ألم تُقتل ذكرى وسوزان تميم في مصر فلماذا لم يقاطعنا أهل تونس ولبنان؟

سيمون أسمر مدني بنصائحه والدولة اللبنانية رثت فاتن حمامة.


"كلاكيت" أساء للدور المصري بالقضية الفلسطينية والهدف شماته العدو بنا.
العالم زويل قُتل وكم المؤامرات على مصر لايعد ولا يحصى.

مخرج مبدع حاور كل الشخصيات الفنية والبارزة بمصر والعالم العربي، بالاضافة الى حنكته وثقافته وانفتاحه على كل ما يصب لصالح الفن والاعلام والتوحد العربي انه المخرج البارع عمر زهران الذي إلتقيته بالقاهرة وتحدثنا بأمور عديدة.

بعد الثورة حصلت تغييرات عدة بالفن والاعلام بمصر كيف تُقيّم ذلك من وجة نظرك؟

لو كان للثورة إستفادة ودرس لما حصلت تلك اللخبطات، وما أيقنته تماماً بعد ثورة "يناير/كانون الثاني" أن الديمقراطية للأسف لا تصلح الا للشعوب التي تستطيع أن تتحمل مسوؤلية كبيرة، وهذا ما نفتقده نحن، كما إكتشفت أيضاً ان للحرية والديمقراطية "كاتالوغ" خاصاً بها وهذا ما نفتقده ايضاً، لأن صوت العقل يجب أن يتكلم بالمنطق ويقول إن الحرية هي تحمل المسؤولية كاملة، لكننا لسنا جاهزين ومن هنا ما إن حصلت الثورة حتى اختلت الموازين بين الحرية والديمقراطية فصارت "خلطبيطة".

لكن بالمقابل يوجد أدمغة في مصر ولا يمكن أن نعمم وجهة نظرك على الجميع؟

للأسف تشعرين أن القلة القليلة فقط هي من تريد أن تسلك المسار الصحيح، لكن وسط هذه الغوغائية سينعزلون لأن الحوار مع الجاهل يُقلل من شأنهم، لذا عندما يسود الجهل في أي مكان لا بد أن ينعزل المثقف والمدرك والواعي، من هنا أصحاب العقول الحقيقية صاروا سلبيين لسبب أنهم خائفون من أن يشوهوا أصوات عقولهم، عندنا اشخاص يدركون كم المخاطر التي ترصد وطننا، وكم المؤامرات التي تحاك ضد مصر ويتم تركيبها وتجهيزها ضدنا، ويكفي الحصار الاقتصادي الذي افتعله الغرب على مصر وكان ذلك واضحاً جداً، وبالمقابل يوجد اشخاص يرفضون تصديق هذا الأمر رغم أنه واضح كعين الشمس، وعلى فكرة انتم في لبنان أدركتم الغرب وفهمتموه وقوى الشر، لسبب مهما اختلفتم على مستوى الطوائف لكنكم بالنهاية تتحدون وتتفقون على سيادة لبنان الذي هو قطعة غالية من الوطن العربي، وللأسف الغرب اليوم يرمي بكل المشاكل على لبنان، والفوضى الخلاقة التي أطلقتها اميركا هدفها ليس ارباك المنطقة ككل، بل أيضاً إرباك لبنان حتى يصبح غير قادر على أن يتقلد مكانه الحقيقي بالوطن العربي، للأسف هناك من يسخر عندما نقول له إنه يوجد مؤامرة على مصر وخف على بلدك وكأنه يرد "طز بالبلد والوطن" مقابل أطماع شخصية زائلة، لذا الثورة نزعت الاقنعة عن وجوه قبيحة جداً.

تقصد الفنانين محمد شومان وهشام عبدلله اللذين ذهبا الى تركيا ليعملا بقناة تابعة لجماعة الاخوان ويهاجما مصر والرئيس السيسي؟

في إحدى حلقات برنامجي "ساعة صفا" سألت المخرج حسين كمال عن واقعة حصلت معه بفيلمه "شيء من الخوف" الذي اتهم انه يُسيء للزعيم عبد الناصر الذي أصر على مشاهدة الفيلم ولولا حنكة وذكاء السادات حينها حيث انه كان نائبه، لما تم عرض الفيلم كونه أوعز للزعيم عبد الناصر أن الفيلم لا يسيء له أبداً، وكان حينها التعليق على جملة "زواج عتريس من فؤادة باطل" حيث فسرها البعض للزعيم عبد الناصر "حكم ناصر لمصر باطل"، وعندما واجهت المخرج حسين كمال بهذا الامر أنكر بشدة وسط ذهولي واندهاشي ونفى الواقعة نفياً قاطعاً، وبعد الحلقة سألته وقلت له من ان الواقعة حقيقية فلماذا أنكرها، فرد عليّ بالقول إنه لا يمكنه أن يذكر شأناً مصرياً شديد الخصوصية على الفضائيات ليشاهدها الجميع، لكن لا مانع لديه من التصريح بقناة مصرية بحتة معتبراً أنها بيته وبإمكانه أن يقول وينتقد ما يشاء، هذا ردي على الفنانين شومان وعبدلله اذ كان بإمكانهما ان يقولا ما يريدان في مصر وليس بالخارج، وأسألهما ماذا يريدان؟ هل يريحهما أن تباع مصر؟ أن يُذل جيشنا الذي يحمينا؟ أقسم بالله أني جلست يوماً مع شخصية فرنسية مرموقة وقال لي بالحرف الواحد "لقد صَدَرَ القرار من اميركا واسرائيل بمباركة الغرب بالقضاء على كافة الجيوش العربية وأن العراق وسوريا انتهى أمرهما ومصر ستلحق بهما"، وعندما اعترضت ابتسم بوجهي ساخراً وقال لي عندما تصدُرُ أميركا قرارها لا مجال عن التراجع وستحقق هدفها ولو بعد حين.

