في تغطية خاصة لموقع "الفن" لبرنامج "نجوم وأسرار" الذي يعده ويقدمه مدير التحرير الإعلامي جوزيف بو جابر عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5، حلت الفنانة ألين لحود ضيفة على البرنامج.


تحدثت ألين عن طفولتها قائلة "أنا محظوظة لأن طفولتي كانت سعيدة، والدي ووالدتي غمراني بلطفهما وأوصلا إليّ كل رسالة بوقتها، وعاطفتهما، وبروح جميلة جداً، وتربيت بعدة مناطق، بين الحازمية وعمشيت والأشرفية وحبالين، وهذه المناطق هي الأقرب إلى قلبي لأنها تذكرني بالعديد من المراحل في حياتي، وما زالت إلى اليوم تؤدي دوراً مهماً في حياتي".

وعما إذا كانت تتصرف اليوم كطفلة، قالت "أكيد لم أعد أتصرف كطفلة، وأنا أتذكر عندما كنت في سن الثامن عشرة شعرت حينها بما يعني أن تكون فوق السن، وأن تمتلك الحرية بقراراتك، وأهلي جعلوني أعيش كل مرحلة من مراحل حياتي، إَضافة إلى أنهم وضعوني ضمن الحدود، وبدأت بمرحلة النضوج وتمكنت من أخذ حرياتي كاملة ، وبقوا مرافقين لي".
وبعد سؤالها، "هل كنت متطلبة جداً؟"، قالت "أبداً على عكس ما يفكر به الناس بأن الطفل الوحيد "مغنج" جداً"، ولم يربياني كأنني طفلة، فكنت قنوعة وأكتفي بالذي أملكه، وكنت أعرف قيمة كل الأمور التي لديّ، حتى ربياني أن أعرف قيمة الأشياء التي أملكها وقيمة الحرمان، ووالدي كان صارماً جداً، فوقت اللعب للعب، ووقت الدراسة للدراسة ووقت النوم للنوم، ولم يكن هناك مزاح بخاصة في هذا الموضوع، وأمي كذلك رغم عاطفتها الكبيرة، وهذا الأمر تعلمته في الحياة عندما بدأت العمل بعمر الـ 16 عندما قال لي والدي لا ينقصك شيء، "روحي وطلعي مصروفك وإتكلي على نفسك"، عندها بدأت أعطي دروساً خصوصية للأطفال، وكنت أبيع كتباً أيضاً".

وعن الألعاب الطفولية التي ما زالت تحتفظ بها، قالت "ما زلت أمتلك البعض، لأن والدتي كانت دائماً تقول إن هناك أشخاصاً محتاجون فتعطيهم الألعاب، ولكنني كنت متعلقة بالـ Barbie وكانت لدي Collection كاملة، وكنت أملك فوق 52 قطعة، ناهيك عن البيوت وغيرها من الأمور المتعلقة بها، ودائماً ما كنت أجد والدتي تعطي المحتاجين من ألعابي ، وعندها حصل معي "كريزا".
أما بالنسبة للذكرى المعنوية التي ما زالت تحتفظ بها، فقالت ألين "الفكر الخلاق الذي كنت أملكه وهو نعمة من الله، طبقته بمهنتي، فكنت دائماً ما أختلق حالة معينة ومواقف أيضاً، وكنت أخلق لكل لعبة لي موقفاً خاصاً، وكنت أفكر من أين تأتي هذه الأفكار، فلكل Barbie كان هناك زوج ومنزل خاص وطريقة بالجلوس، وهذا الأمر لا أنساه أبداً، وكانت والدتي تنظر إليّ من خلف الباب، وكنت أجعلهم يتكلمون مع بعضهم البعض".
وبالعودة إلى أيام الدراسة، قالت ألين "لم أكن متفوقة جداً إلى حين وصلت إلى الصف الثاني ثانوي لأنني إخترت الفرع الأدبي، بخاصة أنني كنت Null بمادة الرياضيات، وفي المواد العلمية كنت أحب مادة الـBiology كثيراً وكنت أحب أن أدرس الطب، إلا أنك بحاجة للتفوق في كافة المواد العلمية وكانت الرياضيات هي العقبة الوحيدة، فدرست الفلسفة".


