أغنية "مصطفى" كانت لإبن وزير أحببته وهكذا رفضت الزواج من النجم الهندي.


هربت من فريد الأطرش لأنه اراد ان يقيدني وعبد الحليم كان شفافاً وأبكاني.
لوني الغنائي يتسم بالدلع والسهل الممتنع واعتزالي كان لعشقي الإلهي.
إرتباطي بمحمد جمال اختصر لي الصعاب وتطلقنا بقمة ألقنا.
ألحّن بالفطرة وغنيت التركية والفرانكو اراب والقدود الحلبية!!
عمر الشريف كان صديقاً فقط ومحمد جمال كسر الراديو بسبب العندليب!!


فنانة كبيرة تنحدر من الزمن الراقي والاصيل فرضت وجودها على الساحة الفنية العربية بذكائها وحنكتها وموهبتها المتفردة وتخطت حدود الوطن العربي وغنت الفرانكو –آراب والتركية على السواء، كما اجادت التلحين وصارت حالة استثنائية ليتكلل مشوارها بالنجومية البراقة، وظلت محافظة على تألقها الى ان اعلنت اعتزالها وهي بقمة مجدها الفني.
انها الفنانة الكبيرة طروب التي لا تزال علامة فارقة على خريطة الفن ، والتي معها كان هذا اللقاء الذي فتحت لنا فيه قلبها وتحدثت عن عدة أمور فنية وشخصية.

رغم إعتزالك الفن الا ان بصمتك بمدرسة الغناء والدلع الراقيين راسخة ببال الجمهور .
صحيح، لاني قدمت اعمالا كثيرة طوال مشواري الفني، وتعمدت منذ احترافي الفن ان يكون لي بصمة واضحة ومدرسة فنية قوامها اللحن الراقي والكلمة الحلوة لأني مع أسلوب السهل الممتنع بالغناء ، ولا تنسي اني ألحّن بالفطرة من دون أن أقرأ نوتة وكل ألحاني نجحت على مستوى الوطن العربي، وحتى اليوم لدي "مسجلة" تحتوي على شريط ألحن من خلاله الكلام بعد ان أسمعه.

هذا النجاح كان موازياً لما حققته مع طليقك المطرب محمد جمال عندما قدمتما الديوهات الغنائية؟
فعلاً، عندما بدأت وجمال بغناء الديو كان قبلنا ندى وضياء الدين، لكن كان لدينا أي أنا ومحمد جمال مسار خاص من هنا لم نختلف معهما، بل بالعكس نتج عن ظهورنا صداقة جميلة ومنافسة شريفة، وما زالت المطربة ندى صديقتي حتى اليوم، وابنها ضياء الدين يُعد من أهم الملحنين في مصر، اخترت بعد انفصالي عن جمال اللون الغنائي الخفيف الراقي الذي يتسم بالدلع وقلة هن من استطعن مجاراتي بهذا اللون، وتحديداً مثل اغنيات "والنبي لكشو ده العصفور"، "يا ستي يا ختيارة"، "يا حلاق اعملي غرة"، "يا صبابين لشاي"، "ع الكورنيش" وغيرها من الاعمال، كما غنيت ايضاً القدود الحلبية.

وأيضاً غنيت الرومانسية مثل أغنية "أنا مسافرة ودعوني".
هذه الاغنية أعشقها جداً، غنيتها بفيلم "الاستعراض الكبير"، واذكر انها حققت نجاحاً كبيراً على مستوى الوطن العربي، وقيل لي بعد ذلك ان احدى المذيعات في سوريا كانت تضعها كل يوم في فقرتها الصباحية بالاذاعة وتلقي الشعر وبعد شهر بالتحديد ماتت، كانت تشعر بأنها ستفارق الحياة بسبب مرض كانت مصابة به رحمها الله، وعلى فكرة عملت في سوريا كثيراً وحققت نجاحات كبيرة لا سيما في مطعم "العراب" الذي كنت أغني فيه يومياً.


غنت لك ألين خلف "يا صبابين الشاي" و"يا حلاق" وقالت انها تحبك جداً بأكثر من وسيلة إعلامية .
ألين غنت من دون أن تستأذنني، وانا لما كنت لأمانع لو طلبت مني ذلك، وقد سعدت انها فكرت بأعمالي لأن مستواها قيّم، واليوم عبر اليوتيوب اغنياتي التي بالابيض والاسود منتشرة والناس تقبل عليها لان جمهوري ما زال يحبني، وعلى فكرة ألين فنانة جميلة وصوتها جيد جداً.

