نجم سوري سطع في سماء الفن العربي مُنذ سنوات، فأعماله قريبة للغاية من الجمهور ويهتم دائماً بكل تفصيل في أدواره لذا يتألق فيما يُقدمه وأدواره بمثابة مُفاجأة بالنسبة لجمهوره.

.

هو الفنان جمال سليمان الذي يُشارك في "أفراح القبة" لرمضان المُقبل ويتحدث عن التفاصيل في حوار لـ"الفن"، كما أشار سليمان إلى أن لديه مسلسلاً آخر سيبدأ في التحضير له عقب شهر رمضان وهو الجزء الثاني من "أفراح إبليس"، هذا ويتحدث في حواره معنا عن موقفه من دخول إبنه "محمد" مجال التمثيل وأشياء أخرى.

بداية.. تُشارك في مُسلسل "أفراح القبة" وهو عمل بطولة جماعية ويضم نجوماً كثيرين وفي الوقت نفسه العمل مأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ.. فكيف ترى كل هذه الخلطة الموجودة بالعمل هل هي ما جذبتك للمُشاركة فيه؟
عوامل كثيرة جذبتني للمُشاركة في هذا العمل بخاصة أنه مأخوذ عن رواية للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، لاسيما وأن الشخصية التي أُقدمها في العمل غنية للغاية ومُختلفة علي، هذا وأن التعاون مع المُخرج محمد ياسين مهم للغاية فهو مُخرج كبير ومُخضرم وأحببت أن أتعاون معه، أما عن وجود نُخبة من النجوم في العمل فهذا شيء مُهم ويصب في مصلحة العمل في النهاية.

ولماذا تنازلت عن فكرة البطولة المُطلقة هذا العام؟
لا أهتم بهذه الأفكار ولكنني أُركز على أن أُقدم دوراً مميزاً في عمل متكامل أفضل من أن أُقدم عمل بطولة مُطلقة ولا قيمة له، ودوري في "أفراح القبة" أراه مميزاً للغاية وسعيد به وأتمني أن يُحقق النجاح مع الجمهور بخاصة أن الشخصية نفسها جديدة ومُختلفة، وأهم شيء بالنسبة لي في الإختيار هو السيناريو وطبيعة الدور والمُخرج ومثل هذه الامور، وطالما توافرت هذه الأمور فلا يهمني إن كان بطولة مُطلقة أو جماعية.

هل من الممكن أن تُشارك في الماراثون الرمضاني بعملين دفعة واحدة؟
الحقيقة أنني لا أستسيغ ذلك إلا لو كان أحد العملين سوري لأنه بذلك سيتم عرضه في مكان آخر ويكون له جمهور آخر، أما عملان في وقت واحد بمصر فأنا أستبعدها لأنها ليست الحل الأمثل إلا إذا كان العملان مُختلفين عن بعضهما البعض، إحداهما تاريخي والآخر حديث.

هل عُرضت عليك أعمال سينمائية خلال الفترة الماضية؟
لم تُعرض علي أي أعمال سينمائية جديدة خلال الفترة الماضية، فالموضوع ليس له علاقة بخاصة أن السينما في مصر لها إعتبارات معينة.

تحدث المُخرج حسني صالح من قبل عن مُسلسل "عودة الشيطان" وقال إنه سيكون عملاً مُستقلاً بذاته بعيداً عن الجزء الأول من "حدائق الشيطان"، فما الذي جذبك إليه؟

ما قرأته هو الجزء الثاني من "حدائق الشيطان" والمؤلف ناصر عبد الرحمن كتب نصاً هائلاً ورائعاً وكُنت أتمنى أن نُقدم هذا العمل خلال الفترة المُقبلة.

أما بالنسبة لمُسلسل "أفراح إبليس" والذي ستُقدم جزءاً ثانياً منه خلال الفترة المُقبلة مع العلم أنه كان مكتوب على نهاية الجزء الاول جملة وهي "لنا لقاء في جزء ثانِ"، لكن لماذا طال الأمر لهذه السنوات؟

قد يكون الموضوع أنه طول، صحيح ما تقوله لكنني أعتقد أن الناس مازالت تتذكر "أفراح إبليس" كما يتذكرون مُسلسل "حدائق الشيطان" الذي تم تقديمه قبل عشرة أعوام، وأعتقد أن الجزء الثاني حين سيتم عرضه، على المحطات الفضائية أن تُعيد عرض الجزء الأول كي تحدث عملية تنشيط للذاكرة وإسترجاع لأحداث الجزء الأول.

قدمت ثلاثة أعمال ضمن إطار الدراما الصعيدية، فهل من المُمكن أن تُكرر التجربة من جديد؟

قدمت في الدراما المصرية قرابة سبعة أعمال، وهناك أعمال أعتز بها ولم تكن ضمن إطار الدراما الصعيدية مثل "قصة حب" و "الشوارع الخلفية"، فالموضوع ليس بالضرورة أن أُقدم أعمالاً صعيدية طوال الوقت، وسوف أُقدمالجزء الثاني منمسلسل "أفراح إبليس" الذي قدمته منذ سنوات، كما أن هوليوود ظلت تعمل على أعمال المافيا لأكثر من خمسين عاماً وهُناك من الأفلام في هذا الإطار حصلت على الاوسكار وبعضها كان تجارياً وعادياً، فهُناك بيئة مُعينة أحياناً تكون جذابة للدراما نتيجة خصوصية هذه البيئة وطبيعة الصراعات التي تحدث فيها.

وهل تهتم بالظهور الدرامي كل عام سواء في مصر أو سوريا أو الدراما العربية المُشتركة؟

أهتم بالظهور كل عام مرة واحدة على الأقل.

ولماذا تهتم بتقديم أعمال تخص الوضع السوري سواء من قريب أو بعيد؟

الفن أحد أمرين إما أن يكون سطحياً وسخيفاً ولا يُسمن من جوع ولا يُغني من فقر وإما أن يكون فناً جيداً وتنويرياًَ وعميقاً ويطرح مشاكل الناس ويحاول التحريض على تغيير واقع سيئ وأنا من أنصار المدرسة الثانية وتربيت عليها ومازلت أُحب وأُخلص لهذه المدرسة.

هُناك بعض الفنانين يرفضون عمل أبنائهم في مجال التمثيل، فما موقفك من عمل إبنك "محمد" في الفن؟

لو أنه أحبّ العمل في الفن حينما يكبر فأنا لا أمانع ولكن يعمل إذا لديه الموهبة وليس لمُجرد أن والده فنان، فأنا لن أمنعه وفي الوقت نفسه لن أدفعه للأمام، وإبني تجاوز السبعة أعوام وأنا أُراقب ميوله فلابد أن أتعرف إليها ومن بعد أدفعه لما يُريد وأشجعه وهذه أفضل خدمة للأبناء.

وفي النهاية ، ماذا عن رؤيتك للدراما والسينما السورية في الوقت الحالي، هل بدأت بالتعافي؟

لسه شوية.. الدراما السورية تأثرت تأثراً كبيراً جداً ومع ذلك هُناك فنانون سوريون أبطال يبذلون مجهوداً هائلاً جداً لتقديم أعمال سورية لا تقل عن إثنين أو ثلاثة لافتين للنظر، وهذا أعتبره عملاً خارقاً في ظل الأوضاع السورية ولا أحد يُقدر ما أقوله إلا لو كان يعيش ظروف هؤلاء الفنانين .