حسين كمال رفض الإعتراف بواقعة جمال عبد الناصر لكن السيناريست عباس ابو الحسن جاهر بقلب مصر عن عدم حبه للعالم المصري أحمد زويل لأنه اراد أن يستولي على جامعة القاهرة وهوجم ابو الحسن بقسوة؟

زويل قُتل ولم يمت من المرض، وأقصد انه قُتل بالحسرة لأنه أراد أن يأتي الى مصر ليبني قاعدة علمية كبيرة، لكن هناك من وقف حجر عثرة في تحقيق انجازه، واذكر أني سألته أي لزويل "ما سبب الكراهية الشديدة لك"، فرد عليّ بالحرف الواحد وأقسم بالله على ما أقوله هو الحقيقة بعينها وهي أنه كان يريد أن ينجز جامعة باسمه "زويل" وهذا ما سبب الكره والحقد تجاهه، وحورب ولم ينجز حلمه ورحل من دون انشاء جامعته لأسباب واهية بسبب وضع اسمه على الجامعة ومن هنا قتلناه حسرة.

ما هي الأعمال التي أحببتها في الدراما الرمضانية؟

عشقت مسلسل "يونس ولد فضة"، وبُهرت بمسلسل "أفراح القبة"، وأسعدتني عودة يسرا على يد مخرج محترف هو هاني خليفة، أما يحيى الفخراني فهو ماركة مسجلة لأنه أصبح وقع معاهدة مع النجاح.

والدراما اللبنانية؟

شهادتي بكل ما يتعلق بالفن اللبناني مجروحة، "كل حاجة عندكم حلوة" ولبنان نقطة ضعف مصر منذ سنوات طويلة، ماجدة الرومي نعشقها وفيروز هي سفيرتنا جميعاً الى النجوم وأتمنى أن تأتي الى مصر تحت رعاية رئيس جمهوريتنا لأنها قيمة كبيرة جداً، أما الصبوحة فهي جزء لا يتجزأ من نسيج التاريخ الفني بمصر، إذ لا يمكن أن نتحدث عن الفن المصري ولا نأتي على سيرة الشحرورة صباح التي نذوب بحبها، وعلى فكرة كل الشعب المصري يُقدر الفن الراقي ويذوب هياماً به من دون أن يهتم بجنسيته، ألم نعشق وردة الجزائرية؟ وعليا التونسية؟ وفريد الاطرش الذي ينحدر من جذور سورية؟ ونجيب الريحاني من أصول عراقية؟ أحببناهم وقدرنا فنهم الراقي وتفانيهم بالعطاء الفني بمصر.

أيضاً الدولة اللبنانية لم تقصر يوم رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة؟

طبعاً وتابعنا هذا الأمر وسعدنا عندما عرض التلفزيون اللبناني حلقة للسيدة فاتن حمامة سجلتها للتلفزيون الفرنسي بلبنان وهي تتحدث الفرنسية.

وبالمقابل هناك من يتعامل مع الفنان بشكل عنصري مهما بلغت قيمته؟

لان هذا العنصري يميل للأصوات النشاز، لذا علينا ان لا نعطيه أهمية ولا نلتفت اليه، ويكفي ان جامعة الفن العربية السيدة ام كلثوم جعلت الكل يتفق على حبها ولم يكن احد ليجرأ أن يعاملها بعنصرية او على انها مصرية بحتة، مصر هي قلب العالم العربي وكل عربي له حق التواجد والبروز في مصر، زمان لم يكن يوجد تطرف وتعصب ضد النجوم الوافدة الى مصر، بينما اليوم صرنا نعاني من فراغ ثقافي ومستكتبين ليس لهم علاقة بالكلمة والاعلام اذ لهم مواقفهم مقابل اجور مادية، وحتى بعض الفنانين اصابتهم هذه الغيرة يعني مثلاً هناك من يؤجل حفلاته عندما يأتي القيصر كاظم الساهر ليحيي حفلة.

