بعد سنوات طويلة من العمل والمثابرة والاجتهاد، حلم الممثلة ليليان نمري يتحقق من خلال عمل مسرحي خاص بها استطاعت أن تنجزه وتعرضه على خشبة المسرح.

عمل مختلف بنوعيته ومضمونه عن كل الأعمال المسرحية التي قد نشاهدها.
تطل الممثلة القديرة ليليان على خشبة المسرح بعملها المسرحي الخاص الأول "نحيفة"، والذي كتبت قصته والسيناريو الخاص به والحوار ورؤيته المشهدية الاخراجية وكلمات الأغاني وألحانها وديكور المسرح بنفسها.

العمل ممتاز من ناحية النص وتسلسل الأفكار والأحداث. إنه السهل الممتنع في المسرح. الأفكار التي طرحتها ليليان قُدّمت للجمهور في قالب ذكي جداً، يجذب ويستميل المشاهد إليه ولا يجعله ينفر خصوصاً أن هذه المواد غير مستهلكة ومبتكرة.

ليليان إستعرضت مراحل كثيرة من حياتها أمام "مدام اولغا" الخياطة التي تتولى تنفيذ فستان ليليان لإحدى المناسبات الإجتماعية. ليليان عرّت، أمام الجمهور، هذا المجتمع الذي يرفض الشخص بسبب شكله الخارجي بعيداً عن جوهره.
أداء ليليان مختلف تماماً عن أي ممثل آخر. هناك سلاسة فريدة جداً في التمثيل ، فكانت الرسائل تصل إلى الجمهور بطريقة واضحة ومباشرة. لا تكلّف ولا تصنّع بل حقيقية وطبيعية لا يمكن أن تشاهدهما في مكان آخر. خبرة هذه الممثلة القديرة لعبت دوراً كبيراً على المسرح: إستطرادات ذكية، تعليقات من خارج النص في مكانها، تفاعل خطر مع الجمهور ...

ممثلة قديرة بحجم ليليان نمري لا تحتاج إلى أسطر تشيد بعملها وبتمثيلها، إنما هذه الأسطر ليست إلا وفاءً وتكريماً لممثلة قدّمت للفن أكثر مما أخذت منه. ممثلة تمتلك ما يكفي من تواضع وثقة بالنفس لا تمنعانها من التصفيق لنجاح الآخرين .. ممثلة وفية للمهنة ولممثلين إجتمعت بهم فكان بينهم "خبز وملح"...

ليليان نمري "كاس الوطن" الذي يفتخر بما أنجزته ... و"كاس المسرح" الذي إحتضن هذا العمل المسرحي الذي لا يجب أن يكون يتيماً ، فكما قلت :"ما فتحنا الستارة تـ نسكّرها".. ونحن نقول لك :"إذا لم نفتح الستارة لقديرة بحجم ليليان نمري فلمن نفتحها ؟!".

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.