فنان نشيط ومميز وأدواره لا يستطيع أحد غيره أداءها، خصوصاً أنه حالة خاصة من الإبداع والتألق، من خلال الكثير من الأدوار الفنية بإختلاف أشكالها سواء الرومانسية أو الشر أو الأعمال التاريخية ظهرت لنا مُنذ سنوات وعاشت معنا شخصية فنان سوري خاصة به وبعيدة كل البُعد عن الآخرين .

هو الفنان عابد فهد الذي يتحدث لـ"الفن" عن تجربة مُسلسل "نوايا بريئة" في مصر وسبب إعتذاره عن مُسلسل "السلطان والشاه" الذي كان من المُفترض أن يُشارك به، لاسيما وأنه يتحدث عن دور زوجته الإعلامية زينة يازجي في مشواره وما يهتم به في أعماله الفنية إلى جانب مُشاركته في فيلم "يوم من الأيام"، وجاء حوارنا معه كالتالي .

بداية ، لماذا قرّرتَ المُشاركة في عمل درامي واحد في مصر وهو "نوايا بريئة"؟

الظهور في عمل واحد هو إحترام للمُشاهد وللذات، لكن الممثل يضطر أحياناً للمشاركة في عمل آخر وربما تكون الأسباب كثيرة وأهمها الظروف الإجتماعية وتحديداً المادية، وبكل صراحة أحياناً لا يكفي مُسلسل واحد وهُنا أتحدث بشكل عام وليس بشكل شخصي لأن كل فنان مُعرض لهذا الظرف الحرج وليس لديه إلا أن يعمل وإن كان لديه إكتفاء ذاتي فمن الأفضل أن يقوم بعمل واحد.

لكن ما الذي حمّسك للعودة إلى العمل في مصر هذا العام؟

العمل في مصر مُهم جداً وحينما وجدت الوقت مُناسباً للعودة بأعمال قوية عُدت، بخاصة أنني مؤمن بأن العمل في مصر مُهم لأي فنان وأرى أنه تجربة مُهمة. فمن لم يقم بها لم يختبر نفسه على صعيد الأداء والتمثيل والجمهور وكل شيء.

وما الذي جذبك في شخصية "فؤاد الحناوي" رجل الأعمال في مُسلسل "نوايا بريئة"؟

شخصية "فؤاد الحناوي" مُستفزة ومُثيرة تمثيلياً للغاية بخاصة أنها جديدة ومُختلفة علي، لاسيما أن مثل هذه الشخصيات التي تختار في أحداثها أبسط الطرق للوصول للحلول على حساب الآخرين وما يعقبه من نهاية صعبة لهم تكون مؤثرة للغاية وفيها عبرة ورسالة اجتماعية للجمهور.

كيف وجدت العمل في البطولة الجماعية؟

العمل تجربة فريدة وغنية ومميزة من كل النواحي سواء النجوم المُشاركين فيه بكل تفاصيلهم من النجوم الكبار والشباب. مما جعل العمل غنياً ومليئاً بالدراما والأحداث المُهمة وهذا نتيجة للعب كل فنان شخصيته ودوره بشكل مدروس ومُتقن للغاية، لاسيما أن العناصر الموجودة في العمل مُكتملة من حيث الإخراج والتصوير وكل شيء، والحقيقة أنني سعيد بهذه التجربة كثيراً.

أما بخصوص مُسلسل "السلطان والشاه" الذي إعتذرت عنه على الرغم من أنك كُنت من أول الأسماء المطروحه فيه، فما السبب؟

لا شك بأن العمل مميز ورائع للغاية بخاصة مع وجود الأستاذ المخرج محمد عزيزية وفريق عمل من دول عربية كثيرة وفيه نجوم، لكن الإعتذار جاء بسبب إرتباطي بتصوير مُسلسل "نوايا بريئة" الذي بدأ عرضه ونحن نصور مشاهدنا فيه لذا لم أستطع الإلتزام بالعملين خصوصاً في ظل وجود عمل تاريخي وهو "السلطان والشاه" الذي يحتاج إلى تفرّغ تام.

