"مهرجان التفاحة الذهبية".

. مهرجان سينمائي يحمل طموحات الشباب الواعد من كل الجامعات اللبنانية، ويسلط الضوء عليها في حدث فني استطاع أن يجذب أنظار الكثيرين من أهل الإختصاص. احتضنت مساء الأحد باحة قصر السفارة الإسبانية، حفل توزيع جوائز مهرجان سينمائيات للعام 2016 بحضور حشد كبير من أهل الفن والسياسة والإعلام، بالإضافة إلى الطلاب المشاركين وأهاليهم.

حضر الإحتفال وزير الثقافة ريمون عريجي، السفير البريطاني هوغو شورتر، القائم بالأعمال في السفارة الإسبانية مانويل دوران، الملحق السمعي والبصري في السفارة الفرنسية لوتشيانو ريسبولي والملحقة الثقافية في السفارة الأميركية روز ليندغرين بالإضافة إلى لجنة التحكيم: رئيس اللجنة السينمائي إميل شاهين، الكاتب والمخرج خليل زعرور، الممثلة جوليا قصار، المخرج نصري براكس، الفنانة تانيا صالح، مؤسسة سينمائيات السيدة ريما فرنجية، والمخرج أمين درة، الذي شارك عبر اتصال سكايب في كلمة له بالإحتفال. حضر أيضاً ممثلون عن الشركاء في المهرجان Rotract Lebanon و Grand Cinemas بالإضافة إلى حشد كبير من طلاب الجامعات وحشد فني وإعلامي.

بداية، عرّف منسّق "سينمائيات" كريم مسعود بالمهرجان ورحّب بالحضور، مذكّراً بأبرز الأسماء التي لمعت في سماء الشاشة الفضية وانتقلت إلى العالمية.

وقد أكد عريجي "حاجتنا في لبنان لمشروع حضاري كسينمئيات"، معتبراً أن "الفائدة الكبرى لهذا المشروع – المهرجان هو تحفيز طاقات شبابِنا ذوي التطلعات السينمائية الواعدة - وهي كثيرة -إلى الخوض في تجارب سينمائية جديدة، عبر تأمين الدعم المادي والمعنوي".

ولفت عريجي إلى أن "مشاركة طلاب قسم السينما في جامعات لبنان بهذا الحدث الفني، دلالة على انخراط طاقات لبنانية شابة بمغامرة السينما الجميلة. إنها مسؤوليتنا جميعاً في دعم وتشجيع هذه المواهب في تطلعاتها الفنية والثقافية والوطنية".

وأضاف: "إننا نؤمن بأثر السينما وبدورها في إحداث التطوير الإجتماعي والتثقيف، كونها وسيلة اتصال وتواصل، وجسر لقاء الشعوب، عابرة للحدود والجنسيات والأنظمة والـلغات وهي بطروحاتها تعكس روح العصر وتُـــوَثِّـقُ مفاصِلَ تحولاته".

وختم: "اننا في وزارة الثقافة، وبالرغم من إمكاناتِنا المحدودة، نتطلعُ بِدَأَبٍ مستمر الى دعمِ قطاع السينما بقدراتِنا الذاتية وبالتعاون مع المؤسسات اللبنانية والدولِ الصديقة عبر تأمين وسائل تمويل مسهلة واستصدار نصوص قانونية وتنظيمية واتخاذ إجراءات عملية لدعم صناعة السينما المحلية من جهة أولى، ولجعل لبنان مركزاً جذاباً لتصوير أفلام السينما الأجنبية"، معرباً عن أمله بأنْ تشكِّلَ هذه "التفاحة الذهبية" حافزاً لعطاءاتٍ سينمائيةٍ شابة تَرفُدُ مسيرةَ السينما اللبنانية بابداعاتٍ جديدة وتُثري رُؤاها".

أما السفير شورتر فأشار إلى وجود "بين الشعبين اللبناني والبريطاني لناحية حبهم للسينما والموسيقى والتصميم الفني"، مؤكداً أن "السينما بالإضافة إلى كونها فناً فهي تخلق فرص عمل للشباب". وشدد شورتر على أهمية التعاون بين السفارات مع وزارة الثقافة وسينمائيات بما فيه منفعة للشباب اللبناني والسينما في لبنان، مشيراً إلى أنه الخطوة الأولى ضمن هذا التعاون.

