عادت الممثلة السورية روعة ياسين لتأدية الأدوار الجريئة من خلال مشاركتها في الموسم الرمضاني السابق بشخصية "حسنا" في مسلسل "بلا غمد"، ورأت أنه دور مختلف عن الأدوار الجريئة التي قدمتها سابقاً ووصفته بأنه "صعب".

شاركت هذا العام أيضاً في مسلسل "الطواريد"، و"أحمد بن حنبل" الذي لم يعرض بعد، لكنها تؤكد أن هناك أعمالاً أخرى عرضت عليها لكنها لم تشارك بها كونها ملتزمة بمسلسل "الطواريد" الذي تم تصويره في دولة الإمارات العربية المتحدة وأغلب وقتها قضته هناك، ولم تستطع وقتها التنسيق بينه وبين أعمال أخرى.

روعة ياسين حلت ضيفة على موقع "الفن" وكان هذا الحوار .

"الطواريد" ينتمي للبيئة البدوية، هل هذا الدور الذي تطمحين لتأديته خصوصاً أنك ملكة جمال البادية عام 1999؟

منذ أن نلت لقبي في العام المذكور ودخولي مجال الدراما وأنا أرغب بتأدية دور في مسلسل بدوي، وعبّرت أكثر من مرة أنني أرى نفسي في مثل هكذا أعمال.

قد لا يكون الدور مثلما أرغبه، لكنني أديته بشكل جيد، وأعتبره خطوة جيدة في هذا الطريق، فأنا يناسبني تجسيد شخصية بدوية كون شكلي الخارجي يساعدني في ذلك، وأحب اللهجة البدوية أيضاً.

ماذا عن دورك في مسلسل "الإمام أحمد بن حنبل"؟

العمل من تأليف محمد اليساري وإخراج عبد الباري أبو الخير، وأجسد فيه دور "حُسن"، وهي آخر زوجات الإمام، وهي زوجة صالحة رافقت مشوار زوجها العلمي والديني حتى لحظات حياته الأخيرة وكان لها تأثير كبير، ولأن العمل لم يعرض بعد لا أستطيع البوح عن الدور بأكثر من ذلك.

في مسلسل "بلا غمد" قدمتِ شخصية "حسنا"، هل تشبه "نجمة" في "تخت شرقي"؟

هذه الملاحظة جيدة، لكن إذا قدّم الممثل دورين متشابهين فهو قادر على أن يخلق تنوعاً بينهما، فدور "حسنا" قد يشبه دور "نجمة" من حيث الشكل، لكن هناك إختلافاً كبيراً في المضمون، كما أن القصة والبيئة التي يحاكيها "بلا غمد" مختلفة تماماً عن "تخت شرقي".

بالنسبة لي كممثلة أرغب بتقديم أدوار مختلفة لكن العتب هنا لا يقع عليّ، فلستُ من يقرأ النص وأقول إن روعة مناسبة لهذا الدور أو ذاك، أنا أقرأ النص ولديّ صلاحية القبول أو الرفض فقط، ولربما لو قلتُ للمخرج فهد ميري إنني أريد هذا الدور أو ذاك يمكننا أن نتناقش بالأمر، لكن ما حصل أنني وافقت على دور "حسنا" لإعتقادي وتقديري بأنني قدمته بطريقة مختلفة عن أدوار سابقة.

ما هو الاختلاف الذي قدمته؟

هذا ثالث عمل لي مع المخرج فهد ميري، وفي العملين السابقين كان هناك دوران مختلفان تماماً، منهما دور "صحفية".

بالنسبة لـ"حسنا" فهو دور صعب، وفيه شق إنساني ولديها ظرف في حياتها دفعها لأن تكون "فتاة ليل"، وكذلك الظروف المحيطة بها غير مريحة نهائياً، و"حسنا" التي قد يكون مظهرها الاجتماعي غير مريح ولا سوي ولا لائق أو مشرّف لكنها كانت أفضل من شخوص العمل الباقية التي تقتل وتسفك الدماء بإسم الدين وتشوه صورة الدين. وتجلى الجانب الإنساني لديها وصراعها الداخلي فيما تحب أن تكون وفيما هي عليه، من خلال سعيها لتكون أمّاً صالحة وليست فتاة ليل، وذلك من خلال تربيتها لأختها التي تدرس القضاء. "حسنا" شخصية مركبة وظروف حياتها وبيئتها دفعتها لأن تكون ما هي عليه، لكنها كانت متمسكة بتربية أختها لإخراجها من الجو الذي تعيشه هي.

