أطلّت الإعلامية هلا المر رئيسة تحرير موقع "الفن" عبر برنامج "بكل صراحة" الذي يقدّمه الشدياق توفيق الدكاش على شاشتَي تيلي لوميار ونورسات ، وذلك يوم السبت الماضي عند الساعة الثامنة والنصف مساء .

في بداية الحلقة رحّب الدكاش بالإعلامية هلا المر وشكر لها حضورها، ثمّ حدّد موضوع الحلقة الذي تحمور حول "الظواهر الفنيّة الجديدة" سلبيات وايجابيات.

واستهلّت المر حديثها عن الانتقاد البنّاء فشدّدت على ضرورة استخدام النقد من أجل التصحيح لا من أجل الهدم واهانة الآخر. من هنا أكّدت أنّ الظواهر الفنيّة اليوم تنقسم بين ما هي جيّدة وبين ما هي سيّئة. لكنها شدّدت على أنّ الظواهر الفنية يجب أن تبقى وتستمرّ كل يوم فهي في صلب حياة الإنسان لكننا نريد ظواهر فنية جيّدة وهادفة وضمن إطار الأخلاق الفنية التي كانت سائدة في العصر الذهبيّ للفنّ. مشيرةً إلى أنه لن نشهد على فنانين وفنانات أمثال فيروز وسميرة توفيق وصباح ووديع الصافي وغيرهم لأنّ التربية العائلية للناس تغيّرت وبالتالي الفنّ والفنانون تغيّرت أخلاقهم وبتنا في عصر انحطاط.

ورداً على سؤال حول الفنّ الذي يسيء إلى الدين ، أشارت المر إلى أنّها تستاء جداً ممن يشوّه الدين ويسعى دائماً إلى ضربه وتشويه صورته بالبدع. فالكل حر بإنتقاد الدين المسيحي لكنّ الحرية تقف عند إهانة الدين المسيحي وهو أمر غير مقبول بل مرفوض كلياً. ومن خلال موقعي أرفض أي إهانة للدين المسيحي علماً بأنني منفتحة على كل الديانات والسياسات والدليل على ذلك فريق عملي الذي يتكوّن من إعلاميين من مختلف الطوائف والسياسات.

وعادت لتؤكّد أنها تنتقد لتحسّن ليس إلاّ. وهنا شدّدت على مقدّسين في حياتها وهما لبنان والمسيح. فالمسيح من أهم الشخصيات التي تناولها كبار الفلاسفة ومنهم غاندي الذي قال "لقد أحببت مسيحكم جداً". أما لبنان فهو الوطن الذي لا يموت ووجهت كلمة إلى الذين لا يملكون انتماء وطنياً "لقد دفعنا أثماناً باهظة من اجل الدفاع عن هذا الوطن وللمحافظة على وجودنا". وتابعت "صحيح أننا شوّهنا بلدنا لكن لبنان يبقى الوطن الذي صدّر تلتي الحضارة على حدّ تعبير سعيد عقل وقد ذكر لبنان وأرزه أكثر 72 مرةً في الكتاب المقدّس لذا لدينا تاريخ مهم جداً يجب ألا نفرّط به خصوصاً أننا أرض القداسة ففي كل قرية قديس. أما عن الأرز فقد أشارت المر إلى أنّ أرز لبنان أنقذنا من الحروب مع المصريين بسببخصائصه من خشب و"زوم الأرز seve"،فللأرز منافع عديدة إضافة إلى أنه يشفي من الأمراض.

وفي سؤال عن تشويه الدين أكّدت المر أنّه لو كان الإنسان ينتمي الى الشيوعية فهو يجب ألا ينتقد المسيحية ليشوّه صورتها، وقدّمت مثلاً هو عن الفنانة نايا التي وضعت يدها في مكان حساس فيما كانت ترسم إشارة الصليب وهذا أمر غير مقبول.

وما يصلنا من الغرب ليس بقليل فما تقوم به مادونا وليدي غاغا يهدف إلى تدمير الكنيسة وهنّ من بدع لكنّ ما يصلنا من لبنان فهو للشهرة فقط.

وفي إطار حديثها عن الإعلام أكّدت المر أنه يجب إنشاء لجان لتراقب البرامج فتقوم بحذف ما يجب حذفه وتبقي على ما يجب إبقاؤه.

فمثلاً فيلم "تنورة ماكسي"سمح بعرضه البطريرك صفيروقمت أنا بمناقشة المخرج جو بو عيد الملتزم دينياً فتبيّن لي انّ خطأه ليس في نواياه السيّئة بل في كيفية إظهار فكرته إلى المشاهد وهذا ما أبلغته إياه. وبالنتيجة هو لم يهن الرموز الدينية.

