أصبح فيلم "مسرحية فيلم أميركي طويل" في الصالات اللبنانية.

ومع طرحه بدات تظهر ردود الأفعال على هذا العمل الذي طبع في ذاكرة عدد كبير من الشباب الذي عاصر تلك الفترة واعمال زياد الرحباني تحديداً.

الممثل زياد عيتاني اعلن انه شاهد عرض "فيلم أميركي طويل" بعدما تمنع عن مشاهدة "بالنسبة لبكرا شو؟" لأسباب خاصة.
وبعدما شاهد عيتاني العرض علق عليه قائلاً:" شاهدت زياد .. بداية تمنعت عن حضور " بالنسبة لبكرا شو " بسبب خاص قد يكون غريبا عند البعض لكنني املك حالة خاصة لمسرحيات زياد الرحباني .. عام 1988 بدأت رحلتي ومسرحيات زياد وكنت في الثالثة عشر وكانت " بالنسبة لبكرا شو " اول مسرحية اسمعها ، رسمتها كاملة مع الممثلين والديكور في رأسي، حين تعرفت على ابطالها الحقيقيين بدأت تنضج اكثر فأكثر داخلي وخفت ان افقد رحلة اكثر من 25 سنة في خاطري فقط .. لذا احتفظت بتصورها ولم اتوجه لحضورها".

وتابع:" لفيلم اميركي طويل شأن اخر ،اولا هي المسرحية التي اعتبرها اهم ما انجزه زياد ، وهي التي شاهدت العديد من صورها .. كنا نسمى " الزياديين " نحن الشبان اليساريين في الحمرا ، الذين تنافسنا على حفظ مسرحياته و حلقاته الاذاعية واغانيه وحتى مقابلاته التلفزيونية التي كنت اسجلها على جهاز " الفيديو" .. نحن الذين رأينا في زياد كل انقلاب ممكن على كل شيء ، نحن الذين خرجنا من بيوت اهلنا صغارا متمردين لنمارس الفكرة الزيادية في كل تفصيل في حياتنا بما فيها علاقاتنا العاطفية .. اواخر التسعينيات حين مُنع زياد من اقامة حفلته في الجامعة الاميركية ، توجهنا مع " الرفاق" للبيكاديلي لاقامة الحفل رغم عن انف محاربيه .. اذكر تماما ان هناك شاهدت صور " فيلم اميركي طويل " وكانت بيد رسام الكاريكتير سعد حاجو الذي اخذ بتعليقها على مدخل المسرح ، ولأننا كنا متطوعين وقفت حاملا للدبابيس اناول سعد حاجو الصورة تلو الاخرى .. لم تعد " فيلم اميركي طويل " منذ تلك اللحظة اسيرة مخيلتي بل كونت فكرة لا بأس عن ديكورها وممثليها وطريقة تقديمها و قدم زياد مشاهد منها في حواره مع جزيل خوري بعدها ".

وأضاف:" بالامس حين شاهدتها على الشاشة العملاقة ، وفي اللحظة التي رفع جوزيف صقر يده نحو السماء في اغنية " راجعة بإذن الله " عشت كل تلك الايام بلحظة واحدة فقط ، تلك اللقطة تجسد لي شخصيا اجمل ما قدمه المسرح اللبناني .. رحت اسأل نفسي بعد العرض كيف تخلصت من زياد في رأسي وكيف يترك شخصا مبدعا اثاره في كل افكارك الى هذا الحد ! حتى تنبهت الى كل التناقضات الني مرت بعلاقتي به .. شاهدت المسرحية التي احفظها عن ظهر قلب ، وخرجت متأثرا بكل لحظة و متندما على بعض الكتابات والافكار التي ناقض ما ناقض الرجل فيها .. الا انني اكتشفت انني لم اتخلص منه في قلبي بعد .. انا الذي وقفت مرارا جانبه دون ان يلحظ ، دون ان اتطفل ، دون ان اتقدم لمصافحته الا مرة واحدة ، حرصا مني على ان لا اصبح واحد من اولئك الذين نسخر منهم حين " يتزيدون " حتى " الجلاقة" الا انني مؤمن تماما اننا شئنا ام ابينا فبعض الثورة في انفسنا كانت من زياد ، الثورة التي غاب عنها تماما !".