ممثل قدير ومتلون في أدواره، وأعماله خير إثبات على ذلك، فقدم حالات مُختلفة من الأدوار حيث الرومانسية في بداياته ومن ثمّ الوزير واللواء ورئيس الجمهورية ورجل الأعمال الفاسد، وفي الوقت نفسه يرفض فكرة التواجد ويُحب أن يكون ظهوره بأعمال قوية ومميزة لا تنتقص من رصيده بل تزيده نجاحاً.

.

هو الممثل خالد زكي الذي يتحدث لـ"الفن" عن مشواره الفني وحياته ومُشاركته في رمضان الجاري بمُسلسل "القيصر"، وسبب تقديمه الجانب الإيجابي لرجال الأمن في مصر من خلال أعماله، ورؤيته للمُنافسة الرمضانية وهل تؤثر الماديات في إختياراته وعن أشياء أخرى كثيرة جاءت في لقائنا الآتي معه .

بداية.. ما الذي جذبك للمُشاركة في "القيصر"؟

مع بداية قراءتي لسيناريو هذا العمل تحمست للغاية لتقديمه لأنني وجدت فيه عدة عوامل جذبتني من بينها موضوع وفكرة المُسلسل وطرحه عدة قضايا في وقت واحد، لاسيما وأنه التعاون الأول مع مُخرج العمل أحمد نادر جلال الذي وجدته أكثر من رائع، إلى جانب المؤلف محمد ناير الذي كتب قصة تشويقية مُكتملة الأركان والفنان يوسف الشريف الذي تحظى أعماله بنجاح كبير كل عام، والحقيقة أنني سعيد بهذه التجربة للغاية.

وكيف أهلت نفسك لشخصية "اللواء عبد المحسن ثابت" الذي يبدو صلباً وجامداً في بعض الأوقات مع وجود كم كبير من المشاعر بداخله؟

قرأت النص جيداً ودرست الشخصية بشكل جيد ومع جلسات عمل مع المُخرج والمؤلف تعرفت إلى طبيعة الشخصية التي بالفعل مثلما تقول تراها جامدة وصلبة بحُكم عمله ومنصبه وبداخلها مشاعر كبيرة نظراً للظروف الإنسانية والعائلية الصعبة من وفاة زوجته وإبتعاد إبنته عنه وإبنه، والشخصية جذابة للغاية وكُنت مُتحمساً لها للغاية لأنها غير تقليدية.

تُقدم شخصية غير مفهومة بعض الشيء حيث تُجسد شخصية "القيصر" لصالحك وكذلك الناشطة الحقوقية، لذا فالبعض يتوقع مُفاجآت كثيرة وراء دورك.. فكيف ترى الأمر؟

لا أستطيع الكشف عن أي تفاصيل تخص الدور والعمل في الحلقات المُقبلة، وعلى الجمهور أن يُتابع جيداً الحلقات المُقبلة لأنها ستحمل مُفاجآت كثيرة، وهُناك الكثير من الأمور سوف تنكشف فيما بعد بخصوص العمل والشخصيات الموجودة فيه.

قدمت شخصيات وأدواراً عديدة لرجال الأمن ورجال الشرطة في أعمالك الفنية.. فما الدافع لذلك؟

حريص على نقل الصورة الإيجابية لرجال الأمن في مصر الذين يضحون بأرواحهم فداء هذا الوطن، وأنا بالفعل قدمت عدة شخصيات في هذه المنطقة من الأدوار ولكن كل دور مُختلف عن الآخر، ومع أن مُسلسل "القيصر" هو من وحي خيال المؤلف وكما هو مكتوب على تتر العمل ليس له علاقة بالواقع، إلا أنه رسالة للجميع على إحترافية الأمن المصري وحُبهم للتضحية في سبيل وطنهم ومدى مُحاربتهم للإرهاب والقضاء عليه.