بناءً عليه شدّدت المر على ضرورة انتقاد الظواهر الفنية انطلاقاً من ايماننا بالتصحيح والبناء لا اذعاناً بالهدم والتشويه. فمثلاً الفنانة أحلام انتقدت منذ فترة السيدة فيروز فرددت عليها عبر موقع بطريقة لائقة ومهذّبة فإعتذرت وغيّرت في مواقفها وانتقاداتها وأصبحت تحب فيروز ولبنان . وهذا ما يجعل النقد بناءً مثل نقد نجيب حنكش الذي لم يستخدم مرة كلمة نابية على الهواء.

وعن موجة التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي أوضحت المرّ أنّ كل إعلامي لا ينجح في الإعلام ينتقل إلى مواقع التواصل الإجتماعي وينتقد عشوائياً وهذا ما شهدناه في موجة السخرية على أحلام من كلمات بذيئة مثل "بقرة" وهذا لا يجوز فهذا تشويه لصورتنا في الخارج. أما انا فقد فإنتقدتها عبر موقع الفن بطريق لائقة وبناءة وقامت بالاتصال بي لتقول لي أن مقالي هو الانتقاد الأرقى.

فعندما نشرت صحيفة الشرق الأوسط الكاريكاتور المهين للبنان لم نسمع أي إعلامي انتقد الصحيفة.

وهنا شدّدت على أنّ هذه الفترة هي من أشد الفترات انحطاطاً وتدنياً على المستوى الإعلامي في لبنان.

كما تلقّت بعض الاتصالات التي عبرت في بعضها عن سعادتها بهذه المقابلة الراقية والهادفة كما عبر البعض عن إعجابها بالاعلامية هلا المر وطرح البعض الآخر الأسئلة على المرّ كما تنوّعت الأفكار.

وفي معرض ردّها على أسئلة المشاهدين إعتبرت هلا المر أنّ التربية المنزلية هي الأساس فالتربية تبدأ من المنزل من خلال العائلة وإلا سينشأ الأطفال على قلة الأخلاق وهذا ما نرى نتيجته في مجتمعنا وخصوصاً في الإعلام.

أمّا عن التعري في الاماكن المقدّسة فقد عبّرت المر عن استيائها ممن يدخل الكنيسة بلباس غير محتشم فهذا بيت الربّ ويجب الدخول اليه بلباس محتشم.

وعن دور الدولة اللبنانية في الرقابة على الإعلام أشارت المر إلى أنّ الرقابة الذاتية هي الأهمّ فالدولة لا تحمل سيفاً لتقطع الرؤوس. كما دعت إلى توحيد عيدي الفصح بعيد واحد عند الطوائف المسيحية كافة. ثمّ شدّدت على أهميّة الحوار الحضاري بين الناس الذي يفتح الآفاق وينعش الافكار.

كما وجّهت رسالة إلى اللبنانيين داعية اياهم إلى عدم الخوف على لبنان فهو محميّ من قديسيه مع التأكيد على ضرورة الإلتزام الديني والعمل بالأخلاق الحسنة. وما دام في لبنان فنانون وفنانات أمثال سميرة توفيق التي لا يأتي مثلها والتي تميّزت بأخلاقها العالية فلم تسئ إلى أي من الفنانين أو الإعلاميين طوال مسيرتها الفنيّة بل كانت مثال الفنانة الملتزمة التي تهتمّ بإظهار الجمال في أبهى صوره فلبنان بألف خير على أمل التشبّه بهم وبأخلاقهم المهنيّة والفنيّة.

وأخيراً أكّدت انها ستبقى الصوت الصارخ في وجه الفساد أينما كان طالما لديها منبر إعلامي كموقع الفنّ وهنا وجّهت تحية شكر خاصة إلى رئيس مجموعة البريد والنشرة المهندس أرز المر "تاج الرجال" على حد تعبيرها.

كما وجهت تحية إلى فريق عمل موقع الفنّ الذين ذكرتهم بالأسماء ، وشكرت الشدياق توفيق الدكاش والمخرج رولان كوكباني على استضافته لها وعلى الحوار الجميل ، وشكرت كل من تابع الحلقة واشترك فيها من خلال الإتصال .

ترقبوا إعادة لهذه الحلقة يوم الخميس المقبل عند الساعة الواحدة بعد الظهر .