ماذا تقول طروب عن طفولة أمال إسماعيل جركس وهو إسمك الحقيقي ؟
عشت يتيمة الاب ولدي شقيق وشقيقة هي ميادة وهما الأخوة غير الأشقاء، وكنت أغني وأحب الرقص والموسيقى وكانت أمي تريد تزويجي عندما بلغت سن الثالثة عشرة، وفي العطلة المدرسية كانت تضعني عند خياطة لأعمل الا أني كنت أدير الراديو وأرقص، وعندما قررت خوض غمار الفن عارضت أمي بشدة وكذلك والدي وهو من أصل شركسي من الاردن وعائلته تعتبر الفن عاراً، فكان أن أهدروا دمي بطلب من عمي، عندها أصرت الوالدة على تزويجي كي لا تتحمل مسؤوليتي إزاء إصراري على دخول الغناء، كما أني كنت البنت الكبرى وتريد أن تراني في بيت زوجي، فما إن أتممت الثانية عشرة حتى قررت أن ارتبط تحت تسمية السترة وخطبت أربع مرات أولها في سن الرابعة عشرة لكن ما لبثت أن طفشته، وخامس خاتم خطبة ارتديته كان من محمد جمال وكان عمري حينها 17 سنة وقالت لي الله يوفقك، وارتباطي بمحمد اختصر لي طريق الفن وانجزنا عدة ديوهات غنائية، ثم انفصلنا بعد سبع سنوات ونصف.


كنتما الحدث الاهم بحفلات "أضواء المدينة" الشهيرة التي كان يقدمها الاعلامي الكبير جلال معوض رحمه الله .
فعلاً وهذه الحفلات كان يشارك فيها كبار النجوم مثل عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة ولبلبة وغيرهم، لكن الديوهات التي كنا نقدمها شكلت علامة فارقة بالفن ومنها "عاش مين شافك"، "مش معقول"، "قول كمان"، "من فضلك يا ست البيت" وغيرها.


كان لك بصمة جميلة بالسينما لكنك لم تستمري فيها .
لأني أعشق الغناء، ومن أبرز الأفلام التي قدمتها "عصابة النساء" مع حبيبة قلبي صباح رحمها الله، "العقل والمال" مع إسماعيل ياسين رحمه الله ، "هـ 3" مع رشدي اباظة وسعاد حسني، "الأرملة الطروب"، وفي لبنان مثلت عدة افلام منها "موعد في بيروت"، "الجاكوار السوداء"، "البنك"، "الجبابرة" مع بطلي المصارعة اللبنانية الاخوان سعادة، ومع الممثل ابراهيم خان شاركت في بطولة "وداعاً يا فقر"، وفي تركيا صورت عدة افلام منها "لاعب الكرة" مع دريد ونهاد، و"شيطان البوسفور" مع فريد شوقي، أما في سوريا فظهرت بفيلمين هما "الاستعراض الكبير" و"شقة ومليون مفتاح"، وشاركت كضيفة شرف بفيلم "تحدي الاقوياء" وقدمت فيه أغنية "يا ستي يا ختيارة" وكان العمل من بطولة سهير رمزي ونور الشريف وحسين فهمي، بعدها ركزت على التنويع بالغناء وغنيت التركية والشركسية مثل "شوق قوزال أحبك شوق" و"عثمان آغا".


هل صحيح أنك أحببت شخصاً مليونيراً إسمه عثمان آغا وأهداك خاتماً من الماس مقابل الأغنية؟
غير صحيح على الاطلاق، الحقيقة اني أحببت بعد طلاقي من محمد جمال ابن وزير تركي اسمه مصطفى وأهديته أغنيتي الشهيرة "يا مصطفى"، لكن لم يتم الارتباط بيننا لأن أهله عارضوا فكرة زواجه تماماً، فسافر الى انكلترا وانهمكت انا بأعمالي الفنية، وبصراحة مصطفى كان الحب الأكبر في حياتي لكن كل شيء قسمة ونصيب.


