محمد إبن عائلة "قنوع" الفنية الشهيرة بدمشق، والتي اشتغلت لسنوات على المسرح الكوميدي "دبابيس" تحت اسم "الأخوين قنوع"، وهو إبن الفنان والمخرج الإذاعي مروان قنوع.

بداياته الفنية كانت مع الفنان السوري القدير ياسر العظمة عام 1995، ومنذ ذلك التاريخ شارك في الأجزاء المتعاقبة من السلسلة الكوميدية الشهيرة "مرايا".

شارك في ما يقارب مئة مسلسل، أهمها "باب الحارة"، و"ليالي الصالحية"، و"زمن العار"، و"العشق الحرام"، و"بنات العيلة"، و"الأميمي"، و"أحقاد خفية"، و"غزلان في غابة الذئاب".

محمد قنوع يحل ضيفاً على موقع "الفن" من خلال الحوار الآتي .

لنتحدث بداية عن تحضيراتك للموسم القادم؟

أقوم حالياً بتصوير مشاهدي في الجزء التاسع من مسلسل باب الحارة، كما وقعت مؤخراً على عقد مشاركتي في مسلسل "شوق" من إخراج رشا شربتجي.

أيضاً أقرأ حالياً نصوصاً لعدة أعمال منها "أسوار دمشق" إخراج مروان بركات، وآخر يحمل اسماً مبدئياً "أوطان" سيخرجه نزار السعدي، لكن لا يزال الأمر مجرد كلام على ورق حتى يتم الاتفاق على الأجر.

أخبرنا عن تفاصيل شخصيتك في مسلسل "شوق"؟

أؤدي في العمل الذي يتناول الحياة في دمشق خلال عام 2016 دور ضابط أمن بملامح إنسانية، يُعرف بمواقفه النبيلة رغم قسوة الظروف التي يمر بها بلده، كما يكون الصديق المقرب من بطل العمل باسم ياخور.

ما سر تواجدك الدائم في مسلسلات رشا شربتجي؟

في أي مهنة نمارسها هناك أشخاص نرتاح بالتعامل معهم سواء من ناحية الالتزام الأدبي والأخلاقي أو من ناحية الحضور والكاريزما، وهذا بالتحديد ما يتطلبه الفن، وهو ما حصل مع رشا شربتجي. كما أن علاقتي بها تتعدى حدود العمل والوسط الفني، فهي تعتبرني كفرد من عائلتها وبيننا عشرة عمر طويلة نشأت مع أول عمل جمعنا "قانون ولكن" ، عملت حينها في خمسة مشاهد فقط لكنها كانت كفيلة بإستمرار هذه العلاقة إلى الآن واستمرارنا بالعمل معاً بإستثناء السنوات الأخيرة التي أقصيت فيها عن أعمالها مثل "سمرا" و"علاقات خاصة" نتيجة ظروف التصوير في الخارج التي لا أفضّلها.

إذاً لماذا لا نراك في الأعمال العربية المشتركة؟

اتخذت قرار عدم التصوير خارج سورية نتيجة تجربة قاسية عايشتها في 2013، عندما ذهبت للتصوير في الجزائر مدة شهر كامل وراودتني مخاوف كبيرة آنذاك على بلدي وأفراد عائلتي بعد الاخبار الكاذبة التي سمعتها والتهويل على القنوات العربية، ما جعلني أعتقد أن الشام قد سقطت بيوم وليلة.

لننتقل إلى "باب الحارة"، ما الجديد الذي طرأ على شخصيتك في الجزء التاسع؟

للموسم القادم خط جديد مختلف كلياً نتيجة التغييرات التي طرأت على الكتّاب واضطرارهم لرسم محاور جديدة مغايرة للأجزاء السابقة. وما يميز شخصيتي على وجه التحديد هذا العام هو حالة "الحب" التي أعيشها مع إحدى الغجريات.