في بيسين عالية كانت تغني صباح وشادية ومعهما وديع الصافي بنفس الحفلة؟

صح، واليوم ألم تغن نانسي عجرم لمصر؟ ولطيفة التونسية ألم تغن ايضاً لمصر والورد البلدي؟ بينما بالمقابل هناك توافه وأشخاص لا يقدرون نقل دور الجيل الأول الذي أسلفت ذكره بالارتقاء والتوحد الفني، وأكرر أن بعض الاشخاص بمصر فقط يعتقدون أن مصر هي ملكهم علماً أنها أم الدنيا وقلب العالم العربي، وأسألك على أرض الواقع هل من مصري أساء اليك؟

بصراحة إطلاقاً؟

وكذلك الأمر بالنسبة لي مرة لم يسئ إليّ أحد من اللبنانيين، ولا أنسى حفاوة المخرج سيمون أسمر لي عندما زرت لبنان وطلبت أن التقيه، ويومها مدني بعدة نصائح وأقام لي دعوة على شرفي بنهر الفنون وهو أي سيمون أكبر صانع النجوم في الوطن العربي، وحتى حبيبة قلبي الصبوحة ألم تعبر عن عشقها لمصر بأغنيتها الشهيرة "سلمولي على مصر"؟ ونانسي "البونبوناية" ألا يذوب بها الشعب المصري؟ ونجوى كرم يعشقونها ويطالبونها بالغناء باللهجة المصرية من شدة حبهم لصوتها، قبل فترة كنت بالمغرب وسألني أحد الصحفيين الذين يحبون الاصطياد بالمياه العكرة سؤالاً حول الدراما السورية فقلت له يا صديقي الدراما ليست رسالة سماوية نزلت بها الملائكة على مصر، والظروف هي التي فرضت أن ينشأ الفن والدراما على يد كوكبة من العالم العربي بمصر وهذه الكوكبة خليط من اللبنانيين والمصريين والسوريين وغيرهم، ومع الايام صارت الدراما السورية صاحبة سوق وإستثمار خاصة بها، ويا ليت الدراما السودانية تختلط معنا لنتعرف على الحنة السوداني وللعلم شادية غنت لحناً سودانياً.

والصبوحة غنت "آه يا اسمراني اللون" باللهجة السودانية .

صحيح، وكوكب الشرق أم كلثوم تعاونت مع السوداني الهادي آدم.

وأيضاً غنت "هذه ليلتي" من كلمات اللبناني الكبير جورج جرداق .

بالظبط وكانت من أجمل قصائدها على الاطلاق، ويا ليت الجميع لا يتعاملون مع الفن بتطرف، يعني فاتن حمامة التي اختيرت يوماً نجمة القرن تعالت الاصوات الشريرة لينحاز البعض لفنانة أخرى، وعندما وضعت صورة ام كلثوم على الهرم، كثر أبدوا غضبهم بلا سبب ورشحوا أسماء اخرى مثل السنباطي والشاعر احمد رامي علماً أن وضع صورة كوكب الشرق على الهرم لا يقلل من شأن كل من تعامل معها على الاطلاق، قبل فترة شاهدت حلقة من برنامج "كلاكيت" لزميل فلسطيني وطوال الحلقة كان يريد ان يؤكد أن الفن المصري لم يقدم شيئاً لفلسطين وللقضية الفلسطينية!!

لكن فاتن حمامة مثلت "أرض السلام" باللهجة الفلسطينية، وأول أفلام سعاد محمد بمصر كان "فتاة من فلسطين"؟

صحيح لكنه تجاهل كل شيء وأكد أن الافلام التي قدمت بمصر عن فلسطين كانت تجارية، متجاهلاً حتى فيلم "الناصر صلاح الدين" وتسألت هل يُعقل أن يكون هدفه الاساءة لدور الفن المصري؟ وماذا استفاد من تلك الحلقة؟ واقول له "ورينا شطارتك وقدم لفلسطين اعمالا عن القضية الفلسطينية وسأكون أول من اصفق لك، لكن بلاش العدو يشمت بينا"، انا ضد الفتنة التي تُحاك لمصر لقطع اوصالها بينها والدول العربية، وأسألك الم تُقتل المطربة ذكرى وهي تونسية على يد زوجها المصري؟ فلماذا لم يغضب اهل تونس ويثورون ويقاطعون مصر ويهاجمونها؟ وسوزان تميم الم تقتل على يد مصري فلماذا لم يهاجمنا أهل لبنان ويقاطعوننا؟ لسبب أنهم ضد التشرذم ويفرقون بين العام والخاص ويرفضون أن يستثمر عدونا نقاط ضعفنا لصالحه، أميركا هي قوى الشر فلماذا هؤلاء المتطرفون لا يجتمعون ليواجهوا شر أميركا بدلاً من أن يعدوا ويقدموا حلقات ضد اشقائهم العرب؟ ليتنا نكون فعلا القوى الناعمة التي تقف بوجه العدو ونكون أمة واحدة قلباً وقالباً وفناً موحداً.