يستغل لبنان كل مساحة متاحة له لينفض عنه الغبار التي ترمى عليه، ومن بين تلك المساحات مساحة الفن وبينها السينما التي تأخذنا إلى عالم من الأحداث نعيشها بكل حواسنا .


وقد إنطلقت يوم أمس الدورة الـ16 لمهرجان بيروت الدولي للسينما والتي تستمر حتى 13 من الشهر الجاري بحضور وزير الثقافة ريمون عريجي .

جرى الإفتتاح في صالة IMAX الجديدة التي إستحدثتها أخيراً سينما VOX بمجمّع "سيتي سنتر" (الحازمية)، وهي أول صالة من هذا النوع في لبنان، وانطلقت فعاليات الإفتتاح مع إطلالة بياريت قطريب التي قدمت الحدث .
وعرض وثائقي قصير مدته ثماني دقائق عن مايكل حداد، الذي تحدّى اعاقته بانجازات رياضية، وأصبح سفير الأمم المتحدة للتغير المناخي، ويستعد راهناً للسير مسافة 100 كيلومتر في القطب الشمالي للتوعية بهذه القضية.

وأطل مايكل ليلقي كلمة ورد فيها أنه سعيد جداً وفخور بأن يكون موجوداً في افتتاح مهرجان بيروت السينمائي، ووجه تحية تقدير وشكر لفريق عمل المهرجان ورئيسة المهرجان كوليت نوفل، لجهودهم على الحفاظ على ثقافتنا في هذا المجال .
كما ألقت المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك كلمة أوردت فيها أن المصورين والمخرجين كانوا يأتون من كل بلدان العالم ويظهرون لنا كيف يرون لبنان من وجهة نظرهم في ستينيات القرن العشرين ، وهذه الأفلام التي كانت تصور وموجودة في المستودعات تم تأهيلها لجعلها قابلة للمشاهدة .
وتابعت أن اللقطات التي صورت تعكس حب اللبنانيين للحياة.
واضافت: "نريد أن نؤمن بهذا اللبنان، لبنان الثقافة والرقيّ، لبنان الفن والأحلام، لكي يعطينا قوة الأمل بفجر جديد، وتحدي الحاضر وخلق المستقبل".
وكان لرئيسة المهرجان كوليت نوفل كلمة في الحدث خصت فيها الشكر لشركائها في تحقيق الحدث السينمائي بينهم وزارة السياحة ووزارة الثقافة .
وقد عرض فيلم من الأفلام التي تحدثت عنها ندى سردوك قبل بدء عرض فيلم الإفتتاح .
وهذا الفيلم هو بين ستة أفلام قصيرة قدمتها وزارة السياحة، تتناول الحياة في لبنان ما قبل اندلاع الحرب في العام 1975".

شهد الإفتتاح عرض فيلم "الفتاة التي في القطار" The Girl on the Train للأميركي تيت تايلور، عن رواية الكاتبة باولا هوكينز التي تحمل العنوان نفسه والصادرة عام 2015، وهو من بطولة البريطانية إيميلي بلانت.
مديرة المهرجان كوليت نوفل قالت لموقعنا إن المهرجان كان من المفروض أن يعرض خلاله 76 فيلماً لكن تم إلغاء فيلمين، والمعايير التي تم اختيار الأفلام على ضوئها هي أن يكون الفيلم مشغولاً بشكل جميل وموضوعه يثير اهتمام الناس.

أما عن توقيف الفيلمين Personal Affairs للمخرجة الفلسطينية مها حاج، وفيلم World Cup للمخرجين السوريين محمد وأحمد ملص، قالت نوفل إن فيلم Personal Affairs رفضه مكتب مقاطعة اسرائيل كونه يشارك فيه تمويل إسرائيلي ، أما الفيلم الثاني World Cup فطلبوا منا أن نحذف بعض المشاهد ولم نتمكن من ذلك .
وعن التطورات التي يحقققها المهرجان عاماً بعد عام قالت نوفل إن المهرجان بات محطة لكل الناس، والناس ينتظرونه كل سنة.

أما الممثلة ومقدمة البرامج بياريت قطريب فقالت لنا أنها كل عام تقدم حفل الإفتتاح في المهرجان وحفل الختام، فباتت علاقتها بهم عائلية.

وتابعت أن المهرجان يتضمن محتوى سينمائياً نوعيته مهمة، كما انه يسلط الضوء على مواهب الطلاب اللبنانيين الذين يدرسون الـaudiovisuel في الجامعات ، على أمل أن نرى الإنتاج السينمائي في لبنان في تطور مستمر مستقبلاً مع الطلاب الواعدين .

وتعليقاً على عدم إعطاء ترخيص لفيلمين لعرضهما في المهرجان قالت بياريت :"للأسف كل سنة تحصل هذه الأزمة، ونأسف ان يكون الأمن العام كان قد وافق عليها سابقاً، وتحصل الممانعة لاحقاً".
وأضافت بياريت أنه ليس من الجميل أن يوضع حد للفن ، وأن يكون هناك رقابة عليه ففي النهاية الفن هو تعبير يجب ان لا يعرف حدوداً أو حواجز .
ونورد لكم أن المهرجان يترأس لجنة التحكيم فيه الممثل والمخرج اللبناني الأصل كارلوس شاهين، وتضمّ اللجنة مديرة الاتصال والاعلام في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ندى دوماني، ونائب رئيس تحرير جريدة الأخبار بيار أبي صعب.
ويختتم المهرجان بالفيلم الوثائقي The First Monday in May ("الإثنين الأول من شهر أيار") لأندرو روسي، الذي يدخل عالم الأزياء والمشاهير والنجوم من خلال عرض للأزياء الغربية المستوحاة من الحضارة الصينية نظّمه متحف "متروبوليتان" للفنون، ومن خلال العشاء السنوي الذي تقيمه كلّ عام رئيسة تحرير مجلة "فوغ" آنا ونتر ويعتبر أحد أهمّ فعاليات عالم الموضة.
يذكر ان الحدث يتضمن فئة البانوراما الدولية ومسابقة الأفلام الوثائقية ومسابقة الأفلام القصيرة وجبهة الرفض .