هل أنت مع استمرار انتاج أجزاء أخرى من العمل؟

"باب الحارة" عبارة عن فانتازيا شامية بدأت العمل فيه وسأستمر طالما العمل موجود، وعلى اعتباري ممثلاً لا أخفي حاجتي للمردود المادي الجيد وأظن حالي من حال جميع الممثلين حتى الذين انتقدوه. ولا يمكننا إنكار حقيقة أن المسلسل متابع عربياً وله جماهيرية كبيرة خصوصاً في السنتين الماضيتين، إذ إنه حاضر بشكل لافت.

ما سبب تواجدك الكثيف بأعمال البيئة الشامية خلال الفترة الأخيرة؟

لا أعرف السبب، لكني أظن أن لهجتي الدمشقية وتمرسي على أداء مثل هذه الأنواع له الدور الأكبر.

إذاً، لماذا لم تشارك في "خاتون"؟

عُرض عليّ العمل لكننا لم نتفق لأسباب إنتاجية ومادية.

لننتقل إلى الكوميديا، فقد برزت بداية مسيرتك بسلسلة "مرايا" لكنك ابتعدت عن هذا النوع، فما السبب؟

ربما لأنني اشتغلت أعمال مسرحية عديدة في بداياتي على مدى سنوات طويلة استمرت من 1993 حتى 2010، أي 17 عاماً أعتبرها كافية كي أغير اتجاهي وأميل للأدوار الجدية أكثر، كما أن العمر له حقه والمخرجون يحبذوني بهذا الطابع. لكن لن يمنعني ذلك من أداء دور كوميدي جميل في حال عرض عليّ.

كيف تقيّم الأعمال الكوميدية المطروحة في السنوات الأخيرة؟

"ساخراً"، لم نر أي عمل كوميدي، فمؤخراً ورغم حاجتنا الماسة لهذا النوع، أصبحت جميع الأعمال المقدمة بعيدة جداً عن الكوميديا وأقرب إلى التهريج حتى الأجزاء الأخيرة من "بقعة ضوء". لكن هناك بشائر بعودة قريبة للكوميديا مع المخرج الكبير هشام شربتجي الذي أعتبره الأقدر على خوض هذا المجال في سورية، ورصيده شاهد على ذلك.

بالعودة للعام الماضي، شاركت في مسلسل "أيام لا تنسى"، كيف تقيم العمل ككل؟ وهل استوفى حقه؟

مقارنة مع الأعمال المصرية التي عُرضت على ما لا يقل عن 9 محطات بتواقيت مختلفة، جميع الأعمال السورية هُضم حقها من حيث العرض نتيجة مقاطعة معظم المحطات للمنتج السوري ما أثر على نسبة المشاهدة. فـ "أيام لا تنسى" عرض على محطتين فقط لا غير هما "سورية دراما"، و"تلاقي" وبتوقيتين مختلفين دون إعادة، ومع ظروف الكهرباء وقرصنة حلقات المسلسل على موقع اليوتيوب لم ينل فرصة مشاهدة كما يستحق، إلا أنه يبقى عمل خاص جداً شبيه بروح أيمن زيدان، فيه نوع من السحر والشفافية وأداء أكثر من رائع للممثلين.

أغلب أعمالك الأخيرة كانت منتجة من قبل شركة ABC"، لماذا؟

على العكس، لكن شاءت الصدف أن تعرفت على شركة ABC من خلال مشاركتي في مسلسل بإنتظار الياسمين ووقوفي إلى جانب مالكها عدنان حمزة بعد خلافه مع شركة رنا حلاق، الأمر الذي جعله يثق بقدراتي على إدارة الشركة وبالفعل هذا ما حدث. وأود الإشارة إلى أن مسلسل "بانتظار الياسمين" دخل ضمن التصفيات النهائية لجائزة "الإيمي أوورد" ليكون أول عمل سوري يصل للترشيحات النهائية.

