تقع بلدة إهمج في منطقة وسط جرود جبيل، على ارتفاع 1250 متراً فوق سطح البحر، وتبعد 22 كلم.

عن مركز القضاء وحوالي 60 كلم. عن العاصمة بيروت. يبلغ عدد سكانها حوالى 5000 نسمة .

تعود تسمية بلدة اهمج الى احتمالين: الأوّل من الآرامية ويعني المستترة لوقوعها بين مجموعة غابات جبلية، والثاني من السريانية ويعني رأس الوادي.

تتميّز إهمج بطبيعة خلاّبة متنوّعة وتمتد من منطقة عنّايا حتى اللقلوق. و تشكّل نسبة الأحراج والغابات أكثر من سبعين بالمئة من مساحتها وهي ملجأ طبيعي للتنوّع الحيواني والنّباتي ونذكر بشكل خاص زهرة سوسنة صوفر وأشجار العذر النّادرة، الدفران، السنديان، العرعر، والملّول والحيوانات والطيور البريّة مثل الثعالب والضباع والحجال وغيرها.

في إهمج 13 كنيسة ما عدا كنائس الجوار بما لها من اهمية في السياحة الدينية.

وعلى هامش مهرجانات إهمج لصيف 2016 كان لموقع الفن هذا اللقاء مع رئيس الرابطة الثقافية في إهمج جرجس خليفة الذي أضاء لنا على بعض الآثار الموجودة في البلدة وأهميتها .

أخبرنا عن أول أعجوبة حدثت لمار شربل هنا في منطقة إهمج..
هذه الأعجوبة حدثت مع نجيب بك الخوري مواليد عام 1864 وهو إبن رشيد بك الخوري الشخص المسؤول في منطقة جبيل العليا ، ولم يستطع والده أن يعالجه من مرض التيفوس (الحمى النمشية) ، لذا جاء مار شربل وخلال الصلاة شفاه والموقع الذي هو "سكع" بيت قديم جداً وتاريخي واليوم شبه مهمل وكان العمل على أن يصبح مزاراً على طريق القداسة من عنايا إلى إهمج ليأتي الناس ويزوروا هذا البيت الذي حصلت فيه العجيبة وشفى فيه مار شربل الفتى المريض في العام 1873 والذي أصبح لاحقاً طبيباً، وما زالت الفكرة واردة لكن تنفيذها بحاجة إلى تمويل ومجهود له طابع عام وليس فردياً.

المجهود من أي جهة؟ وأية وزارة هي المسؤولة؟
لا أعرف أية وزارة يجب أن تهتم قد تكون وزارة السياحة.

ربما الرهبنة قليلاً؟
مع العلم أننا لدينا مقومات تحتاج إلى اهتمام وزارة السياحة ومديرية الآثار، مثلاً لدينا كنيسة بيزنطية عمرها 1300 سنة وهي قريبة من معبد مار سابا اكتشفناها حديثاً وبشهادة مديرية الآثار عمرها 1300 سنة ولا أعلم إذا كانت مديرية الآثار يهمها هذا الموضوع.
ننقل هذا الموضوع لوزير الثقافة..
ولدينا كنيسة سيدة الشير والسنة المقبلة 2017 يصبح عمرها 400 سنة لتأسيسها وهذا ليس أمراً عادياً.

هل هذه الكنائس مفتوحة كي يأتي الحجاج حين يريدون؟ ألا يوجد من يعتني بها؟
كنيسة سيدة الشير كنيسة رعائية مفتوحة دائماً، وفي الأسبوع الماضي كان لدينا احتفال رائع بعيد السيدة. لكن الكنيسة الأُثرية الثانية مار سابا الصغيرة مهملة وهناك تقليد يقول إن هذه الكنيسة تعتبر دير مار سابا أي يعني مجموعة غرف، وكان يتبين بالحفريات التي حصلت هناك أن هذا الأمر صحيح كان هناك دير، ومن 18 سنة كان يحكى بقصتها ولا أحد من المراجع المعنية يهتم بالأمر.

هل هناك آثار مهمة؟
نعم هناك العتبة عليها الكرتان الشمس والقمر حيث كانوا يعتقدون أن الله هو سيد النهار والليل وتحت البلاط في الكنيسة هناك مدافن لأن في الماضي كانوا يدفنون الكهنة في الكنيسة.

جرجس خليفة ما هي قصة دب إهمج؟
قصة دب إهمج تعود إلى عهد الإمارة الشهابية، أيام الأمير يوسف الشهابي. ففي عيد مار يوسف 19 آذار كل قرية كانت تقدّم عرضاً لتعايد الأمير به، فكانت بعض القرى تستعمل الدب وكانوا يرقصونه، والبعض يعلمونه كيف يلعب بالسيف، وكان دب إهمج مميزاً لأنه كان يقرأ.


كيف كان يقرأ؟
كان هناك كتاب قديم اسمه السنكسار الذي يخبر حياة القديسين وأوراقه كانت خشنة وبين الصفحة والأخرى كانوا يضعون حبوب الزبيب فيعلمون الدب أن يقلب الصفحة ويأكل الزبيب وأن يصدر صوتاً. فيأتي الأمير ويسألهم ماذا يفعل الدبّ. فيجيبونه أن الدب يقرأ لكن الأمير يردف أنه لا يفهم منه شيئاً مما يقوله الدبّ. فيردّون عليه أن الدب يقرأ اللغة السريانية لذلك هو لا تفهم. منذ ذلك الحين صار دب إهمج لا يرقص بل يقرأ.