منتجة لبنانية صاحبة نظرة خاصة جداً.

.. انتقائية جداً في الأعمال التي تنفذها ولكن عندما تقدم عملاً ما للجمهور لا تقبل أن يكون إلا بالمستوى المطلوب... دقيقة في عملها وحريصة على راحة الفريق وهذا ما يجعل العمل معها، بحسب الممثلين، من أمتع ما يكون. في رصيد شركتها "M & M" أعمال عديدة منها "سولو الليل الحزين"، "عروس وعريس"، "وأشرقت الشمس". اليوم تتولى المنتجة مي أبي رعد تنفيذ مسلسل "مش أنا" الذي يعرض على شاشة LBCI. الكثير من التفاصيل في هذا اللقاء المميز مع المنتجة مي أبي رعد واليكم التفاصيل .

أهلاً وسهلاً بك عبر "الفن".
شكراً جزيلاً وأهلاً بكم في موقع تصوير "مش أنا".

كيف حصل التعاون بينك وبين كارين رزق الله في "مش انا" ؟
كان يجب أن أتولى تنفيذ مسلسل "قلبي دق" العام الماضي ولكنني لم أنفذه. وعندما ظهر العمل على الشاشة، شعرت بالسعادة لكارين والممثلين وللجمهور ولكنني شعرت في الوقت نفسه ان العمل من الناحية التقنية لم يكن جيداً.

وماذا حصل هذا العام ؟
هذا العام عرض علي تنفيذ مسلسل "مش أنا" بنفس الميزانية التي رفضتها العام الماضي وافقت على المشروع لأنني وجدت انه مقارنة بنوعية العمل الذي قدم العام الماضي، انا يمكنني ان اقدم عمل افضل وبنفس الميزانية. كنت أريد أن أبرهن أنني طلبت أكثر العام الماضي لأقدم عملاً أكبر. هذا التحدي ليس موجهاً ضد أحد بل هو تحد شخصي لي ولفريق العمل ولكارين رزق الله وللـ "lbci".

هل نجاح "قلبي دق" كان كافياً لقبول العمل الجديد لكارين ؟

رغم موافقتي على تنفيذ العمل حرصت على قراءة النص. وعندما قرأته أعجبت به كثيراً وكما تعلقت بـ "قلبي دق" كذلك حصل عندما كنت أقرأ "مش أنا". حتى أنني وجدت المسلسل الجديد أعمق وأنضج وحتى شخصياته تشبهنا أكثر وقريبة من المجتمع البيروتي أكثر من المجتمع الجبلي الذي عالجته كارين سابقاً. بالإضافة إلى أن المخرج جوليان معلوف لديه قدرات جيدة وفريق العمل ليس جديداً بل عملنا معاً على أكثر من مشروع.. كل هذه العوامل جعلتني أوافق على تنفيذ المسلسل.

كيف استطعت تنفيذ "مش انا" بنفس الميزانية التي رفضتها لتنفيذ "قلبي دق" ؟
لا أعرف مسلسل العام الماضي كيف نفّذ ولكن النوعية لم تكن جيدة. أنا اليوم بمسلسل "مش انا" بنفس الميزانية أقدم عملاً بنوعية ممتازة. لا أعرف كيف فكروا خلال تنفيذ "قلبي دق" ولا أريد المقارنة بيني وبينهم، ولكن ما يهمني هو أن يلاحظ المشاهد عندما يتابع "مش انا" الفرق بين العملين. لدينا فريق عمل تعب على مدار 75 يوماً كنا نصور فيها 16 ساعة يومياً ونحن حتى اليوم لا نزال في المونتاج. ردود أفعل الناس هي التي تدفعنا إلى الصمود رغم السباق الذي نعيشه مع الوقت في المونتاج، ويزيدنا اصرارا على عدم القبول بتقديم العمل بطريقة لا تليق بالمشاهد وبالشركة.

هل نجاح "قلبي دق" يشكل جزءاً من نجاح "مش أنا" ؟
أنا برأيي العمل يركز على النص أولاً. نص "قلبي دق" كان ناحجاً ما ساهم في انتشاره بالإضافة إلى ممثلين رائعين مثل كارين رزق الله ويورغو شلهوب ونقولا دانيال وغيرهم .. اليوم لدينا من جديد نص رائع ولدينا كارين أيضاً ومعنا بديع أبو شقرا الذي يعود إلى الشاشة بعد نجاحات عديدة على خشبة المسرح. رودريغ سليمان وبديع أبو شقرا وأندريه ناكوزي من الممثلين الذين ينتقون أعمالهم بدقة. كل عناصر العمل ناجحة وتبشر بنجاح العمل.