هذا وأكدت ألين أنها إنسانة واضحة في الحياة "لا أحب أن أتفلسف في الحياة، ودائماً ما أقول ما أريده بصراحة، فلا أعقد الأمور أبداً، حتى لو تقبله الآخر أو لا، وأنا شخص صريح ولا أحب المجاملة، بعض الأشخاص يطلبون مني أن أكون دبلوماسية إلا أن هناك بعض الأمور التي لا يمكن إلا أن تقولها بكل شفافية ووضوح ولا تتحمل الدبلوماسية حتى".
وعما إذا كانت صراحتها قد أخسرتها العديد من الأصدقاء، قالت "أخسرتني إلا أنني كسبت نفسي، أخسرتني الأشخاص الذين يمسحون الجوخ، والأشخاص يلي "ببيضوا طناجر"، والأشخاص الذين يرتدون الأقنعة، جعلتني أخسر الأشخاص الذين لا يشبهونني، وجعلهم لا يطرقون بابي حتى لا يسمعوا الأمور كما هي".
وأشارت ألين إلى أنها تستمع إلى الأشخاص في حال تم توجيه نصيحة لها، قائلة "أنا أقبل بهذا الأمر، صحيح أن الطبيعة البشرية لا تتقبل كل الأمور، وأنا أقصد بالصراحة، أن أعطي رأيي، ولا أقصد التجريح أبداً، وأنا أفضل أن يكون الإنسان صريحاً معي، من دون أن يجرحني، وفي حال فعل العكس فأنا قادرة أن أدافع عن نفسي".
وبالعودة إلى مرحلة المراهقة، قالت ألين "كانت مراهقتي في التركيز على الرياضة، وكنت أشارك في البطولات الخاصة بالمدرسة وكنت بطلة، وعندما كانوا يفقدونني كانوا يجدونني في الملعب أو في مكان التدريب على عكس صديقاتي في تلك المرحلة اللواتي كن يلبسن الكعب العالي ، أما أنا فكنت دائماً ألبس ملابس رياضية، ولم أعذب أهلي في مرحلة المراهقة، حتى أنني لم أكن أتردد على السهرات كثيراً".


وعن تجاربها العاطفية قالت ألين "أول حب في حياتي كان ضمن المدرسة في سن الحادية عشرة، وكنت أحلم كثيراً وكان حبيبي في الصف المجاور لي، وكان يكتب لي ورقة ويضعها في طبقتي، وعندما أعود من الفرصة أقرأها، وأبدأ بالأحلام، حتى أنه بعث لي برسالة عند وفاة والدتي لأنه خارج لبنان، والحب الثاني كان بعمر 14 عاماً وكنت أيضاً لا أزال في المدرسة، وهو كان بعمر 21 عاماً وكنت ألتقيه في النادي، وهو الآن متزوج ولديه أولاد وما زالنا صديقين ونلتقي، وكان حباً كبيراً بالنسبة لي، بخاصة أنه أكبر مني، وإستمرّ هذا الحب لمدة سنتين".

وتابعت ألين "في تجربتي العاطفية الثالثة كنت أيضاً لا أزال في المدرسة، وتعرفنا على بعضنا البعض في عمشيت، حيث كنت أقضي إجازتي الصيفية، وهو كان يعمل في مطعم، وتعرفت إليه هناك، هذا كان حب الصيف، وحينها زاد وزني، ورفضت أن أعود إلى بيروت".
ولفتت ألين إلى أن إحدى تجاربها العاطفية وصلت إلى الخطوبة، وقالت "هذه التجربة كانت عميقة جداً، وحينها كان إسمي بدأ ينعرف، وكانت أولوياتي لمهنتي وليس لحياتي الشخصية، وفي تلك الفترة إنشغلت ولم أكن حاضرة كما هو يريد، ولم أكن أريد أن أظلمه معي، وعملي وقته متقلب، وهو تفهم الأمر، وأنا اليوم في عطلة قضائية من الحب".

