منتج فني ساهم في شهرة ونجومية عدد كبير من الفنانات.

أثار الجدل في الألحان التي قدمها. ما يقوم به المنتج والملحن جان صليبا مختلف تماماً ولا يشبه أي عمل يطرح في الساحة الفنية. له نجاحات مع الفنانين اليسا، فضل شاكر، ميريام فارس، أمل حجازي وعاصي الحلاني وغيرهم. يعود حالياً بسلسلة ألحان يتعاون فيها مع نخبة من الفنانين.

جان صليبا يتحدث لـ"الفن" عن غيابه في الفترة الماضية ومشاريعه الجديدة وعلاقته بالفنانين .

أهلاً وسهلاً بك عبر موقع "الفن".
شكراً جزيلاً.


تعود أخيراً بسلسلة ألحان جديدة، لماذا الغياب وما سبب العودة الآن؟
غيابي عن الساحة كان هدوء ما قبل العاصفة، والاعمال التي سأعود بها ستكون كالتسونامي فني. توقفت لفترة عن العمل لأنني كنت منشغلاً بالحفلات التي أقمتها لفنانين عالميين فهي كانت تتطلب مني وقتاً كبيراً . كنت اعمل بعض الأحيان مع فنانين مميزين واعطي أغنية ناجحة ولم أكن أركز جيدا على الموضوع أو اخصص له وقتاً كاملاً.


هل أحضرت معك من الخارج مجموعة ألحان جميلة ؟
قضية شراء الالحان من الخارج وتحديداً الألحان التركية كانت قبل ان أبدأ التلحين، انا في الماضي كنت اعمل كمنتج والنجوم الذين اطلقتهم لم أكن ألحن لهم أغنياتهم، اما اليوم فالأمور اختلفت. لا أحد يمكنه أن يقوم بعملي. أنا شخصياً أقوم بعملي وأشرف شخصياً على الأغنية واختار الموزع وكل شيء. انا لا اعطي لحني للفنان وادعه يتصرف به. أنا اعمل على أغنية متكاملة لأنني اعلم إلى أين يمكن أن يصل العمل ، وهذا هو النجاح .


هل يقوم جان صليبا شخصياً بالتلحين ؟
في الماضي لم أكن ألحن وتعرضت لهجوم كبير من قبل بعض الأشخاص في مجال الموسيقى بلبنان واتهموني بإعادة الحكم العثماني من خلال الألحان التركية فقلت لهم "الله يستر لما بلش أنا لحّن". ولاحقاً وجدت أنه "يا محلا" الألحان العشرة التي كنت أحضرها إلى لبنان مثل "بدي دوب" و"بتغيب بتروح" مع اليسا فلاحقاً حصل اجتياح تركي للبنان ليس فقط بالموسيقى بل حتى في المسلسلات والدراما. اتهمت بسبب 10 ألحان بينما الشاشات العربية اليوم مليئة بالاعمال التركية.

هل الالحان الجديدة هي ألحانك أنت وهل تجيد تلحين الموسيقى الغربية ؟
طبعاً هي ألحاني. لقد عشت لسنوات في أوروبا وكنت لا اسمع سوى الموسيقى الغربية. أنا اعمل مع موزعين محددين في لبنان وباقي الأعمال أنفذها مع موزعين من أوروبا. اليوم اعمل مع موزع من السويد والذي سبقه كان من تركيا. احب العمل على الموسيقى الغربية علماً انه كان لي تجارب في الأغاني الشرقية مع الفنان فضل شاكر في "حياة الروح" و"انسى اللي راح" ومع الفنان عاصي الحلاني بأغنية "جن جنوني".


في الماضي أيضا كنت تدير اعمال بعض الفنانات وآخرهن كانت ميليسا.
ولا ازال أهتم بعمل ميليسا ولكن اعمل أيضاً مع فنانات أخريات. قريباً سيطرح ألبوم ميليسا الجديد الذي سيسبقه أغنية سينغل ستحدث صدمة لأننا نتحدث فيها عن واقع البلد. انتظروا عملاً كبيراً جداً.


يحكى عن تعاون جديد مع الفنانة اليسا .
لم يحصل اي تعاون هذا العام مع اليسا وآخر ما قدمته لها كان أغنية "قلبي حاسس فيك" التي حققت نجاحاً كبيراً. لم تسمح الظروف هذا العام بسبب انشغالي ، وهي كانت قد انتهت من تحضير ألبومها الجديد ولم أستطع أن الحق بها !