هل يمكن أن تقتصر مشاركاتك فيما بعد على أعمال الشركة فقط؟

لا أبداً، فإذا كان العمل لا يشبهني ليس بالضرورة أن أشارك به، فمن غير المنطقي مثلاً أن أجسد دور طالب ثانوي وأنا بهذا العمر.

أين وصلتم بالقضية المعلنة ضد رنا حلاق؟

حالياً مازلنا في المحاكم إلا أن "الحق سيحق" بالنهاية مهما طالت الأيام، وسيعود مسلسل "فارس وخمس عوانس" لأحضان شركتنا.

هل من أعمال مدبلجة جديدة ستشارك فيها؟

شاركتُ مسبقاً في أربعة أعمال مدبلجة ليس لها علاقة بالـ ABC ، وانقطعت عن الدوبلاج مدة عام تقريباً، لكن في حال عُرض عليّ أداء شخصية معينة تناسب صوتي سأشارك بالتأكيد.

مؤخراً خرج بعض الممثلين بـ"حراك" لزيادة أجور الدوبلاج.. هل كنت من بين المطالبين؟

لا، لكنني تواجدت هناك كمدير شركة ABC وممثل عنها، وقد سعدنا بهذا الاتحاد الذي حصل للمرة الأولى بين الممثلين وحاولنا تلبية جميع المطالب.

هل الدخل المادي بمهنة الدوبلاج يغني الفنانين عن التمثيل؟

لا أبدا هذه المعلومة مغلوطة فأجور الممثل أعلى بكثير، إلا إذا عمل مع أكثر من شركة وفي أكثر من عمل.

هل عملت في الإذاعة، بخاصة وأن والدك مروان قنوع مخرج إذاعي محترف؟

طبعا عملت في الإذاعة منذ الصف الرابع الابتدائي مع والدي المعروف بهذا المجال من خلال إخراجه لأهم البرامج منها "حكم العدالة". وإستمررت بالعمل الإذاعي حتى عام 2014 لكنني ابتعدتُ مؤخراً نتيجة ظروفي وانشغالاتي وأيضاً لأفسح الطريق أمام أصحاب المجال أكثر.

بالعودة للدراما، برأيك إلى أي مدى نفتقد الجرأة بالطرح حالياً؟

الدراما تتطلب جرأة كبيرة بالطرح لكن ما نفتقده حقاً هو معالجة الأمور المطروحة والوصول إلى المسببات.

"صرخة روح" عمل جريء تعرض لنقد كبير.. كيف تقيم العمل؟

مشاركتي في هذا المسلسل جاءت بعد تأن،ٍ فأنا ضد أن يوجه هذا النوع من الأعمال للعائلة، وقد منعت بناتي من متابعته. لكن يبدو أنه مرغوب لدى المحطات وهناك مطالبات أخرى بإحداث أجزاء جديدة.

شاركت بأفكار لخماسيات "صرخة روح".. هل من الممكن أن تتطور الامور لكتابة نص كامل؟

لا أبداً، أفضّل المشاركة بالأفكار أكثر من كتابة نص كامل علماً أنه سبق وكتبت عدة مسلسلات إذاعية لإذاعة دمشق، لكن الدراما تتطلب تفرغ كبير ومعالجة درامية خاصة. وهذا ما دفعني في "صرخة روح" للمشاركة فقط بتقديم أفكار لثلاث خماسيات، كتب سعيد حناوي اثنتين منها وواحدة ألفها زهير قنوع.

بإعتبارك تنتمي لعائلة دمشقية محافظة، هل يؤثر ذلك على تجسيدك للأدوار الجريئة؟

هناك فرق بين الدور الجريء والفعل الجريء. فأي مشهد يتطلب مني القيام بفعل يخدش الحياء أمتنع عنه حتى لو اضطررت للاعتذار عن العمل بالكامل.

هل لديك استعداد للتخلي عن لهجتك الشامية مقابل عمل؟

حسب الظروف، في حال توفر الدور الجميل سأغير لهجتي حكماً، لكنني أتخيل أنني قادر على تأدية اللهجة المصرية أكثر من اللبنانية مثلاً.