وأكد دوران على أهمية المهرجان الذي نقل السينما الصيفية من إسبانيا إلى بيروت، لافتاً إلى الأجواء الحيوية والشبابية التي بثها المهرجان خلال أيام العرض في المبنى الأثري للسفارة"، معرباً عن سعادته "بتطور السينما في لبنان من خلال الطاقات الشابة".

وأشار إلى أنه شاهد عدداً من الأفلام المشاركة في المهرجان، مشدداً على أهمية "استكمال التعاون مع سينمائيات لأن لبنان والشباب اللبناني يستحق ذلك".

أما ريسبولي فأشار إلى أهمية التعاون الذي يشكل دعامة كبيرة للشباب اللبناني المبدع. وأكد استعداد السفارة الفرنسية لدعم كافة النشاطات الثقافية وأهمها السينما، متمنياً الحظ للطلاب للوصول إلى نتائج أهم وأرقى.

من جهتها، أشارت السيدة ريما فرنجية إلى أنه "بلقائنا، اليوم، نحتفل بالسينما عامة وبالسينما اللبنانية خاصة وبهؤلاء الشباب المبدعين أيضاً، بعد كل الجهد الذي بذلوه والتحديات التي وضعوها نصب أعينهم مع أهلهم وجامعاتهم. اليوم، نحتفل بالأمل الذي يمثله هؤلاء الشباب بالنسبة لنا".

وأضافت: "الشباب اللبناني في حالة تحرر وإبداع وعطاء من دون حدود. والسينما، هذا الفن العصري، الذي يحوّل الأحلام إلى واقع والواقع إلى أحلام، يصل إلى جميع الفئات المجتمعية ويخلق فيما بينها نوعاً من المساواة"، مشددة على أننا "ننظر إلى السينما أيضاً كصناعة وانتاج وكقطاع عمل"، ولافتة إلى أن "الدول التي منحت دعماً للسينما باتت تشكل 5 في المئة من دخلها الاقتصادي".

وأردفت قائلة: "في سينمائيات نريد أن نضع يدنا بيد مع الدولة اللبنانية القطاع الخاص والمواهب لنؤثر بشكل إيجابي في مجتماعتنا ووطننا"، مذكرة بأن "من لبنان انطلقت الأبجدية، التي ساعدت الإنسان على التواصل وهو ما أوصل إلى العولمة. ومن هنا، نستطيع - عبر السينما- التواصل مع العالم ونسحره بقصص نرويها عن لبنان وعن الإنسان بالمطلق".

وختمت: "في سينمائيات نؤمن بالترابط، وهو ما يفتقده القطاع السينمائي في لبنان. ونتمنى التعاون مع كل المعنيين لنحدق فرقاً في حياة الشباب والسينما والوطن ككل".

أما مديرة "سينمائيات" نتالي الخواجة فأكدت أن "الرهان كبير على الخريجين الشباب"، مشيرة إلى أننا "نلاحظ التطور والابداع من دورة ودورة مدى التطور والاتساع"، لافتة إلى أن "الفضل يعود إلى نجاحات طلاب آمنوا بأعمالهم". وشكرت الجامعات التي "أتت بكليات فنون تعمل جاهدة لتواكب التطور التكنولوجي وتشكل الإطار السليم لأجيال قادرة على رسم الغد".


21 تفاحة وزّعت على المشاركين الفائزين، بكاميرا محترفة من نوع Canon EOS 1300D. وقد أتت الجوائز على الشكل التالي:
أفضل مونتاج: Drought Land لأسعد خويري، من جامعة الكاسليك.
أفضل سيناريو: Sous Les Soutanes لميشال زرازير، من جامعة الألبا.
أفضل تصوير سينمائي: A Time in a Life لجورج برباري، من الجامعة اللبنانية الأميركية.
جائزة الأكثر حضوراً: سمير شيخ الشباب، لكريستيل يوسف من جامعة القديس يوسف.
أفضل إدارة فنية: نسيج ليارا الضهر من جامعة القديس يوسف ولترايسي كرم عن فيلمها Grand Ecart وهي من جامعة سيدة اللويزة.
أفضل مخرج: With Thy Spirit لكريم الرحباني من جامعة القديس يوسف، وAbove the Nest لجورج هزيم من الجامعة اللبنانية.