شركة "M & M production" تتولى تنفيذ العمل. ما الفرق بين إنتاج العمل وتنفيذ الإنتاج ؟
بالنسبة لنا في الحالتين لدينا نوعية معينة لا نقبل أن نساوم عليها. المخرج والمنتج ميلاد أبي رعد يشرف شخصياً على هذا العمل كما كان يشرف على "وأشرقت الشمس"، "عروس وعريس"، "سولو الليل الحزين" الذي قمنا بانتاجهما. وكذلك انا أتواجد في مواقع التصوير في مسلسل "مش أنا" كما كنت أتواجد خلال تصوير أعمالنا التي ذكرتها. عندما أنتج عملاً ما أنا أحدد التوجه الذي أريده.. أختار النص الذي أريد وأختار الميزانية التي أريد وأختار الشاشة التي أريد أن أطل من خلالها على الجمهور ..هذه الأمور نحن من يقررها عندما ننتج عملاً ما. ولكن عندما تعطيك المحطة عملاً لتنفذ إنتاجه فهي تحدد لك شروطها أكان لناحية عدد الحلقات ومدتها بالإضافة إلى المضمون .. هم يحددون معنا الممثلين ويشاهدون الحلقات ويطلبون تعديل وتغيير ما يجدونه مناسباً، القرار الأخير يكون لهم.

هل كانت تراهن المؤسسة اللبنانية للارسال "LBCI" على هذا العمل ؟
محطة LBCI تراهن على كل عمل لديها. أنا لا أريد أن أتحدث نيابة عنهم، ولكن المحطة تراهن على كل عمل تعرضه. فقد راهنوا على "وأشرقت الشمس" و"سوا" و"قصة حب" ... بالنسبة لي أنا أفكر بأن أي عمل يأتي إلى شركة "M & M" يجب أن يخرج بالشكل المطلوب، هناك تفاصيل كثيرة لا ينتبه لها المشاهد ولكنها تتطلب منا مجهوداً كبيراً، لأننا نبحث عن الأفضل والأنسب.

وكم هو متعب العمل بهذا النهج والأسلوب ؟
متعب جداً ولكن أنا أريد أن اكون سعيدة بالنتيجة النهائية. كل عمل هو كأحد أولادنا والفن ليس حسابات. أنا لا أنكر أنني طبعاً أريد أن أحقق أرباحاً من خلال العمل لأؤمن استمراريتي واستمرارية عائلتي ولكن ليس على حساب نوعية الفن الذي نقدمه. ضمن فريق عمل المسلسل كل "الأشخاص المفاتيح" هم لبنانيون. بالمنطق السوريون والمصريون لديهم خبرة أكبر منا ولكن كيف سنكتسب الخبرة اذا لم نتبنّ الكفاءات اللبنانية ونطورها ونساعدها. كيف تربي جيلاً جديداً يمكنه أن يجعل من الدراما صناعة اذا لم تتبنّه وتؤمن به وتساعده وتدفعه إلى الأمام ؟

هل تهتمين بالرايتينغ والترتيب الذي يصدر عن شركات الإحصاء في رمضان ؟
انا أثق بالرايتينغ. المعلنون يتبعون شركات الإحصاء ولا يهمهم أن يستثمروا في أماكن خطأ من أجل كذبة. المعلن يبحث عن العمل الذي يحصد أكبر نسبة مشاهدة لكي يروّج لمنتجه. وإذا تلاحظ الفرق بين نتائج الشركات ليس كبيراً قد يكون الإختلاف في مرتبة واحدة بين عمل وآخر.

معيار نجاح العمل هو الرايتينع أم الناس ؟
الاثنان معاً ولكن الرايتينغ هو الشيء الملموس. وفي المستقبل ستصبح مواقع التواصل الاجتماعي ونسبة المشاهدة على "يوتيوب" هي المعيار، نحن في لبنان لم نصل بعد إلى هذه المرحلة. أنا أثق بالرايتينغ الذي قال إن "وأشرقت الشمس" كان الأول، وإن "شوارع الذل" كان الأول و"ياسمينا" أيضاً.. لماذا لا نقبل أن ينجح الآخرون ولماذا نقبل بالرايتينغ عندما يكون عملنا الأول ونرفضه عندما لا يكون.

هل أنت راضية عن نتيجة العمل الذي قمته به بالميزانية التي أعطيت لك ؟
كثيراً، وأنا سعيدة جداً. بالميزانية هذه عملت أحسن شغل ممكن وأطمح إلى ميزانية أكبر ...

كيف كان التعاون مع كارين رزق الله ؟
العمل مع كارين أمر جميل وهو ما فاجأني.. كارين شخص منفتح على كل الأفكار وتتابع عملها كثيراً. نحن متفقتان جداً بالعمل! العمل مع كل فريق المسلسل متعة، نحن صورنا بأجواء كلّها إيجابية وراحة. الكل كان يسعى ليقدّم أفضل ما لديه.

لم تخض شركة "M & M" تجربة السينما بعد، لماذا ؟
لا يوجد ما يشجعنا على خوض هذه التجربة. وبصراحة أنا لم أحب كثيراً ما يعرض والأفلام التي تعرض لا تشبه أسلوبنا في العمل. الإنتاج السينمائي المربح يتطلب طريقة معينة في العمل وأسلوب شركتنا في العمل لا يتطابق مع هذه السياسية.

ما هي أعمالك الجديدة ؟
كما تعرف لدينا "أمير الليل" الذي نواصل تصويره مع النجم رامي عياش ونخبة من الممثلين الرائعين.