هل أنت راضٍ على أصداء أغنية "عم بحكي مع حالي" للفنانة نوال الزغبي ؟
أصداء الأغنية رائعة . والكليب جميل أيضاً ! ظهرت نوال بطريقة طبيعية جداً وهكذا أحبها وهي أصلاً طبيعية كما شاهدناها في الكليب. أنا أخيراً بدأت العمل معها ولكن كنا نلتقي ونتقابل هي نجمة وستبقى نجمة.


هناك تعاون جديد رومنسي مع نوال ؟
أكيد هناك أكثر من تعاون مع نوال. وستسمعون قريباً أغنية جميلة جداً.


سمعنا أيضاً عن تعاون مع نانسي عجرم ؟
للأسف لن يحدث نصيب. مدير أعمال نانسي السيد جي جي لامارا صديقي ولكن "مش عم تزبط" بيننا. جرى حديث عن تحضير عمل لنانسي ولكن "مش عم تركب" وفي النهاية كل شخص لديه ذوقه الفني.


نحن اليوم في عصر الأغنية ولكن كم تعيش الأغنية الناجحة ؟
صحيح نحن اليوم في زمن الأغنية المنفردة واغاني الملاهي الليلية وعصر الاذاعات. هناك أغاني كثيرة ناجحة تعيش لفترة طويلة مثل أغنية فضل شاكر "حياة الروح" مثلاً. الامور مرتبطة بالطريقة التي تعمل فيها على الأغنية وما هو اللحن. أنا مثلاً ليس كل الأغاني التي اقوم بها تدوم ولكن عدد كبير من اعمالي تدوم طويلاً وتبقى ناجحة ومطلوبة لسنوات.


الجمهور في لبنان ميال أكثر إلى الأغاني بالإيقاع الأجنبي ؟
صحيح هو يميل إلى هذا النوع من الأغاني اكثر من الأغاني الشرقية. لهذا كل الفنانين يتوجهون إلى هذا النوع من الموسيقى.


أكثر من ملحن لبناني حاول القيام بهذا النوع من الموسيقى.
هذه الموسيقى يجب أن تكون متجذرة بالشخص، أي يجب أن تكون ثقافة الملحن غربية. أنا لم أكن أسمع أبداً الأغاني العربية. والمرة الأولى التي فكرت بهذا الأمر كان بإقتراح من مدير عام شركة "universal" الذي سألني لماذا لا أدخل الأغنية التركية إلى لبنان. فأجبته بأن الأغنية التركية تحدث حساسية لدى اخوتنا الأرمن ففكرت بتعريب الأغاني وتنفيذ نسخة عربية منها. وهكذا حصل وكانت أول أغنية لي "بدي دوب" مع اليسا". حتى الموسيقى العربية التي يسمعها الشباب هي الايقاعية والراقصة.


وأليس عصر الأغنية الرومنسية أيضاً ؟
طبعاً هناك اغاني رومنسية ولكن يجب أن تذهب فيها أيضاً إلى الايقاع الراقص لتنجح.


مع من تتعامل من الشعراء ؟ وهل لديك اسماء معينة تتعامل معها ؟
انا لا احصر عملي بشخص واحد. ففي لبنان اعمل مع الشاعر أحمد ماضي، طوني أبي كرم، نبيل أبو عبدو، عادل رفول ... وفي مصر محمد الرفاعي وسلام علي ونادر عبدالله.


لماذا عاد فجأة جان صليبا وتعامل مع النجوم ؟
أنا ساهمت كمنتج في صناعة بعض النجوم! أنا منتج لاليسا وميريام فارس وامل حجازي وسيرين عبد النور وغيرهن وأخيراً ميليسا. انا أعطيت أغاني ناجحة لعدد كبير من النجوم وكلها "ضربت". الأغنية التي لا اقتنع بها كمنتج لا استطيع ان اطرحها. قد يحب الفنان الأغنية ويقتنع بها من دون أن يراعي الذوق العام. انا وكل المنتجين نفكر تجارياً وفنياً. الانتاج في هذه الأيام أصبح مكلفاً ولم تعد الامور كما كانت من قبل. حتى الاذاعات أصبحت تطلب مبلغاً لدعم الأغنية وهم أصلا لا يحق لهم أن يطلبوا قرشاً مقابل بث الأغنية بل على العكس هم من يجب أن يدفعوا للمنتج. وحتى التلفزيون الأمر نفسه. هناك أصوات جميلة كثيرة ولكن لا يوجد شركات انتاج تدعمهم ، هذا فضلاً عن القرصنة.


