هي شمس الشموس التي لم تغب يوماً رغم إقتراب الذكرى السنوية الثانية لرحيلها، فهي الأسطورة التي لن تتكرر، والشحرورة التي لا حدود لعطاءاتها، والتي زرتها في العام 2011 وأجريت معها هذا اللقاء الذي تحدثت فيه عن وصيتها لضيعتها بدادون وللفنانين والصحافيين لكنها طلبت مني عدم نشر هذا اللقاء إلا بعد رحيلها، وإلتزاماً مني بطلبها، ووفاء للصداقة الكبيرة التي جمعتني بها وبالمحبة وبالانسانية أنشر اليوم هذا اللقاء في جزئه الأول ، رغم أني لم أكن أتوقع أن أنشره يوماً لأن صباح بالنسبة لي شامخة كالأرز ولا تموت.

إليكم هذا اللقاء الذي تحدثت خلاله صباح عن مواضيع عديدة، وأبرزها وصاياها، لعل المعنيين بهذه الوصايا ينفذونها وفاء للشحرورة.

هل تركت وصية ما لأولادك وللفنانين وترغبين بأن يقوموا بعمل ما بعد عمر طويل كمتحف مثلاً باسم الصبوحة أو مدرسة باسمك..
هم يحضرون لإقامة متحف وتمثال ، وعمي كان شاعراً مهماً بنوا له تمثالاً في الضيعة وسيقومون بتمثال لي إلى جانبه، لكني مقهورة من التمثال لأن التمثال سيعيش وأنا بدي روح.


أغانيك ستبقى والشعر الذي غنيته وأفلام السينما.
أنا عملت إشيا كتير مش بس فن، اللباس الماكياج الشعر الحياة حلوة ولم أتكل أنني مثلت وغنيت هناك أمور كثيرة.

صبوحة من الجيد أنه بمهرجانات بيت الدين فكروا بأن يكرموك بعد أن كرموا كل الأجانب.
أنا أشكرهم كثيراً وليد بك والست نورا وكلهم كانوا معي "بيجننوا وعظيمين" ولي الشرف بأن أعرفهم وأتعامل معهم، وكان المهرجان رائعاً.


ورئيس الجمهورية؟
غنيت موال رئيس الجمهورية للرئيس ميشال سليمان وللسيدة وفاء.

لك فضل على كل الإعلاميين والبرنامج الذي تطلين فيه تعلين من شأن الإعلامي والتلفزيون، هل الصحافة أنصفتك وأعطتك حقك؟
نعم، صحافة لبنان بالتأكيد.

خارج لبنان؟
يكتبون عني كفنانة "بنبسط" لكن هنا يكتبون عني كأنهم يعيشون معي، وأي شيء يؤذيني لا يكتبونه.

وأنت على كل حال لا تنسين فضلهم وتشكرينهم دائماً.
بفضل الصحافة نحنا وصلنا.


كيف يجب أن تكون العلاقة بين الصحافي والفنان ؟
ألا تدخل إليها المادة كي لا تخسر، وأن تكون علاقتهما علاقة صداقة ومحبة.


هل ما زالت هناك هذه العلاقة ؟
أن تستطيعي أن تشكي له أي أمر وأن تقدري أن تستشيريه بأي أمر، أن يكون صديقاً محباً، وأنا لدي أصدقاء صحافيون كثر لم يكتبوا أبداً أي شيء خاطئ عني.

مثل من؟
سعيد فريحة، بديع سربيه...وأنا إبنة ضيعة لكني تعلمت الرقي وهو بدمي وأحب الناس، ومرة إنتقدني صحافي وإلتقيته في الطائرة فقلت له :"ييي حبيبي اشتقتلك، وحرام هوي زمّ بالكرسي".


ما زلت لائقة في التصرف لا تعاتبين أحداً ولا تزعلين من أحد.
لا أضيع وقتي، لا أعاتب ولا أزعل ـ كله تضييع وقت.


ماذا تقولين للفنانين الذين ينتقدوننا وإذا كتبنا القليل من الانتقاد عن فنهم مثلاً إذا كان التوزيع ليس جيداً حتى إذا لم نتدخل في أمورهم الخاصة.
البعض منهم يلزمهم انتقادات، وعلى الأقل الانتقاد إذا كان الفنان عقله كبيراً على العكس يجعله يكون أحسن.


