هي إبنة الشاعر الكبير الزحلاوي خليل فرحات، وهي الأم التي إستشهد إبنها في الحرب فكرست نفسها لمريم الوردة السرية، فأرادت أن تروي تجربتها في كتاب "نسائم من روحي".

هي السيدة شيراز فرحات شبيب التي تحدثنا عن علاقتها بالعذراء مريم الوردة السرية، وعن إبنها الشهيد "كارلوس" في هذا الحوار .

"نسائم من روحي" كيف خطرت لك فكرة الكتاب ولمن توجهت فيه؟

وجهته لكل شهيد في لبنان خصوصاً لإبني.

إبنك إستشهد عام 1981 حين كان يدافع عن زحلة؟

نعم كان في حصار زحلة، كانت زحلة محاصرة لستة أشهر وحين ذهب للقتال قلت له "حين كنت صغيراً لم تتدرب فكيف ستذهب للقتال؟" فأجابني كلنا لم نتدرب في زحلة لكن إيماننا هو ما يساعدنا كي نستطيع أن نقاوم، فلم يكن لديهم أسلحة كافية، لكن كان لديهم الإيمان القوي وكلمتهم وسهرهم وكانوا لو بالحجارة سيردون العدو وبمسبحتنا.

وخطرت لك الفكرة أن تطبعي كتاباً.

مع الأيام غيّرني كارلوس كثيراً لأنني في أوقات عديدة كنت أطلبه وأجده إلى جانبي، فحين أواجه صعوبة في أمر ما، أناديه يرد عليّ وأجده قريباً مني فتتبدد الصعوبة، فحين أواجه مشكلة أقول له:" يا ماما ساعدني، وسريعاً تحل مشكلتي"، فقلت له: "أنت معلمي، معنى هذا أنك حي بالنور وأنا سأتبع هذا النور."

منذ أن توفي كارلوس وأنت ندرت أن تلبسي الأبيض وتكرسي نفسك للعذراء، أخبريني عن هذه التجربة، وهل كتبت عنها في الكتاب؟

أساساً هديتي للعذراء، أولاً أعطيتها إبني كما هي أعطت إبنها للعالم، ثانياً ألبست كارلوس الأبيض وقلت له يا ماما كما ألبستك الأبيض سألبسه أنا أيضاً، وهذا اللون هو رمز لنفسي، لأنني لا أحتمل نقطة سوداء على هذا الثوب الأبيض، كي أظل حاضرة لألحق بكارلوس حيث ذهب.

ما هو مضمون "نسائم من روحي" وما المغزى منه؟ وما هي الرسالة التي تودين إيصالها من خلاله؟

عندما كنت أكتب كل ليلة كنت أشعر بأنني في لقاء أنا وكارلوس وأنا وكل شهيد وهناك لقاء مع كل أم تبكي، لذلك كنت أتوجه للعذراء بالقول:"عم صليلك لأنو بواسطة هالنسائم اللي أنا عم أكتبها"، كتبت كيف كنت أصلي وأدعو لربي، وكيف كنت أزرع صلاتي وأين، وكنت أكتب نسائم روحي أي التجارب التي مررت بها وكنت أعتقد أن من سيقرأها سيستفيد منها، لأنها كانت ساعة تجلٍّ، حين يكون الروح القدس يكون بالفعل هو يلون الروح كي تعرف ماذا تكتب.

العذراء روزا ميستيكا التي تزورينها للبيوت وتقوم بعجائب كثيرة، هل فكرت بأن تكتبي عن هذه العجائب وتوثقيها؟

حين أكون بلقاءات مع العذراء أقول ولكنني لا أستطيع أن أقوم بهذا الأمر وحدي لأنني أحتاج إلى إذن الكنيسة، ثم إن الناس الذين تدخل العذراء إلى بيوتهم وتترك لهم النعمة هم من يتحدثون عن الأمر، أكثر مما يجب أن أتحدث أنا، فهم من يجب أن يرووا ما يحدث معهم.

هل هذا الكتاب كله هو خلاصة تجاربك الخاصة ؟

هذا الكتاب عبارة عن لقاءات مع كارلوس وأنا وكل شهيد ، وأنا وربي والعذراء.

هل هو موجه لكل الناس؟

بالطبع موجه لكل الناس، ويستطيع الكثير من الناس الاستفادة منه لأني كتبته من قلبي.

ماذا كتبتِ لأم الشهيد؟

كتبت لأم الشهيد صلاة خاصة وسأقرأ لك ما كتبت :"سمعتك ربي تطرق بابي وصوتك ينساب في أذني كما النسيم والريح ، فتحت لك وقلت وكنت مثخن الجراح متعباً حزيناً سألتني حاجة للخاطئ ومشاركتي لك لنطفئ حرب الآثمين ، فعلى مثال أمك الحبيبة زرعتني سراجاً ووعداً على أقدام الصليب ، أردتني نوراً من أضواء لبنان، لتغسل بألمي ودموعي شوائب الحقد ليرجع العيد كنت تعلم ربي أن دموع الأمهات ينابيع حب تغسل وتطهر كل خطيئة وتحنن قلب الآب الكبير ففي جراحاهن معابد مضاءة تعلو فيها صلوات صامتة وقلوب ساجدة عن كل أخ تاه عنك فأصبح في الباب ضرير يا ليت العالم ربي يتغلغل في جراحهن ليعود إليك تائباً حاملاً بشرى السلام وقناديل الهدى يا أرحم الراحمين.