وعن عملها الجديد الذي كتبه ولحنه عمها الفنان روميو لحود، قالت "تأجلت هذه الأغنية لأنه يجب أن يتم دعمها وهذا الأمر يحتاج إلى Budget معين، إضافة إلى أنني سافرت إلى أميركا وبقيت هناك حوالى الشهر تقريباً حيث أحييت مجموعة حفلات في كاليفورنيا".
وقالت ألين :"في لبنان معظم الإذاعات تتقاضى المال لبث الأغنيات الجديدة أما في الخارج فينتظرون الفنان لإعطائهم أغنيات ليبثوها من دون مقابل ، وهناك العديد من الإذاعات الفرنسية طلبت أغنياتي وقمت بإعطائها إياها، وما زالت تبثها حتى اليوم".

وبعد سؤالها "لماذا ليس لديك شركة إنتاج إن كان في لبنان أو خارجه، بخاصة أنك شاركت في The Voice فرنسا؟" قالت ألين "هناك العديد من العروض التي تقدمت لي ولكن لم يكن هناك متابعة، وأنا لست من النوع الذي يدق الأبواب".
وأضافت "بالنسبة لشركات الإنتاج العربية، فأظن أن إسمي قد وصل إلى الجميع، وفي العديد من الأماكن ألتقي بالعديد من الأشخاص القائمين على شركات إنتاج، ولكنهم لم يتوجهوا إليّ".
وتابعت "ليس من الصعب أن تتواصل مع هؤلاء الأشخاص بخاصة أنني صديقة معظمهم على مواقع التواصل الإجتماعي، لكن يبقى أن نعرف عما يبحث مدير الإنتاج، فهل هو يبحث عن صوت جميل أو عن جودة، أم عن أي شيء آخر".

وعن عدم عرض مسلسل "شريعة الغاب" الذي كتبته مع مالك الرحباني وأخرجه منصور الرحباني، ويضم عدداً من الممثلين اللبنانيين منهم جورج شلهوب وختام اللحام وباسم مغنية وميشال أبو سليمان وعلي سعد، قالت ألين "لم يتم بيع المسلسل حتى يتم عرضه، وهو من إنتاج شركة Arrows Productions والمسؤول عنها هو الأستاذ ماثيو عقاد الذي يتواجد في كندا، وهو المسؤول المباشر عن هذا المسلسل، ودائماً ما يسألنا الناس عن هذا المسلسل، وللأسف منذ سنتين إنتهينا من تصوير المسلسل وللأسف لم يتم حتى اليوم عرضه رغم أنه يحاكي كل الظواهر، من الإرهاب إلى المخدرات والدولة ضمن الدولة، وكل هذه الأمور التي نعيشها، المجتمع المخملي، والعصابات التي نشأت بسببه، ونحن ننقلها بالصورة وبروح جديدة، حتى ضيوف المسلسل كانوا نجوماً، ولم نقبل بأن نستعين بكومبارس".

وعن النص الجديد الذي تكتبه حالياً قالت ألين "خطر في بالي فكرة مسلسل وفيلمين، فقررت البدء بالمسلسل، وعندما وصلت للحلقة السابعة توقفت رغم أن الفكرة "راكبة" قلت أؤجل المسلسل، وأنا متمسكة بفكرته، والفيلم الذي أكتبه هو فيلم "مجنون" وعندما كنت في أميركا برفقة منتجة تعزّ عليّ قالت لي "إن الفيلم بحاجة إلى Budget مرتفع" فوضعته جانباً إلى حين وجود الإنتاج".

وأضافت "الآن أقوم بكتابة فيلم سهل وبسيط وليس بحاجة إلى تكلفة إنتاج عالية ، والأفكار التي يتضمنها تصل بسرعة إلى الجمهور ، وأجمل ما في الأفلام اليوم أنها تمكننا من التعبير عما بداخلنا ، إضافة إلى أنه لا يكون "حكراً" على أحد أو أي شركات إنتاج على عكس المسلسلات التي تجبرك على طلب عرضها من المؤسسات الإعلامية".


