للمرة الأولى في لبنان والشرق الأوسط سيتمكن عشاق أفلام الرعب والفانتازيا والخيال العلمي من الاستمتاع بمشاهدة باقة من الأفلام الأجنبية الطويلة والأخرى العربية القصيرة على مدى 4 أيام متتالية، بالإضافة إلى عدد من ورش العمل والندوات وغيرها، وذلك ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان "مسكون".

وكانت شركة "أبوط" للإنتاج قد عقدت مؤتمراً صحفياً أمس في سينما "متروبوليس أمبير صوفيل" في الأشرفية وأعلنت خلاله عن إطلاقها الدورة الأولى من مهرجان "مسكون" لأفلام الرعب والفانتازيا والإثارة والحركة والخيال العلمي والتي ستنطلق في 14 أيلول المقبل وتستمر حتى 18 من الشهر نفسه، وذلك بالتعاون مع جمعية متروبوليس والأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة جامعة البلمند ALBA)). وسيفتتح المهرجان بعرض لفيلمSwiss Army Man وهو من بطولة دانيال رادكليف وبول دانو، وإشراف دان كوان ودانيال شينرت، في حين سيعرض فيلم Baskin للمخرج التركي كان افرينول، Blind Sun للمخرجة اليونانية اللبنانية الأصل جويس نشواتي، Under the Shadow للمخرج الإيراني باباك انفاري، Evolution للمخرجة الفرنسية لوسيل هادزي هاليلوفيتش، الوثائقي Creature Designers The Frankenstein Complex للمخرجين الفرنسيين ألكسندر بونسيه وجيل بونسيه، Raman Raghav 2.0 للمخرج الهندي أنوراغ كاشياب، وHalloween (١٩٧٨) للمخرج جون كاربنتر. أما الختام فسيتم في Station Beirut في سن الفيل حيث ستعرض مجموعة من أفلام الرعب والخيال العلمي والفانتازيا القصيرة لطلاب ومخرجين من العالم العربي، ومن ثم Cine-Concert وهو عرض لستة أفلام قصيرة صامتة للمخرج الإسباني سيغوندو دي شومون، ترافقه موسيقى فرقة The Bunny Tylers المؤلفة من الثنائي شربل الهبر وفادي طبال.

وسيتضمّن المهرجان أيضاً عرضاً لأربعة أفلام قصيرة لمخرجين لبنانيين هي "أنقاض" لروي عريضة، "عودة ليلى من الذئب" لرجا طويل، Baisers Nocturnes للمخرجة اللبنانية ملك مروة و"3:30" لحسين ابراهيم، ناهيكم عن I للمخرج القطري علي الانصاري، وNation Estate للمخرجة الفلسطينية لاريسا سنسور. وإلى جانب ذلك ستقام ورشتا عمل، إحداهما لخبير المؤثرات الخاصة والقوالب الاصطناعية دان فراي، والثانية لخبير المؤثرات البصرية شادي أبو. في حين سيستضيف المهرجان مخرج فيلم Baskin كان ايفرينول الذي كتب وأنتج وأخرج أفلام رعب عديدة ونال الجوائز المختلفة في هذا المجال، وكذلك الناقد السينمائي المصري جوزف فهيم، وهو عضو في أسبوع برلين للنقاد، والتشيكي كاريل اوخ (المدير الفني لمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي)، بالإضافة إلى افريم ايرسوي، المخرج والسيناريست والخبير في برمجة مهرجانات أفلام الفانتازيا ومنها.Fantastic Fest Austin وستقام في سينما "متروبوليس أمبير صوفيل" أيضاً أجنحة عرض لمتاجر متخصصة في بيع الأغراض المستوحاة من أجواء هذه الأفلام، فيما سيتولى رسامون لبنانيون عرض أعمالهم ورسم غيرها ولكن من ضمن الأجواء نفسها.

وعلى هامش المؤتمر، إلتقى "الفن" مديرة المهرجان ميريام ساسين التي أخبرتنا أن الفكرة انطلقت منذ عامين، وقد باشر فريق العمل التحضير للمهرجان بغية الوصول إلى تحقيق المعادلة التي ترضي الأطراف كافة، سواء جمهور هذا النوع من الأفلام، أو كتّابه وحتى مخرجيه. وأشارت ساسين إلى أن المسؤولية ستكون ثقيلة ولا تخلو من الأعباء لكنهم لم ولن يألوا جهداً في سبيل تنفيذ هذه الفكرة وجعلها واقعاً، وتمنّت أن يكون الإقبال الجماهيري جيداً كما تقول التوقعات بخاصة أن عشاق هذه الأفلام كثر في لبنان. أما بالنسبة إلى استقدام الخبراء الأجانب لتزويد المخرجين اللبنانيين والطلاب بنبذة من خبراتهم، فقالت ساسين: "وجدنا صعوبة في البداية، بخاصة وأن البعض منهم تخوّف من المجيء إلى لبنان بسبب الظروف الأمنية من جهة، وكونها الدورة الأولى من المهرجان من جهة ثانية لكن إسم شركة "أبوط"، التي باتت لديها خبرة كبيرة في هذا المجال، وجامعة ALBA ساهما في بث الثقة لديهم وساعدانا في إقناعهم بالمشاركة". وعن إمكانية إجراء مسابقة تتنافس فيها الأفلام على غرار ما يحدث في المهرجانات العالمية، قالت ساسين: "من الممكن إجراؤها خلال السنوات المقبلة إذا ما وجدنا عدداً كافياً من الأفلام لتدخل حيّز المنافسة، بخاصة أن ثمة مخرجين كثر يودون تقديم هذا النوع من الأعمال".

وكذلك التقينا المدير الفني للمهرجان أنطوان واكد الذي أعاد سبب اقتصار مشاركة اللبنانيين على الأفلام القصيرة كون منطقتنا اعتادت على استخدام الدراما في الأعمال الفنية أكثر من غيرها من الأنواع، حتى الكوميدية منها، "لأن الظروف المحيطة بنا توحي بالدراما أكثر فيلجأ إليها المخرجون للتعبير عن مشاعرهم وأنفسهم إلا أن هذه الظروف نفسها من الممكن استغلالها لتقديم أفلام الرعب والفانتازيا فأفضل هذه الأفلام خرج إلى الجمهور في سبعينيات القرن الماضي بعد أحداث فيتنام. هذه الأفلام بإمكانها، وبأسلوب مبطّن، طرح القضايا الكبيرة، الجديّة والحساسة، ونتمنى أن يعتمد العالم العربي أسلوب تقديم هذا النوع من الأعمال التي تعتبر ناجحة تجارياً كونها مطلوبة وبقوة ولا تقتصر أهميتها على تسلية الجمهور بل من الممكن تضمينها رسائل إجتماعية هامة". وعما إذا كانت تكاليف الإنتاج الباهظة هي السبب وراء ندرة قيام المخرجين العرب بتقديم أفلام طويلة من هذا النوع، نفى واكد الأمر وأكد أنه "على العكس مما يعتقده البعض فإن تكاليف هذا النوع من الأعمال لا تعتبر باهظة بل مربحة من الناحية التجارية كونه يتمّ ضمن فرق محددة ويتمّ التصوير في مكان واحد دون الحاجة إلى استخدام مواقع مختلفة".