طارق حمزة الشاعر المرهف وسيّد قصر الكلمات، أصدر ديوانه الشّعريّ تحت عنوان "سيّدة القصر".

هذا الكتاب بين أيدينا يحمل بين ثناياه قصائد حبّ وشوق ولهفة ولقاء وغربة. فالشاعر طارق حمزة يرى في حبيبته وشقيقته وصديقته وأمّه سيّدات قصر قلبه، يتربّعن على العرش ملكات يأسرن بحبّهنّ الروح والجسد.

هذه المرأة التي يكتبها حمزة ويكتب لها هي ليست الحبيبة فقط بل هي الأم والشقيقة والصديقة فالمرأة ذات متنوّعة تستطيع أن تأسر قلب الرّجل. وهكذا فعلت هؤلاء النساء أسرن قلب حمزة فنهل من شعوره وإحساسه وإبداعه قصائد ملوّنة بألوان العشق والحبّ واللوعة والغزل.


ولندخل إلى عالم حمزة الشّعري نبدأ بالكتاب عينه المتوشّح بالسّواد كأنّ القلب في حداد والقلم حبره أسود يتألّم. إلا أن صورة فتاة تكسر هذا السواد تتزيّن بالمجوهرات وتنظر نظرة العاشقة والمحبّة والسيّدة الملكة. فهذه الفتاة هي سيّدة القصر هي الملكة المسربلة بالسّواد.

وهذا الكتاب في نوعية ورقه وطباعته يأخذنا إلى عالم القصور والسيّدات الحريم. فالعنوان لافت إذ إن السيّدة هي الملكة هي التي تأمر وتنهي، هي التي تحكم وتتحكّم. أما القصر فهو المكان الذي يتّسع لكل شيء والذي يتّسع لهذه المرأة هو قلب الشاعر.


من هنا يدعو الشاعر كل رجل إلى أن يكون قلبه قصراً للمرأة لتكون هي سيّدته. "فعاصمة الأنباط "البترا" وعاصمة في قلبي "بترا"." بهذه الكلمات جعل الشاعر حبيبته عاصمة قلبه أي المركز الذي من أجله ينبض هذا القلب.

فالشوق إلى حبيبته علّمه ما هو الشّوق "علّمني شوقي إليك ما الاشواق... علّمني أدون إسمي في كتب العشاق... علّمني أتقن فنّ العيش دون قناع".


فهذه المشاعر التي يعيشها الكاتب جرّاء حبّه وعشقه يترجمها في هذا التعبير الرّقيق الموجع والجميل. "وكأن الليل يداعبني... ويسلب نومي... يجعلني... أسير الشّوق والسّهر.. أسير صوتٍ يشبهك.. من صمت اللّيل يأتيني".
إن الشاعر طارق حمزة يعطينا جرعات من التّعبير عن طوايا النّفس لنحملها إلى الحبيب. يقدّم إلينا قصراً من الجمال والإبداع والرّقيّ في التّعبير.