منذ نهايات القرن التّاسع عشر وبدايات القرن العشرين انطلق لبنان في مجال الفن التشكيلي من خلال أهم فنانيه المحدثين، وبالتالي فإن بلدنا ليس وليد الأمس القريب في كونه رائداً في مجال الفن التشكيلي .

ورغم كل الاوضاع اللبنانية المحبطة إلا ان لبنان يبقى واقفاً على أرض ثابتة في إطار الفن والثقافة، ويستمر في الإضاءة بين الظلام .

وفي هذا السياق أقيم اليوم مؤتمر صحافي في متحف سرسق في بيروت، حيث أطلق وزير الثقافة اللبناني ريمون عريجي "المتحف الوطني الافتراضي للفن الحديث".

المتحف هو أول متحف إلكتروني في لبنان، يأخذنا في جولة إفتراضية تنطلق منذ عام 1900، حيث يتم عرض اللوحات للفنانين اللبنانيين بينهم جبران خليل جبران ومصطفى فروخ وسيزار جميل وغيرهم .

كما يتضمن المتحف الإلكتروني معارض دائمة ومساحة عرض بصرية.

ويزودنا المتحف بمعلومات عن كل لوحة، ومعلومات عن السيرة الذاتية الخاصة بالفنانين الذي رسموا اللوحات.

تجدر الإشارة إلى ان المتحف الإلكتروني يخصص مكاناً للفنانين الجدد حيث يعرض أعمالهم ايضاً .

ولا يقتصر المتحف الجديد من نوعه على لبنان فقط بل هدفه إطلاع المغتربين على الفن التشكيلي في بلدهم، حيث أن المعلوات الموجودة هي بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية .

عريجي قال في المؤتمر ان المتحف الإفتراضي يهدف إلى التعريف بالفنانين التشكيليين اللبنانيين وتعريف الناس بأعمالهم، ما يعزز إسم لبنان في مجال الفن التشكيلي ويعزز دور هؤلاء الفنانين في ذلك .

كما ذكر عريجي أن هذا المتحف هو الأول المخصص للفنون الجميلة، وشرح أنه يضم حوالى 2000 لوحة ومنحوتة من أعمال رسامين ونحاتين لبنانيين معاصرين.

وأشار عريجي إلى ان هذه اللوحات موجودة في القصر الجمهوري والسرايا الحكومية (مقر الحكومة) ومجلس النواب ومستودعات وزارة الثقافة.

ولفت عريجي إلى ان إنشاء هذا المتحف وإدارته هما هبة من الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا) تجسيدا لدورها الدائم في مجال الفنون الجميلة منذ العام 1937.

موقعنا كان له هذا اللقاء مع عريجي .

إلى أي مدى ممكن أن يستمر لبنان في أن يكون منارة فنية وثقافية في ظل الأجواء المحبطة التي نعيشها ؟

لبنان واجبه أن يكون منارة للثقافة والفن ، فنحن بإمكانياتنا المتاحة نقوم بذلك ، فتعاوننا مع المجتمع المدني ومع جامعة البلمند أثمر أمراً جميلاً وقيّماً، نأمل أن يطلع الناس على هذه المجموعات الفنية القيمة.

وأود أن أشير إلى ان الأهم هو أننا جعلنا المعرض منصة للفنانين الشباب فبمجرد أن يعرض عمله لدينا يمكن أن يراه الناس جميعاً وبالطبع مجاناً، هذه واجبات الوزارة وهي تقوم بها .

هل هناك اهتمام من قبل الناس بهذا النوع من الفنون في لبنان ؟

هناك اهتمام كبير بالفن التشكيلي اللبناني في العالم ولبنان ، وعبر هذه النشاطات نحن نحمس الناس أكثر وأكثر ، وأنا سعيد جداً وفخور بذلك.

هل من الممكن أن يودي هذا المتحف الإفتراضي إلى متحف حقيقي على أرض الواقع يعرض هذه المجموعات؟

يتم العمل على تحقيق متحف حقيقي يعرض هذه اللوحات من خلال تعاونات مع المجتمع المدني والجامعة اليسوعية .

إذاً هل يؤثر إطلاق المتحف الإلكتروني على حب الناس لرؤية هذه اللوحات على أرض الواقع ؟

في ظل وجود التطبيق والموقع الإلكتروني فإن الامر لن يؤثر على زيارة المتحف لاحقاً في الحقيقة حيث أن مشاهدة اللوحة على الطبيعة لها طابع آخر مختلف عن رؤيتها عبر التطبيق أو الموقع ، كما انه من خلال رؤية اللوحات عبر التطبيق والموقع فالأمر يصل بهذه الأعمال إلى خارج لبنان ويتشجعون على المجيء لزيارة المتحف لاحقاً طبعاً.

من ناحية أخرى فإن مدير مركز الإنسانيات الرقمية دكتور ايلي الضناوي قال لموقعنا إنه من خلال استخدام التقنيات الحديثة في التكنولوجيا تم خلق تلك الزيارة الإفتراضية، وبالتالي يمكن الوصول إلى شريحة اكبر من الشباب حيث ان المتحف بات يصل إليهم بنفسه.

وتابع الضناوي لموقعنا حين سؤاله عن مدى الإختلاف بين الموقع والتطبيق في عرض محتوى المتحف ؟ وقال ان الإثنين متكاملان، ولكن الموقع هو الخزان الأوسع الذي يورد المعلومات الأكمل والأشمل ، ويكتمل هذا الموقع من خلال التطبيق على الهواتف الذكية .

وذكر الضناوي أن هذا المتحف الإفتراضي قد يجعل المسؤولين وأصحاب القرار يفكرون فعلياً في متحف حقيقي حيث نحن اليوم نظهر قيمة اللوحات ونسلط الضوء عليها .