وعن نجاح مسرحية "بنت الجبل"، قالت ألين "نجاحي في بنت الجبل أظهر قدرتي على التمثيل والغناء في آن ، وجاءتني العديد من الشهادات من أسماء كبيرة في هذا العمل ، وهذا ما أعطاني حقي وزيادة، وكلهم أشخاص خبراء بالموسيقى والفن ، إضافة إلى أنني أشكر الصحافة على وقوفها إلى جانبي، وهذا العمل أبرزني وأظهر جزءاً من طاقاتي".

وفي الفقرة الأخيرة "عطيني سرك" أكدت ألين أن أسرارها مع شخصين، هما والدتها الفنانة الراحلة سلوى القطريب وصديقتها منذ أيام الطفولة سيرينا رحمة، وقالت "سلوى رحلت، وبقيت لي سيرينا، وهي إنسانة تعرفني جيداً، حتى من دون أن أتحدث هي شقيقتي التي لم تلدها والدتي، وهناك بعض الأسرار التي كانت مع سلوى وأعطيت جزءاً منها لأشخاص موضع ثقة".
وتابعت "لا يمكنني أن ألغي دور والدي، فهو صديقي وهو إنسان منفتح على الحياة، ورفاقي يحسدوني عليه، ونحن صديقان ونتناقش في كل الأمور".

هذا وأشارت ألين إلى أنها تحبس دموعها دائماً، وقالت "أنا شخص يحبس الكثير من الدموع، ولكن إذا بكيت أبكي عن كل الأمور التي أزعجتني وعن كل التراكمات، وأنا أفضّل أن أبكي وحدي، ولا مشكلة لديّ أن أبكي إلى جانب شخص قريب جداً مني ، وهذه الدموع تأتي بحسب الظروف مثل الوفاة والهجرة..".
وكشفت ألين أن فكرة الهجرة واردة، وقالت "أفكر في الهجرة إلى أميركا، وأتمنى لو أن والدتي بقيت خارجاً لأنها لم تأخذ حقها في لبنان من قبل الفن والدولة والعديد من الجهات الأخرى، ووالدي كان إلى جانبها لغاية اللحظات الأخيرة، وإذا لم يقدرك بلدك اليوم إلا بعد أن تتوفى، فما نفع هذا الوسام على الحائط؟".


وقالت ألين "أنا كبرت 20 عاماً بعد وفاة والدتي، هي كانت الحصن المنيع بالنسبة لي، وأنا اليوم عرفت ما سبب خوف سلوى عليّ كل تلك المدة، كانت تقول لي سيأتي يوم وتعرفين كل الأمور التي أحميك منها، وفي بعض الأحيان أنظر إلى السماء وأقول لسلوى "كم كنت محقة ويا ليت ذلك اليوم لم يأتِ ولم أكتشف هؤلاء الأشخاص الكذابين ولم أرَ هذه الأمور".
وعن أهم درس تعلمته، قالت "الثقة، لأنه للحظات الأخيرة هناك أشخاص دائماً ما تحاول أن ترفعهم وهم مصرون على النزول ويريدون أن يجعلوك تغرق".
وأشارت ألين إلى أن العديد من الأشخاص غدروا بها، وقالت "لا أريد أن أتذكرهم حتى، ولكن أريد أن أقول لهم إن الحياة "سُلم" لا يصعده الإنسان فقط، فأحياناً ينزل من عليه".
وفي كلمة لوالدها المنتج ناهي لحود ، قالت ألين "هو مكتبة متنقلة والثقافة التي أملكها اليوم هي بفضله".
وفي كلمة لعمها الفنان روميو لحود قالت "هو العبقري الكبير وأستاذنا جميعاً، والله يطول بعمره".
وفي كلمة لوالدتها الراحلة الفنانة سلوى القطريب قالت ألين "بكير تركتيني".
وبعد سؤالها "متى تشعرين بأن الدنيا إنتهت؟" قالت "عندما يخالف الإنسان الطبيعة، ويأخذ دور ربنا، ومن هنا أكتشف أن الدنيا بدأت تنتهي".

"نجوم وأسرار" يُذاع السبت الساعة التاسعة مساء، ويُعاد بثه الثلاثاء الساعة العاشرة مساء، إخراج علي أمين.

للإستماع إلى المقابلة كاملة إضغطهنا.