في تغطية خاصة لموقع "الفن" لبرنامج "نجوم وأسرار" الذي يعده ويقدمه مدير التحرير جوزيف بو جابر عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5 ، حلت الفنانة دينا حايك ضيفةً على البرنامج.

دينا تحدثت عن طفولتها قائلة "نشأت في بيروت في منطقة الدكوانة، وكنا 6 أولاد، لكن أحد أشقائي توفي ، فأصبحنا 3 بنات وشقيقين، طفولتي كانت جميلة ولم أكن شقية، ودائماً ما كان أخوتي إلى جانبي، والطفل في بدايته يعيش مرحلة البراءة، وكل الأمور التي تحدث حوله تترك فيه أثراً معيناً ويتأثر بها، وأنا متعلقة كثيراً بوالديّ، خصوصاً بوالدتي، فكنت في بعض الأحيان أدّعي المرض حتى أعود من المدرسة لرؤيتها، وكنت دائماً أرافقها أينما ذهبت، وكان لدي تعلق بضيعتي، بجدي وجدتي، لكنني لا أعرف إذا ما كانت هذه الأمور تعني للأطفال اليوم خصوصاً مع تطور التكنولوجيا".

وأضافت "لم يكن هناك ذكريات بشعة في طفولتي، إلا أن وفاة شقيقي كانت من أصعب الأمور التي مررنا بها".

وعن ذكرياتها مع جيرانها ، قالت دينا "علاقتنا مع الجيران كانت كعلاقة أهلية، وهذا الجميل في الجيران سابقاً، كانوا دائماً إلى جانب بعضهم البعض، أما اليوم فالناس إبتعدوا عن بعضهم، ولم يعد هناك هذه الجيرة، وهذه الأمور التي كنت أحبها، كما كنت مدللة من قبل الجيران".

وعما إذا كانت أحبت إبن الجيران، قالت "والدي كان صارماً، فكانت لحريتنا حدود، بالنهاية حب الطفولة هو حب البراءة".

وتحدثت دينا عن المدرسة، قائلة "كنت أكره مادتَي الفيزياء والكيمياء، ولا مرة فاتوا براسي، وهذه الساعات الدراسية لم أكن أحضرها ولم أكن أفهم منها شيئاً ، وأنا كنت أتعلم في مدرسة للراهبات، ولم يكن هناك تواصل بيني وبين المعلمة في هذه المادة فقررت ألا أتابع هذه الحصة، لكن كانت هناك علاقات جيدة مع العديد من الأساتذة، خصوصاً أستاذ اللغة العربية ومعلمة الرياضيات لأنها ساعدتني لأتمكن من فهم المادة، وأفضل ساعة دراسية بالنسبة لي كانت ساعة الموسيقى وكان الأستاذ يملك ستديو، لأنه في ذلك الوقت إختاروا عدداً من التلاميذ للغناء في مكان معين وعندها بدأت أحب هذا الموضوع، وأصبحت أتوجه إلى الستديو لأجرب صوتي، وأرى كيف يعمل ، وعندها بدأت موهبتي الفنية بالظهور".

وأضافت "الأساتذة في مدرستنا كانوا أكبر منا بسنوات عديدة، لكن شاباً جاء مرتين ليحل مكان معلمة اللغة الإنجليزية بسبب تغيبها، فأعجبني، ودائماً ما كنت أمازحه، وعذبته كثيراً، ولكنه لم يكترث لي لأنني كنت صغيرة جداً".

وتحدثت دينا عن تغيير إسمها من كوليت بو جرجس إلى دينا حايك، وقالت "إكتشفت صوتي في الكنيسة عندما كنت أرتل، وفي الحفلات كنت أصعد إلى المسرح وأغني، ثم سافرت وشقيقي داني فبدأوا بتشجيعي لأنني أمتلك صوتاً جميلاً، وأصبح شقيقي داني يرافقني دائماً ، إلى حين وصلت إلى أغنيتي "سحر الغرام"، عندها تم تغيير الإسم إلى دينا حايك".

وبعد سؤالها "كم أنت محظوظة لتصبحي نجمة منذ الأغنية الأولى؟"، قالت "نعم هذا الأمر صحيح، وأشعرني بالخوف وبكيت، وأنا إنسانة خجولة ، ولم أصدق نفسي لكني بقيت متواضعة، وخفت من المسؤولية، وفكرت في كيفية الحفاظ على النعمة التي أعطاني إياها ربي، والنجاح الذي حققته وكيف أستثمره بطريقة صحيحة، وأنا تعذبت كثيراً قبل سحر الغرام وكنت أعمل واغني بشكل يومي ، وكنت أتعلم مع أساتذة مثل رفيق حبيقة، فؤاد عواد، وغنيت كثيراً في الحفلات مع سلطان الطرب جورج وسوف الذي كان مدرسة بالنسبة لي ، فعندما وصلت إلى سحر الغرام أكرمني ربي".

وعن حفلها الأول الذي كانت نجمته، قالت دينا "هذا الحفل كان في قرطاج، وكان لدي ألبوم سحر الغرام وسينغل ليه "حنضيع" ، وكنت بالحفلة مع فضل شاكر، ولكن الناس حضروا لمشاهدتنا نحن الإثنين ، وعندما صعدت إلى المسرح لمست هذا الأمر، خصوصاً من خلال ترديد الجمهور لأغنياتي، ليس فقط "سحر الغرام" بل الألبوم كاملاً، فبكيت، وكنت فخورة بنفسي وبالناس الذين يتابعونني".

