فنانة لها خطها الفني الخاص ، غنت أعمال الكبار بأسلوبها المميز ، وقدمت أغنياتها الخاصة برقي وإحتراف .

هي القريبة البعيدة ، بحيث تدرس إطلالاتها الفنية والإعلامية جيداً ليكون لها الصدى المطلوب .

الفنانة سمية بعلبكي تحل ضيفة على موقع "الفن" في هذا الحوار .

بعد زواجك من المايسترو نبيه الخطيب وتنقلك للإقامة بين لبنان وقطر، أصبحت بعيدة بعض الشيء عن الساحة الفنية اللبنانية، كيف تستطيعين التوفيق بين حضورك في البلدين ؟

أصبح لدي حضور في قطر، بالرغم من أن عملي كان بالأكثر في لبنان، حتى أنني لم أكن معروفة كثيراً في الخليج، أما اليوم فمن خلال الثماني سنوات التي قضيتها هناك أصبح لدي عمل وجمهور وعلاقات مع فنانين وشعراء، وما زلت أحاول أن أقسّم وقتي بين لبنان وقطر، والآن أقوم بالحفلات هنا وهناك حتى لا أنقطع عن جمهوري فترة طويلة.

آخر أغنياتك كانت "أحس بالغربة"، هل تشعرين بأنك عشت الغربة فعلاً ، أم أن لديك غربة داخلية؟

أحياناً تكون في بلدك وتشعر بالغربة ، ولكن للصراحة في الفترة الأولى من ذهابي إلى الدوحة شعرت طبعاً بالغربة فإشتقت إلى أهلي وأصدقائي، لكن بعد هذه السنوات أصبحت أيضاً أشتاق إلى الدوحة، ولم أعد أشعر بالغربة بمعنى الغربة، خصوصاً بوجود اللبنانيين في الدوحة، ولا أشعر بأنها غربة كاملة مثل كندا وأستراليا، أذهب إلى قطر وأعود إلى بيروت حين أريد.

هل تشعرين بالغربة في الوسط الفني رغم أن لديك خطك الفني الخاص ؟

لا، الفن الذي بدأت به ما زال موجوداً، وربما الفرق الوحيد أننا الآن في مرحلة أفضل من السابق وذلك من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، والإنتشار أصبح أوسع، فالفنان الحقيقي هو الذي يتمكن من المحافظة على مكانته بين الناس وإستمراريته، ومنذ إنطلاقتي الفنية دخل العديد من الأشخاص المجال الفني وخرجوا منه وكأنهم لم يدخلوه، وما زال هناك العديد من الخطوات التي أستعد للقيام بها، والخط الفني الذي تختاره له صعوباته وثمنه.

ما هو الثمن الذي دفعته ؟

الشيء الوحيد الذي أشعر بأنه ينقصني وأسعى بكل قوتي إليه هو الإنتشار الجماهيري الكبير والعريض، نعم لدي جمهور، وأنت رأيت أنه غادر حفلي "أسمهان في الذاكرة" في الجامعة اليسوعية 300 شخص لم يجدوا أماكن ليجلسوا وهذا ليس بالأمر العادي لفنانة ليس وراءها شركة إنتاج تدعمها، هذا أمر يعزّ عليّ، إلا أنني فرحت بالناس الذين تواجدوا، هذا هو الشيء الذي كافحت كل عمري وحقّقته من دون أي دعم وأموال كثيرة، هذا تقدير الناس للفن، ولسمية، والناس لديهم أذن موسيقية "سمّيعة".

هل فكرت بتقديم لون غنائي آخر لتطالي شريحة جديدة من الناس؟

القصة ليست هنا، أنا أغني على صعيد حفلات المسارح، والناس يعرفون أنني لا أغني في المطاعم، وما زلت على هذا الكلام، إلا أنني لا أنكر أنني غنيت في حفلات ضخمة وكبيرة وفي أعراس، ولكن الفكرة أن شركة الإنتاج هي التي تسوّق للعمل، وأنا لا أعلق في خانة واحدة بل أحب التنويع، ولا مشكلة لدينا في التلحين أو الشعراء، والقضية تكمن كلها في الإنتاج، وأن تجد إدارة تعمل بزنس جيداً.

