زينة مكي الممثلة والمخرجة اللبنانية الموهوبة، قبل سنوات قليلة لمع إسمها في الساحة الفنية بعد أن شاركت في بطولة الفيلم اللبناني "حبّة لولو" ومن بعدها توالت النجاحات في السينما والدراما.

رغم إعترافها بعدم حبّها للتلفزيون إلاّ أنّها شاركت في بعض الأدوار على الشاشة الصغيرة أهمها "درب الياسمين".

موقع "الفن" إلتقى زينة في هذا الحوار الذي تطرقنا فيه إلى مشاركتها الأولى في الدراما المصرية ، بالإضافة إلى وضع الدراما والسينما اللبنانية وغيرها من الأمور .

تستعدين للسفر إلى مصر للمشاركة في مسلسل مصري لأول مرة، أخبرينا عن هذه التجربة؟
المسلسل يحمل إسم "إختيار إجباري" مصري 100%. أنا وغيدا نوري اللبنانيتان الوحيدتان في المسلسل، المسلسل يتألف من عدة خطوط، أحدها أكشن والآخر يتناول الشق الإجتماعي ويتناول موضوع مواقع التواصل الإجتماعي، وهو من بطولة كريم وأحمد فهمي وخالد سليم. وأنا أكون حبيبة كريم فهمي.. لبنانية وأعيش في دبي.
كيف عُرض عليك هذا الدور؟
إتصل بي أحد المنتجين لهذا المسلسل، وأخبرني أنّه شاهد أعمالي وأحبني في فيلم "بينغو"، وهم كانوا يبحثون عن فتاة لبنانية "ما يكون وجها محروق وبدن ياها طبيعية". وأعتقد أنّه من خلال بعض الأشخاص إستطاعوا أن يتواصلوا معي وفوراً أرسلوا لي النص، قرأته وأحببته وقمنا بتوقيع العقد.

لكنهم ماذا قصدوا بممثلة طبيعية؟
أنا سألتهم نفس السؤال، فقالوا أن لا يكون شكلها ملعوباً به أي أنّها لم تخضع لعمليات التجميل وأن تكون عفوية بالتمثيل، وأحببت أنّهم قاموا بالبحث عني وشاهدوا أعمالي ولم يروا فقط صوري.
برأيك، هل يوجد الكثير من الممثلات غير الطبيعيات في لبنان؟
نعم يوجد الكثير، صدقاً أحزن علينا، فنحن ممثلات ولسنا عارضات أزياء، الناس يجب أن يشعروا بأنّنا نشبههم، كلما كانت بعض العيوب في الوجه كلما أحب الناس تمثيلنا وصدقونا أكثر، لا داعي أن نخفيها.
لو أنّ مسلسل "إختيار اجباري" لم يعجبك نصّه، هل من الممكن أن تقبلي به فقط لأنّه عمل مصري وسيدخلك إلى مصر؟
طبعاً يهمني أن يتعرّف إليّ الجمهور المصري، لكن هذا ليس الأساس بالنسبة لي. ربما كنت فكرت بالموضوع لكن على الأرجح لما كنت سأوافق عليه. سبق وعرضت عليّ أدوار خارج لبنان ولم أوافق عليها لأنّ الدور لم يقنعني، لو فعلاً النجومية هدفي كنت وجدتني في مكان آخر.

البنت اللبنانية في الأعمال المصرية تُقدم بصورة مختلفة عمّا هي في الواقع، أليست مسؤولية كبيرة عليك خصوصاً أنّك تلعبين دور فتاة لبنانية؟
الدور الذي ألعبه لا يوجد فيه تحدّ كبير، هو دور جميل جداً وكُتب بطريقة جميلة جداً وهو يشبهني رغم أنّني أبحث عن الأدوار التي لا تشبهني عادةً. ونعم أعرف أنّه مسؤولية كبيرة عليّ لأنّني أعرف جيداً كيف تُقدم الفتاة اللبنانية في مصر، لكنني أعتقد أنّه يوجد اختلاف بمعايير الفتاة اللبنانية التي يبحثون عنها كونهم اختاروني أنا، وهذه خطوة جيدة من قبلهم. وأنا حقيقةً أريد أن أذهب إلى مصر لأغيّر صورة المرأة اللبنانية لديهم وهذا هدفي.
من من الممثلات المصريات الشابات اللواتي تحبين طريقة تمثيلهنّ؟
في الجيل السابق أنا مغرومة بكل من سعاد حسني وفاتن حمامة، وبعض الأشخاص يقولون لي إنّني أشبه سعاد حسني الأمر الذي يشعرني بسعادة كبيرة. أقدر جداً ما تقدمه يسرا، وأحب أعمال غادة عبد الرازق القديمة. اليوم في مصر يوجد ممثلة من عُمري إسمها تارا عماد يُلفتني ما تقدمه ولدي فضول لمتابعة أعمالها.