وكيف ترى المُنافسة ووجود كم كبير من النجوم والأعمال المميزة خلال موسم رمضان الجاري؟

المُنافسة في صالح الجمهور في المقام الأول، وأرى أنه أمر جيد أن يتواجد الكثير من النجوم في شهر رمضان بأعمالهم الفنية، فهذا أمر يُحسب للفن المصري، وهُناك إهتمام كبير بالجودة في هذا الموسم والكثير من الأعمال تتنافس لتُصبح الأفضل، ولكن الجمهور لا يستطيع مُشاهدة كل الأعمال المعروضة بل إن بعض الأعمال تُحقّق النجاح عند عرضها بعد ذلك.

ولكن ما السبب في عدم تواجدك كل عام في الدراما الرمضانية؟

السيناريو وطبيعة العمل الفني وعوامل كثيرة هي ما تُحدد موقفي من الظهور بأي عمل فني سواء كان في رمضان أو خارجه أو سينما، فأنا لا أستطيع التواجد بأعمال تُقلل من قيمتي وبعد هذا التاريخ الفني الذي صنعته من خلال أعمالي وحُبي وشغفي بهذه المهنة، ولو لم أجد السيناريو المُناسب فأفضّل الغياب.

هل للماديات جزء من عوامل إختياراتك؟

لا أستطيع أن أختار أدواراً لا أراها مُناسبة لي لمجرد الماديات، فسبق وأن رفضت الكثير من الأدوار بدون أن أنظر لفكرة الماديات أو الحصول على مُقابل مادي لأنني فنان ولدي مبادئ أسير عليها ولم تتغير، وهذه المبادئ خلقت لدي سلاماً داخلياً وراحة كبيرة.

وكيف ترى تجربة "نوايا بريئة" وفكرة عرضها خارج رمضان؟

المُسلسل تجربة فريدة من نوعها ومُختلفة وتُناقش الصراع بين رجال الأعمال، وسعدت للغاية بهذا المُسلسل وبالدور الذي قدمته، وفكرة عرض المُسلسل خارج رمضان هي قرار الجهة المُنتجة وأمر لا يخصني أو أي فنان ممن شاركوا بالعمل، ولكن العمل حقّق نسب مُشاهدة ونجاحاً، ووصلتني عنه ردود أفعال إيجابية للغاية، كما أن الدراما لم تعد مُقتصرة على رمضان فقط بل إن عدداً من المُنتجين فتحوا مواسم درامية أخرى وهذا أمر جيد ويُحسب لهم لأنه لا يصح أن نُقدم كماً كبيراً من الأعمال في رمضان وبقية العام يكون خالياً وليس فيه أي أعمال.

برأيك.. هل خلقت الدراما أو السينما نجوميتك؟

قدّمت أدواراً متنوعة ما بين الإثنين، ولكن نقلتي الفنية كانت من خلال الدراما وبالتحديد مُسلسل "الضباب" ومن ثم "الشهد والدموع" وغيرها من الأعمال، والحقيقة أن تعاوني مع الكبار في بداياتي أفادني كثيراً وأعطاني خبرة كبيرة.

وكيف ترى مشوارك الفني؟

راضٍ تماماً عن مشواري الفني وما قدمته للجمهور من أعمال سينمائية ودرامية، والحمد لله لم أتنازل عن مبادئي في العمل، فلا أتذكر أنني قبلت عملاً غير مُناسب لمجرد التواجد بل إنني كُنت دقيقاً للغاية في إختياراتي وأعمالي، والحمد لله علاقتي بجمهوري وبكل العاملين في الوسط الفني طيبة للغاية وهذا شيء يُسعدني للغاية، ومازال لدي الطموح بداخلي لتحقيق نجاحات جديدة من خلال أداء أدوار مُختلفة عما قدمتها من قبل.

وفي النهاية.. بعد كل النجاحات التي حققتها في مشوارك الفني.. هل ما زلت تُفكر في النجاح؟

النجاح ليس في أن يُحققه الفنان بدون أن يستمر ولكن بالنسبة لي الإستمرارية في تحقيق النجاح أهم بكثير من النجاح نفسه، وأنا حريص مُنذ بداية مشواري على أن أُقدم أعمالاً هادفة وتحمل رسائل للجمهور، وفي الوقت نفسه مازال لدي طموح كبير أن أُقدّم أدواراً كثيرة أُحقق فيها النجاح وأحافظ فيها على ما حققته.