السينما هي عشقها الأول والأخير على الرغم من مشاركاتها في مسلسلات عديدة، هي ممثلة جريئة صادقة مع نفسها متفانية في عملها، حفرت إسماً لها في لبنان وكذلك في مصر وسوريا وإيران، مثلت في أفلام نالت شهرة عالمية وحصدت أخيراً جائزتي أفضل ممثلة وأفضل فيلم عن فيلمها "بالحلال"، تحب إتقان العمل إلى حد الكمال لذلك لا تقبل أن تكون جزءاً من عمل دون المستوى، هي الممثلة دارين حمزة التي كان لنا معها هذا الحوار .

دارين حمزة أرحب بك عبر موقع الفن، بداية مبروك نيلك جائزتين عن فيلمك "بالحلال" في اليابان أخبرينا أكثر عن الموضوع .

فزت بجائزتين، أفضل فيلم وأفضل ممثلة، فاليابانيون أحبوا أن يشارك فيلم عربي خصوصاً أن إنتاجه ألماني وكانت المنافسة قوية في ظل مشاركة 23 فيلماً في هذه المسابقة.

لماذا ينصب تركيزك على السينما ونلاحظ إبتعادك عن الشاشة الصغيرة؟

أولاً النصوص ليست جيدة كفاية، وأنا درست التمثيل فأفضل أن أعمل في السينما أكثر لأنها ملعبي وأحب أن أعمل في أفلام تشارك في مهرجانات في الخارج وأن يكون فناً حقيقياً أكثر من الأعمال التجارية والمحصورة محلياً.

هل تشعرين بأن مستوى المسلسلات أصبح تجارياً أكثر منه إبداعياً؟
محلياً لم تقنعني المسلسلات كثيراً ، لكني شاركت في مسلسل شهادة ميلاد في مصر وفي سوريا بمسلسل العراب في رمضان، وحين تعملين بمستوى عالمي مع أجانب لا تعودين مستعدة أن تقبلي بالعمل في مسلسلات لست مقتنعة بها.


ما هي برأيك المشكلة الأساسية التي تعاني منها المسلسلات المحلية؟
المنتجون والكتاب، على الرغم من أن لدينا كتاباً جيدين لكني لا أعرف لماذا يصر المنتجون على إختيار قصص "كليشه" غالباً في المواضيع، فعندما ترين المسلسلات السورية والمصرية طالعة من نبض الشارع والمجتمع نحن حالياً في بلد لا يوجد فيه كهرباء إضافة إلى أزمة النفايات ورئاسة الجمهورية والاقتصاد ألم يجدوا سوى هذه المواضيع السخيفة ليكتبوا عنها ؟ فالدراما يجب أن تنقل واقع المجتمع ، لماذا نتابع مسلسلات مصرية تعكس واقع المجتمع المصري ونحب ونتعاطف معهم ونصبح نفهم قضاياهم فـ "نحنا وين؟"، ثم هذا ما يحبه الشعب والناس يتابعون أفلاماً أميركية عن هذه المشاكل وليس بالضروري أن تكون مشاكل "وفيها انو تكون كوميدي بس تكون حقيقية شوي"، وعندما أقرأ أتساءل: "ليك وين بعدن بعد في حدا بيحضر هيك شي واذا عم تنافسوا شي واو عم نحضروا بالمسلسلات الأميركية" للأسف ما زال هناك فرق كبير بين السينما والدراما ، ففي السينما مواضيعنا واقعية أكثر وتصل أكثر، فحين يصبح مستوانا بالدراما عالياً ممكن أن أعود إلى المشاركة في مسلسلات محلية.

برأيك هل تطورت السينما حالياً عن السابق؟
حالياً يرى المنتجون أن السينما تجلب مردوداً جيداً فأصبحوا يركزون عليها قليلاً لأن التلفزيونات تعبت في هذه الفترة ولجأت إلى السينما ويبقى بالطبع المهرجانات والجمهور والنقاد وهناك أفلام جيدة وأخرى لا، لكن هذا أفضل من لا شيء ويجب أن يعتاد الجمهور قليلاً لكن الذي تخافين منه حين تطلق أفلام سينمائية بشعة أو سطحية أن يظن الجمهور اللبناني أن هذه هي السينما اللبنانية ونحن نظهر الوجه الحقيقي لها ، فهناك من يخوضون صناعة السينما ليجنوا المال، ويبقى لدينا إيمان بأن السينما لطالما كانت مهمة وموجودة ودائماً نشارك بمهرجانات عالمية.


هل تتابعين المسرح ؟ وهل واقع المسرح برأيك في تحسن؟
أنا أشعر بأن المسرح يظل دائماً موجوداً ويبقى له جمهوره وهو يختصر الفنون التمثيلية وأنا كخريجة معهد فنون أعرف مدى أهميته ، وجاءت فترة أقفل فيها عدد من المسارح لكن تظل هناك نشاطات مسرحية والطاقة الخاصة بالممثلين الأكاديميين يبقى لديهم مكان يظهرون فيه كل ما له علاقة بالمواهب.

كيف ترين دور الدولة في هذا المجال؟
في كل البلدان حتى المحيطة بنا هناك دعم للفن، لأن الثقافة وجه البلد إلا في لبنان لكن ماذا سنقول إذا كانت هناك أمور في البلد أساسية أكثر منها ولا تهتم بها الدولة.


هل تعتقدين أنه من الممكن أن يحدث تغيير ما في لبنان وهل السينما ممكن أن تساعد في توعية الناس على حقوقهم؟
السينما موجودة دائماً لتعكس نظرة معينة لتقوم بثورة أحياناً لكننا في بلد يحتاج إلى "صدمة كهربائية" ،"عم يصفي دمو للبنان" السينما لم تعد تنفع وما يلزمه هو إنعاش، لكننا نحاول دائماً وحالياً نحن في أزمة تحتاج إلى أكثر من السينما لكن تصبح السينما متنفساً وتلقي الضوء على القضايا التي نواجهها في لبنان عبر الشاشة الكبيرة وتجمع الجمهور، والنقص الذي نعاني منه هم أنهم يلهون الجمهور بأمور تافهة، ولا أعلم ما هو السبب، أكان خيار المنتجين أو إهمال في وزارة الثقافة ، ولدينا نقص كبير في هذا الموضوع وليت لدينا دعماً، وقبل أن نفكر بالسينما "بدك البلد يوقف عإجريه حتى تثبتي صناعة السينما فيه" وهناك أفلام تصنع كأنها ليست لبنانية مثل الشخص الذي يكذب على نفسه، لا أعلم كم تنفع، يجب أن تصنع أفلاماً تواكب المشاكل وتحلها، في النهاية الناس كلهم يعرفون الحقيقة، الصورة موجودة والناس قادرون أن يروها.


شكراً دارين ونتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم.
شكرا لك حنان.