هل تعتبرين أن الإعلام كان مقصراً بحقك؟

لا، الصحافة اللبنانية خصوصاً والعربية عموماً لطالما تابعتني، ولدي شبكة علاقات مع الصحافة، وهؤلاء الناس هم الذين يوصلون أفكارنا وأغنياتنا، ولكنني أحياناً أبتعد إذا لم يكن هناك ما أقدمه للناس.

ما سبب طرحك فيديو كليبين أو ثلاثة فقط طوال مسيرتك الفنية ؟

في الوقت الذي قمت بهذين الكليبين أو الثلاثة تم تنفيذها بـBudget صغير، فقررت أنني لن أقوم بهذه الخطوة إلا إذا قدمت كليباً ضخماً ليقول عنه الناس "wow".

ماذا عن مشاركتك في مهرجانات بيت الدين الدولية ليلة 29 تموز/يوليو في حفل "يا عاشقة الورد" تحية إلى زكي ناصيف ؟

ستكون هذه الحفلة على قدر ناصيف، الذي كان يمتلك سخرية لاذعة، وفي هذه الليلة هناك الحنين، وكل ما سأقدمه سيكون لصديقي زكي ، يجب أن يكرم هذا الإنسان، وأنا كنت من المقربين منه، حتى أنه كان يعتبرني مثل إبنته، ويعطيني ألحاناً .

ما تعليقك على إعطاء الملحن نور الملاح أغنية "وصفولي حبك" للفنان رامي عياش حيث أنك صرحت بأن لديك تنازلاً عن هذه الأغنية ؟

كان يجدر بالفنان نور الملاح أن يبلغني بأنه سيعطي هذا اللحن لفنان آخر، فهذه الأغنية هي ملكي وأنا حصلت على تنازل عنها من الملاح، وأغنيها منذ سبع سنوات في حفلاتي، كما غنيتها عبر لقاءات تلفزيونية ومنها مع الشاعر والإعلامي زاهي وهبي.

ربما الفنان رامي عياش لا يعلم أن هذه الأغنية هي ملكي، وهو كان تلميذي في الكونسرفاتوار، واليوم هو نجم وأكن له كل محبة ، وأنا لا أحب المشاكل ولا أؤذي أحداً ولا أحب أن يؤذيني أحد، ولكن أين حقي؟.

ما أصعب قرار إتخذته في حياتك؟

هذا الأمر مستمر خلال مسيرتي، بخاصة أنني ما زلت أحفر للوصول إلى القمة التي أريدها، وأريد أن أكون صريحة جداً معك، أحياناً ما يحزنني كثيراً أنني أقوم بعملي بشكل جيد جداً وتسعى إلى عمل بشكل محترف وتتم محاسبتك على أمور لا تعرفها .

مثلاً ؟

سأكتفي بهذا الجواب، ربما يأتي يوم يستطيع فيه الإنسان أن يتكلم في كل الأمور.

ماذا عن سمية "ست البيت"؟

جيدة، أحب أن أهتم بالمنزل، أحب أن أقوم بكل الأمور المنزلية بنفسي.

كيف تقضين أيامك العادية ؟

أشاهد المسرح، وأحب السينما كثيراً، وفي حال أَضعتني تجدني في السينما، وأقصد السينما مرتين في الأسبوع على الأقل، إضافة إلى ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتمرين صوتي بشكل دوري في الأسبوع، ونهاري يبدأ بالكثير من "الرواق" نسكافيه مع موسيقى، وأستمع إلى الموسيقى كثيراً، لأن الإستماع تمرين أيضاً، ونصف يومي تقريباً هو إستماع لكل أنواع الموسيقى التي تخطر في بالك لأن هذا هو "خزان" الفن .

ما هو أكثر ما يحزنك في الوسط الفني؟

الوسط الفني هو جزء من المجتمع، أكثر ما يحزنني هو حالة التعصب التي نعيشها في لبنان والعالم العربي، هذا التعصب الذي نعود إليه، تعصب قبلي في مكان، يُحجّم الإنسان كثيراً ويجعله أسير نفسه، وأسير فقط ما يعرف، وهذا ما يؤسس لحرب ويولّد كراهية وإرهاباً، مرت فترات في التاريخ العربي كان فيها الإنسان منفتحاً أكثر، اليوم كل إنسان متكتم على نفسه ويحمي نفسه بألا يقبل الآخر وألا ينظر إليه وألا يكلمه، ويرفض الآخر حتى قبل أن يتكلم، هذا أكثر ما يقلقني ويحزنني.