أفضل فيلم في المهرجان: سلوى لعمر صفير، من الجامعة اللبنانية.
فيما فاز إيلي فهد عن فيلمه ميّت عصورة وماري لويز إيليا عن فيلمها We find you anywhere بورشتي عمل لتطوير طاقاتهما في مجال كتابة السيناريو. أما عن أفضل سيناريو واعد فقد نال الثنائي غابريال وميشال زرازير جائزة وقدرها 20 مليون ليرة لبنانية.
بالإضافة إلى هذه الجوائز، فازت يارا الضهر وترايسي كرم وعمر صفير سفرات إلى لندن، قدمها ال British Council، للمشاركة في ورشة عمل خاصة بالسينما لتطوير مواهبهم في London Film School.

وعلى هامش المهرجان، تكريم للسينمائي الكبير إميل شاهين، الذي كان من أوائل الذين عملوا في هذا المجال في لبنان، عرض خلاله فيلم وثائقي عن شاهين. وقد كانت كلمة لمؤسسة المهرجان السيدة ريما فرنجية تقديراً منها لعطائاته السينمائية. وباللغة الأحب إلى قلبه كانت كلمة لفرنجية جمعت فيها عناوين أفلام لبنانية وأجنبية. كما جرى عرضٌ لمقطع فيديو يشرح فيه المصمم الإسباني – اللبناني أسعد عواد كيف صنع التصميم المخصص للفائزين. في ختام الحفل، غنت تانيا صالح أغنيتين لها "عمر وعلي" و "حشيشة قلبي".

وكان لموقع "الفن" مقابلات جانبية من بعض الحضور والمنظمين :


وزير الثقافة روني عريجي
هذا المهرجان خطوة مهمة جداً تصب في أولويات أهداف وزارة الثقافة، أولاً لأنه يتعاطى بقطاع السينما المهم جداً في المجال الثقافي والفن، ولأنه يشجع الشباب الذين لديهم موهبة والذين يدرسون في الجامعات.

طبعاً نحن لا يمكننا إلا أن نثمّن جهود جمعية "الميدان" التي تقوم بهذا النشاط والجامعات التي شاركت والتي آمنت بهذه الفكرة بالاضافة إلى السفارات الأجنبية الداعمة. وزارة الثقافة لا يمكنها إلا أن تكون بجانب هكذا نشاط رعاية ومواكبة ودعماً ماديا ومعنوياً.

يجب أن لا ننسى أن الحرب التي مررنا بها أثرت في الصناعة السينمائية واحتاج القطاع السينمائي وقتاً طويلاً ليستطيع الوقوف على قدميه مجدداً. ليس من السهل ان تنشط القطاع السينمائي من دون إمكانيات مادية، ومن الصعب أن تجعل المستثمرين يؤمنون بالسينما اللبنانية من جديد. في العقد الأخير، أظهرت السينما اللبنانية تقدماً ونهضة أعادت اهتمام الممولين إليها. نحن كوزرارة علينا أن نحث الجهات التي تواكب صناعة السينما أن تؤمن للمنتجين تسهيلات مالية وعلينا أيضاً أن نواكب السينما من خلال تسليط الضوء عليها لتثير اهتمام المنتجين العالمين. وهذا يحدث إما عبر اتفاقيات مع دول خارجية أو من خلال أنظمة وقوانين ومراسيم تصدر في سبيل تسهيل هذا الأمر.


السيدة ريما فرنجية

حبنا للبنان وللشباب وللسينما بلا حدود وهذه هي نقطة الإنطلاق.. السينما هي لغة عالمية فكيف لو كانت في بلد مثل لبنان معروف أنه ملتقى الحضارات والشعوب. وكما نستطيع أن نفهم على لغات وحضارات أخرى، هم أيضاً يستطيعون أن يفهموا علينا من خلال السينما التي هي أفضل سفير للبنان.
اليوم، وبتعاون السفارات الإسبانية والفرنسية والبريطانية ووزارة الثقافة اللبنانية مع هذا المهرجان، يعتبرون أنهم يدعمون الشباب اللبناني. فالسينما بنظري هي من أرقى وسائل التعبير التي قد يلجأ إليها الشباب للتعبير عن أفكارهم وآرائهم ومخاوفهم.. أتمنى أن يكون هذا المهرجان خطوة تأسيسية لشيء أكبر يقدم في خدمة لبنان والشباب والسينما.

إميل شاهين
بدأنا في تنفيذ مهرجان سينمائيات مع السيدة ريما فرنجية عام 2004. وهي شخص يحب ألا يبقى في نفس الصورة التقليدية بل هي خلاقة جداً .