نوع الموسيقى التي تقدمها تليق بالأغاني اللبنانية أم المصرية ؟
المصري كان له رواجه في فترة معينة. أما الأغنية الضاربة اليوم فهي الأغنية اللبنانية والأغنية الخليجية والعراقية تحديداً. وهذا يبرر عدم وجود نجوم مصريين تنجح لهم أغاني.


ولكن هناك شيرين وأنغام وغيرهما من النجوم في مصر !
أكيد هم نجوم، ولكن لم تعد اغانيهم تحقق نفس الوقع عند الجمهور كما في الماضي. لا يمكن أن تقارن شيرين اليوم بشرين "آه يا ليل"، ولا عمرو دياب كما كان في "حبيبي ولا على بالو" وألبومه الاخير الذي لم يحقق شيئاً.


وهناك أيضاً في لبنان بعض الفنانين الجمهور يذكر أغانيهم القديمة أكثر من الجديدة .
سأقول لك شيئاً العصر تغير . من لا يقدم أغنية ضاربة لا مكان له في السوق. يبقى نجماً ولكن نجاحه لا يكتمل إلا بالأغنية الضاربة. وائل كفوري مثلاً يبقى وائل كفوري ولكن اذا لم يقدم أعمالا ضاربة كما معظم أغاني ألبومه الأخير سينساه الجمهور ويهتم بفنان جديد. سأعطيك مثلاً ميرفا القاضي ستطرح أغنية جديدة وسترى عندما نطرحها الصدى الجميل الذي ستحققه الأغنية. هي ممثلة مشهورة ولديها صوت جميل وأنا سأستغل ذلك.


ذكرت اسماء كثيرة من الفنانين الذين تعاملت معهم وصنعت نجوميتهم. هل كانوا أوفياء لجان صليبا ؟
95 بالمئة من الفنانين بلا وفا. من بقي وفي معي هما ميليسا وأمل حجازي. ولكن أنا لا أنظر فقط إلى الأمر من هذه الناحية. سأعطيك مثلاً اليسا ورغم الخلاف بيننا بقيت بنت أصل و"ضلت تحكي بأصلها". بينما غيرها أوصلتهم إلى النجومية وندمت على ذلك. لقد أصبحوا من الماضي أنا قمت بعملي معهم والحمد لله "ما حدا إلو فضل عليي". أنت تعلم كيف تتعاطى بعض الفنانات مع مدير أعمالها بفوقية .. "في كتير مدرا أعمال متاكل راسن وبيمشوا متل ما بدها الفنانة لدرجة انو ع شوي رح يلبسوها سكربينتها بإجرها".

بعض الفنانات اللواتي عملت معهن احدثت حياتهن الشخصية ضجة اكثر من اعمالهن الفنية .
كل شخص فينا تربى في بيئة مختلفة وتعرض في حياته لظلم ولا يمكن أن تلومه. لا يمكنك ان تعتبر كل فنانة ذكية او متعلمة أو محنكة. الفنانة قمر مثلاً انسانة طيبة جداً وبداخلها طفل ، وغيرها أيضاً وهناك أمثلة كثيرة .


مع من يحضر جان صليبا أعمالا جديدة ؟
لدي تعاون فني مع الفنان جو أشقر، مع الفنانة أمل حجازي. وكما ذكرت لك هناك تعاون مع الفنانة نوال الزغبي بالاضافة إلى الفنانة ريم الشريف والفنان وليد توفيق. وهناك أيضاً ميرفا قاضي التي توليت ادارة اعمالها كمنتج.


وماذا على صعيد الحفلات ؟
عندي حفلات في موسكو ثم انتقل إلى بلغاريا ورومانيا ، أما الحفلات في لبنان فأوقفتها لأنها خسارة، الوضع لا يسمح أبداً. الحفلات الأجنبية والعربية خسارة . لا يضحكن علينا أحد انا أرى كيف تمتلئ الصالات وكيف يدعون الناس للحضور. صحيح هناك عدد كبير من الناس يسمعون الأغاني العربية ولكن من يدفع ليحضر حفلاً هم قلائل.


ولكن نراهم يحييون حفلات في الخارج .
أعطيك مثلا حفل سعد لمجرد الأخير في أبو ظبي ودبي فشل. اغانيه على اليوتيوب تحصد ملايين المشاهدات . هناك منطق، فنان عنده ملايين المتابعين والمعجبين يجب أن يحشد أقله على كل حفلة 20 او 30 ألف شخص .. هناك حفلات تلغى بسبب عدم الاقبال. لقد اكتشفنا لعبة اليوتيوب والمتابعين.