بالتأكيد الإنسان يعيش بفرح الإيمان لكن بالتأكيد تمرّين بمرحلة إحباط واشتياق وحنين لكارلوس، كيف تتخطين هذه المرحلة ؟

لا أستطيع أن أتخطاها إلا بواسطة الصلاة، فصلاة الوردية الوحيدة التي تستطيع أن تبعد عني كل شيء إسمه يأس واحباط لأني أشعر أن يد العذراء تمسك بيدي كل مرة أمسك بالمسبحة وكلما قلت السلام عليك يا مريم عم ضملا دموع ام من هالدموع اللي كانت عم تنزل من عيني .

الجرح كبير، أن تفقد أم ابنها في عز شبابه جرح كبير جداً لا يشعر به إلا الأم ولدينا أمهات لسن فقط أمهات شهداء بل يخسرن أولادهن بحادث سيارة أو برصاص طائش أو بمرض السرطان ما هي الكلمة التي تعزيهن بها؟

أقول لهن جراحات الأم عميقة مهما كان سبب موت ولدها، وهذا الجرح عميق جداً ولا يدمله أبداً غير الصلاة والإيمان بالله أنه موجود معنا.

لماذا تقدمين الكتاب بدل أن تبيعيه؟

أنا لا أبيع صلاتي لأحد وأنا أقدمها لربي وأريدها أن تكون نوراً لكل شخص يتعزى مثل ما أنا تعزيت.

كيف نحصل على الكتاب؟

أنا أوزعه مجاناً ، ومن يريده الحصول عليه يمكنه أن يتصل بي على هذا الرقم 71137837

أخبريني عن قصة روزا ميستسكا كم سنة استمررت معها؟

19 سنة، زارت روزا ميستيكا 8 آلاف بيت.

لماذا ضروري أن يمر شخص العذراء المبارك من الفاتيكان على كل بيت؟

العذراء أينما كانت هي العذراء وبكل فستان لبسته يكون لها رسالة خاصة ان كانت ظهرت بلورد أو بالوردة السرية أو أينما كان العذراء هي ذاتها، هي تقول عادة بهذا الظهور في الوردة السرية في 1947 ظهرت لممرضة إسمها كيرينا غيبي وقالت لها إن ظهوري هنا تكملة لظهوراتي في فاطيمة وألقب بالوردة السرية أو العذراء الزائرة لا أريد أن أبقى هنا أود أن تطلقوني في العالم أود زيارة البيوت وتأخذوني شخصياً وأنام لليلتين أو ثلاث في كل بيت كي يعود الناس يركعون ويصلون ويخرجون منها كهنة وقديسين وأود أن تكون كل عائلة مقدسة ولا تقولوا إني موجودة في الكنيسة فقط أنا موجودة في كل بيت ولكنكم تضعونني ديكوراً في البيت لا يقف أحد كل يوم الصبح ويأخذ بركتي أو يسألني كي أرعى أولاده، لكني أريدكم أن تنشروا الوردية وتكونوا جنوداً لي وكل بيت أدخله أزرع فيه محبتي وبركتي.

كم باركت بيوتاً؟

باركت بيوتاً كثيرة وقامت بعجائب كثيرة لا أقدر أن أقول عنها فالناس هم من يحكون عنها، وكل 13 الشهر في هذا الظهور أعطت إيماناً كبيراً للناس ونعمة أي كل 13 الشهر أريده يوماً مريمياً تحتفلون به.

وكأنها تود أن تقول لا تتشاءموا من أي رقم فكل الأعداد جيدة.

قالت لهم كل 13 الشهر من أول الشهر إلى 13 منه قدموا ماذا تريدون من صلوات وأعمال خير ومحبة ويوم 13 انظروا ماذا أفعل إذا كنتم تطلبون بأيمان.

ما هو أهم طلب طلبته من العذراء ولبته لك؟

طلبت منها قلت لها ضعي كل صلاتي على رجليك ووزّعيها على أولادك الذين هم بحاجة إليها.

أخبرينا عن جائزة كارلوس السنوية التي توزعينها منذ 4 سنوات على الطلاب؟

كارلوس وصل إلى صف البكالوريا وأحببت أن أكرس هذه المرتبة أن يكملوا أصدقاؤه علمهم، وكذكرى للشهيد ولكل شهيد بلبنان قمت بهذه الجائزة كل سنة في 13 شباط في كنيسة اليسوعية في قلب يسوع بزحلة في 13 الذي هو يوم نِعَم، للطلاب اثنين من صفوف البكالوريا تقسم الجائزة بينهما لكل واحد منهما 500 دولار مع كتاب من كتبي.

أنت أصررت رغم كل الصعوبات مع فقدك لزوجك وابنك أصررت أن تعلمي أولادك وأن ينالوا أعلى شهادات وتريدين من خلال جائزة كارلوس أن يتعلم كل الشباب ويتثقفوا؟

بالطبع نريدهم أن يتثقفوا وأن يقوى إيمانهم.

ماذا تودين أن تقولي لأولادك في أميركا ما لا تستطيعين أن تقوليه لهم وجهاً لوجه؟

أقول لهم إني إشتقت إليكم والغربة سرقتكم مني ومن وطنكم ولأنكم نجحتم كثيراً في الخارج وأسستم أكبر شركات ، لدي إبنان مهندسان وآخر طبيب، وكلهم ناجحون مثل كل لبناني هاجر ولبنان هو من خسره، ونتمنى ان بلدنا مع كل هؤلاء الشهداء الذين ساروا بهذه القوافل ولم ينظروا خلفهم لكنهم فكروا فقط بعلم لبنان إن كان عدواً أو محباً كان يقاتل من أجل قضية هو مؤمن بها لكن لأنهم أضاعوه ظنوه عدواً لذلك نتمنى أن نصلي لأعدائنا كما نصلي لأولادنا.

كلمة أخيرة؟

أحب العذراء كثيراً وأحب يسوع كثيراً ومهما يريدان مني أنا حاضرة .