معظم الأعمال التاريخية تتعرّض للهجوم والجدل حتى قبل عرضها ، فما رأيك بذلك؟

لا بد من الهجوم على الأعمال التاريخية بطبيعة الحال لكونها تحمل جدلاً في أحداثها وتأويلات كثيرة من هنا وهناك.

خرجت أخبار تؤكد إنسحابك من فيلم "يوم من الأيام" وأُخرى تُفيد إستمرارك، وهذا خلق حالة من التشتت ونحن نريد أن نستوضح منك الحقيقة.

هذا غير صحيح، أنا لم أعتذر عن هذا العمل الذي أراه شرفاً كبيراً لي أن أكون فيلم كان من المُفترض أن يُقدمه الفنان الراحل والكبير نور الشريف، والفيلم بشكل عام إيجابي للغاية ويحمل قصة مميزة وهو تجربتي الأولى في السينما المصرية التي أتمنى أن تكون بداية خير لي في هذا المجال.

لكن ألا ترى أنك تأخرت في العمل بالسينما المصرية؟

لا أُنكر ذلك وبالفعل خطوتي في السينما المصرية تأخرت بخاصة أنه كان من المُفترض أن أُشارك في فيلم مصري مُهم منذ فترة ولكن هذا هو النصيب، لذا أتمنى أن أُحقق نجاحاً كبيراً من خلال مُشاركتي بفيلم "يوم من الأيام".

وما الذي تحرص عليه في أعمالك الفنية؟

أنا حريص فقط على الظهور بأعمال قوية ومؤثرة ولا أهتم بأي أشياء أُخرى سواء مع من العمل أو مثل هذه الأشياء بل المُهم بالنسبة لي القيمة الفنية التي يحملها المشروع الذي أُشارك فيه لأن بقية الأشياء أعتبرها سطحية وغير مُفيدة للفنان.

تُشارك في رمضان المُقبل بعملين وهما "سمرقند" و "أحمر".. فما الذي جذبك إليهما؟

لن أُشارك في مُسلسل "أحمر" وظهوري في رمضان المُقبل سوف يقتصر على الظهور في مُسلسل "سمرقند" الذي أواصل تصويره الآن وهو عمل تاريخي مميز ولكن هناك صعوبة بالتصوير في البيئة الصحراوية، والجو شديد الحرارة مما أصابني بالإرهاق الشديد، وأتمنى أن يُحقق العمل النجاح المطلوب في رمضان.

التوفيق بين الحياة الفنية والأسرية أمر صعب للغاية في ظل ظروف العمل في الفن والإرتباط لشهور في التصوير، فكيف تقوم بذلك الأمر؟

لا أُنكر أن العمل بمجال الفن صعب من حيث الإرتباط بالتصوير والسفر بحسب أماكن التصوير إلى جانب الإرتباط لفترة بتصوير الأعمال الفنية، وهذا الأمر يحتاج إلى جهد كبير من الفنان، أن يوفق بين شقي حياته الفنية والأسرية، لكن لو حدث هذا التوفيق والتوازن فسوف ينعكس على الفنان والأسرة كلها بالإيجاب، والحمد لله هذا ما يحدث معي بخاصة أنني أستطيع القيام بهذا التوازن.

وفي النهاية هل لزوجتك الإعلامية زينة يازجي دور في مشوارك الفني؟

بالتأكيد زوجتي لها دور كبير حيث أننا مُتفاهمان للغاية وهذا ينعكس على عمل كل منا، إلى جانب أنني حريص على معرفة رأيها في بعض أعمالي التي يتم عرضها والتي أعرضها عليها عندما تكون معروضة علي وقبل أن أتخذ قراراً فيها. فيكون رأيها صائباً بخاصة أن لديها وجهة نظر ورؤية مُختلفة أحترمها للغاية.