"قال إيه بيسألوني" عن وردة الجزائرية، هي التي رحلت "في يوم وليلة".

. تحل اليوم ذكرى غيابها الرابعة وما زالت أغنياتها راسخة في ذاكرتنا العربية، وتتردد أصداؤها في كل مكان، هي وردة الطرب الأصيل، رفيقة مساءاتنا ومشاعرنا ، تواسينا حين تنتهي قصة حب نعيشها ونردد معها "دي حكايتي مع الزمان"، وتحملنا على التمرد على أحزاننا فندندن "مالي طب مالي وانا مالي من الاحزان انا مالي"، هي من "تطير وترفرف في الفضا"، من حيث تنادينا "وحشتوني" نجيبها "يا قمرة وحشتينا"، أنستنا همومنا حين غنت "إسمعوني"، ونحن لم نسمعها فقط بل عشنا حالة طرب ونعيشها كل مرة ننصت إلى أغنياتها الرائعة، وحنجرتها الصداحة الدافئة التي تعانق اشجاننا وأمانينا . اسمعينا من حيث انت، يا بريق الماس يا نسمة عطرة أثلجت قلوبنا، مهما حاولنا أن نصفك ونقول فيك، أنت تعجزيننا، فالكلمات تنقصنا وتأسر فيض تقديرنا وشوقنا إليك وإلى صوتك العذب، وها هي ذكراك تحل ولم تغبي، بل أنت خالدة في إرثنا وذاكرتنا، يتوق إليك المذياع والمسرح، تشتاق لك الأماكن، لك منا أسمى معاني التقدير والامتنان، خصوصاً في لبنان الذي أحببت وأحبك، كنا نود لو ما زلت بيننا و"نتونس بيكِ" ، رحلتِ و"قلبك سعيد"، ونحن نستذكرك لا يسعنا إلا أن نذكر أخلاقك العالية وحنانك وعاطفتك أنت مطربة الأجيال وردة في بستان الأشواك.

الجدير ذكره أن وردة ولدت في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى يموت. لها إبنان هما رياض ووداد، وتزوجت من جمال قصيري ثم من الملحن بليغ حمدي، شاركت وردة في عدد من الأفلام، منها: “ألمظ وعبده الحامولي” مع عادل مأمون، و”أميرة العرب” و”حكايتي مع الزمان” مع رشدي أباظة، و”صوت الحب” مع حسن يوسف، ,قدمت مسلسل “أوراق الورد” مع عمر الحريري، وبعد أربع سنوات شاركت بمسلسل “آن الأوان” من تأليف يوسف معاطي وإخراج أحمد صقر، جسدت فيه شخصية سيدة تملك شركة إنتاج كاسيت تقف بجوار الأصوات الجيدة، وهو قريب من سيرتها الذاتية، تعاملت مع كبار الملحنين منهم رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب ومحمد القصبجي وفريد الآطرش ومحمد الموجي وسيد مكاوي وبليغ حمدي وكمال الطويل ومؤخرا صلاح الشرنوبي وحلمي بكر، وآخر حفلة لها أحيتها في أسواق بيروت بقيادة المايسترو بسام بدور وأعربت خلالها عن حبها الكبير للبنان وشعبه.

توفيت وردة في منزلها بعد معاناة مع المرض ودفنت في الجزائر وقد أرسل الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة طائرة عسكرية لنقل جثمانها وكان في وداعها العديد من الشخصيات الرسمية والمئات من محبيها.