رحل نور الشريف وظل وميض أعماله يطل على الجمهور ويرسم البسمة على وجوههم وراسخ في عقولهم من خلال مقتطفات سريعة في حياة الممثل الكبير نور الشريف نقف عند أبرز المحطات والشخصيات التي قدمها وأثرت في جمهوره ومحفورة في ذاكرتهم حتى بعد رحيله.

ولد نور الشريف أو محمد جابر محمد عبدالله عام 1946 في مركز مغافة بقرية طنبدي بالمنيا. بدأ مشواره الفني وهو في سن صغيرة حيث انضم في المرحلة الثانوية لفريق التمثيل بالمدرسة. وهنا ظهرت موهبته واكتملت بالدراسة حين حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967 بتقدير "امتياز"، وكان الأول على دفعته.

وكان الممثل الكبير الراحل سعد أردش أحد أسباب دخول نور الى عالم الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص حيث قدمه من خلال مسرحية "الشوارع الخلفية" التي تعد أول خطوة في مشواره الفني والباب الذي دخل منه نور الى عالم الفن ، وعلى خطوات سعد أردش تبعه المخرج كمال عيد ليعيد تقديم نور مرة أخرى الى عالم المسرح من خلال مسرحية "روميو وجولييت" ، وأثناء بروفات العرض يقوم الحظ بمساندة نور فيتعرف إلى عادل إمام الذي يقدمه للمخرج حسين الإمام ليعجب بموهبته ويعطيه أول أدوار أفلامه من خلال فيلم "قصر الشوق" ليكون الفيلم أولى خطواته في السينما وأولى خطوات نحاجه ، وتتوالى الخطوات وتتبعها الأعمال والجوائز حتى يبدع الراحل في تقديم أدوار عظيمة متنوعة من خلال السينما والمسرح والدراما.

أدواره تظل محفورة في ذاكرة عشاقه ومن أعماله في تاريخ السينما "حبيبي دائما" و"ضربة شمس" و"دائرة الانتقام" ، أما في الدراما فقد أبدع في تقديم "عائلة الحاج متولي" و"لن أعيش في جلباب ابي" و"الدالي" وغيرها من أعمال الدراما والمسرح والفن التي تشهد على موهبة نور الشريف ، أما حياته الشخصية فهي لم تبعد كثيراً عن حياته الفنية حيث تزوج نور من الممثلة بوسي التي شاركته في كثير من أعماله الفنية وأنجب منها ابنتين هما مي وسارة لتتوارث ابنته مي موهبة الأب والأم وتدخل الى عالم التمثيل. ومن عمل الى عمل ومن نجاح الى نجاح حتى يتغلب المرض على الموهبة وتحل النهاية وينطفئ نور الإبداع و تصعد روح الفنان الى الرفيق الاعلى في يوم 11 اغسطس 2015 .

في الذكرى الاولى لوفاته حرصنا على أن نأخذ كلمات مؤثرة ورسالة من أقرب المقربين لنور الشريف سواء من الوسط أو من أسرته وفي البداية قالت مي نور الشريف بالرغم من سفرها هذه الفترة خارج البلد "لا أستطيع أن أمتلك احساسي بأنه بعيد عني هو ما زال بداخلي ومن الصعب أن انساه حتى آخر يوم في عمري فـ نور الشريف لم يكن مجرد أب.. بل كان بالنسبة لي صديقاً وكل شيء وكان أحن انسان علي بالإضافة الى أنه فنان علامة من علامات السينما المصرية وتارك بصماته في كل عمل قدمه و كان الفن بالنسبه له رسالة لها أهميتها واحترامها وحشتني يا بابا."

وقال الممثل حسن الرداد "كان لي الشرف بأن أكون تلميذاً من تلاميذ الممثل الراحل نور الشريف فقد تعلمت منه الكثير على المستوي الفني والإنساني ، فهو مؤسسة فنية شاملة من الصعب أن نجد موهبة بنفس ثقل موهبته الفنية فقد تعملت منه أن اكون قوياً وأختار أعمالي بدقة شديدة كما علمني أن أرفض أي عمل حين أشعر بأنه لا يناسبني. نور الشريف كان مثلي الأعلى والحلم الذي أسعى اليه كي أصبح مثله وفي مكانته الفنية فقد فقدت أباً بالنسبة لي فهو ليس مجرد فنان عملت معه ، فكنت أستمتع بالجلوس معه والإستماع إلى نصائحه الكثيرة التي كانت سبباً في تكوين شخصيتي سواء في أعمالي الفنية التي أقدمها أو حياتي الشخصية.

وقال المخرج أمير رمسيس "إنني أفتقده على المستوى الشخصي جداً فهو كان دائماً موجوداً بنصائحه واهتمامه فقد كان فناناً يحترم المخرج ويحترم رؤية الآخر ومتواضعاً في معاملته وكان شخصية مؤثرة في حياة كل من تعامل ، فيلم "بتوقيت القاهرة" كان آخر لقاء يجمعني بنور الشريف وكانت تجربة أكثر من رائعة ، فهو كان رائعاً على المستويات كلها ، فقد كان يحترم رؤية المخرج وفكره ، وكان ظاهرة من الصعب أن تتكرر ، لكنني أتمنى أن يأتي من يكمل خطواته الفنية والثقافية والإبداعية.

أما الممثلة نرمين ماهر فقالت "نور الشريف كان أباً بالنسبة لي وإني أفتقده كثيراً ، فقد تعملت منه الكثير ، كان فناناً يحب مساعدة الآخرين وتعلمت منه احترام المواعيد والإلتزام والتفكير في كل كبيرة وصغيرة . هو الذي إختارني للدور في مسلسل "عرفه البحر" ، وكان شرفاً كبيراً بالنسبة لي أن أتعاون معه".

أسرة الفن تتقدم من أسرة الممثل الراحل نور الشريف بالتعزية والمواساة على رحيل فقيدها ، وما زال نور بيننا بأعماله التي لا تزال خالدة .