يتمتع هذه المهرجان بميزات عديدة، وبرأيي ميزة هذا العام كانت مشاركة بعض السفارات الأجنبية فيه وهذا بحد ذاته نظرة جيدة إلى المستقبل. وجدنا أنه من الضروري أن يسلط الضوء على القيمة الفنية للأفلام الشبابية لدى السفارات الأجنبية التي لديها ملحقات ثقافية يمكنها أن تشاهد هذه الأعمال وتدعمها. فالأفلام اللبنانية الجيدة إذا استطاعت أن تحصل على دعم من سفارة أجنبية يصبح توزيعها أسهل ويتم تبني العمل ونشره في العالم، ويصبح خرق السوق الأوروبية أسهل.

نحن ليس لدينا في لبنان سوق تسويقية للأفلام القصيرة وإذا لم يتسن للجمهور متابعة أحد الأفلام القصيرة خلال عرضه في المهرجان قد يخسر إمكانية مشاهدته.
نحن بحاجة إلى المزيد من المهرجانات التي تتيح للجمهور مشاهدة هذه الأفلام التي قد تكون قد فاتته في مهرجان آخر. وبحكم مشاركتي في العديد من لجان التحكيم في المهرجانات السينمائية أؤكد لك أن المفاضلة بين الأفلام أمر صعب جداً، ورغم ذلك اختلاف لجان التحكيم من مهرجان إلى آخر يتيح تقدير أفلام قد تكون قد ظلمت في مهرجانات أخرى.

جوليا قصّار
أنا سعيدة بعودة هذا المهرجان لأنه يخلق مساحة جميلة جداً للطالب. بالإضافة إلى أن هذا المهرجان جامع ويضم طلاباً من الجامعات الخاصة والجامعة اللبنانية.

تميز المهرجان هذا العام بمستوى الأفلام التي شاركت وهذا ظهر من خلال الجوائز التي وزعت والتي ارتفع عددها من 5 إلى 8 جوائز.
التركيز في حكمي على الأفلام كان أولاً على القصة والـ "Story Telling" فإذا لا يوجد موضوع في الفيلم لا تنجذب إليه، ثم تأتي العناصر الأخرى من إخراج وصورة وتمثيل ...
لجنة الحكم اجتمعت على حبها لهؤلاء الطلاب الذين يحملون فيلمه الأول ومتحمسين لإشراكه في المهرجانات.


نصري بركس
الجميل في مهرجان سينمائيات أنها جهة مستقلة تتعاطى من خارج القطاع الجامعي مع القطاع الطلابي الجامعي. عادة المهرجانات التي تقام للطلاب تكون من تنظيم الجامعة او الجهات التابعة لها، ولكن سينمائيات جهة محايدة جداً لا علاقة لها بأية جامعة أو مؤسسة سينمائية ، ونظرتها متساوية لكل الجامعات والطلاب.
أنا أعتبر أن هذه المناسبات تقرب مستوى الأعمال من بعضها لأن الطلاب لديهم فرصة مشاهدة أفلام زملائهم خلال عرضها ضمن فعاليات المهرجان. ونحن بالفعل نلاحظ تقارب المستويات سنة بعد أخرى.
خلال مشاركتي في سينمائية 2016 كنت أبحث في الافلام التي شاهدتها عن اللغة السينمائية البعيدة عن لغة التلفزيون والفيديو كليب والدعاية. السينما لها لغة خاصة وهذا ما كنت أبحث عنه من خلال الثقافة السينمائية التي يتمتع بها الطلب بالإضافة إلى اللغة السينمائية الموجودة في العمل.

خليل زعرور

هذا المهرجان مهم جداً بكل عناصره ومكوناته وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك الكثير من أمثاله. الحضور في هذا المهرجان مهم ولكن الأهم كان نوعية الأفلام التي شاركت. شاهدنا 21 فيلماً كان بامكننا أن نختار بسهولة 15 فيلماً ليربحوا. مستوى الأعمال كان متقدماً جداً وانا سعدت جداً بذلك وأعتقد أنه سيكون أفضل وأفضل في السنوات المقبلة. كلما كثرت هذه المهرجانات كلما زادت الثقة بالسينما اللبنانية وبالطلاب اللبنانيين.
اتفقنا أن يكون حكمنا على الأفلام مبنياً على أن المخرجين هم طلاب وليسوا محترفين. القرار كان صعباً للغاية ولكن في النهاية كنا مجبرين بعدد معين للجوائز.
هذا الفيلم القصير الذي يعرض اليوم، يجب أن يكون جواز سفر الطالب للمستقبل. هو الذي يشكل بطاقة دخوله إلى السوق السينمائية.

لمشاهدة البوم الصور .. اضغطهنا.