أما بالنسبة للمبلغ الذي تقاضته عن هذا الحفل ، فقالت دينا "تقاضيت حوالى 25000 دولار أميركي ، والأموال لا تعني لي أبداً ، لكن في بدايتي كنت أتقاضى 100 دولار وأحياناً 150 دولار حين كنت أغني بشكل يومي وكان ذلك في العام 1999 ، وكان حينها مبلغاً جيداً".

وتحدثت دينا عن موقف محرج تعرضت له، قالت "كنت حينها أغني في مهرجان صلالة ، وعند إنتهائي من الغناء أصبح كل الحضور يهتف بإسمي، ومن كثرة حماسي سقطت من درجة إلى أخرى، وبدأت بالبكاء، ومن شدة خجلي لم ألتفت إلى قدمي التي كان ينزف منها الدم ، هذا كان من أكثر المواقف إحراجاً في حياتي".

وعن أغنيتها الجديدة التي ستطرحها قريباً ، قالت دينا "الأغنية لبنانية من كلمات ميشال جحا وألحان جوزيف جحا الذي أعتبر إحساسه أكثر من رائع، وهذه ثالث أغنية آخذها منه، وأنا أتعامل منذ عشر سنوات مع شركة LifeStylez Studios للإنتاج، وقدمنا معاً "القمر بذاته"، "أبو الزلف" ، "بحبك ما بنسى غرامك"...وهذه الشركة هي منزلي الثاني، وإن كان العمل بحاجة الى دعم يدعمونه ولا يبخلون أبداً ، ويعملون بحرفية".

أما بالنسبة لأغنيتها الخليجية "حطيتك براسي"، قالت دينا "الأغنية من كلمات حسين الشريفي ، ألحان حاتم العراقي، وهي من الأغنيات الخليجية التي أحببتها كثيراً، وصورتها مع المخرج وليد ناصيف بطريقة جديدة فيها حياة ورقص، وعملنا عليها كثيراً".

وفي إجابة على سؤال "لو أردت أن تشاركي كموهوبة في أحد برامج الهواة ، أي برنامج تختارين؟" قالت دينا :"أختار "The Voice Kids"، هذا البرنامج الأكثر صدقاً وليس هناك أجمل من براءة الأطفال، وأصواتهم أكبر من عمرهم ، ولفتتني جداً مشاركة الفنان كاظم الساهر في البرنامج، فهو إنساني جداً، أغرمت بشخصيته الحلوة والطيبة التي تتعاطف مع الأطفال، هو جعلنا نرى كم هو إنسان وفنان في آن، وقدّرته كثيراً، وأنا من عشاق صوته".

في فقرة "عطيني سرك" قالت دينا :"أسراري موجودة مع شقيقاتي وصديقتي الـmake up artist إيفا عطا الله، وهي أكثر من شقيقة بالنسبة لي، وزوجها المزين جوزيف سعد شقيق بالنسبة لي، وبيننا عشرة عمر ، نحن عائلة، ولهم معزة كبيرة في قلبي ، ونحن نعيش الأفراح والأحزان معاً".

وأضافت "هناك العديد من الأشخاص الذين يثقون بي ويعطوني أسرارهم، ولكني لا أحب ان أعرف الكثير من الأمور عن الناس، لأن هناك بعض الأمور التي لا يجب أن يعرفها أحد، وإذا أراد أحد أن يعطيني سراً أستمع إليه ، وفي حال احتاج إلى المساعدة أقدمها له".

وعن تجارب الحب التي عاشتها قالت "أحببت 3 مرات، وعلاقاتي العاطفية علّمت بي كثيراً، وهناك تجربة أخرى أعتبر أنها كانت إعجاباً كبيراً كاد أن يتطور إلى حب، ولم أشعر بأن أحداً أحبني لأنني مشهورة، فأنا أفصل بين فني وشخصيتي، والأشخاص الذين أحببتهم أحبوا شخصيتي، قد يتقرب مني أحدهم كمعجب بـ دينا حايك، ولكنه تدريجياً يحب شخصيتي".

وقالت دينا إنها تعلمت أنه يجب أن تحب الحياة، وأضافت "مهما كانت الظروف يحب ألا تنسى أنك إنسان ، وتحب نفسك".

وفي إجابة على سؤال "ما هو الشعور الذي إنتابك عندما عرفت أنه ممكن أن تخسري حياتك بسبب الجرثومة التي إلتقطتها إثر خطأ طبي؟" ، قالت دينا "تخيلت أن أمي وأبي سيحزنان كثيراً عليّ، وقلت "يا رب لا تجرّب أمي وأبي لأنه يكفيهما، وإذا أردت أن تأخذني فأنا جاهزة"، هذا ما قلته لربي ، ودائماً ما كنت متسلحة بالإيمان، وكنت أحزن أحياناً، لكني تمكنت من إجتياز هذا الأمر وقمت بما يتوجب عليّ من ناحية العلاج".

وأضافت "خلال مرضي لم أستسلم، فسافرت وقدمت الحفلات ورفضت أن أكون مريضة، ربي كتب لي هذا الطريق وأنا راضية بما كتبه ، ربما غبت قليلاً ولكن مكاني ما زال موجوداً لأن ربي أكرمني".

وعما إذا كانت تبكي في بعض الأحيان، قالت "في صغري كنت أبكي كثيراً، وكلنا نبكي بين فترة وأخرى، وأنا تعلمت أن أكون قوية، وأنا شخص يستطيع أن يحبس دمعته".

"نجوم وأسرار" يُذاع السبت عند الساعة التاسعة مساء ، ويُعاد بثه الثلاثاء عند الساعة العاشرة مساء، إخراج علي أمين.