل من عامين إفترقت عنه، وبعد سنوات قليلة إنتحر لوسيان، زوجها الاول، بعد أن أطلق النار على نفسه عقب فشله في زواجه الثاني وفي محاولاته أيضاً للرجوع لداليدا التي صدمت بخبر انتحاره .
وفي عام 1967 دخل العشق الى قلب داليدا مجدداً عندما إلتقت بالشاب الايطالي لوجي تانغو، وكان مغنياً لا يزال في بداية طريقه، دعمته داليدا ليصبح نجماً، لكن الفشل طرق بابه بعد مشاركته في مهرجان سان ريمو عام 1967 فإنتحر بمسدسه في أحد الفنادق، والمؤسف في الامر أن داليدا كانت أول من رأت جثته ممدة ومغطاة بالدماء عندما ذهبت لتواسيه بعدم نيله التقدير في المهرجان الذي شاركته فيه، فصدمت وأدخلت الى المستشفى بسبب إصابتها بالانهيار .


وعندما تمكنت من نسيان الماضي أحبت رجلاً بفترة السبعينات لكنه هو الآخر توفي منتحراً وكان يُدعى كلود، فعادت إليها الكآبة من جديد .
والمحزن في الموضوع ما ذكر في خواطر داليدا وهو أنها حملت ذات يوم وقررت أن تجهض نفسها وكانت حينها لا تزال صغيرة وجميلة والمستقبل أمامها، وبعد مرور السنوات، وعندما قررت أن تنجب وتصبح أماً أخبرها الأطباء بأنها أصبحت عاجزة عن الحمل والانجاب، فقضت فترة الثمانينات وهي تبحث عن الرضا والسلام الداخلي لدرجة أنها سافرت الى النيبال لدراسة الديانة الهندوسية (دراسة وليس إعتناقاً)، وفي عام 1986 قدمت الفيلم المصري "اليوم السادس" من اخراج يوسف شاهين الذي كان صديقاً مقرباً لها، وهذا الفيلم للأسف لم يلق أي إقبال جماهيري ، وفي عام 1987 وتحديداً في 3 من شهر أيار/مايو وجدتها خادمتها ملقاة على سريرها بسبب تناولها جرعة زائدة من الأقراص المنومة، والى جوارها رسالة كتبت فيها :"الحياة أصبحت مستحيلة ... سامحوني" .
وتم دفن داليدا في باريس وصنع تمثال لها على القبر بنفس الحجم الطبيعي لها وهو يعتبر أحد أكثر الأعمال المنحوتة تميزاً في المقابر الخاصة.