ما هي النصائح التي تسدينها للفنانين بعد خبرتك الكبيرة.
أقول لهم، صحيح أنني نلت أوسمة وطابعاً بريدياً الذي وضعوا صورتي عليه كرموني فيه كثيراً أيضاً، لكنني وجدت أنني قدمت أكثر أيضاً، ياما سنين وأياماً جلت أغني من أجل لبنان حتى أنني غنيت موالاً بالفرنسية.


لاحظت انك قمت بهذا الأمر على حساب حياتك الخاصة؟
صحيح، لم أعش حياة مريحة جداً، الفنان في لبنان يلبس ويهتم بعائلته وتكون لديه مشاكل ولا أحد يعنيه، في الخارج الفنان يهتمون بعلاجه، يجب أن يقوموا بشيء من أجل الفنان بلبنان.


ما زالت الإشاعات تطاردك إلى اليوم ويكتبون أنك في المستشفى .
يُقدرون أن صباح أصبحت في هذه السن طبعاً ستودع، يجب أن يعيش الإنسان "قد ما الدني بتلبقلو".


بما أنك تحدثت عن الفنانين فهمان توفي وكريم أبو شقرا حالياً في العناية الفائقة وأنت عملت في فيلم "ايام اللولو".
"ياي شو زعلت"، حبيبي كريم هذا الفنان العظيم، وفهمان أيضاً هؤلاء كلهم يجب أن يعالجوا على الراحات يمكن يموتون ولا يكون معهم ثمن العلاج، فيجب أن يهتموا بالفنان ويعالجونه إذا إحتاج علاجاً وإذا لزمه راتب .

باسم فغالي ما زال أفضل من قلدك إلى اليوم، هل تحبينه أم أنك تزعلين منه ؟
على العكس ما دام هناك أدب في الأداء أحبه.


هو زعل لأنه لم يعطوه الدور في مسلسل الشحرورة.
هل من المعقول أن يلعب رجل دور الشحرورة ويقبل رشدي أباظة ؟ فيصبح عندها المسلسل كوميدياً، المسلسل درامي مع أنه لطشني كلمة أن "الصبوحة تصور مسلسلها ع أرضية مصر" في مصر يحبونني كثيراً وأنا أيضاً.


ألم يُرسل بطلبك لتشاركي بآخر حلقة من المسلسل؟
هكذا قال لي صادق صباح سيقوم بآخر حلقتين لي، وحالياً تغني لي كارول سماحة أغنية رائعة تقول كلماتها "ملكة على الأرض"، الحمد لله هناك أشخاص يقولون لي "أنت ضيعانك بالفن يجب أن تكوني ملكة يجب أن تكوني غير شي".


لماذا ضيعانك بالفن ؟ هل تعذبت بالفن إلى هذه الدرجة؟
هناك أشخاص قالوا لي هذا الأمر، مع أن الفن أصبح حالياً موضة وليس كما في السابق حيث كان عيباً، وبالطبع تعذبت كثيراً، كل من يريد الوصول يتعذب بالفن أو بغير الفن.


ألم تمنحك الشهرة السعادة الكاملة أم أنك ما زلت تبحثين عن السعادة؟
حين أكون بين الناس أكون سعيدة كثيراً ، وحين أكون وحدي أحزن قليلاً ، أنا أحب الناس أكثر من نفسي وقلبي مخلوق للحب، أحب الكل.

من ترين أن صوته يشبه صوتك في لبنان؟
لا أحد يشبه أحداً، وأنا من أجل دوري في المسلسل بحثنا كثيراً ولم نجد، ولكنهم أصابوا الشخصية من حيث الملابس والإطلالة مع كارول .


لماذا لم يظهر جوزيف غريب بشخصه في مسلسل الشحرورة ، هل تعتبين لأن هناك بعض الأشخاص غير موجودين في المسلسل؟
جوزيف لا يريد ، فحين عرضوا عليه قال "إذا كانت صباح ستمثل الدور أوافق وإلا فلن أقبل بأن يجسد أحد شخصيتي"، هو معتاد عليّ وتابعني طوال عمري، وكارول ست لديها أخلاق ولذيذة ولديها "ماكيور" خاص بها، من كان يحب كثيراً أن يدخل في المسلسل هو جان عواد الذي كان يصفف شعري.

ما هي الكلمة الأخيرة التي تودين أن تقوليها.
أقول "الدنيا همبكة" (هم وبكاء).


لكنك حظيت بالكثير من الحب من هذه الحياة.
ضاحكة إي "أنا همبكت كتير" .