صادف يوم الأربعاء الماضي 27 نيسان/أبريل ذكرى ميلاد الممثلة الجميلة والمتألقة سناء جميل والملقبة بـ"راهبة الفن" والتي قدمت عشرات الأعمال الفنية التي ما زالت راسخة حتى اليوم في بال محبيها، بين أدوار كوميدية وأخرى درامية وجادة، فعلى الرغم من مرور حوالى 14 عاماً على رحيلها، الا أن زوجها الكاتب والصحفي لويس جريس قرر في لفتة خاصة الاحتفال بعيد ميلاد سناء جميل وذلك بحضوره عرض الفيلم التسجيلي "حكاية سناء" للمخرجة روجينا بسالي في مركز الإبداع بدار الأوبرا يوم الخميس.

تجدر الإشارة الى أنه كانت تربط سناء جميل ولويس جريس علاقة حب قوية حيث التقت به الممثلة للمرة الأولى من خلال زميلة صحفية سودانية اسمها خديجة كانت تدرس الصحافة في مصر وكانت معجبة للغاية بتجربة "روز اليوسف" التي كان لويس يعمل فيها صحفياً، وظن لويس في البداية أن سناء جميل مسلمة من كثرة تعايشها مع زميلتها سميحة أيوب في كل تفاصيل حياتها، وكانت تردد دائمًا عبارات بسم الله وصلي على النبي، حتى أخبرها يوما بأنه كان سيتزوجها إن لم تكن مسلمة فردت عليه قائلة: "أنا مسيحية يا لويس وموافقة" حسبما ذكر زوجها في كثير من لقاءاته.

وعلى إثر ذكرى ميلادها نذكر أن سناء عاشت حياة وطفولة قاسية للغاية حيث انتقل والداها للعيش بالعاصمة القاهرة وتركاها بمدرسة المير دي دييه الداخلية الفرنسية آنذاك وهي تبلغ 7 سنوات فقط، فكانت الصدمة الكبرى بالنسبة لها كطفلة حين اختفى والداها مع شقيقتها التوأم وتركها وحيدة في مدرستها الداخلية محرومة من حنان الأسرة، ولم يظهرا بعد ذلك ولم يعرف لحد الساعة سبب اختفائهما الغريب، وهل ما زالا على قيد الحياة أو لا، فسناء جميل عاشت وحيدة بلا اهل وماتت وحيدة أيضاً.

ومن حياتها الشخصية ننتقل الى حياة سناء جميل الفنية حيث يعتبر دور نفيسة في فيلم بداية ونهاية والذي قامت بأدائه سناء ، بدلاً من الممثلة فاتن حمامة ، نقطة انطلاقها الحقيقية في عالم الفن حيث رشحها للدور المخرج صلاح أبو سيف نظرا لموهبتها الفنية الطاغية فكان نقطة البداية الفعلية لها .

كما شاركت جميل في عدد كبير من الأفلام السينمائية من أبرزها وأهمها "توحيدة"، "إمرأة قتلها الحب"، "أهلاً يا كابتن"، "الشك يا حبيبي"، "المجهول"، "ملائكة الشوارع"، "الخرتيت" "البدرون"، الدنيا جرى فيها ايه"، "سواق الهوانم"، "السيد كاف"، "إضحك الصورة تطلع حلوة" و"الزوجة الثانية". ومن أعمالها في الدراما التلفزيونية "الراية البيضاء"، "خالتى صفية والدير"، "الإمتحان"، "عيون الحب"، "البر الغربي"،"الرقص على السلالم المتحركة"، "ساكن قصادي"، "ليت الشباب"، و"الرحيل".


حصلت سناء على العديد من جوائز وزارة الثقافة ووزارة الإعلام، وعلى وسام العلوم والفنون عام 1967، كما تم تكريمها في مهرجان الأفلام الروائية عام 1998 .
وكانت قد وافتها المنية في 22 كانون الأول/ديسمبر عام 2002 عن عمر يناهز الـ 72 عاماً وذلك بعد دخولها في حالة غيبوبة لمدة ثلاثة أيام بسبب إصابتها بفشل في التنفس وورم في الرئة.

الجدير بالذكر أنه قد أقيم مساء الخميس العرض الخاص لفيلم حكاية سناء بقاعة السينما بمركز الإبداع الفني وهو العرض الأول للفيلم التسجيلي "حكاية سناء" للمخرجة روجينا بسالي، وقد إحتفل الصحافي لويس جريس بعيد ميلاد زوجته الممثلة الراحلة سناء جميل، وحضر العرض أيضاً الإعلاميان محمود سعد ومفيد فوزي، المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والممثلة القديرة سميحة أيوب، وجمال العدل وداود عبد السيد.

الفيلم مدته حوالى 60 دقيقة، ويتناول قصة حياة الراحلة سناء جميل وشهادات المقربين منها من فنانين وشخصيات عامة .