حالة فنية فريدة من نوعها، خلقت لنفسها خطاً خاصاً بها في مجال التمثيل ساعدها في تطوير وتنمية موهبتها يوماً بعد يوم، فهي تقول إنها تعمل بروح الهاوية بدون النظر لنفسها على أنها فنانة مُحترفة وفي الوقت نفسه قد تُضحي بأي شيء من أجل الإنسياق وراء تجسيد دور بمُنتهى الواقعية.

هي الممثلة صابرين صاحبة أفضل مُسلسل سيرة ذاتية تم تقديمه إلى الآن بإعتراف الجميع وهو "أم كلثوم".. وفي حديثها لـ"الفن" تكشف لنا كواليس مُشاركتها في "أفراح القبة" منذ البداية حتى النهاية وشخصية "حليمة الكبش"، ورؤيتها لإحتواء العمل نُخبة كبيرة من النجوم، وعن مدى رضاها عن نفسها ، وأشياء أخرى كثيرة في اللقاء الآتي .

في البداية ، ما الذي جذبك للمُشاركة بمُسلسل "أفراح القبة"؟
الحقيقة أن هُناك عوامل كثيرة جذبتني لهذا العمل من البداية، فالعمل للأديب العالمي نجيب محفوظ ومن إخراج محمد ياسين إلى جانب فريق العمل ككل والنجوم المُشاركين فيه، لاسيما وأن دوري في العمل جذبني للغاية مُنذ قراءته ومثل هذه الأدوار المميزة لا تأتني كل عام، لذا قررت أن أخوض السباق الرمضاني بهذا العمل والحمد لله سعيدة بالتجربة للغاية.

وكيف كانت الأصداء عن دور "حليمة الكبش" ومُسلسل "أفراح القبة" بشكل عام؟
الحقيقة أن الأصداء إيجابية للغاية ورائعة وبالرغم من أنني لا أمتلك حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي إلا أن المُقربين مني أخبروني بأن العمل أحدث ضجة على السوشيل ميديا، لاسيما وأن نسب مُشاهدته عالية للغاية، ومُسلسل "أفراح القبة" تركيبة فريدة ومُختلفة عن غيرها والحمد لله على نجاح العمل.

وهل كانت هُناك أعمال أخرى عُرضت عليك إلى جانب "أفراح القبة" وإعتذرت عنها؟
"أفراح القبة" كان إختياري منذ البداية حيث تحدث لي المُخرج محمد ياسين وكنت قلقة من الدور لأنه لم يتم الإنتهاء من كتابة المُسلسل، ولكن ثقتي بالمخرج محمد ياسين دفعتني لقبوله وهذا من خلال أعماله التي قدمها من قبل وحققت نجاحاً كبيراً.

وكيف ترين فكرة التضحية بمظهرك من أجل دور "حليمة الكبش"؟
لا أراها تضحية ولكنني طوال عمري أتعامل مع نفسي على أنني ممثلة وأحب أن أُقدّم أدواري بجميع مُتطلباتها، كما أنني لم أنظر لأي مشهد تمثيلي قدمته من قبل على "المونيتور" بعد الإنتهاء من تصويره لأنني أرسم صورة لخيالي للشخصيات التي أُقدمها ولو نظرت للمشاهد ووجدت أية ناحية جمالية في دور "حليمة الكبش"، والموضوع يكون جيداً حينما تعمل مع مُخرج تطمئن إلى العمل معه مثل محمد ياسين.

لم يحمل تتر البداية أسماء الفنانين المُشاركين في العمل وجاءت في النهاية تحت مُسمى "الأبطال بحسب الظهور".. فكيف ترين الأمر؟
محمد ياسين إستطاع أن يحل اللغز بخاصة أن العمل بطولة جماعية، وهذا نظام يتبعه في أعماله هو أن يتم كتابة أسماء الأبطال بحسب الظهور في تتر النهاية وأعتقد أن هذا الشيء يُسعد ويُفرح أي فنان أن نشعر بأن كلنا مثل بعضنا من أكبرنا حتى أصغرنا.

البعض يرى أن مُسلسل "أفراح القبة" بمثابة وجبة دسمة وبناءً على ذلك لم تصل لكل شرائح الجمهور؟
قبل بداية الدخول في هذا العمل جميع المُشاركين فيه يعرفون ذلك الأمر وفي الوقت نفسه لم نتوقع أن يجذب العمل كل النُقاد والنخبة، لكن الهدف الأساس من العمل هو رسالة بأننا نحاول أن نُقدم فناً هادفاً في ظل الأوضاع الحالية وأن نُقدم للجمهور عملاً تمثيلياً مُتكاملاً، والحمد لله في النهاية العمل حقّق نجاحاً كبيراً على المستوى الجماهيري والنقدي.

وكيف ترين فكرة وجود نُخبة كبيرة من النجوم ضمن عمل درامي واحد، وكيف كانت الكواليس؟
أرى أن الامر كان أشبه باللعب مع الكبار، ففي كل مشهد تُقدمه يقف أمامك نجم آخر قد يسحب البساط من تحت قدميك بأدائه، ولكن الأمر خلق حالة من المُنافسة بين الفنانين وبين بعضهم. كانت لصالح العمل ككل في النهاية، كما أن المُخرج محمد ياسين ساهم في ذلك الأمر لأنه كان يُعطي كل فنان حقه، وفي الوقت نفسه كانت هُناك "شوتات" لمحمد ياسين تستفزني وأنا أُقدم المشهد فكنت أشعر بأن هُناك خلية نحل تعمل من حولك من أجل الحصول على مشاعر وتفاصيل دقيقة في كل المشاهد، وكُنت أشعر بمبارزة كبيرة ما بين العامل التمثيلي لكل الفنانين والإخراجي لمحمد ياسين.

وكيف ترين التركيبة الغريبة لأسماء الشخصيات الموجودة في العمل سواء "حليمة" أو "تحية" أو "سنية" وغيرها؟
الأسماء الموجودة في العمل مُناسبة للغاية للفترة الزمنية التي ناقشها العمل بخاصة أن العمل كلاسيكي ومُختلف عن الأعمال الأخرى، لذا فأنا أرى أن كل تفصيلة ولو صغيرة في المُسلسل كانت محسوبة ومُقدر لها بشكل جيد.

وهل ترين أن دور أم كلثوم هو نقطة إنطلاقتك الفنية الحقيقية؟
شئنا أم أبينا بالفعل هذا العمل هو نقطة إنطلاقتي الفنية على الرغم من أن البعض يرونني إنطلقت من أعمال أخرى، لاسيما وأن بعض الأشخاص قالوا لي إنني بمُسلسل أم كلثوم كُنت أعمل من أجلها هي وليس من أجل نفسي على عكس بقية أعمالي التي قدمتها وأنا أعمل من أجل نفسي وكأنني أؤرخ لها هي وليس لنفسي.

كم هي نسبة رضاك عن نفسك؟
"عمري ما أكون راضية عن نفسي لأنني طوال عمري أعمل في الفن بروح الهاوية" حيث أنني أشعر بأنني أذهب من أجل لعب مباراة فنية وليس مُجرد عمل فني أو تمثيلي أُشارك فيه.

وفي النهاية ، ما هي طموحاتك من العمل في الفن؟
أن أظل حتى آخر يوم في حياتي مُستمتعة بما أُقدمه من أعمال وأدوار فنية.