من قال إن الخريف هو نهاية فرح المهرجانات، وبداية كآبة سجن المدرسة وأصفر الورق والروح؟ غير صحيح، ها هي مدينة الميناء في طرابلس تعيش صيفاً من نوعٍ آخر، صيف بطعم الخبز والملح، حيث شهدت الميناء البارحة على "سُفرة عشاء" جمعت كل محب ومشتاق لمأدبة الحياة.

بدعوة من جمعية قصر الطهاة اللبناني، وجمعيّة الإرشاد القانوني والإجتماعي أقيم في مدينة الميناء طرابلس " مهرجان الفيحاء للطهي " الذي حمل من ضمن برنامجه الأساسي تكريم كل الطهاة من أهل الشمال والبارعين في مجالهم.

وكانت محاولة تكللت بالنجاح لدخول كتاب "غينييس" للأرقام القياسية، عبر تحضير أكبر سندويش "للسمكة الحرّة" وهو الطبق الميناوي الشهير.

قدّم الحفل الإعلامي د. بيدرو غانم ، وهو إبن الميناء ، وإستهل كلمته بالتركيز على أهمية الخبز الذي نتشاركه بيننا ، وتحدّث عن أهمية متعة الطعام التي لا تشبعنا فقط من الأكل وإنما تشبعنا محبةً وحسّ مشاركة.

من ثم توالت الكلمات، بدايةً مع رئيس جمعيّة قصر الطهاة اللبناني الشيف نزار يونس ، الذي تحدّث عن أهمية هذا اليوم التاريخي وعن إرادة الإنتصار التي إجتمع عليها الجميع ، وتوجّه بالشكر إلى طلاب المعهد الذين تعبوا لإنجاح هذا الطبق الساعي إلى العالميّة.

وتحدّث رئيس جمعيّة الإرشاد القانوني الاستاذ محمد الزيات، والذي شددّ على أهميّة تخطي المشاكل الإقتصادية والإنمائية في لبنان لتحقيق كل الأهداف.

أما الكلمة التي تلت كلمته، فكانت لمنسق الشمال في جمعيّة الطهاة اللبناني الشيف جورج دبس الذي قدّم فيديو شرح من خلاله كيف تمّ التحضير لأكبر سندويش سمكة حرّة والذي وصل بعدد السندويشات إلى ثلاثة آلاف سندويش.

من بعده إعتلى رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين المنبر، ليعبّر عن دعم البلدية لكل النشاطات التي تبرز هوية اليناء وأصالتها.

كان لافتاً حضور الشيف ريشارد، الذي أصرّ على دعم النشاط بكلمة من القلب، فقال إننا جيل تغيير وسوف نغير.

كما فرح الجميع بحضور طهاة محترفين من الدولة الفرنسية للإشراف على تحضير طبق السمكة الحرّة.

وعند إعلان تحقيق دخول كتاب غينييس للأرقام القياسيّة، إرتفع الهتاف والتصفيق مع أصوات الألعاب الناريّة التي أضاءت سماء الميناء، فحضر رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي وتحدث إلى الحضور معبراً عن فرحه بهذا الإنجاز العظيم للمدينة.

وعند نهاية الإحتفال، تمّ توزيع السندويشات على كل أهالي المنطقة المارين على الكورنيش البحري.

كان لافتاً التنظيم الدقيق للحفل المدعوم من قبل لائحة طويلة من الرعاة الرسميين، ونذكر فضل الأستاذ إيلي وهبي الذي تولّى مهمة التنظيم بإحتراف متقن.

تواجد كل وسائل الإعلام كان داعماً أساسياً للحفل وخصوصاً تلفزيون الجديد الذي نقل الحفل كما المؤتمر الصحافي منذ حوالى أسبوعين.

الميناء حضّرت أكبر طبق للسمكة الحرّة بإحتفالٍ ساحر ، فإمتلأت النفوس فرحاً حتى التخمة.