لقبّك المخرجون بـ"الزبدية الصينية"، لكن دائماً ما نراك بشخصيات سلبية.. مالسبب؟

اختيار المخرجين يلعب دور كبير بذلك، لكنني بصدق أحب هذا النوع من الشخصيات لأنها تترك أثراً لدى المشاهد أكثر من غيرها. ورغم ذلك أحاول التنويع، فعندما أديت شخصية "المقدم قصي" السلبية بمسلسل "عناية مشددة" جسدت مقابلها شخصية رجل بسيط مهجر ومغلوب على أمره في مسلسل "بإنتظار الياسمين".

مع بداية انطلاقاتك الفنية كان لك مشاركات مسرحية عديدة.. لم ابتعدت عن المسرح مؤخراً؟

بالعموم لا يوجد مسرح سوري اليوم لكن في حال عادت مقوماته سأتواجد بالتأكيد.

وماذا عن السينما؟

خضت تجربتين مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد بفيلمي "خارج التغطية" و"أيام الضجر" كما كان من المفروض أن أشارك بفيلم "الأب" مع المخرج باسل الخطيب لكنني اعتذرت عنه نتيجة انشغالي بالشركة.

هناك صورة واحدة لعائلتك انتشرت بكثرة، لماذا لا تُقدم عائلتك للإعلام والسوشال ميديا؟

صراحة لا أحبذ ذلك أبداً ، فعائلتي ملك لي وأخبارها تخصني أنا شخصياً ولا يحق لأحد تجاوزها. ووظيفة الإعلام بالنهاية متابعة أخباري على الصعيد المهني فقط.

لاحظنا غياب زوجتك عن المناسبات والدعوات الفنية الموجهة إليك.. لماذا تبعدها عن هذا المجال؟

هي التي اختارت ذلك كونها لا تفضّل هذه النوعية من الحفلات، وبالعموم "أنا زوج ديمقراطي وتاركها على راحتها".

في البدايات اعترض والديك على دخولك الوسط الفني لكن إصرارك وموهبتك جعلاك تستمر.. هل ممكن أن تقف بطريق أبنائك في المستقبل؟

صحيح, فقد عارض أهلي دخول المعهد العالي للفنون المسرحية بعد أن كانوا مُحَاربين بمسرح "دبابيس"، أما أنا فعلاقتي جيدة مع كل الممثلين والفنيين وشركات الإنتاج. ولأولادي الحرية في دخول المجال فقد عملت ابنتي في مسلسلي "بنات العيلة" و"بانتظار الياسمين" ولم تكن عندي أي مشكلة بذلك.

سبق وصرحت بأن قلة الحظ عائق بطريق شهرتك..هل تعتبرها أيضاً سبباً لغيابك عن أدوار البطولة المطلقة ؟

نعم بالتأكيد أعتبرها مسألة حظوظ.. فهناك أشخاص تقلدوا دور بطولي في أول مشاهدهم على الشاشة وآخرون ظلوا على الهامش رغم جهدهم وموهبتهم. على كلٍ لا يهمني كثيراً الحصول على دور بطولة مطلقة بقدر ما يهمني أن أثبت ذاتي في أي عمل أجسده مهما كان صغيراً، ورضا الجمهور ومحبتهم أهم من كل شيء.

يصفونك بـ "اللئيم".. هل الأدوار التي أديتها كانت سبباً لهذا الحكم المسبق؟

ربما تكوّن بحكم الأدوار السلبية التي جسدتها ولكنني بالواقع شخص خجول جداً حتى عندما أمشي بالشارع وأرى جمهوري تراودني حالة من الحيرة والحياء، فلا أعرف إن كان يجب إلقاء التحية عليهم أم لا؟! لذلك أنا لستُ لئيماً أبداً.. ضاحكاً: و"بجبلك إثباتات".