وماذا عن النجم التركي جونايت اركن؟
كان فناناً موهوباً ووسيماً، ومثلت معه بفيلم "عصابة النساء" وطلب يدي للزواج ووافقت لكن والدتي عارضت لانها كانت تشعر بأن هذا الارتباط لن يكتمل، وكان معها حق لأنه عندما كان يغضب ويثور يتحول لشخص آخر كما طلب مني الاعتزال، فرفضت وقررت الإنفصال عنه وحاول اللحاق بي لكني غادرت تركيا وبعدها علمت أنه حاول الإنتحار بسببي .

والفنان الهندي الذي أغرم بك؟
كان رجلاً رائعاً بكل المقاييس ومن أهم نجوم بوليوود واسمه سونيل ضاد، لكني كنت أشعر تجاهه بمشاعر الاخوة ولم احبه بينما هو أغرم بي، وعندما ايقن اني لن ارتبط به غادر لبنان وهو يبكي على فراقي، ويومها أوصلته الى مطار بيروت بنفسي ومعي أمي وأخي وودعنا وكان حزيناً جداً.

لكنك هربت من الزواج من الموسيقار فريد الأطرش .
(تضحك وتقول) رحمه الله كان أميراً بفنه وأخلاقه، ولحن لي "ع الكورنيش" التي منعتها الإذاعة اللبنانية آنذاك لإعتبارهم انها تخدش الحياء، وعندما اذيعت في الدول الاخرى "كسرت الأرض"، والحقيقة ان فريد طلبني للزواج شرط ان لا اعمل الا معه وان اظل برفقته اينما حل، فوجدت انه سيقيدني فكان الهروب من هذا الزواج، لكن للامانة فريد الاطرش من اعز الناس على قلبي رغم ان زعله مني استمر لمدة عامين ثم تصالحنا وانجز لي اغنية "ع الكورنيش" كما الذكرت.


والعندليب عبد الحليم حافظ؟
عبد الحليم كان حالة إستثنائية بالفن والحياة لما يتمتع به من شفافية وطيبة، كنت احب صوته من قبل ان اصبح فنانة وأعشق أغنيته "صافيني مرة" واسمعها بإستمرار، وبعد أن أصبحت نجمة وتزوجت من محمد جمال كنا نلتقي بالعندليب وكانت بيننا صداقة جميلة جداً ، وبعد رحيلة بكيت بمرارة وشعرت بأن الدنيا أصبحت مثل الصحراء القاحلة، (تبتسم وتقول) أذكر أني كنت مرتبطة بمحمد جمال وكنت أسمع دائماً أغنيات العندليب عبر الراديو بالبيت الأمر الذي لفت انتباه جمال وأغضبه وقال لي "شو حنضل نسمع عبد الحليم مش حنسمع غيرو؟" وأخذ مني الراديو ورماه أرضاً وكسره، لكن للامانة محمد جمال كان يقدر العندليب ويحبه جداً.

هل صحيح أن عمر الشريف طلبك للزواج؟
عمر الشريف كان صديقاً فقط وقال لي إنه سيدعمني في هوليوود لو فكرت بالسفر الى الخارج لأصبح نجمة عالمية، لكن ضمناً لم أكن مقتنعة بفكرة السفر فإعتذرت بشياكة لتبقى بيننا الصداقة والزمالة الفنية.

ثم تزوجت من رجل أعمال مصري؟
صحيح وعشت معه عدة سنوات، كان مهندساً وبسبب الاختلاف بوجهات النظر بيننا وقع الطلاق.


وبعدها إعتزلت؟
قرار الاعتزال كان يراودني وأنا في قمة مجدي الفني، وكان أن سجلت اغنية دينية هي "الطريق إلى الحق" من تلحين والد محمد ضياء الدين، والقدير حليم الرومي انجز لي أغنية دينية رائعة أيضاً، الى أن غلبني عشقي الإلهي وإعتزلت وتفرغت للعبادة ، لكني ما زلت أقدر الفن الراقي والأصوات الجميلة وأشجع الاعمال الهادفة والاصيلة واحترم كل من يعمل بالفن للارتقاء به.


لبنان كرمك بمهرجان "الزمن الجميل" الذي ترأسه الجراح التجميلي دكتور هراتش سغبزريان .
أشكره من كل قلبي على هذه المبادرة ، والتكريم أسعدني وجعلني وأعيش أجمل اللحظات بين أحبائي وأصدقائي وجمهوري بلبنان ، وكل الشكر والتقدير للجراح هراتش وللقيمين على مهرجان الزمن الجميل الرائع.