حدثينا عن ظروف العمل وتأديته؟

الدور مركب، وبالنسبة للشخصيات العادية من السهل إظهار مشاعر الفرح والحزن والبكاء بشكل مقبول وغير مستفز بطريقة يتقبلها المشاهد ويتفاعل معها ويصدق ما تقوله هذه الشخصيات. لكن في دور "حسنا" من الصعب إظهار هذه المشاعر وجعل المشاهد يتقبلها والتعاطف معها، وهذا ما نجحت به، فنحن نفهم أدوار الإغراء من خلال الضحك بصوت عالٍ ومن خلال لباس معين وغير ذلك، لكن هنا كان الأمر مختلفاً، ورغم مساحة الحرية والارتجال التي سمح بها المخرج إلا أننا سوياً كنا حريصين على العمل بشكل صحيح من دون ابتذال ، والحفاظ على الإيقاع العام للشخصية كان مضبوطاً بشكل جيد.

ثلاثة أدوار فقط كانت حصتك هذا العام، هل أنتِ راضية عما قدمته؟

لا أستطيع القول إنني راضية تماماً، ولكني حاولت أن أكون مختلفة، وقبلتُ بأحسن الموجود من الأدوار التي عرضت عليّ.

هل يعني أنك شاركتِ لأجل المشاركة والظهور على الشاشة فقط؟

لا نهائياً، فأنا لم أتبع ولا أتبع هذه الطريقة نهائياً، فشاركت في ثلاثة أعمال من أصل سبعة عرضت عليّ، ولو كنت أحب الظهور لكنت شاركت بخمسة أو ستة أو لربما بسبعة أعمال، لكني شاركت بالأعمال التي شعرت بأن فيها شيئاً مختلفاً عما قدمته سابقاً، ولا يهمني الظهور على الشاشة بقدر ما يهمني تقديم شيء مختلف.

يقال إن الدراما السورية تمر بأزمة، كيف ترين الموضوع؟

نقص فيها الكم، لكن بإعتقادي النوع مازال جيداً بوجود بعض الأعمال التي تطرح مواضيع هامة. يجب علينا جميعاً كفنانين أن نتعاون لكي تبقى الدراما السورية رائدة، كل فنان حسب قدرته وكل شركة إنتاج حسب إمكانياتها.

هل عكست الدراما السورية الواقع السوري وهموم المواطن الحياتية؟

عالجت الدراما السورية العديد من المواضيع التي تمس الشارع السوري وهمومه، لكنها بحاجة أيضاً للمزيد لتزويد الشارع وتثقيفه وتثقيفنا، لتلامس جميع الأوجاع والنقاط المهمة والحساسة، ولكي نستطيع من خلالها التقرب من بعضنا البعض بتقريب وجهات النظر.

هل بات لزاماً تنفيذ مسلسلات خارج سورية لكسر الحصار المفروض على الدراما السورية؟

ليس من حقي الجواب عن هذا السؤال، لكن بالنسبة لي فإن أي عمل يقدّم لصالح الدراما السورية والفنانين والفنيين السوريين فسأشارك فيه لكي يبقوا حاضرين في المكان الذي يليق بهم.

بعيداً عن الدراما، ما سر بقائك عزباء حتى الآن؟

بقائي عزباء حتى الآن يعود إلى تجارب حب فاشلة جداً وعدم لقائي برجل حقيقي يشدني، بل للأسف أشباه رجال ربما عدم وجودهم أفضل بكثير من بقائهم كعنصر أناني وكاذب، والنصيب لم يأتِ بعد.

لك حساب على الفيسبوك لكنك مقلة بكتاباتك لماذا؟

حسابي يتعرض دوماً للقرصنة والسرقة لتشويه وتحريف ما أنشره، لذلك باتت صفحتي للفن والدردشة مع الأصحاب ومشاركتي معهم بالأفراح والأتراح ، وأحياناً أنشر بعض الخواطر الشخصية البسيطة.