ممثلة سورية غير عادية، فقد حققت نجاحاً كبيراً وشهرة عربية واسعة من المحيط إلى الخليج، وعلى الرغم من أن لها تجربتين فقط في السينما المصرية وهما "حليم" و "ليلة البيبي دول" إلا أن لها معزة كبيرة في قلوب الجمهور المصري، وفي الوقت نفسه لم تعد ممثلة فقط بل إنها توجهت للإخراج وقدمت العام الماضي فيلم "رسائل الكرز" ومن ثم لديها فيلم جديد من إخراجها بعنوان "مدد".

هي الممثلة سلاف فواخرجي التي تتحدث لـ"الفن" عن سبب غيابها عن السينما المصرية، وهل نجاحها بمصر جعل مسؤولية الإختيار صعبة عليها، وتوضح لنا سبب تعمقها في الإخراج وطموحاتها وأفكارها وأشياء كثيرة جاءت في اللقاء الآتي .


بداية.. لماذا أعمالك الفنية السينمائية في مصر قليلة وهما تجربتان فقط "حليم" و "ليلة البيبي دول"؟

حينما يذكر إسم مصر لا أقول ذاهبة إلى مصر بل أقول راجعة على مصر، فهنا الرجوع للبيت وللمكان الذي يخصني، فأنا بحاجة للعمل بمصر لكن في بعض الأوقات الظروف لا تكون مؤاتية، فأول عامين من الحرب بسوريا وجدت أنه يعز علي فراق سوريا وتركها والذهاب للعمل، وبكل تأكيد أنا كشخص لوحدي لا أستطيع أن افعل شيئاً، لكن حين تكون الأم مريضة لا أستطيع تركها والمغادرة، وأنا كمواطنة سورية لا أستطيع ترك بلدي بل إن قرار الهجرة صعب ويحتاج إلى قدرة وأنا لا أمتلك هذه القدرة، فلو سافرت إلى بلاد الدنيا ولم أنم على المخدة التي أنام عليها في سوريا فلا أستطيع أن أعيش، فنحن معرضون كل يوم بالتصوير في سوريا لقذائف وما إلى ذلك لكنه في النهاية بلدي الذي أحبه وأعشقه.

وما سبب الغياب عن السينما والأعمال المصرية؟

معظم الأحيان لا يكون الورق جيداً فأضطر للإعتذار بخاصة أنني أرى الشعب المصري فناناً وذواقاً للفن ودائما أقول يتعاطى الفن مثل الخبز لذا فأنا أحترم وأقدر أن الفن بالنسبة للشعب المصري شيء عظيم، وبالتأكيد لا أستطيع تقديم أي أعمال والسلام، وحين يكون هناك إتفاق على النص وما إلى ذلك يكون هناك خلاف على الأجر المادي، وفي الوقت نفسه أحب أن أكون موجودة بالأعمال المصرية لكن بالمكان والعمل الصحيح فأنا لا أحب تسجيل الحضور أو أن أقول إنني متواجدة بخاصة أن التواجد وكثرة الإنتشار سهلة لكن لا بد أن أكون على الطريق الصحيح في بناء إسمي بالشكل الصحيح والحفاظ على محبة الجمهور المصري.

حققت نجاحاً كبيراً من خلال تجاربك المصرية في السينما من خلال "حليم" و "ليلة البيبي دول"، فهل هذا فرض عليكِ صعوبة في إختياراتك أن تسيري على نفس المنهج وأن تتقدمي للأمام؟

أنا بالأساس عقلي صعب ومنذ أول ما بدأت لدي صعوبة في الإختيار وقد يكون وقتها لا أحد يعرفني ولكنني كنت أرفض بعض الأعمال، لكن المسؤولية تكبر مرة بعد مرة، لا سيما أن المحبة الكبيرة التي وجدتها في قلوب الجمهور المصري حملتني مسؤولية كبيرة أن أُقدم أعمالاً مميزة، كما أنه حينما أجد أعمالاً تحركني من الداخل وأجد نفسي فيها فبالتأكيد أعمل ولا أرفض ما يُعرض علي، فأحياناً يكون هناك بعض المشاكل في الإتفاقات بخاصة بسبب تغير الظروف قبل الحرب وبعدها، وبالنسبة لي هذا الموضوع خط أحمر لأن سلاف قبل الحرب هي نفسها بعد الحرب.



أقاطعها قائلاً :"لقد جئت إلى مصر كسلاف فواخرجي المعروفة ولم تكوني حديثة على الساحة"؟

ضاحكة :"الحمد لله.. سوريا هي التي صنعتني ومصر أعادتني إلى سوريا سلاف بطريقة أخرى".

وكيف ترين وضع السينما المصرية في الوقت الحالي؟

بالتأكيد الحديث سيطول عن وضع السينما المصرية، لكنني أحياناً أرى أفلاماً دون المستوى ولا أقبلها وهذا الأمر من منطلق غيرتي على السينما المصرية.


وماذا عن الجديد لكِ في السينما؟

لدي فيلم بعنوان "مدد" هو من تأليف سامر محمد إسماعيل صحفي سوري وسوف يكون من إخراجي وإنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية.

وما سبب تأخر التحضير للفيلم إلى الآن على الرغم من إعلانك عنه منذ أكثر من عام؟

أنا متأنية كثيراً في أعمالي وهذا الفيلم له عامان ونصف ولم أعمل عليه حتى الآن وهذا للتأني والحرص والتدقيق فيما أُقدمه كي آخذ وقتي بأفضل شكل ممكن.

تواجدت قبل شهر بمهرجان "الخرطوم للفيلم العربي" في السودان، فما رأيك بالسينما السودانية والمهرجان نفسه؟

تكرمت بالفعل في هذا المهرجان بشكل مشرف، وأحب أن أوجه تحية لمجموعة الشباب الذين قاموا بعمل هذا المهرجان، حيث كانت الدورة الثانية للمهرجان، وبهذا المشوار القصير جداً لم ألحق مشاهدة والتعرف على طبيعة السينما السودانية بخاصة أنني أراها خجولة، لكنني تعرفت إلى شباب وصبايا لديهم حماس كبير يكفي لتقديم سينما مهمة للغاية خصوصاً أن المجتمع السوداني يحتوي قضايا عديدة من الممكن أن يتم إلقاء الضوء عليها، وهذا كله قد يخلق سينما مهمة.

وما سبب تعمقك في القيام بأعمال إخراجية؟

الإخراج لن يكون مهنة محترفة بل إنه سيكون بمثابة تجارب بخاصة أنني ممثلة في المقام الأول، ومع أنني أصبحت ممثلة محترفة إلا أنني أتعامل مع التمثيل كهواية حتى يذهب هذا الشغف الموجود بداخلي، وأؤكد أن الإخراج تجربة مهمة وحينما أجد ما يستهويني فأحب أن أوضح أفكاري للجمهور من خلال الإخراج.

وفي النهاية ، مع كل خطوة ناجحة جديدة، هل تتغير أفكارك وطموحاتك؟

بالتأكيد.. الإنسان يتغير وينضج، كما أن حالة التعلم مستمرة والطموح يكبر بطريقة مستمرة ولا بد دائماً أن يكون لدي الطاقة لتقديم أشياء مهمة، فالفكرة ليست في النجاح الدائم بل لا بد أن نستمر في التجارب وخلق أشياء جديدة.