تشهد الدراما اللبنانية تطوراً لافتاً في الأونة الأخيرة ترجمته العديد من الاعمال التي تعتبر اضافة جيدة من حيث القصة والحبكة والممثلون والاخراج.

ولعل مسلسل "أمير الليل" الذي تعرضه شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI خير مثال على كلامنا بعد عرض الحلقات الأولى منه والتي احدثت وقعا ايجابيا عند المشاهد اللبناني والعربي على حد سواء بحكم عرضه عبر قناة MBC .

يعود بنا "أمير الليل" إلى حقبة تاريخيّة جميلة ومهمّة من لبنان في زمن الإنتداب، إلى بيروت أواخر ثلاثينيّات القرن الماضي، ويغوص بنا في قصور الأمراء وبيوت قُرى لبنان التي زيّنت جدرانها حكايات عن مجتمع بيروت المخمليّ من جهة، وقَصصٌ عن الحبّ، والوطنيّة، وصراع الطبقات، والفساد من جهة أخرى.

بدعت الكاتبة منى طايع في كتابة مسلسل جديد يحاكي الكثير من القصص التي تعيد إلينا الكثير من العادات والتقاليد والحكايات ، لتعيد معها البوب ستار رامي عياش أميراً لليل والنهار متألقا بدور تمثيلي سيتوجه نجماً تمثيلياً من الطراز الرفيع.

يلعب رامي دور "الامير عمر" مُقابل تمرّد وعنفوان سيطبعان شخصيّة "فرح" شقيقة زوجته . وحتما يشعر المشاهد الذي يتابع العمل بأنه معني بالاحداث التي ستجمع بين الأضداد، الحب والغضب، الخضوع والتمرّد، الثورة والاستسلام، الفقر والثراء، الفساد والنزاهة.

استوقفنا حضور رامي الذي عرفناه نجماً على صعيد الغناء، وها هو اليوم يخطو أميرا وواثق الخطى يمشي ليس فقط أميراً إنما ملكاً.

اتقن رامي تجسيد دوره على أكمل وجه اندمج بالشخصية حتى الرمق الاخير، واضعا حدا فاصلا بين كونه نجما غنائيا وممثلا محترفا.

للوهلة الأولى إعتقدنا ان دخول رامي مجال الدراما سيكون محفوفا بمخاطر جمة، فهو ليس بالرقم السهل، واي خطوة ناقصة في مشواره اليوم ستنعكس عليه سلبا. إنما اثبت ومن خلال الحلقات الأولى للعمل انه فنان وممثل اتقن تمثيل دوره بشكل محترف للغاية.

فهو يمتلك كل مواصفات الممثل البطل، من شخصية وجاذبية وكاريزما، مدركا جيدا كيف يمحو صورة النجم الغنائي ليبرز رامي الامير الذي يروي الكثير من القصص والحكايات.

أدرك جيدا رامي اللعب على صوته مجسدا المشهد بإتقان، ناهيك عن تحكمه بحركات جسده وتوظيفها لخدمة الدور وخصوصا عينيه الكفيلتين بتجسيد لوحة إيمائية بإمتياز.


رامي عياش يثبت من خلال هذا الدور انه رقم صعب حتى في التمثيل، وهذا المسلسل بالذات سيشكل نقلة نوعية في مسيرة رامي التمثيلية وحتما ستنهال عليه العروض للعب أهم الادوار في الدراما العربية بشكل عام.

وهنا لا بد من الثناء على كتابة القصة لمنى طايع والحبكة والممثلين الذين ابدعوا في تجسيد ادوارهم ناهيك عن الاخراج المتقن للمخرج إيلي برباري الذي وظّف كل خبراته للخروج بهذه النتيجة الجيدة والتي ترفع من شأن الدراما اللبنانية إلى مستوى عربي مرموق.