الحلقة الثالثة
كانت داليدا قد سبق وحصلت على لقب "Miss Ondine" عندما كانت صغيرة ولأن لديها فرصة لدخول مسابقة ملكة جمال مصر التي تقام كل سنة وتتهافت عليها الفتيات قررت خوضها لأن رغبتها في تحقيق الشهرة كانت قوية، فأرادت أن تثبت ذاتها ولو بأي ثمن، لكن المشكلة الحقيقية التي وقفت حجر عثرة في طريقها هي والدتها التي كانت ترفض فكرة ظهور إبنتها في مثل هذه المسابقات نظراً لما يترتب على المشاركات فيها من ظهور وهن شبه عاريات بملابس السباحة، فاضطرت داليدا ان تخفي الأمر عن والدتها وتخوض المسابقة .

وفي أحد الأيام غادرت داليدا المنزل بعد أن إدعت أنها ذاهبة لزيارة صديقتها، وإستقلت حافلة وإتجهت بها نحو حمام السباحة حيث تقام المسابقة فلبست ثوب سباحة مثيراً من جلد النمر حتى تضمن الفوز ! وجلس المشاهدون على مقاعدهم والمشاركات على التوالي يتنافسن أمام المنبر، ومشت داليدا بخطوات واثقة فتركزت كل العيون عليها، وبعد مناقشة قصيرة بين لجنة التحكيم اخذ احد الحكام الميكروفون وصاح بأعلى صوته "لقد توصلنا الى القرار والذي سيذهب إسم ملكة جمال مصر اليه ...اللقب سيذهب .. الى ... يولاندا جيجليوتي".
وحصلت داليدا على جائزتها وهي عبارة عن زوج من الأحذية الذهبية، ثم اسرعت الى البيت وقلبها يخفق من السعادة لدرجة انها لم تتمكن من اخفاء الامر عن أمها التي ما ان علمت بما حصل حتى انفجرت غضباً لبعض الوقت، ولكنها فيما بعد رأت انه لم يحدث لإبنتها شيء سيئ فعفت عنها .

ورغم فوزها بلقب ملكة جمال مصر ظلت داليدا تعمل لبعض الوقت كسكرتيرة حتى تحصل على فرصتها المناسبة ، وبعد اللقب فتحت لها أبواب الشهرة ودخلت الاستديوهات السينمائية في مصر وقدمت بعض الادوار، فإختارها المخرج المصري الراحل نيازي مصطفى لدور "دليلة" ، ثم أدت دوراً في الفيلم المصري "سيجارة وكاس"، واتت فرصتها الكبرى عندما اتى فريق أجنبي لتصوير فيلم بمصر يحمل عنوان "Joseph And His Brothers" وكانت بديلة عن النجمة جوان كولينز .
وفي الأقصر بوادي النيل العظيم والشمس تشتعل لهيباً حيث يجري تصوير الفيلم، وجدت داليدا نفسها بمواجهة ممثل صغير كان يبحث عن الشهرة مثلها إسمه الحقيقي ميشال شلهوب والفني عمر الشريف الذي كان يُمثل هناك أول أعماله الفنية "صراع في الوادي" من اخراج يوسف شاهين ، وإعترف عمر الشريف لاحقاً في برنامج تلفزيوني وبعد خمس وعشرين عاماً من لقائه بداليدا وإجتماعه الاول بها، كيف انه عندما رآها فُتِن بجمالها في بداية الخمسينيات .
وبعد مرور عدة أيام حزمت داليدا حقائبها وقررت السفر إلى باريس بحثاً عن الشهره والأدوار السينمائية رغم إعتراض والدتها.
(يتبع)