لا زالت الأفراح في ديارنا عامرة، تلك البسمة التي لن تنطفئ أبداً إنتقلت اليوم إلى صور ، إلى المدينة التي حفظت تراث الفينيقيين، إلى المدينة التي تخلت عن رداء القهر والعذاب لتلبس رداء التحدي.


تزينت أمس قلعة صور بأجمل الألوان، لون الفرح والتحدي والعنفوان، لون قلعة صامدة رفضت يوماً أن تتخلى عن أحلامها، فكان لكل طابق منها لون خاص يحفره بقلب من شاهد العرض.

إنطلقت أمس مهرجانات صور الدولية، بحضور فرقة ENANA التي شكلت طريقاً جديداً في طرق المهرجانات، ولم يقتصر الحضور على الناس الذين توافدوا من كل حدب وصوب إضافة إلى أهل السياسة الذين رفضوا أن يكون الشعب وحده يحتفل بهذا اليوم فجاؤوا وإحتفلوا بينهم.
فرغم التخوف من العديد الإنفجارات التي طالت لبنان والعالم العربي مؤخراً ، إلا أن راعية الحفل عقيلة رئيس مجلس النواب نبيه بري السيدة رنده بري، ووزير الثقافة روني عريجي تواجدا بين الحاضرين، ليؤكدا أن لبنان سيبقى بلد المهرجانات والحفلات.

وأكدت بري خلال حديثها ان عودتنا اليوم بعد إنقطاع لخمس سنوات هو بفضل الناس والمغتربين والسواح الذين يطالبوننا بعودة هذا المهرجان الذي عملنا بظروف صعبة لإحيائه فأوجدنا كل الوسائل والطرق لعودة الحياة للمهرجان من أجل الناس وللناس ، ومن أجل المحافظة على الثقافة .

وأشارت بري الى أنها المرة الأولى في لبنان وضمن المهرجانات يتم نقل وقائع هذا المهرجان مباشرة على الهواء عبر الإنترنت للمغتربين والعالم أجمع .


موقع الفن كان حاضراً ، وكان له هذان اللقاءان .
مديرة ومنظمة الحفل رولا عاصي أكدت في بداية حديثها أن المهرجانات في لبنان هي مهرجانات التحدي، وقالت "نحن نتحدى الظروف ونتحدى كل ما يحصل حولنا في لبنان والمنطقة العربية، نحن نتحدى أولئك الأشخاص الذين يدمرون حضارات وثقافات، وسنستمر في المهرجانات، ومن حق الشعب اللبناني أن يفرح ويستمر في هذا الطريق".

ولفتت عاصي إلى أن الخوف عند بعض اللبنانيين لا زال موجوداً ، وقالت "مهرجاننا كان من آخر المهرجانات التي تم الإعلان عنها، ولكن نحن لدينا الإصرار لنستمر، وهذا المهرجان الذي سنراه اليوم تم التحضير له خلال 3 أشهر فقط، ولكن نحن وفي أيامنا العادية نحضر للمهرجان أكثر من 11 شهراً، وقمنا به كتحدٍ للوضع القائم".

وعن التحضيرات، قالت "كنا نحتاج إلى أن يكون اليوم عبارة عن 48 ساعة لنتمكن من الإنتهاء، ولكن كما نقول ربنا يبقى مع الإنسان خصوصاً عندما يقدم شيئاًلمصلحة الآخر".

وتمنت عاصي أن تبقى المهرجانات عامرة في لبنان "فنحن نريد أن نحافظ على تراثنا وفننا ولا نريد ان نخسر أي شيء منهما".

مدير عام فرقة ENANA جهاد مفلح قال "هذا المهرجان من أفضل المهرجانات خصوصاً وأننا أنهينا التحضيرات مساء الخميس وهذا الامر نادراً ما يحصل ، وكمهرجان وكإدارة نحن مرتاحون لهذا الأمر وهذا يدل على الإتقان، ونحن كفرقة عالمية كلنا إلتزمنا بالتوقيت فهذا الأمر يسعد الأشخاص الذين تواجدوا".

وعما إذا كانوا يعيشون حالة خوف بسبب الوضع الأمني، قال "أنا أرى أن هذه الخطوة إيجابية، وهي تحدٍ لغيرنا، ونحن إذا أردنا أن نبدأ بشيء ما يجب أن نبداً بصعوبة، وكل المهرجانات خائفة وكل الناس خائفون وهذا الأمر صحيح ، ولكن نحن بهذه الطريقة نسمح لأولئك الأشخاص بسرقة تاريخنا وفننا، واليوم عندما نعلن عن مهرجان ، حتى ولو إعتذر جزء من الناس عن الحضور، لكننا بالنهاية قمنا به، وهذا ما يحفز المهرجان الآخر على التحدي والقيام بالخطوة نفسها، ولا يمكن أن تستمر هذه الثقافة من دون ذلك".

ووجه مفلح كلمة أخيرة أكد فيها أن لبنان بلد الثقافة والفرح ولن نخاف يوماً نحن فعلاً شعب عياش، لأننا ندرك كيف نعيش.


وكان الحفل إنطلق مع النشيد الوطني اللبناني، ليتم بعده عرض فيديو عن مدينة "حلب".

وبدأ المهرجان ، الذي يتناول قصة الأمير فخر الدين وحلب والمنطقة السورية حتى الأميرة "خاتون" حيث أكدوا أنها لن تموت أبداً، راسمين كل فكرة بطريقة خاصة، وأضافوا على كل رواية لوناً خاصاً من خلال الرقص من إستلام الحكم إلى الزواج ، إلى اللاتقسيم والبقاء، فأبدعوا في ما قدموا.