من المستغرب أن الكثير من شعراء الأغنية يكتبون حالياً أغنيات تحتوي كلمات تحرض على العنف الذي يترافق مع الحب في العلاقة بين الرجل والمرأة، فقد سمعنا بالطبع أغنية نوال الزغبي "قلبي اسألو" التي من كلماتها :"واللي بيفكر يجرحك برتاح منو بقتلو"، وأخرى لمحمد اسكندر عنوانها "قولي بيحبني" حين يقول فيها :"اللي بيرميكي بوردة براسو بخرطش فردي"، وصولاً إلى أغنية مروان الشامي "كسرلي ضلوعي" التي تقول كلماتها :"غمرني كسرلي ضلوعي جرحني نزلي دموعي..ان شاالله البدو يحسدنا تصيبو سكتة قلبية" وأغنية أنا الأسمر لربيع الأسمر وتقول ":أنا الأسمر واللي بيقدر اضفرها يطال يجرب مرة يحاكيها بقلبو بعمل زلزال وامو عليه ببكيها" في دليل على تهديد لمن يتحدث مع حبيبته ولو عن طريق الخطأ بقتله!.

ومؤخراً طرح الفنان معين شريف أغنية جديدة من كلمات وألحان فارس اسكندر بعنوان "قطعلي قلبي" ولا ننكر أن الأغنية جميلة ولحنها رائع وأداء معين فيها يظهر جمالية صوته، إلا أن هناك تعابير قاسية لا تتماشى مع رومانسية الأغنية، واستغربنا أن يقبل معين بغناء كلمات تعبر عن حب عنيف ولو كان صادراً من حبيبته وليس منه.

"إغمرني غمرة بكل قوتك وخلي عضامي توجعني، قطعلي قَلْبَيْ صَوْتكَ إنت وجاي تُودِعني"، هل تحول الحب الرقيق الرومانسي الذي يعبر عنه بالعطاء والحنان والاهتمام، إلى فرض سيطرة وعرض عضلات أو تهديد لكل من يقترب من الحبيب بالضرب أو القتل، هل هذا يعبر عن الحب؟ وهناك حبيب يطلب من حبيبه أن يجرحه ويبكيه كي يشعر بالحب؟ هل أصبحنا في عصر السادو ماسوشية وانقرضت المشاعر الرومانسية؟

ما زال هناك حب صادق حنون وهذا هو الحب الذي تم تأليف أغنيات خالدة عنه لعمالقة الطرب مثل فيروز وصباح وأم كلثوم وغيرهم، فلماذا ترويج العنف لجلب نسبة مستمعين عالية ولتحريك الغرائز ، ألا يكفي العنف الذي نعيشه في بلدنا؟