الممثل نيكولا معوّض مؤخراً حقق نجاحاً كبيراً في الدراما المصرية، هل تابعته في "ونّوس"؟
نيكولا صديقي، ولأول مرة سأقولها لك إنّ نيكولا كانت له مساهمة لكي أكون في مسلسل "اختيار اجباري" أي أنّه من أحد الأشخاص الذين أشادوا بي في مصر. بالنسبة إلى "ونّوس" صدقاً لم أستطع مشاهدته لكنني سمعت عن أصداء العمل وتحديداً دوره، وأنا التقيته خلال تصوير المسلسل وأخبرني كم يعمل جاهداً لكي ينجح في هذا الدور. وسعيدة لأنه استطاع أن يثبت نفسه.
في "الشقيقتان" تلعبين دور الفتاة الشريرة، وربما هذه من المرات القليلة التي تلعبين مثل هذه الأدوار؟
أتمنى أن يُعرض عليّ مثل هذه الأدوار، لكنني أستغرب لم البعض يضعني في خانة واحدة فقط وتصبح كل الأدوار التي تُعرض عليك هي أدوار تشبهك. في "الشقيقتان" كنت سعيدة بهذا الدور الذي كان تحدياً لي، ودوري فيه شرّ بدرجة كبيرة وأحياناً لم أكن أتقبل نفسي وكنت أقول ما الذي أفعله.

هل التمثيل أمر سهل كما يرى البعض؟
أستغرب كيف يرى البعض أنّ التمثيل سهلاً، على الممثل أن يخترع باك راوند للشخصية إذا لم يكن واضحاً في النص، مثلما أخلق الشخصية من جديد، والثقافة ضرورية جداً للممثل، وليس فقط أن نستلم نصاً ونقرأه ونسّمعه عند التصوير، وهنا في لبنان ينظرون إلى التمثيل على أنّه عمل سهل ولهذا السبب نرى اليوم الجميع يمثل في لبنان!
أنتِ اليوم درست الإخراج وتعبت حتى حصلت على شهادة تخولك العمل في هذا المجال، هل يستفزك رؤية بعض الدخلاء على هذا المجال؟
أنا لستُ ضدّ أن نرى أشخاصاً من مجالات أخرى يمثلون، لكن المشكلة أنّهم يركزون على الظاهر أي القشور عندما يستلمون النص، لا أقتنع بما أشاهده على الشاشة بغض النظر إذا كان الممثل أكاديمياً أو لا، وبدوري لا ألوم هؤلاء الأشخاص فقط بل ألوم المنتج الذي اختار هذا الشخص، لم في الخارج يحضرون عارضات أزياء إلى أعمالهم لكننا نصدقهنّ؟ هذا لأنّهم يعملون عليهنّ جيداً ويجعلونك تنسى أنّهنّ كنّ عارضات أزياء. لم في الخارج يعملون على الشخصية وهنا لا؟ نحن لا ينقصنا شيء حتى نصل إلى مستواهم وصدقني كله يعود إلى الثقافة. نحن لدينا انتاج ضخم أيضاً لكن ثقافتنا مختلفة عنهم.

أريد منك أن تشيدي بممثلة موجودة اليوم على الساحة وهي جاءت إلى التمثيل من مجال مختلف؟
الممثلة الوحيدة التي تخطر ببالي حالياً هي نادين نسيب نجيم، أنا لست متابعة للدراما لكنني أشاهد أحياناً لكي أبقى مطلعة أي أنّني أتابع أحياناً حلقة أو حلقتين من المسلسل فقط، ونادين عدا عن أنّها امرأة جميلة تجعلك تصدقها عندما تمثل، أي أنّها جمعت بين الجمال والأداء الجيد أيضاً، وأرى تطوراً بأدائها من عمل إلى آخر، ولها أقول: أرفع لكِ القبعة.
ما سرّ محبتك الكبيرة لـ رولا حمادة؟
قبل أن أدخل إلى مجال التمثيل، كنت أحب ما تقدمه رولا حمادة لكنّها لم تكن مثلي الأعلى في التمثيل، لكن عندما إلتقيت بها وُلدت كيمياء خاصة بيننا، وهي قالت لي إنّني أشبهها كثيراً بشخصيتها، فهي انسانة مستقلة وصنعت نفسها بموهبتها وتعبت حتى وصلت إلى هذا النجاح، وعلاقتنا انسانية وصحيح أنّها أكبر وأهم مني لكننا نلتقي بالتفكير جداً.

مؤخراً قمت بإخراج فيلم قصير من بطولتك إلى جانب إيلي متري، متى سنراك تخرجين فيلماً طويلاً؟
أحضر فيلماً طويلاً، لكنه يحتاج إلى وقت والدور الذي أكتبه مستفز جداً وهدفي اخراجه، ورأيت إذا بامكاني أن أكون أمام ووراء الكاميرا لا أعتقد أنّني سأنجح بذلك، لذا أفضّل أن أكون وراء الكاميرا في هذا العمل.
لم لا نستطيع مشاهدة فيلمك القصير؟
هو كل فيلم قصير يبقى لمدة سنتين المهرجانات العالمية تقبله، ودائماً من شروط المهرجانات أن لا يكون معروضاً في الأماكن العامة. لذا عادةً أفلامنا لا نعرضها كي تكون لديها حظوظ أكبر للمشاركة في هذه المهرجانات.
هل يستطيع الممثل أن يعيش من الأجر الذي يتقاضاه من السينما؟
أعتقد أنّ هذا يتوقف على من هو الممثل، يُدفع للممثل الأقل إنتشاراً أقل من الأكبر إنتشاراً رغم أنّ دوره كبير ولديه موهبة مهمة. لكن بشكل عام الأجر بالسينما ضئيل ولا يمكنك أن تعيش منه. برأيي الأجر يجب أن يكون بحسب مساحة الدور ولا يهم من هو الممثل ، لكن للأسف في لبنان الأجر الأعلى لمن هم أكثر نجومية.